ما زال الصراع بين الفصائل «الجهادية» وحلفاء كل منها من العشائر، على آبار النفط والثروات الضخمة التي تتاح لمن يسيطر عليها، سيد الموقف في دير الزور.

وبينما حقق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») تقدماً من خلال سيطرته على بلدة الصور، فشل هجوم قامت به «جبهة النصرة» على بلدة غباغب في البادية السورية، في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات في بلدة كباجب على طريق دير الزور - تدمر.

وفي هذا السياق، أكد مصدر محلي من قبيلة العقيدات لـ«السفير» أن ما يُباع من النفط يومياً في دير الزور تعادل قيمته عشرة ملايين دولار، يذهب معظمها إلى جيوب «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» وبعض الألوية والكتائب الأخرى التي تتحالف معهما، وتتشكل في معظمها على أساس عشائري واضح.

ويعتقد أن الاستشراس الذي يبديه «داعش» للعودة إلى دير الزور، يعود إلى رغبته في نيل نصيب من كعكة النفط، التي حُرم منها بعد طرده من المدينة قبل شهرين ونصف الشهر.

وحقق «داعش» أمس تقدماً ملموساً قد يتيح له الدخول على خط المتاجرة بالنفط في وقت قريب، لا سيما بعد سيطرته على بلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي، والتي تبعد عن مركز المدينة حوالي 35 كيلومتراً فقط، كما أنه تمكن من إحكام الحصار على بلدة غريبة الواقعة على مدخل دير الزور الغربي، والتي تعتبر من معاقل «جبهة النصرة» المهمة.

وجاءت هذه التطورات بعد معارك عنيفة بين «النصرة» و«داعش» استمرت أياماً عدة، واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة من دبابات ومدفعية، وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. وبينما شاع في اليوم الأول من المعارك مقتل القيادي في «داعش» أبو دجانة الرز، ظهر الأخير مع مجموعته سليماً معافى، حيث لا يزال يشارك في المعارك.

وذكر مصدر محلي، لـ«السفير»، أن بلدة الصور شهدت حالة نزوح كثيفة للأهالي بسبب اشتداد المعارك.

والجدير بالذكر أن سيطرة «داعش» على مدينة الصور تعني إغلاقه الطريق الواصل بين دير الزور والرقة حيث معقله الرئيسي، وهو ما من شأنه منع «النصرة» من تنفيذ تهديداتها التي صدرت في الآونة الأخيرة بإرسال أرتال لاستعادة السيطرة على الرقة، كما أنه يقطع الطريق باتجاه الحدود التركية، وهو ما من شأنه التأثير على تهريب النفط الذي تعتبر تركيا وجهته المفضلة، في ظل الغطاء الذي تمنحه الحكومة التركية لعمليات التهريب عبر الحدود، مستفيدة بذلك من قرار الاتحاد الأوروبي السماح بشراء النفط من المعارضة السورية، علماً أن «جبهة النصرة» هي التي تهيمن على تجارة النفط وليس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض.

وكانت «النصرة» قد أرسلت رتلاً باتجاه بلدة غباغب، الواقعة في البادية السورية، والتي تتبع إدارياً محافظة درعا، ما يعيد التذكير بحرص «جبهة النصرة» على عدم السماح لـ«داعش» بالتمركز في أي منطقة من مناطق درعا. إلا أن الرتل مُني بفشل ذريع، ووقع معظم عناصره بين قتيل وجريح، وتفيد المعلومات الأولية أن عناصر «داعش» ما زالوا متمركزين في المنطقة. ورتل غباغب جاء بعد يومين فقط من إرسال «النصرة» رتلاً إلى ريف حمص الشمالي، يستهدف مداهمة بلدة الكم التي تعتقد «النصرة» أن خصمها اللدود صدام الجمل اختبأ فيها بعد انتهاء معركة البوكمال.

يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه الاشتباكات مستمرة في محيط بلدة كباجب التي تضاربت الأنباء حول السيطرة عليها بين «النصرة» و«داعش» و«لواء جعفر الطيار».

وفي سياق مختلف، انشقت مجموعة من القيادات والعناصر عن «لواء القعقاع» في مدينة القورية بريف دير الزور.

وجاء هذا الانشقاق احتجاجاً على مبايعة قائد «اللواء» محمود مطر لزعيم «داعش» أبي بكر البغدادي. وأعلن المنشقون أنهم عزلوا مطر عن قيادة «اللواء»، وعيّنوا بدلاً منه محمود السالم.

يشار إلى أن «لواء القعقاع» ينتمي إلى عشيرة القرعان التي تشكل الغالبية في مدينة القورية.

من جهة أخرى، وُجّه إلى «داعش» اتهام بأنه يقف وراء مقتل المخترع جمال قدور، الذي قُتل في ظروف غامضة في شباط الماضي في حريتان بحلب.

وذكرت مصادر إعلامية أن قدور سبق له اختراع عدة أجهزة الكترونية يمكن استخدامها في المعارك، من بينها قناصات ومناظير وبعض الأسلحة التي تعمل بالتحكم عن بعد.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-04-15
  • 11109
  • من الأرشيف

انشقاقات في صفوف «لواء القعقاع» ...دير الزور: «داعش» يقترب من حقول النفط

ما زال الصراع بين الفصائل «الجهادية» وحلفاء كل منها من العشائر، على آبار النفط والثروات الضخمة التي تتاح لمن يسيطر عليها، سيد الموقف في دير الزور. وبينما حقق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» («داعش») تقدماً من خلال سيطرته على بلدة الصور، فشل هجوم قامت به «جبهة النصرة» على بلدة غباغب في البادية السورية، في الوقت الذي تستمر فيه الاشتباكات في بلدة كباجب على طريق دير الزور - تدمر. وفي هذا السياق، أكد مصدر محلي من قبيلة العقيدات لـ«السفير» أن ما يُباع من النفط يومياً في دير الزور تعادل قيمته عشرة ملايين دولار، يذهب معظمها إلى جيوب «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» وبعض الألوية والكتائب الأخرى التي تتحالف معهما، وتتشكل في معظمها على أساس عشائري واضح. ويعتقد أن الاستشراس الذي يبديه «داعش» للعودة إلى دير الزور، يعود إلى رغبته في نيل نصيب من كعكة النفط، التي حُرم منها بعد طرده من المدينة قبل شهرين ونصف الشهر. وحقق «داعش» أمس تقدماً ملموساً قد يتيح له الدخول على خط المتاجرة بالنفط في وقت قريب، لا سيما بعد سيطرته على بلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي، والتي تبعد عن مركز المدينة حوالي 35 كيلومتراً فقط، كما أنه تمكن من إحكام الحصار على بلدة غريبة الواقعة على مدخل دير الزور الغربي، والتي تعتبر من معاقل «جبهة النصرة» المهمة. وجاءت هذه التطورات بعد معارك عنيفة بين «النصرة» و«داعش» استمرت أياماً عدة، واستخدمت فيها كل أنواع الأسلحة من دبابات ومدفعية، وسقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من الطرفين. وبينما شاع في اليوم الأول من المعارك مقتل القيادي في «داعش» أبو دجانة الرز، ظهر الأخير مع مجموعته سليماً معافى، حيث لا يزال يشارك في المعارك. وذكر مصدر محلي، لـ«السفير»، أن بلدة الصور شهدت حالة نزوح كثيفة للأهالي بسبب اشتداد المعارك. والجدير بالذكر أن سيطرة «داعش» على مدينة الصور تعني إغلاقه الطريق الواصل بين دير الزور والرقة حيث معقله الرئيسي، وهو ما من شأنه منع «النصرة» من تنفيذ تهديداتها التي صدرت في الآونة الأخيرة بإرسال أرتال لاستعادة السيطرة على الرقة، كما أنه يقطع الطريق باتجاه الحدود التركية، وهو ما من شأنه التأثير على تهريب النفط الذي تعتبر تركيا وجهته المفضلة، في ظل الغطاء الذي تمنحه الحكومة التركية لعمليات التهريب عبر الحدود، مستفيدة بذلك من قرار الاتحاد الأوروبي السماح بشراء النفط من المعارضة السورية، علماً أن «جبهة النصرة» هي التي تهيمن على تجارة النفط وليس «الائتلاف الوطني السوري» المعارض. وكانت «النصرة» قد أرسلت رتلاً باتجاه بلدة غباغب، الواقعة في البادية السورية، والتي تتبع إدارياً محافظة درعا، ما يعيد التذكير بحرص «جبهة النصرة» على عدم السماح لـ«داعش» بالتمركز في أي منطقة من مناطق درعا. إلا أن الرتل مُني بفشل ذريع، ووقع معظم عناصره بين قتيل وجريح، وتفيد المعلومات الأولية أن عناصر «داعش» ما زالوا متمركزين في المنطقة. ورتل غباغب جاء بعد يومين فقط من إرسال «النصرة» رتلاً إلى ريف حمص الشمالي، يستهدف مداهمة بلدة الكم التي تعتقد «النصرة» أن خصمها اللدود صدام الجمل اختبأ فيها بعد انتهاء معركة البوكمال. يأتي ذلك في وقت لا تزال فيه الاشتباكات مستمرة في محيط بلدة كباجب التي تضاربت الأنباء حول السيطرة عليها بين «النصرة» و«داعش» و«لواء جعفر الطيار». وفي سياق مختلف، انشقت مجموعة من القيادات والعناصر عن «لواء القعقاع» في مدينة القورية بريف دير الزور. وجاء هذا الانشقاق احتجاجاً على مبايعة قائد «اللواء» محمود مطر لزعيم «داعش» أبي بكر البغدادي. وأعلن المنشقون أنهم عزلوا مطر عن قيادة «اللواء»، وعيّنوا بدلاً منه محمود السالم. يشار إلى أن «لواء القعقاع» ينتمي إلى عشيرة القرعان التي تشكل الغالبية في مدينة القورية. من جهة أخرى، وُجّه إلى «داعش» اتهام بأنه يقف وراء مقتل المخترع جمال قدور، الذي قُتل في ظروف غامضة في شباط الماضي في حريتان بحلب. وذكرت مصادر إعلامية أن قدور سبق له اختراع عدة أجهزة الكترونية يمكن استخدامها في المعارك، من بينها قناصات ومناظير وبعض الأسلحة التي تعمل بالتحكم عن بعد.  

المصدر : السفير /عبد الله سليمان علي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة