دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بدأت معركة أحياء حمص القديمة عبر خمسة محاور. لا تراجع قبل السيطرة على كل شبر من المنطقة المتوترة. هكذا قررت القيادة العسكرية، رغم التفجيرات التي تشعل أحياء حمص الآمنة
اشتعلت الاشتباكات على محاور عدة ضمن أحياء حمص القديمة، أبرزها: جبهة جورة الشياح الباردة منذ أشهر طويلة. الجيش السوري بدأ تقدمه على جميع مداخل الأحياء القديمة، بدءاً من حي الورشة وباب هود وجورة الشياح، وصولاً إلى وادي السايح والقرابيص. المعلومات الواردة من المنطقة العسكرية الخطرة تتحدث عن سيطرة الجيش على 10 مبانٍ ضمن حي الحميدية القديم، وتفجير الألغام المزروعة داخل الكتل السكنية، إضافة إلى إحراز تقدم كبير في حي جورة الشياح.
مصدر عسكري أكد لـ«الأخبار» تقدم الجيش ضمن حيي الحميدية وجورة الشياح من دون تحديد المزيد من التفاصيل. وردّ المصدر على المعلومات التي تتناقلها وسائل الإعلام حول المفاوضات لفتح طريق المسلحين، للهرب في اتجاه الريف الشمالي، مؤكداً أن الجيش السوري يرفض فتح ممرات للمسلحين الذي يرغبون في تسليم حمص القديمة للدولة. وبحسب المصدر، فإن رفض الجيش يعود إلى تمسك المسلحين بتهريب أسلحتهم المتوسطة والثقيلة معهم، إضافة إلى مسروقاتهم (الأموال والمجوهرات). ويضيف أنّ المسلحين استولوا على المسروقات المذكورة بعد احتلالهم حمص القديمة وسرقة محالّها التجارية وبيوتها، وقتلهم الأب الهولندي فرانس فان در لوخت، أخيراً، وهو الذي كان يحتفظ بأمانات أموال عدد من السكان.
ومنذ اليوم الأول لبدء العملية العسكرية في المدينة القديمة حقق الجيش السوري تقدماً سريعاً، وهو أمر عائد، بحسب المصدر، إلى التضييق الطويل على المسلحين، من خلال جميع المنافذ المؤدية إلى المنطقة، وإخراج أكثر من 1500 مسلح وتسوية أوضاعهم. ويقدّر المصدر عدد المسلحين الذين لا يزالون يقاتلون في المدينة القديمة بما يزيد على ألف مسلح، بينهم أجانب. لا جدول زمنياً محدداً لانتهاء العملية العسكرية وتحقيق غايتها، بحسب المصدر، إلا أن «الأمور تجري أفضل من المتوقع لمصلحة الجيش السوري».
المسلحون الباقون في حمص القديمة يردون على مدفعية الجيش السوري بقصف الأحياء السكنية الآمنة التي تعاني من تواتر تفجير سيارات مفخخة وقذائف صاروخية تستهدف أحياء عكرمة ووادي الدهب، ما حوّل حمص إلى مدينة أشباح. وإزاء ذلك تنظّم اللجنة الأمنية والعسكرية حملات تطويق للمناطق الآمنة، بهدف التفتيش، عبر أجهزة متطورة تدقق في السيارات الداخلة إلى الأحياء المذكورة، عن سيارات مفخخة تشاع أخبار عن وجودها. وبحسب بعض سكان الأحياء الموالية، لا حل للتخلص من الصواريخ والقذائف المنهمرة كالمطر سوى السيطرة على المدينة القديمة التي تظهر أعمدة الدخان المتصاعدة منها بوضوح في سماء المدينة.
المصدر :
الأخبار / مرح ماشي
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة