بالترافق مع نفي مصدر عسكري صحة الأخبار حول سيطرة إرهابيين على مبنى المخابرات الجوية بمدينة حلب، وجه الجيش العربي السوري «ضربات قاصمة» للمسلحين في المناطق المجاورة للمبنى، محبطاً في الوقت عينه محاولة مجموعة منهم التسلل إلى أحياء المدينة الآمنة من اتجاه حي العامرية.

ونقلت صحيفة «الوطن» من مصادر على علاقة وثيقة بـ«غرفة عمليات أهل الشام»، التي تشن هجمات على مواقع وثكنات الجيش في حلب أخيراً، أن المخابرات التركية وراء تشكيل الغرفة التي تعمل بقيادتها وتراهن عليها لتعديل موازين القوى لمصلحة فصائل المعارضة المسلحة قبل موعد الاستحقاق الرئاسي.

وقالت المصادر: إن تركيا استقدمت نحو ألفي مقاتل أجنبي معظمهم من الشيشانيين والقوقازيين والداغستانيين بالإضافة إلى العرب، وخصوصاً المغاربة منهم، للقيام بمهمة عاجلة تستهدف زعزعة استقرار مدينة حلب وفرض واقع جديد يستنزف قدرات الجيش بهجمات مكثفة ومتوالية على مقاره والأحياء الآمنة تستخدم فيها أسلحة ثقيلة وحديثة وبتمويل سعودي قطري. ومن أجل إنجاح المهمة فرضت المخابرات التركية تشكيلة «موثوقة» من فصائل المعارضة المسلحة للانضواء تحت راية غرفة العمليات الجديدة ليقع الاختيار على «جبهة النصرة»، كرأس حربة وعمود فقري لقيادة العمليات العسكرية إلى جانب «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» كأكبر تكتلين مسلحين بالإضافة إلى جيش «المهاجرين والأنصار» المؤلف من مرتزقة أجانب.

وتقول المصادر: إن حكومة رجب طيب أردوغان تمد غرفة العمليات المشتركة لمسلحي حلب بمعلومات استخباراتية آنية مصدرها الأقمار الاصطناعية الغربية عن تحركات الجيش العربي السوري وتعزيزاته في جبهات القتال، إلا أن اتباعه تكتيكات عسكرية مبتكرة ضللت الأقمار وشبكات الرصد المعادية، ولتتمكن وحداته من صد الهجمات التي لم يسبق لها مثيل والحؤول دون إحراز أي تقدم جوهري يخل بموازين القوى. الجيش اتكل على خبرات قادته ومقاتليه ومعنوياتهم العالية وعلى التغطية النارية الكثيفة وشبكة الأمان التي يوفرها سلاح الطيران الذي لعب دوراً بارزاً في ضرب تجمعات وأوكار المسلحين ومنع وصول تعزيزات إضافية للمسلحين من تركيا ومن الريف الشمالي والغربي والجنوبي للمدينة، الذي أكدت فيه مصادر أهلية لـ«الوطن» أن تعزيزات ضخمة قدمت من ريف إدلب لمساندة جبهات حلب لكن الطيران دمر معظم آلياتها وقتل عشرات المسلحين فيها. وأفادت مصادر ميدانية لـ«الوطن» أن الجبهات الثلاث التي أشعلها آلاف المسلحين بشكل متزامن في محاور الليرمون- حي غرب الزهراء باتجاه مبنى الأمن الجوي وكتيبة المدفعية وفي ضاحية الراشدين- الحمدانية صوب أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية ومدرسة الحكمة ومحور العامرية صلاح الدين- الراموسة نحو مدرستي المدفعية والتسليح «فشلت في تحقيق أهدافها بفضل صمود الجيش والتفاف سكان المدينة حوله، إذ لم تفلح الهجمات العنيفة سوى عن عمليات تسلل تعامل معها الجيش بحزم وردها على أعقابها وكبد المهاجمين عشرات القتلى في صفوفهم».

وأضافت المصادر: «استهدف المسلحون قطع طريق الإمداد البري الوحيد عبر خناصر إلى المدينة باستهداف المسافرين بقناصات حديثة وقذائف هاون من حيي صلاح الدين والعامرية فرد على مصدر إطلاقها وأعاد فتح الطريق أمام الإمدادات وحركة السير ولا صحة للأنباء التي تحدثت عن سيطرة المسلحين عن أجزاء واسعة من منطقة الراموسة التي يمر فيها الطريق، أما في حي غرب الزهراء فتعامل الجيش بحذر مع محاولات المسلحين التسلل إلى كتل سكنية نظراً لوجود كثافة سكانية وخطف عدد من الأهالي على يد مجموعة شيشانية، لكنه ظل محتفظاً بزمام المناورة والمبادرة في يده في الوقت الذي دفع المسلحين إلى التراجع في حي الراشدين دون الوصول إلى أي نقطة عسكرية له».

في الغضون، قال مصدر عسكري إنه «لا صحة للأخبار التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام الشريكة في جريمة سفك الدم السوري حول سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة على مبنى المخابرات الجوية في شمال غرب مدينة حلب»، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء «سانا».

وأضاف المصدر: إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة لا تزال توجه ضربات قاصمة للمجموعات الإرهابية في المناطق المجاورة (للمبنى) في كفر حمرا والليرمون ومحيط جمعية الحرفيين وتسحق فلولها وتكبدها خسائر فادحة».

واعتبر مراقبون لـ«الوطن» أن الهجوم الذي شنه المسلحون على المخابرات الجوية يرمي إلى السيطرة على المبنى بما له من موقع إستراتيجي، يشكل خاصرة حلب الغربية، مشيرين إلى أن المسلحين يريدون من وراء ذلك أيضاً، السيطرة بالنار على أحياء المدينة الغربية الآمنة، وجعل المبنى منطلقاً لعملياتهم تجاه تلك الأحياء.

إلا أن تقدم الجيش، حسب المراقبين، في أماكن كثيرة بمدينة حلب وصده هذا الهجوم جعل مخططات تلك المجموعات في مهب الريح. ولفت المصدر، وفقاً لوكالة «سانا» إلى أن وحدات من الجيش أوقعت أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين ودمرت أدوات إجرامهم في أحياء أخرى من مدينة حلب (السكري وبني زيد والراشدين) ومناطق بريف المحافظة (المسلمية وحريتان وتل رفعت وأروم الكبرى وقبتان الجبل وكفر حمرا ومحيط السجن المركزي).

وذكرت «سانا» أن وحدة من الجيش والقوات المسلحة «أحبطت محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من اتجاه العامرية في مدينة حلب وأوقعت العديد من أفرادها قتلى وأصابت آخرين».

في غضون ذلك، استشهد مواطنان وأصيب 13 آخرون جراء سقوط قذائف هاون أطلقها إرهابيون على أحياء الحمدانية والجميلية والميدان بمدينة حلب.

ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر بالمحافظة أن الاعتداءات الإرهابية تسببت أيضاً بوقوع أضرار مادية بمنازل المواطنين والممتلكات الخاصة وعدد من السيارات.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-12
  • 10934
  • من الأرشيف

يراهن على «النصرة» والشيشان والقوقازيين.. أردوغان يقود معركة مدينة حلب

بالترافق مع نفي مصدر عسكري صحة الأخبار حول سيطرة إرهابيين على مبنى المخابرات الجوية بمدينة حلب، وجه الجيش العربي السوري «ضربات قاصمة» للمسلحين في المناطق المجاورة للمبنى، محبطاً في الوقت عينه محاولة مجموعة منهم التسلل إلى أحياء المدينة الآمنة من اتجاه حي العامرية. ونقلت صحيفة «الوطن» من مصادر على علاقة وثيقة بـ«غرفة عمليات أهل الشام»، التي تشن هجمات على مواقع وثكنات الجيش في حلب أخيراً، أن المخابرات التركية وراء تشكيل الغرفة التي تعمل بقيادتها وتراهن عليها لتعديل موازين القوى لمصلحة فصائل المعارضة المسلحة قبل موعد الاستحقاق الرئاسي. وقالت المصادر: إن تركيا استقدمت نحو ألفي مقاتل أجنبي معظمهم من الشيشانيين والقوقازيين والداغستانيين بالإضافة إلى العرب، وخصوصاً المغاربة منهم، للقيام بمهمة عاجلة تستهدف زعزعة استقرار مدينة حلب وفرض واقع جديد يستنزف قدرات الجيش بهجمات مكثفة ومتوالية على مقاره والأحياء الآمنة تستخدم فيها أسلحة ثقيلة وحديثة وبتمويل سعودي قطري. ومن أجل إنجاح المهمة فرضت المخابرات التركية تشكيلة «موثوقة» من فصائل المعارضة المسلحة للانضواء تحت راية غرفة العمليات الجديدة ليقع الاختيار على «جبهة النصرة»، كرأس حربة وعمود فقري لقيادة العمليات العسكرية إلى جانب «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» كأكبر تكتلين مسلحين بالإضافة إلى جيش «المهاجرين والأنصار» المؤلف من مرتزقة أجانب. وتقول المصادر: إن حكومة رجب طيب أردوغان تمد غرفة العمليات المشتركة لمسلحي حلب بمعلومات استخباراتية آنية مصدرها الأقمار الاصطناعية الغربية عن تحركات الجيش العربي السوري وتعزيزاته في جبهات القتال، إلا أن اتباعه تكتيكات عسكرية مبتكرة ضللت الأقمار وشبكات الرصد المعادية، ولتتمكن وحداته من صد الهجمات التي لم يسبق لها مثيل والحؤول دون إحراز أي تقدم جوهري يخل بموازين القوى. الجيش اتكل على خبرات قادته ومقاتليه ومعنوياتهم العالية وعلى التغطية النارية الكثيفة وشبكة الأمان التي يوفرها سلاح الطيران الذي لعب دوراً بارزاً في ضرب تجمعات وأوكار المسلحين ومنع وصول تعزيزات إضافية للمسلحين من تركيا ومن الريف الشمالي والغربي والجنوبي للمدينة، الذي أكدت فيه مصادر أهلية لـ«الوطن» أن تعزيزات ضخمة قدمت من ريف إدلب لمساندة جبهات حلب لكن الطيران دمر معظم آلياتها وقتل عشرات المسلحين فيها. وأفادت مصادر ميدانية لـ«الوطن» أن الجبهات الثلاث التي أشعلها آلاف المسلحين بشكل متزامن في محاور الليرمون- حي غرب الزهراء باتجاه مبنى الأمن الجوي وكتيبة المدفعية وفي ضاحية الراشدين- الحمدانية صوب أكاديمية الأسد للهندسة العسكرية ومدرسة الحكمة ومحور العامرية صلاح الدين- الراموسة نحو مدرستي المدفعية والتسليح «فشلت في تحقيق أهدافها بفضل صمود الجيش والتفاف سكان المدينة حوله، إذ لم تفلح الهجمات العنيفة سوى عن عمليات تسلل تعامل معها الجيش بحزم وردها على أعقابها وكبد المهاجمين عشرات القتلى في صفوفهم». وأضافت المصادر: «استهدف المسلحون قطع طريق الإمداد البري الوحيد عبر خناصر إلى المدينة باستهداف المسافرين بقناصات حديثة وقذائف هاون من حيي صلاح الدين والعامرية فرد على مصدر إطلاقها وأعاد فتح الطريق أمام الإمدادات وحركة السير ولا صحة للأنباء التي تحدثت عن سيطرة المسلحين عن أجزاء واسعة من منطقة الراموسة التي يمر فيها الطريق، أما في حي غرب الزهراء فتعامل الجيش بحذر مع محاولات المسلحين التسلل إلى كتل سكنية نظراً لوجود كثافة سكانية وخطف عدد من الأهالي على يد مجموعة شيشانية، لكنه ظل محتفظاً بزمام المناورة والمبادرة في يده في الوقت الذي دفع المسلحين إلى التراجع في حي الراشدين دون الوصول إلى أي نقطة عسكرية له». في الغضون، قال مصدر عسكري إنه «لا صحة للأخبار التي تتناقلها بعض وسائل الإعلام الشريكة في جريمة سفك الدم السوري حول سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة على مبنى المخابرات الجوية في شمال غرب مدينة حلب»، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء «سانا». وأضاف المصدر: إن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة لا تزال توجه ضربات قاصمة للمجموعات الإرهابية في المناطق المجاورة (للمبنى) في كفر حمرا والليرمون ومحيط جمعية الحرفيين وتسحق فلولها وتكبدها خسائر فادحة». واعتبر مراقبون لـ«الوطن» أن الهجوم الذي شنه المسلحون على المخابرات الجوية يرمي إلى السيطرة على المبنى بما له من موقع إستراتيجي، يشكل خاصرة حلب الغربية، مشيرين إلى أن المسلحين يريدون من وراء ذلك أيضاً، السيطرة بالنار على أحياء المدينة الغربية الآمنة، وجعل المبنى منطلقاً لعملياتهم تجاه تلك الأحياء. إلا أن تقدم الجيش، حسب المراقبين، في أماكن كثيرة بمدينة حلب وصده هذا الهجوم جعل مخططات تلك المجموعات في مهب الريح. ولفت المصدر، وفقاً لوكالة «سانا» إلى أن وحدات من الجيش أوقعت أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين ودمرت أدوات إجرامهم في أحياء أخرى من مدينة حلب (السكري وبني زيد والراشدين) ومناطق بريف المحافظة (المسلمية وحريتان وتل رفعت وأروم الكبرى وقبتان الجبل وكفر حمرا ومحيط السجن المركزي). وذكرت «سانا» أن وحدة من الجيش والقوات المسلحة «أحبطت محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من اتجاه العامرية في مدينة حلب وأوقعت العديد من أفرادها قتلى وأصابت آخرين». في غضون ذلك، استشهد مواطنان وأصيب 13 آخرون جراء سقوط قذائف هاون أطلقها إرهابيون على أحياء الحمدانية والجميلية والميدان بمدينة حلب. ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر بالمحافظة أن الاعتداءات الإرهابية تسببت أيضاً بوقوع أضرار مادية بمنازل المواطنين والممتلكات الخاصة وعدد من السيارات.

المصدر : الماسة السورية/ سورية الآن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة