تمكن مراسل «نيويورك تايمز» في بيروت بن هبرد من إجراء تحقيقين استقصائيين شاملين حول آليات التدخل الأردني في سوريا،  نشر الأول في 10 نيسان 2014، تحت عنوان «الأردن يساعد المتمردين بحذر»، والثاني في 12 نيسان 2014 تحت عنوان «الحرب السورية تلهم مجاهدي مدينة أردنية».

ويستنتج بن هبرد «أن الأردن قارب الحرب السورية، بحذر، لأن مواطنيه منقسمون بشأن الانتفاضة. وأحياناً ضغط المسؤولون الأردنيون على المتمردين للانسحاب من المناطق الاستراتيجية؛ ففي العام الماضي، قام المتمردون بإغلاق الطريق الرئيسي بين عمان ودمشق لأكثر من شهر، وتوقفت التجارة حتى تدخلت عمان مع قادة المتمردين لفتح الطريق، بحسب الجنرال الزعبي في قيادة العمليات العسكرية في عمان». ويعطي هبرد الإجابة عن سؤال طالما حيّر الجمهور الأردني، إذ «كيف تدخل شاحنات البضائع من سوريا إلى الأردن عن طريق معبر تديره الحكومة السورية، ولكن تحاصره قوات المتمردين الذين يعرفون أن مهاجمة المنشأة يمكن أن تؤدي إلى إغلاق الحدود الأردنية، أمامهم». وذكر أنه «عندما يريد المتمردون الذهاب إلى سوريا، تحدد الاستخبارات الأردنية أوقاتاً محددة لهم، وعندما يحتاجون إلى أسلحة، يتقدمون بطلبهم إلى «غرفة عمليات» في عمان يديرها عناصر من الأردن والسعودية والولايات المتحدة». ويلاحظ أنه «في المدن القريبة من الحدود الأردنية مع سوريا، فإن غرفة العمليات، المعروفة باسم «قيادة العمليات العسكرية»، سر مكشوف». ويستنتج هبرد أن قرارات غرفة العمليات في عمان «تعكس التوازن بين مصالح الجهات الفاعلة الرئيسية: السعودية بوصفها المموّل الأكبر للمتمردين وتسعى إلى زيادة دعمهم، والأردن يقوم بإدارة الحدود ويحث على توخي الحذر، فيما تحتفظ الولايات المتحدة بحق النقض على شحنات الأسلحة؛ ففي حين تزود غرفة العمليات المقاتلين الذخيرة وبنادق وصواريخ مضادة للدبابات، إلا أنها ترفض تقديم الصواريخ المضادة للطائرات...». وتنسّق غرفة العمليات في عمان «برنامج وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) لتدريب المقاتلين المتمردين الذي أذن به الرئيس باراك أوباما في نيسان من العام الماضي».

وفي النص الثاني، ينقل هبرد عن محللين وقياديين إسلاميين «أن ما بين 800 و1200 أردني ذهبوا للقتال في سوريا، أي أكثر من ضعف عدد الذين قاتلوا في أفغانستان أو العراق. ورغم توافد المقاتلين من جميع أنحاء البلاد، فإن ثلثهم يأتون من هنا»، أي من الزرقاء، مسقط رأس أبو مصعب الزرقاوي. وخلص هبرد إلى أن «معظم المقاتلين يعبرون الحدود للانضمام إلى «جبهة النصرة» أو «داعش»، وهما مجموعتان منبثقتان من تنظيم القاعدة».

  • فريق ماسة
  • 2014-04-16
  • 13095
  • من الأرشيف

«نيويورك تايمز» : الأردن يساعد المتمردين بحذر !

تمكن مراسل «نيويورك تايمز» في بيروت بن هبرد من إجراء تحقيقين استقصائيين شاملين حول آليات التدخل الأردني في سوريا،  نشر الأول في 10 نيسان 2014، تحت عنوان «الأردن يساعد المتمردين بحذر»، والثاني في 12 نيسان 2014 تحت عنوان «الحرب السورية تلهم مجاهدي مدينة أردنية». ويستنتج بن هبرد «أن الأردن قارب الحرب السورية، بحذر، لأن مواطنيه منقسمون بشأن الانتفاضة. وأحياناً ضغط المسؤولون الأردنيون على المتمردين للانسحاب من المناطق الاستراتيجية؛ ففي العام الماضي، قام المتمردون بإغلاق الطريق الرئيسي بين عمان ودمشق لأكثر من شهر، وتوقفت التجارة حتى تدخلت عمان مع قادة المتمردين لفتح الطريق، بحسب الجنرال الزعبي في قيادة العمليات العسكرية في عمان». ويعطي هبرد الإجابة عن سؤال طالما حيّر الجمهور الأردني، إذ «كيف تدخل شاحنات البضائع من سوريا إلى الأردن عن طريق معبر تديره الحكومة السورية، ولكن تحاصره قوات المتمردين الذين يعرفون أن مهاجمة المنشأة يمكن أن تؤدي إلى إغلاق الحدود الأردنية، أمامهم». وذكر أنه «عندما يريد المتمردون الذهاب إلى سوريا، تحدد الاستخبارات الأردنية أوقاتاً محددة لهم، وعندما يحتاجون إلى أسلحة، يتقدمون بطلبهم إلى «غرفة عمليات» في عمان يديرها عناصر من الأردن والسعودية والولايات المتحدة». ويلاحظ أنه «في المدن القريبة من الحدود الأردنية مع سوريا، فإن غرفة العمليات، المعروفة باسم «قيادة العمليات العسكرية»، سر مكشوف». ويستنتج هبرد أن قرارات غرفة العمليات في عمان «تعكس التوازن بين مصالح الجهات الفاعلة الرئيسية: السعودية بوصفها المموّل الأكبر للمتمردين وتسعى إلى زيادة دعمهم، والأردن يقوم بإدارة الحدود ويحث على توخي الحذر، فيما تحتفظ الولايات المتحدة بحق النقض على شحنات الأسلحة؛ ففي حين تزود غرفة العمليات المقاتلين الذخيرة وبنادق وصواريخ مضادة للدبابات، إلا أنها ترفض تقديم الصواريخ المضادة للطائرات...». وتنسّق غرفة العمليات في عمان «برنامج وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) لتدريب المقاتلين المتمردين الذي أذن به الرئيس باراك أوباما في نيسان من العام الماضي». وفي النص الثاني، ينقل هبرد عن محللين وقياديين إسلاميين «أن ما بين 800 و1200 أردني ذهبوا للقتال في سوريا، أي أكثر من ضعف عدد الذين قاتلوا في أفغانستان أو العراق. ورغم توافد المقاتلين من جميع أنحاء البلاد، فإن ثلثهم يأتون من هنا»، أي من الزرقاء، مسقط رأس أبو مصعب الزرقاوي. وخلص هبرد إلى أن «معظم المقاتلين يعبرون الحدود للانضمام إلى «جبهة النصرة» أو «داعش»، وهما مجموعتان منبثقتان من تنظيم القاعدة».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة