أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد بلاده للمشاركة في اللقاء الرباعي الدولي المرتقب لتسوية الأزمة في أوكرانيا إضافة إلى بحث قضية ديون كييف لقاء الغاز الروسي مشددا على عدم وجود مخططات لروسيا لضم المناطق الأوكرانية الجنوبية الشرقية إليها.

وقال لافروف خلال لقاء عقده فى موسكو مع ممثلي المنظمات غير الحكومية الروسية اليوم "إن هناك فرصة واقعية لنزع فتيل توتر الأزمة الأوكرانية لكن ذلك يتطلب الكف عن محاولات إضفاء صفة الشرعية على الحكومة التي شكلها الميدان" في إشارة إلى ما شهده ميدان الاستقلال في كييف الذي قاد الانقلاب على الرئيس فيكتور يانوكوفيتش.

وأضاف لافروف "المسالة الرئيسية تكمن في إجراء إصلاح دستوري تشارك فيه جميع الأقاليم وترسيخ وضع أوكرانيا كدولة محايدة" مشيرا إلى أن موسكو ترحب بالتغييرات التي برزت مؤخرا في موقف الاتحاد الأوروبي إزاء الأزمة الأوكرانية وبالدعوات إلى إجراء مشاورات بصيغة روسيا-الاتحاد الأوروبي-الدول الشركاء.

وأعرب لافروف عن استعداد بلاده لذلك بما فيه بحث المسائل التي تطرق إليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالته إلى قادة الدول التي تحصل على الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية وقال "إن الجانب الروسي واثق بأن أوكرانيا يجب ألا تكون نقطة خلاف بل همزة وصل في هيكلية الأمن والتعاون في أوروبا".

واعتبر لافروف "أن السياسة المعادية لروسيا التي تمارسها بعض الدول الغربية ليست إلا نسخة جديدة من سياسة ردع روسيا".

وقال "ردا على جهودنا من أجل الالتزام بمبادئ القانون الدولي وإنشاء منظومة أمن مشتركة واجهنا سياسة ترمي إلى توسيع نفوذ الغرب الجيوسياسي شرقا إذ أصبحت هذه السياسة في جوهرها نسخة جديدة من النهج الرامي إلى ردع روسيا".

واعتبر لافروف "أن السعي لتفسير القضايا في العلاقات بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى بأنها ناتجة عن الأزمة الأوكرانية عار عن الصحة" ودعا إلى تذكر أحداث السنوات الماضية عندما واصل حلف الناتو توسعه على الرغم من تعهداته السابقة ومحاولات الغرب صياغة قوائم عقوبات وإطلاق آلية الحرب الإعلامية ضد روسيا.

وفي لقاء مباشر لقناة روسيا1 التلفزيونية نفى لافروف أن يكون لدى روسيا مخططات لضم المناطق الجنوبية الشرقية من أوكرانيا إليها وقال "إن مثل هذه المخططات تتعارض مع مصالح روسيا" مضيفا "إن روسيا لا تجري أي مباحثات عن ضرورة نشر قوات حفظ السلام على الأراضي الأوكرانية وعن ضرورة طرح المسألة على مجلس الأمن الدولي لاتخاذ القرار بصددها".

وتابع "لا أظن أنه ينبغي أن يدور الحديث عن قوات حفظ السلام أو أي قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي".

ولفت لافروف إلى أن الأمر الأهم بالنسبة لروسيا هو في أن تتمكن السلطات الأوكرانية الحالية من إجراء حوار مع الشعب.

وأكد أن موسكو تريد أن تكون أراضي أوكرانيا موحدة في حدودها الحالية ولكن موحدة في أن تحترم المناطق موضحا "نحن نطلق مجازا تسمية الفيدرالية على كل ما يمكن أن يحل مشاكل جيراننا المقربين جدا وإخواننا وأصدقائنا ونحن لا نتمسك بعناد بهذا المصطلح وحله يكمن بيد الشعب الأوكراني فقط".

وفي مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي جون كيري دعا لافروف واشنطن إلى استغلال نفوذها لمنع كييف من استخدام القوة في شرق أوكرانيا ودفعها للحوار مع ممثلي الأقاليم لخلق ظروف تسمح بإجراء إصلاح دستوري.

ونقل موقع روسيا اليوم عن بيان صادر عن الخارجية الروسية قوله "إن سيرغي لافروف لفت الانتباه إلى الوضع القلق في جنوب شرق أوكرانيا والتهديدات القائمة باقتحام المباني التي استولى عليها المحتجون".

وأوضح البيان أن كيري أكد أن واشنطن تعمل لصالح تسوية الوضع لافتا إلى أن الاتصال جاء اليوم بطلب من الجانب الروسي.

هذا وحذرت الخارجية الروسية في بيان اخر أصدرته اليوم حول الأوضاع في أوكرانيا إن أي محاولة من قبل سلطة كييف لاستخدام القوة في الأقاليم الأوكرانية ستؤدي إلى تقويض الجهود الرامية إلى عقد اللقاء الرباعي حول الأزمة الأوكرانية بمشاركة ممثلين عن أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقالت الخارجية الروسية "إذا قررت كييف قمع الاحتجاجات في الأقاليم سيؤدي ذلك إلى انعدام الفرص لعقد أي لقاءات ولأي تعاون في الملف الأوكراني وينبغي على كييف وواشنطن والعواصم الأوروبية أن تفهم هذا بوضوح".

وأضافت الخارجية "إننا نواصل مناقشة المسائل المتعلقة بتنظيم اللقاء الرباعي انطلاقا من ضرورة اعتماد عملنا على الأساس الواقعي وضمن إطار مقبول للجميع".

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف دعا خلال اتصال هاتفي في وقت سابق اليوم مع القائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني اندري ديشيتسا السلطات الجديدة في أوكرانيا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل عقد حوار وطني يشمل جميع القوى السياسية وممثلي الأقاليم الأوكرانية للخروج من الأزمة السياسية في البلاد.

  • فريق ماسة
  • 2014-04-10
  • 7922
  • من الأرشيف

لافروف يدعو واشنطن إلى استغلال نفوذها لمنع كييف من استخدام القوة في شرق أوكرانيا ودفعها للحوار

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف استعداد بلاده للمشاركة في اللقاء الرباعي الدولي المرتقب لتسوية الأزمة في أوكرانيا إضافة إلى بحث قضية ديون كييف لقاء الغاز الروسي مشددا على عدم وجود مخططات لروسيا لضم المناطق الأوكرانية الجنوبية الشرقية إليها. وقال لافروف خلال لقاء عقده فى موسكو مع ممثلي المنظمات غير الحكومية الروسية اليوم "إن هناك فرصة واقعية لنزع فتيل توتر الأزمة الأوكرانية لكن ذلك يتطلب الكف عن محاولات إضفاء صفة الشرعية على الحكومة التي شكلها الميدان" في إشارة إلى ما شهده ميدان الاستقلال في كييف الذي قاد الانقلاب على الرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وأضاف لافروف "المسالة الرئيسية تكمن في إجراء إصلاح دستوري تشارك فيه جميع الأقاليم وترسيخ وضع أوكرانيا كدولة محايدة" مشيرا إلى أن موسكو ترحب بالتغييرات التي برزت مؤخرا في موقف الاتحاد الأوروبي إزاء الأزمة الأوكرانية وبالدعوات إلى إجراء مشاورات بصيغة روسيا-الاتحاد الأوروبي-الدول الشركاء. وأعرب لافروف عن استعداد بلاده لذلك بما فيه بحث المسائل التي تطرق إليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في رسالته إلى قادة الدول التي تحصل على الغاز الروسي عبر الأراضي الأوكرانية وقال "إن الجانب الروسي واثق بأن أوكرانيا يجب ألا تكون نقطة خلاف بل همزة وصل في هيكلية الأمن والتعاون في أوروبا". واعتبر لافروف "أن السياسة المعادية لروسيا التي تمارسها بعض الدول الغربية ليست إلا نسخة جديدة من سياسة ردع روسيا". وقال "ردا على جهودنا من أجل الالتزام بمبادئ القانون الدولي وإنشاء منظومة أمن مشتركة واجهنا سياسة ترمي إلى توسيع نفوذ الغرب الجيوسياسي شرقا إذ أصبحت هذه السياسة في جوهرها نسخة جديدة من النهج الرامي إلى ردع روسيا". واعتبر لافروف "أن السعي لتفسير القضايا في العلاقات بين روسيا من جهة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهة أخرى بأنها ناتجة عن الأزمة الأوكرانية عار عن الصحة" ودعا إلى تذكر أحداث السنوات الماضية عندما واصل حلف الناتو توسعه على الرغم من تعهداته السابقة ومحاولات الغرب صياغة قوائم عقوبات وإطلاق آلية الحرب الإعلامية ضد روسيا. وفي لقاء مباشر لقناة روسيا1 التلفزيونية نفى لافروف أن يكون لدى روسيا مخططات لضم المناطق الجنوبية الشرقية من أوكرانيا إليها وقال "إن مثل هذه المخططات تتعارض مع مصالح روسيا" مضيفا "إن روسيا لا تجري أي مباحثات عن ضرورة نشر قوات حفظ السلام على الأراضي الأوكرانية وعن ضرورة طرح المسألة على مجلس الأمن الدولي لاتخاذ القرار بصددها". وتابع "لا أظن أنه ينبغي أن يدور الحديث عن قوات حفظ السلام أو أي قرارات صادرة عن مجلس الأمن الدولي". ولفت لافروف إلى أن الأمر الأهم بالنسبة لروسيا هو في أن تتمكن السلطات الأوكرانية الحالية من إجراء حوار مع الشعب. وأكد أن موسكو تريد أن تكون أراضي أوكرانيا موحدة في حدودها الحالية ولكن موحدة في أن تحترم المناطق موضحا "نحن نطلق مجازا تسمية الفيدرالية على كل ما يمكن أن يحل مشاكل جيراننا المقربين جدا وإخواننا وأصدقائنا ونحن لا نتمسك بعناد بهذا المصطلح وحله يكمن بيد الشعب الأوكراني فقط". وفي مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي جون كيري دعا لافروف واشنطن إلى استغلال نفوذها لمنع كييف من استخدام القوة في شرق أوكرانيا ودفعها للحوار مع ممثلي الأقاليم لخلق ظروف تسمح بإجراء إصلاح دستوري. ونقل موقع روسيا اليوم عن بيان صادر عن الخارجية الروسية قوله "إن سيرغي لافروف لفت الانتباه إلى الوضع القلق في جنوب شرق أوكرانيا والتهديدات القائمة باقتحام المباني التي استولى عليها المحتجون". وأوضح البيان أن كيري أكد أن واشنطن تعمل لصالح تسوية الوضع لافتا إلى أن الاتصال جاء اليوم بطلب من الجانب الروسي. هذا وحذرت الخارجية الروسية في بيان اخر أصدرته اليوم حول الأوضاع في أوكرانيا إن أي محاولة من قبل سلطة كييف لاستخدام القوة في الأقاليم الأوكرانية ستؤدي إلى تقويض الجهود الرامية إلى عقد اللقاء الرباعي حول الأزمة الأوكرانية بمشاركة ممثلين عن أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وقالت الخارجية الروسية "إذا قررت كييف قمع الاحتجاجات في الأقاليم سيؤدي ذلك إلى انعدام الفرص لعقد أي لقاءات ولأي تعاون في الملف الأوكراني وينبغي على كييف وواشنطن والعواصم الأوروبية أن تفهم هذا بوضوح". وأضافت الخارجية "إننا نواصل مناقشة المسائل المتعلقة بتنظيم اللقاء الرباعي انطلاقا من ضرورة اعتماد عملنا على الأساس الواقعي وضمن إطار مقبول للجميع". وكان وزير الخارجية الروسي سيرغى لافروف دعا خلال اتصال هاتفي في وقت سابق اليوم مع القائم بأعمال وزير الخارجية الأوكراني اندري ديشيتسا السلطات الجديدة في أوكرانيا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل عقد حوار وطني يشمل جميع القوى السياسية وممثلي الأقاليم الأوكرانية للخروج من الأزمة السياسية في البلاد.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة