اقتصرت احتفالات الطوائف المسيحية فى سورية بعيد الفصح المجيد عيد قيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام اليوم

على اقامة الصلوات والقداديس في الكاتدرائيات والكنائس وأماكن العبادة في المحافظات دون معايدات نظرا لما تمر به البلاد بفعل الأعمال الإرهابية التي يرتكبها أعداء الوطن واكراما للشهداء الابرار الذين قضوا فى سبيل رفعة سورية وصون كرامتها وايمانا بوحدة أبناء الشعب السورى بجميع أطيافهم.

ففي دمشق أقيم بكاتدرائية سيدة النياح بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك قداس ترأسه غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك عاونه لفيف من المطارنة والكهنة الاجلاء وخدم القداس جوقة الكاتدرائية.

والقى البطريرك لحام عظة العيد أشار فيها إلى المعاني السامية لعيد الفصح المجيد عيد قيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام.

وأكد البطريرك لحام أن "المصالحة بين السوريين هي خشبة الخلاص الوحيدة لسورية" داعيا دول العالم العربي والغربي إلى "ترك سورية للسوريين ليقرروا شؤونهم وأن تكف عن إرسال السلاح والمحاربين والمرتزقة والمجرمين والمسلحين والإرهابيين والتكفيريين إليها".

وقال البطريرك لحام إن "نظرياتكم ونبؤاتكم بسقوط سورية منذ بداية الأزمة وفي أشهرها الأولى لم تنجح والحرب على سورية لم تنجح والعنف لم ينجح والسلاح لم ينجح وتزويد المسلحين بالسلاح على أنواعه لم ينجح وكذلك الدعايات الإعلامية المزورة والمشاريع التآمرية عربيا وغربيا والعقوبات الاقتصادية والتهديدات بالحديد والنار والتحالفات لم تنجح".

وأكد لحام أن "الحل السلمي هو سيد الأحكام وأن السوريين هم وحدهم الذين يقررون مصيرهم ومن يكون رئيسهم ومن تكون حكومتهم وما هو دستورهم" متسائلا هل ما زالت بعض الدول مصممة على متابعة حرب الإبادة ضد الشعب السوري وتدمير مؤسساته وتدمير كنائسه وجوامعه وتراثه الحضاري وإفقاره وتجويعه وتشريده وازهاق أرواح مواطنيه وكسر معنوياتهم وصمودهم.

وخاطب البطريرك لحام أبناء سورية "انتم أبناء وبنات سورية انتم أبناء القيامة أبناء الحياة ولستم أبناء الموت وآلات الموت لستم أبناء العنف والإرهاب والتعذيب والتشريد والقتل كونوا دائما ابناء القيامة وأبناء الحياة".

وناشد البطريرك لحام باسم سورية العالم أن "يكف يده عن سورية ولتقف آلة الحرب ولنعمل معا لإحلال السلام في سورية لأن سلامها هو سلام المنطقة بأسرها وسورية تستحق إهتمام ومحبة وثقة العالم بأسره".

وقال البطريرك لحام إننا نقول للجميع إن "مؤتمر جنيف 2 أو 3 يجب أن يبدأ في سورية فنحن نصنع جنيف 2 و جنيف 3 ولا أحد غيرنا نحن السوريين يمكنه أن يعيد الأمن والأمان والاستقرار إلى سورية" مضيفا "نحن لا نريد أن تكون سورية أرض الحرب والقتل والعنف والإرهاب بل أن تكون أرض المحبة والسلام".

وقدم البطريرك لحام في ختام رسالته التهاني بعيد الفصح المجيد لكل السوريين في بلدهم وفي البلاد العربية وبلاد الاغتراب.

وفي كاتدرائية مار جرجس للسريان الارثوذكس أقيم احتفال مماثل شارك فيه الأسقف بولس السوقي النائب البطريركي بدمشق والمطرانان جان قواق ومتى الخوري وخدم القداس جوقة مار افرام السرياني البطريركية بدمشق.

والقى النائب البطريركي السوقي عظة العيد أكد فيها على المعاني الانسانية والروحية السامية لعيد الفصح المجيد حيث افتدى السيد المسيح البشرية من اثمها ومن تصرفها الباطل ومن ابليس عدوها اللدود بسبب حبه الجم لنا.

ودعا الأسقف السوقي إلى محبة السيد المسيح ومحبة الانسان لأخيه الانسان مؤكدا أن الجميع اقرباء فكل انسان على وجه البسيطة مهما كان دينه أو مذهبه أخو الانسان كما أكد السيد المسيح وهو مثل السامري الصالح لأنه هو سلامنا وبشر بالسلام البعيدين والقريبين.

ولهج في ختام عظته الله تعالى أن يرفع الوية السلام في العالم وأن يحفظ ويصون بلدنا سورية الحبيبة رئيسا وحكومة وشعبا.

وفي الكنيسة الإنجيلية الوطنية بدمشق أقيم قداس ديني مماثل ترأسه القس بطرس زاعور الرئيس الروحي للكنيسة الذي تحدث في عظة العيد عن معاني هذه المناسبة وقال.. "لقد ملأ المسيح بقيامته الآفاق بفيض من ضياء مجد الفصح وعلى ضوء ذلك أصبح الناس يعلمون أنهم ليسوا سجناء الزمن بل حجاج يسيرون في طريق الابدية فالمسيح بقيامته حول غروب شمسنا الى فجر نهار جميل وشاع الفرح فينا لاننا أصبحنا ندرك أن الذين يموتون لا يذهبون إلى ظلمة وفناء بل الى منبع النور الذي جاء به يوم القيامة البهيج".

وأشار إلى أن الاعياد تأتي كمحطات في مراحل الزمن لتذكرنا بأمور أساسية في الحياة وجوهرية في عقيدتنا الايمانية، لافتا إلى أنه في صبيحة يوم القيامة يعبر العالم المسيحي عن ايمانه بان الموت ليس نهاية كل شيء في الحياة وأن قيامة المسيح التي نحتفل بها في هذه الايام هي عيد الانسانية لأنها ترمز إلى انتصار الفكرة السامية التي بشر بها الصوت الصاعد من الجليل حاملا بشرى الخلاص الى العالم.

كما احتفلت الطائفة الأرمنية الارثوذكسية بعيد الفصح المجيد واقيم قداس الهي بهذه المناسبة في كنيسة مار سركيس للأرمن الارثوذكس بدمشق ترأسه المطران آرماش نالبنديان مطران أبرشية دمشق وتوابعها.

وألقى المطران آرماش عظة العيد تحدث فيها عن معاني ودلالات هذه المناسبة المباركة والتي تتمثل بالمحبة والإخاء والتسامح لافتا إلى ما تعيشه سورية من وحدة وطنية وتآخ بين مكونات المجتمع وأن "هذا التعاضد يعزز من صلابة مواقف سورية ومواجهتها للضغوط والتحديات التي تتعرض لها من جراء مواقفها الوطنية والقومية الثابتة" مؤكدا على التمسك بالحقوق العربية مهما كانت الظروف والضغوط و أن المحاولات الخارجية لإفراغ القضايا العربية من مضامينها الحقيقية ستفشل.

وأشار المطران آرماش إلى أن سورية تشهد اليوم مسيرة التطوير والتحديث إلى جانب الفكر المتجدد واعتماد الشفافية كما أنها تتخذ أبعادا في ظل الاحداث والظروف الصعبة التي تمر بها سورية والأمة العربية بتأكيدها على الصمود والمواجهة ورفض الخضوع والتنازل والتمسك بالمبادئ القومية.

وثمن المطران الوقفة الشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد في وجه ما تتعرض له سورية من مؤامرة وحرب كونية وجهوده المبذولة لاستعادة الحقوق المشروعة لتبقى سورية نموذج التآخي في وطن الأمان والسلام.

وفي السويداء اقتصرت ايضا الاحتفالات التي أقيمت اليوم في مطرانية بصرى وحوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس على الصلوات والقداديس دون معايدات مع الدعاء بأن يعم الخير والسلام والأمن والاستقرار ربوع سورية.

وتحدث المطران سابا إسبر مطران بصرى وحوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس خلال ترؤسه قداسا أقيم بهذه المناسبة عن معاني ودلالات عيد الفصح المجيد مشيراً إلى أن سورية صدرت الحضارات والديانات السماوية إلى العالم وكانت على الدوام بلد التآخي والمحبة والسلام والعيش المشترك بين كل الطوائف والأديان.

وتضرع المطران اسبر إلى الله بأن يبث في قلوب السوريين جميعاً روح المحبة والتسامح والحوار والكلمة الطيبة بدل التخاصم وأن يرد المخطوفين ويرحم شهداء الوطن ويحمي الأرامل ويصون الأيتام ويبارك شعب سورية ويحميها من كل الشرور وأن يفرج الغمة عن بلدنا وأن يهب جميع السوريين نعمة الانتماء الحقيقي للوطن لنكون جميعاً مواطنين صالحين أتقياء وأن تبقى سورية أرض المحبة والإخاء والاستقرار ومنارة للعالم أجمع وأن يعود الأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة إلى ربوع الوطن كافة.

كما أقيم قداس في كنيسة الآباء الكبوشيين ترأسه المطران بولس برخش مطران بصرى وحوران وجبل العرب للروم الملكيين الكاثوليك دعا فيه إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين مختلف أطياف الشعب السوري مبيناً أن سورية شكلت عبر التاريخ فسيفساء فريدة من نوعها بتنوع طوائفها وأطيافها و كانت ملجأ لكل المظلومين في العالم وهي اليوم تتعرض "لحرب قذرة" تستهدف نسيجها الوطني الأمر الذي يتطلب منا جميعاً أن نعي حجم المؤامرة التي تستهدفها والعمل على إفشالها بإيماننا وبوعينا وبوحدتنا الوطنية وتمسكنا بسورية أرض المحبة والسلام.

وبهذه المناسبة أقامت كنيسة الراعي الصالح بالسويداء احتفالاً دينياً ترأسه القس سميح الصدي حيث أشار إلى ما يحمله عيد الفصح المجيد من معانٍ تكرس قيم المحبة التي هي شريعة جعلها الله تسود بين الأمم مؤكدا ان سورية كانت على الدوام أرض المحبة والتآخي والتسامح ومهد الحضارات ومهبط الديانات السماوية.

ودعا الصدي جميع أبناء الوطن إلى الصلاة من أجل سورية وأمنها واستقرارها وأن تزول عنها هذه الغمة ويحفظ الله "جيشها وشعبها وقائدها" من كل مكروه.

وفي طرطوس أشار رئيس اساقفة ابرشية اللاذقية وطرطوس المارونية المطران الياس سليمان في احتفالية الفصح بكاتدرائية سيدة طرطوس اليوم إلى أهمية التأمل في معاني الفصح بوصفه انتصارا للانسان على الموت وتصالح الانسان مع ذاته للتضحية بنفسه من اجل انقاذ الاخرين.

وبين سليمان ضرورة الايمان بهذه المعاني في مواجهة ما تشهده سورية اليوم ولاعلاء كلمة المحبة والسلام في أرض الرسالات السماوية والمصالحة بين أبناء البلد الواحد سعيا إلى النجاة والبناء والازدهار.

وفي هذا الاطار أقيمت مساء أمس صلوات وقداديس عيد الفصح لطائفة الروم الارثوذكس في كنيسة رقاد السيدة بطرطوس حيث أكد المشاركون أن قوة سورية في ايمان أبنائها ووحدتهم وتعاونهم معا لتحقيق رفعتها وانتصارها القادم انطلاقا من الولاء المخلص للوطن.

وفي اللاذقية اقيمت الصلوات والقداديس بهذه المناسبة التي نوهت بمعاني قيامة السيد المسيح الذي حمل إلى الانسانية رسالة المحبة والسلام وقابل الالام والمواجع بالابتسامة والدعاء لله في الصفح عن أعدائه مؤكدة ضرورة الاقتداء برسالة السيد المسيح ليعم الأمن والسلام البشرية جمعاء.

ودعا القس صموئيل حنا راعي الكنيسة الانجيلية إلى التنبه للاخطار التي تحيق بالوطن من جراء المؤامرة التي يتعرض لها ومواجهتها بمزيد من التماسك وتعزيز الوحدة الوطنية ومحاربة الإرهاب ومظاهر التفرقة بين الشعب السوري.

بدوره أكد راعي كنيسة مار ميخائيل للروم الارثوذكس الاب اسبيردون فياض ضرورة اعتماد الصفح والتسامح ومحاربة الفكر الإرهابي الوافد وما يحمله من افكار هدامة ونهج تكفيري غريب عن واقع وتاريخ الشعب السوري الذي يكتنز حضارة عمرها أكثر من 10 آلاف عام.

ونوه راعي كنيسة سيدة البشارة للروم الكاثوليك المطران نيقولاي صواف بتضحيات الشعب السوري والجيش والقوات المسلحة في مواجهة المؤامرة التي يتعرض لها الوطن بعقيدة وطنية راسخة شكلت الأساس الصلب الذي تكسرت عليه احلام المتآمرين وأوهامهم.

وشدد راعي كنيسة مار جرجس للروم الارثوذكس الارشمنديت الكسي نصور أن تضحيات الجيش والقوات المسلحة رسمت طريق النصر الذي باتت ملامحه تلوح في الافق القريب مع فراغ جعبة اعداء سورية وصلابة الجيش السوري وانجازاته المتلاحقة في دحر الإرهابيين.

وفي إدلب اقامت الطوائف المسيحية بالمحافظة الصلوات والقداديس والطقوس الدينية بهذه المناسبة حيث أكد راعي كنيسة مريم العذراء للروم الارثوذكس الاب ابراهيم فرح في عظته أن الطوائف المسيحية صلت من أجل أن يعم السلام والأمن ربوع الوطن والهدوء في النفوس و روح المحبة والتسامح التي تميز ابناء المحافظة التي تربطهم علاقات العيش المشترك وروح التآخي والمحبة التي عمرها آلاف السنين.

ولفت فرح إلى أن الالام التي يمر بها وطننا لا بد أن تتحول إلى آمال بعد أن تتعافى سورية وتخرج من الأزمة وأن يحل في ربوعها الأمن والأمان لانها بلد السلام والمحبة وتعمل بشكل دائم على تعزيز قيم التسامح و تجديد العزم على مواصلة الجهود لتكريس هذه الأسس لبناء مجتمع المحبة.

وأكد محافظ إدلب صفوان ابو سعدى خلال زيارته وأمين فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي عبد السلام الأحمد كنيسة مريم العذراء لتقديم التهاني لأبناء الطوائف المسيحية بعيد الفصح المجيد أن سورية بفضل تماسك ابناء شعبها ووحدتهم وتكاتفهم ستخرج منتصرة واقوى مما كانت علية لافتا إلى أن الشرائع السماوية دعت إلى تكريس قيم الخير والمحبة.

من جهته بين أمين فرع حزب البعث أن أهم ما يميز أبناء الشعب السوري هو نسيجه الاجتماعي المتماسك وصور المحبة والتسامح والعيش المشترك مشيرا إلى أن الالام التي نعاني منها سوف تثمر نصرا و ترسم مستقبلا افضل.

وأشار عدد من أبناء الطوائف المسيحية بالمحافظة إلى أن هذه المناسبة فرصة لتجديد الدعوة للمحبة والتسامح التي دعا إليها رسول المحبة والسلام وتجسيد روح التاخي المبنية على النهج القويم بين جميع أطياف المجتمع والقائمة على غرس قيم التضحية والوفاء في نفوس اجيالنا والعمل على تعميق وتجسيد معاني الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد.

وفي درعا اقيمت الصلوات والقداديس بهذه المناسبة في الكنائس وأماكن العبادة.

وترأس الاب جرجس رزق راعي كنيسة سيدة البشارة للروم الارثوذكس الصلاة حيث أعرب عن امنياته بزوال الغم والهم عن سورية وأبنائها وعودة الاطمئنان إلى أهلها وان يمن الله على السوريين جميعا بالسلام.

وأقامت كنيسة أبرشية بصرى وحوران وجبل العرب للروم الملكيين الكاثوليك قداسا دينيا حدادا على شهداء سورية.

وتحدث الاب ايلي تثنكجي راعي كنيسة مار جريس عن المعاني السامية التي يحملها الفصح المجيد لافتا إلى أن هذا العيد يجسد روح المحبة والإخاء والتعاون بين أبناء الوطن الواحد.

وأشار الاب الياس الحانوت في صلاة وقداس الفصح في كنيسة مار الياس الى حالة التآخي والاستقرار التي تعيشها سورية مسلمين ومسيحيين الأمر الذي يعكس أسمى معاني الوحدة الوطنية واللحمة الشعبية منوها بروابط الأخوة والمحبة التي تعيشها سورية والتي تشكل حالة راقية تسهم في تطور المجتمع وتقدمه.

كما أقامت كنائس ازرع وتبنة وبصير وخبب الصلوات والقداديس احتفالا بعيد الفصح المجيد.

وفي حمص أقيم في كنيسة مار افرام للروم الارثوذكس بحي العدوية اليوم قداس ديني رفعت فيه الصلوات والادعية من أجل عودة الأمن والسلام إلى ربوع سورية.

وأكد الاب يوحنا سكيمي راعي الكنيسة أن سورية ستشفى من آلامها كما شفي السيد المسيح من آلامه متضرعا لله عز وجل أن يبث الرحمة والتسامح والمحبة في قلوب جميع السوريين ليبقى وطنهم أرض المحبة ومهد الحضارات وأن يحفظ الجيش والقوات المسلحة الذي يدافع عن وحدة سورية والحامي الوحيد لجميع طوائفها داعيا إلى تكريس قيم المحبة والتسامح بين جميع اطياف وفئات المجتمع.

وأكد المصلون أن سورية ستبقى قوية وصامدة بعزيمة جيشها وصمود أبنائها متضرعين لله أن يحفظ سورية من كل شر ويعيد الأمن والأمان إليها.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-19
  • 13023
  • من الأرشيف

احتفالات الفصح المجيد تقتصر على الصلوات.. رؤساء الطوائف المسيحية: المصالحة الوطنية خشبة الخلاص.

اقتصرت احتفالات الطوائف المسيحية فى سورية بعيد الفصح المجيد عيد قيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام اليوم على اقامة الصلوات والقداديس في الكاتدرائيات والكنائس وأماكن العبادة في المحافظات دون معايدات نظرا لما تمر به البلاد بفعل الأعمال الإرهابية التي يرتكبها أعداء الوطن واكراما للشهداء الابرار الذين قضوا فى سبيل رفعة سورية وصون كرامتها وايمانا بوحدة أبناء الشعب السورى بجميع أطيافهم. ففي دمشق أقيم بكاتدرائية سيدة النياح بطريركية الروم الملكيين الكاثوليك قداس ترأسه غبطة البطريرك غريغوريوس الثالث لحام بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الكاثوليك عاونه لفيف من المطارنة والكهنة الاجلاء وخدم القداس جوقة الكاتدرائية. والقى البطريرك لحام عظة العيد أشار فيها إلى المعاني السامية لعيد الفصح المجيد عيد قيامة السيد المسيح رسول المحبة والسلام. وأكد البطريرك لحام أن "المصالحة بين السوريين هي خشبة الخلاص الوحيدة لسورية" داعيا دول العالم العربي والغربي إلى "ترك سورية للسوريين ليقرروا شؤونهم وأن تكف عن إرسال السلاح والمحاربين والمرتزقة والمجرمين والمسلحين والإرهابيين والتكفيريين إليها". وقال البطريرك لحام إن "نظرياتكم ونبؤاتكم بسقوط سورية منذ بداية الأزمة وفي أشهرها الأولى لم تنجح والحرب على سورية لم تنجح والعنف لم ينجح والسلاح لم ينجح وتزويد المسلحين بالسلاح على أنواعه لم ينجح وكذلك الدعايات الإعلامية المزورة والمشاريع التآمرية عربيا وغربيا والعقوبات الاقتصادية والتهديدات بالحديد والنار والتحالفات لم تنجح". وأكد لحام أن "الحل السلمي هو سيد الأحكام وأن السوريين هم وحدهم الذين يقررون مصيرهم ومن يكون رئيسهم ومن تكون حكومتهم وما هو دستورهم" متسائلا هل ما زالت بعض الدول مصممة على متابعة حرب الإبادة ضد الشعب السوري وتدمير مؤسساته وتدمير كنائسه وجوامعه وتراثه الحضاري وإفقاره وتجويعه وتشريده وازهاق أرواح مواطنيه وكسر معنوياتهم وصمودهم. وخاطب البطريرك لحام أبناء سورية "انتم أبناء وبنات سورية انتم أبناء القيامة أبناء الحياة ولستم أبناء الموت وآلات الموت لستم أبناء العنف والإرهاب والتعذيب والتشريد والقتل كونوا دائما ابناء القيامة وأبناء الحياة". وناشد البطريرك لحام باسم سورية العالم أن "يكف يده عن سورية ولتقف آلة الحرب ولنعمل معا لإحلال السلام في سورية لأن سلامها هو سلام المنطقة بأسرها وسورية تستحق إهتمام ومحبة وثقة العالم بأسره". وقال البطريرك لحام إننا نقول للجميع إن "مؤتمر جنيف 2 أو 3 يجب أن يبدأ في سورية فنحن نصنع جنيف 2 و جنيف 3 ولا أحد غيرنا نحن السوريين يمكنه أن يعيد الأمن والأمان والاستقرار إلى سورية" مضيفا "نحن لا نريد أن تكون سورية أرض الحرب والقتل والعنف والإرهاب بل أن تكون أرض المحبة والسلام". وقدم البطريرك لحام في ختام رسالته التهاني بعيد الفصح المجيد لكل السوريين في بلدهم وفي البلاد العربية وبلاد الاغتراب. وفي كاتدرائية مار جرجس للسريان الارثوذكس أقيم احتفال مماثل شارك فيه الأسقف بولس السوقي النائب البطريركي بدمشق والمطرانان جان قواق ومتى الخوري وخدم القداس جوقة مار افرام السرياني البطريركية بدمشق. والقى النائب البطريركي السوقي عظة العيد أكد فيها على المعاني الانسانية والروحية السامية لعيد الفصح المجيد حيث افتدى السيد المسيح البشرية من اثمها ومن تصرفها الباطل ومن ابليس عدوها اللدود بسبب حبه الجم لنا. ودعا الأسقف السوقي إلى محبة السيد المسيح ومحبة الانسان لأخيه الانسان مؤكدا أن الجميع اقرباء فكل انسان على وجه البسيطة مهما كان دينه أو مذهبه أخو الانسان كما أكد السيد المسيح وهو مثل السامري الصالح لأنه هو سلامنا وبشر بالسلام البعيدين والقريبين. ولهج في ختام عظته الله تعالى أن يرفع الوية السلام في العالم وأن يحفظ ويصون بلدنا سورية الحبيبة رئيسا وحكومة وشعبا. وفي الكنيسة الإنجيلية الوطنية بدمشق أقيم قداس ديني مماثل ترأسه القس بطرس زاعور الرئيس الروحي للكنيسة الذي تحدث في عظة العيد عن معاني هذه المناسبة وقال.. "لقد ملأ المسيح بقيامته الآفاق بفيض من ضياء مجد الفصح وعلى ضوء ذلك أصبح الناس يعلمون أنهم ليسوا سجناء الزمن بل حجاج يسيرون في طريق الابدية فالمسيح بقيامته حول غروب شمسنا الى فجر نهار جميل وشاع الفرح فينا لاننا أصبحنا ندرك أن الذين يموتون لا يذهبون إلى ظلمة وفناء بل الى منبع النور الذي جاء به يوم القيامة البهيج". وأشار إلى أن الاعياد تأتي كمحطات في مراحل الزمن لتذكرنا بأمور أساسية في الحياة وجوهرية في عقيدتنا الايمانية، لافتا إلى أنه في صبيحة يوم القيامة يعبر العالم المسيحي عن ايمانه بان الموت ليس نهاية كل شيء في الحياة وأن قيامة المسيح التي نحتفل بها في هذه الايام هي عيد الانسانية لأنها ترمز إلى انتصار الفكرة السامية التي بشر بها الصوت الصاعد من الجليل حاملا بشرى الخلاص الى العالم. كما احتفلت الطائفة الأرمنية الارثوذكسية بعيد الفصح المجيد واقيم قداس الهي بهذه المناسبة في كنيسة مار سركيس للأرمن الارثوذكس بدمشق ترأسه المطران آرماش نالبنديان مطران أبرشية دمشق وتوابعها. وألقى المطران آرماش عظة العيد تحدث فيها عن معاني ودلالات هذه المناسبة المباركة والتي تتمثل بالمحبة والإخاء والتسامح لافتا إلى ما تعيشه سورية من وحدة وطنية وتآخ بين مكونات المجتمع وأن "هذا التعاضد يعزز من صلابة مواقف سورية ومواجهتها للضغوط والتحديات التي تتعرض لها من جراء مواقفها الوطنية والقومية الثابتة" مؤكدا على التمسك بالحقوق العربية مهما كانت الظروف والضغوط و أن المحاولات الخارجية لإفراغ القضايا العربية من مضامينها الحقيقية ستفشل. وأشار المطران آرماش إلى أن سورية تشهد اليوم مسيرة التطوير والتحديث إلى جانب الفكر المتجدد واعتماد الشفافية كما أنها تتخذ أبعادا في ظل الاحداث والظروف الصعبة التي تمر بها سورية والأمة العربية بتأكيدها على الصمود والمواجهة ورفض الخضوع والتنازل والتمسك بالمبادئ القومية. وثمن المطران الوقفة الشجاعة للسيد الرئيس بشار الأسد في وجه ما تتعرض له سورية من مؤامرة وحرب كونية وجهوده المبذولة لاستعادة الحقوق المشروعة لتبقى سورية نموذج التآخي في وطن الأمان والسلام. وفي السويداء اقتصرت ايضا الاحتفالات التي أقيمت اليوم في مطرانية بصرى وحوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس على الصلوات والقداديس دون معايدات مع الدعاء بأن يعم الخير والسلام والأمن والاستقرار ربوع سورية. وتحدث المطران سابا إسبر مطران بصرى وحوران وجبل العرب للروم الأرثوذكس خلال ترؤسه قداسا أقيم بهذه المناسبة عن معاني ودلالات عيد الفصح المجيد مشيراً إلى أن سورية صدرت الحضارات والديانات السماوية إلى العالم وكانت على الدوام بلد التآخي والمحبة والسلام والعيش المشترك بين كل الطوائف والأديان. وتضرع المطران اسبر إلى الله بأن يبث في قلوب السوريين جميعاً روح المحبة والتسامح والحوار والكلمة الطيبة بدل التخاصم وأن يرد المخطوفين ويرحم شهداء الوطن ويحمي الأرامل ويصون الأيتام ويبارك شعب سورية ويحميها من كل الشرور وأن يفرج الغمة عن بلدنا وأن يهب جميع السوريين نعمة الانتماء الحقيقي للوطن لنكون جميعاً مواطنين صالحين أتقياء وأن تبقى سورية أرض المحبة والإخاء والاستقرار ومنارة للعالم أجمع وأن يعود الأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة إلى ربوع الوطن كافة. كما أقيم قداس في كنيسة الآباء الكبوشيين ترأسه المطران بولس برخش مطران بصرى وحوران وجبل العرب للروم الملكيين الكاثوليك دعا فيه إلى تعزيز الوحدة الوطنية بين مختلف أطياف الشعب السوري مبيناً أن سورية شكلت عبر التاريخ فسيفساء فريدة من نوعها بتنوع طوائفها وأطيافها و كانت ملجأ لكل المظلومين في العالم وهي اليوم تتعرض "لحرب قذرة" تستهدف نسيجها الوطني الأمر الذي يتطلب منا جميعاً أن نعي حجم المؤامرة التي تستهدفها والعمل على إفشالها بإيماننا وبوعينا وبوحدتنا الوطنية وتمسكنا بسورية أرض المحبة والسلام. وبهذه المناسبة أقامت كنيسة الراعي الصالح بالسويداء احتفالاً دينياً ترأسه القس سميح الصدي حيث أشار إلى ما يحمله عيد الفصح المجيد من معانٍ تكرس قيم المحبة التي هي شريعة جعلها الله تسود بين الأمم مؤكدا ان سورية كانت على الدوام أرض المحبة والتآخي والتسامح ومهد الحضارات ومهبط الديانات السماوية. ودعا الصدي جميع أبناء الوطن إلى الصلاة من أجل سورية وأمنها واستقرارها وأن تزول عنها هذه الغمة ويحفظ الله "جيشها وشعبها وقائدها" من كل مكروه. وفي طرطوس أشار رئيس اساقفة ابرشية اللاذقية وطرطوس المارونية المطران الياس سليمان في احتفالية الفصح بكاتدرائية سيدة طرطوس اليوم إلى أهمية التأمل في معاني الفصح بوصفه انتصارا للانسان على الموت وتصالح الانسان مع ذاته للتضحية بنفسه من اجل انقاذ الاخرين. وبين سليمان ضرورة الايمان بهذه المعاني في مواجهة ما تشهده سورية اليوم ولاعلاء كلمة المحبة والسلام في أرض الرسالات السماوية والمصالحة بين أبناء البلد الواحد سعيا إلى النجاة والبناء والازدهار. وفي هذا الاطار أقيمت مساء أمس صلوات وقداديس عيد الفصح لطائفة الروم الارثوذكس في كنيسة رقاد السيدة بطرطوس حيث أكد المشاركون أن قوة سورية في ايمان أبنائها ووحدتهم وتعاونهم معا لتحقيق رفعتها وانتصارها القادم انطلاقا من الولاء المخلص للوطن. وفي اللاذقية اقيمت الصلوات والقداديس بهذه المناسبة التي نوهت بمعاني قيامة السيد المسيح الذي حمل إلى الانسانية رسالة المحبة والسلام وقابل الالام والمواجع بالابتسامة والدعاء لله في الصفح عن أعدائه مؤكدة ضرورة الاقتداء برسالة السيد المسيح ليعم الأمن والسلام البشرية جمعاء. ودعا القس صموئيل حنا راعي الكنيسة الانجيلية إلى التنبه للاخطار التي تحيق بالوطن من جراء المؤامرة التي يتعرض لها ومواجهتها بمزيد من التماسك وتعزيز الوحدة الوطنية ومحاربة الإرهاب ومظاهر التفرقة بين الشعب السوري. بدوره أكد راعي كنيسة مار ميخائيل للروم الارثوذكس الاب اسبيردون فياض ضرورة اعتماد الصفح والتسامح ومحاربة الفكر الإرهابي الوافد وما يحمله من افكار هدامة ونهج تكفيري غريب عن واقع وتاريخ الشعب السوري الذي يكتنز حضارة عمرها أكثر من 10 آلاف عام. ونوه راعي كنيسة سيدة البشارة للروم الكاثوليك المطران نيقولاي صواف بتضحيات الشعب السوري والجيش والقوات المسلحة في مواجهة المؤامرة التي يتعرض لها الوطن بعقيدة وطنية راسخة شكلت الأساس الصلب الذي تكسرت عليه احلام المتآمرين وأوهامهم. وشدد راعي كنيسة مار جرجس للروم الارثوذكس الارشمنديت الكسي نصور أن تضحيات الجيش والقوات المسلحة رسمت طريق النصر الذي باتت ملامحه تلوح في الافق القريب مع فراغ جعبة اعداء سورية وصلابة الجيش السوري وانجازاته المتلاحقة في دحر الإرهابيين. وفي إدلب اقامت الطوائف المسيحية بالمحافظة الصلوات والقداديس والطقوس الدينية بهذه المناسبة حيث أكد راعي كنيسة مريم العذراء للروم الارثوذكس الاب ابراهيم فرح في عظته أن الطوائف المسيحية صلت من أجل أن يعم السلام والأمن ربوع الوطن والهدوء في النفوس و روح المحبة والتسامح التي تميز ابناء المحافظة التي تربطهم علاقات العيش المشترك وروح التآخي والمحبة التي عمرها آلاف السنين. ولفت فرح إلى أن الالام التي يمر بها وطننا لا بد أن تتحول إلى آمال بعد أن تتعافى سورية وتخرج من الأزمة وأن يحل في ربوعها الأمن والأمان لانها بلد السلام والمحبة وتعمل بشكل دائم على تعزيز قيم التسامح و تجديد العزم على مواصلة الجهود لتكريس هذه الأسس لبناء مجتمع المحبة. وأكد محافظ إدلب صفوان ابو سعدى خلال زيارته وأمين فرع إدلب لحزب البعث العربي الاشتراكي عبد السلام الأحمد كنيسة مريم العذراء لتقديم التهاني لأبناء الطوائف المسيحية بعيد الفصح المجيد أن سورية بفضل تماسك ابناء شعبها ووحدتهم وتكاتفهم ستخرج منتصرة واقوى مما كانت علية لافتا إلى أن الشرائع السماوية دعت إلى تكريس قيم الخير والمحبة. من جهته بين أمين فرع حزب البعث أن أهم ما يميز أبناء الشعب السوري هو نسيجه الاجتماعي المتماسك وصور المحبة والتسامح والعيش المشترك مشيرا إلى أن الالام التي نعاني منها سوف تثمر نصرا و ترسم مستقبلا افضل. وأشار عدد من أبناء الطوائف المسيحية بالمحافظة إلى أن هذه المناسبة فرصة لتجديد الدعوة للمحبة والتسامح التي دعا إليها رسول المحبة والسلام وتجسيد روح التاخي المبنية على النهج القويم بين جميع أطياف المجتمع والقائمة على غرس قيم التضحية والوفاء في نفوس اجيالنا والعمل على تعميق وتجسيد معاني الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن الواحد. وفي درعا اقيمت الصلوات والقداديس بهذه المناسبة في الكنائس وأماكن العبادة. وترأس الاب جرجس رزق راعي كنيسة سيدة البشارة للروم الارثوذكس الصلاة حيث أعرب عن امنياته بزوال الغم والهم عن سورية وأبنائها وعودة الاطمئنان إلى أهلها وان يمن الله على السوريين جميعا بالسلام. وأقامت كنيسة أبرشية بصرى وحوران وجبل العرب للروم الملكيين الكاثوليك قداسا دينيا حدادا على شهداء سورية. وتحدث الاب ايلي تثنكجي راعي كنيسة مار جريس عن المعاني السامية التي يحملها الفصح المجيد لافتا إلى أن هذا العيد يجسد روح المحبة والإخاء والتعاون بين أبناء الوطن الواحد. وأشار الاب الياس الحانوت في صلاة وقداس الفصح في كنيسة مار الياس الى حالة التآخي والاستقرار التي تعيشها سورية مسلمين ومسيحيين الأمر الذي يعكس أسمى معاني الوحدة الوطنية واللحمة الشعبية منوها بروابط الأخوة والمحبة التي تعيشها سورية والتي تشكل حالة راقية تسهم في تطور المجتمع وتقدمه. كما أقامت كنائس ازرع وتبنة وبصير وخبب الصلوات والقداديس احتفالا بعيد الفصح المجيد. وفي حمص أقيم في كنيسة مار افرام للروم الارثوذكس بحي العدوية اليوم قداس ديني رفعت فيه الصلوات والادعية من أجل عودة الأمن والسلام إلى ربوع سورية. وأكد الاب يوحنا سكيمي راعي الكنيسة أن سورية ستشفى من آلامها كما شفي السيد المسيح من آلامه متضرعا لله عز وجل أن يبث الرحمة والتسامح والمحبة في قلوب جميع السوريين ليبقى وطنهم أرض المحبة ومهد الحضارات وأن يحفظ الجيش والقوات المسلحة الذي يدافع عن وحدة سورية والحامي الوحيد لجميع طوائفها داعيا إلى تكريس قيم المحبة والتسامح بين جميع اطياف وفئات المجتمع. وأكد المصلون أن سورية ستبقى قوية وصامدة بعزيمة جيشها وصمود أبنائها متضرعين لله أن يحفظ سورية من كل شر ويعيد الأمن والأمان إليها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة