استعاد الجيش السوري زمام المبادرة في مناطق مختلفة من حلب ومحيطها، بعد معارك عنيفة شهدتها هذه المناطق طيلة الأيام الماضية. وتقدمت وحدة من الجيش إلى ساحة الملح جنوب القلعة في المدينة القديمة، فيما أعادت وحدات أخرى السيطرة على معظم منطقة الراموسة الصناعية جنوب حلب، والتي سبق أن تسلل إليها العشرات من مسلحي «الجبهة الاسلامية» و«جبهة النصرة»، محاولين قطع طريق حلب ــ خناصر ــ حماه، أي الطريق الذي يصل أحياء حلب التي لا تزال خاضعة لسلطة الدولة بالعاصمة وباقي المناطق السورية الآمنة.

 وإثر ذلك تم السماح لعشرات الشاحنات المحملة بالبضائع والمنتجات الزراعية وصهاريج الوقود بعبور منطقة الراموسة نحو مدينة حلب، في وقت ردّت فيه الجماعات المسلحة، المبعدة عن الطريق، باستهداف مناطق الراموسة والحمدانية بقذائف الهاون وأسطوانات الغاز المفخخة.

وأحبط الجيش، كذلك، محاولات تقدمهم شمال فرع «الاستخبارات الجوية» ومسجد الرسول الأعظم، حيث أمطروا المنطقة بعشرات قذائف الهاون، في وقت دمّر فيه سلاح الجو عدداً من الأبنية التي تحصّنوا فيها شمال الزهراء، وفق مصدر عسكري. وتابع سلاح الجو غاراته على خطوط إمداد المسلحين ومستودعات الذخيرة وتجمعاتهم جنوباً، وفي بني زيد ومحيط السجن المركزي والمدينة الصناعية وتلرفعت شمالاً.

 نحو حمص خالية من المسلحين

 أيام قليلة تفصل الجيش عن السيطرة على مدينة حمص القديمة بحسب توقعات عسكريين سوريين. المدينة المنكوبة على موعد مع إعلانها مدينة آمنة بالكامل، بعد التسوية المرتقبة في حي الوعر (غرب المدينة)، الخارج بمعظمه عن سيطرة الدولة. الخلافات التي تنهك المسلحين المحاصرين «وصلت بهم إلى أعلى مراحل اليأس»، بحسب مصدر ميداني رسمي. واستمرت الحملة العسكرية على أحياء حمص القديمة، في ظل تقدم لافت في وادي السايح وباب هود والحميدية وجورة الشياح.

 الحي الأخير الذي بقي هادئاً طيلة فترة وساطة الأمم المتحدة، لإخراج من يريد النجاة من أهالي الحي ومسلحيه، عاد إلى الواجهة. مئات العسكريين الذين رابطوا على تخومه طوال أشهر، يشاركون تعزيزات جديدة للجيش في التوغل البري بعد تمهيد ناري كثيف خلال الأيام الماضية. لكن العملية العسكرية المفتوحة على جميع مداخل المدينة القديمة لم تمنع مسلحي حي جب الجندلي من الهرب، وتسليم 36 منهم أنفسهم مع أسلحتهم، بعد معلومات عن سقوط عشرات القتلى من المسلحين، جراء الاشتباكات مع الجيش. 59 مسلحاً آخرين من أحياء الإنشاءات وكرم الشامي، بينهم 10 عسكريين فارين في المخرم الفوقاني، جرت تسوية أوضاعهم. في المقابل، أعلنت كتائب «أحفاد خالد» التابعة لـ«الجبهة الإسلامية» مسؤوليتها عن قصف الأحياء التي سمّتها «موالية» بصواريخ «غراد». وأدى القصف إلى وقوع إصابات، بينها مصور الـ«بي. بي.سي.» فيليب غودوين، أثناء وجوده داخل مركز إيواء في حيّ الدبلان.

في موازاة ذلك، وبعد تهاوي المسلّحين بسرعة كبيرة في القلمون في ريف دمشق، انسحب من بقي منهم في تلفيتا في اتجاه الزبداني في ريف دمشق الشرقي.

وأفادت معلومات «الأخبار» بأنّ سكان الزبداني عبّروا عن استيائهم من لجوء المسلحين إلى بلدتهم، مطالبين بانسحابهم لتجنيب المدينة عملية عسكرية.

في موازاة ذلك، تستمر الاشتباكات العنيفة في الغوطة الشرقية، لا سيّما في المليحة وجوبر ومحيط دوما، حيث لم يحرز الجيش أي تقدّم حتى الساعة. الاشتباكات التي دارت داخل مزارع تل كردي وعاليه في دوما أدت إلى مقتل العديد من المسلحين، أبرزهم مالك قشوع، قائد «كتيبة أسود الله». وتستمر المعارك في المليحة حيث قتل نائب قائد «لواء بدر»، التابع لـ«جيش الإسلام»، أبو محمد الشامي، إضافة الى قائد أركان «لواء شهداء دوما»، مع خمسة من أفراد مجموعته.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-16
  • 13008
  • من الأرشيف

الجيش يستعيد زمام المبادرة في حلب: مدخل المدينة آمن

استعاد الجيش السوري زمام المبادرة في مناطق مختلفة من حلب ومحيطها، بعد معارك عنيفة شهدتها هذه المناطق طيلة الأيام الماضية. وتقدمت وحدة من الجيش إلى ساحة الملح جنوب القلعة في المدينة القديمة، فيما أعادت وحدات أخرى السيطرة على معظم منطقة الراموسة الصناعية جنوب حلب، والتي سبق أن تسلل إليها العشرات من مسلحي «الجبهة الاسلامية» و«جبهة النصرة»، محاولين قطع طريق حلب ــ خناصر ــ حماه، أي الطريق الذي يصل أحياء حلب التي لا تزال خاضعة لسلطة الدولة بالعاصمة وباقي المناطق السورية الآمنة.  وإثر ذلك تم السماح لعشرات الشاحنات المحملة بالبضائع والمنتجات الزراعية وصهاريج الوقود بعبور منطقة الراموسة نحو مدينة حلب، في وقت ردّت فيه الجماعات المسلحة، المبعدة عن الطريق، باستهداف مناطق الراموسة والحمدانية بقذائف الهاون وأسطوانات الغاز المفخخة. وأحبط الجيش، كذلك، محاولات تقدمهم شمال فرع «الاستخبارات الجوية» ومسجد الرسول الأعظم، حيث أمطروا المنطقة بعشرات قذائف الهاون، في وقت دمّر فيه سلاح الجو عدداً من الأبنية التي تحصّنوا فيها شمال الزهراء، وفق مصدر عسكري. وتابع سلاح الجو غاراته على خطوط إمداد المسلحين ومستودعات الذخيرة وتجمعاتهم جنوباً، وفي بني زيد ومحيط السجن المركزي والمدينة الصناعية وتلرفعت شمالاً.  نحو حمص خالية من المسلحين  أيام قليلة تفصل الجيش عن السيطرة على مدينة حمص القديمة بحسب توقعات عسكريين سوريين. المدينة المنكوبة على موعد مع إعلانها مدينة آمنة بالكامل، بعد التسوية المرتقبة في حي الوعر (غرب المدينة)، الخارج بمعظمه عن سيطرة الدولة. الخلافات التي تنهك المسلحين المحاصرين «وصلت بهم إلى أعلى مراحل اليأس»، بحسب مصدر ميداني رسمي. واستمرت الحملة العسكرية على أحياء حمص القديمة، في ظل تقدم لافت في وادي السايح وباب هود والحميدية وجورة الشياح.  الحي الأخير الذي بقي هادئاً طيلة فترة وساطة الأمم المتحدة، لإخراج من يريد النجاة من أهالي الحي ومسلحيه، عاد إلى الواجهة. مئات العسكريين الذين رابطوا على تخومه طوال أشهر، يشاركون تعزيزات جديدة للجيش في التوغل البري بعد تمهيد ناري كثيف خلال الأيام الماضية. لكن العملية العسكرية المفتوحة على جميع مداخل المدينة القديمة لم تمنع مسلحي حي جب الجندلي من الهرب، وتسليم 36 منهم أنفسهم مع أسلحتهم، بعد معلومات عن سقوط عشرات القتلى من المسلحين، جراء الاشتباكات مع الجيش. 59 مسلحاً آخرين من أحياء الإنشاءات وكرم الشامي، بينهم 10 عسكريين فارين في المخرم الفوقاني، جرت تسوية أوضاعهم. في المقابل، أعلنت كتائب «أحفاد خالد» التابعة لـ«الجبهة الإسلامية» مسؤوليتها عن قصف الأحياء التي سمّتها «موالية» بصواريخ «غراد». وأدى القصف إلى وقوع إصابات، بينها مصور الـ«بي. بي.سي.» فيليب غودوين، أثناء وجوده داخل مركز إيواء في حيّ الدبلان. في موازاة ذلك، وبعد تهاوي المسلّحين بسرعة كبيرة في القلمون في ريف دمشق، انسحب من بقي منهم في تلفيتا في اتجاه الزبداني في ريف دمشق الشرقي. وأفادت معلومات «الأخبار» بأنّ سكان الزبداني عبّروا عن استيائهم من لجوء المسلحين إلى بلدتهم، مطالبين بانسحابهم لتجنيب المدينة عملية عسكرية. في موازاة ذلك، تستمر الاشتباكات العنيفة في الغوطة الشرقية، لا سيّما في المليحة وجوبر ومحيط دوما، حيث لم يحرز الجيش أي تقدّم حتى الساعة. الاشتباكات التي دارت داخل مزارع تل كردي وعاليه في دوما أدت إلى مقتل العديد من المسلحين، أبرزهم مالك قشوع، قائد «كتيبة أسود الله». وتستمر المعارك في المليحة حيث قتل نائب قائد «لواء بدر»، التابع لـ«جيش الإسلام»، أبو محمد الشامي، إضافة الى قائد أركان «لواء شهداء دوما»، مع خمسة من أفراد مجموعته.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة