دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
تتسرّب تباعاً في العاصمة الفرنسية باريس أخبار التصلّب الروسي في مؤتمر «جنيف – 2»، خصوصاً في الجولة الثانية منه، حيث كان الروس في بداية معركة أوكرانيا يرون بعين الريبة تحريك الولايات المتحدة لجماعتها في كييف، ما انعكس تصلّباً مفاجئاً في مواقفهم من سورية قبل أن يذهبوا بعيداً في تحدّي الغرب عبر التدخل العسكري في القرم، وإجراء استفتاء الانضمام إلى روسيا الذي أيده سكان الإقليم بنسبة كاسحة، وكانت النتيجة انضمام القرم إلى روسيا من دون أن يحرّك أحد ساكناً، خصوصاً في أميركا وأوروبا.
في هذا السياق، قالت مصادر في العاصمة الفرنسية لـ«البناء» إنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان حاسماً في كلام جرى بينه وبين أحمد الجربا رئيس ما يُسمّى «الائتلاف السوري المعارض»، وذلك أثناء انعقاد الجولة الثانية من «جنيف- 2»، وقالت المصادر إنّ الجربا اقترب من وزير الخارجية الروسي قائلاً له إنّ على روسيا الضغط على الأسد للقبول بحكم انتقالي والتخلي عن السلطة، فقال له الوزير الروسي: «الأسد موجود في قصر الشعب، هذا أمر واقع عليكم التعامل معه، نحن لن نذهب ونخرجه من هناك وأنت لا تستطيع فعل ذلك، عليكم أن تتعاملوا مع هذا الواقع، ونحن مستعدون للتعاون ونضمن لكم انتخابات حرة ونزيهة وتحت إشراف دولي، رشحوا من يمثلكم في الانتخابات الرئاسية ونضمن لكم أن تكون شفافة ونزيهة».
المصادر الفرنسية قالت إنّ أزمة القرم أتت كهدية من السماء للرئيس السوري بشار الأسد، بعد التصلب الروسي الكبير الذي تصاعد جراء ما اعتبرته موسكو تحركاً أميركياً في كييف كمقدمة لتحرك آتٍ من موسكو، وهذا ما استنفر الروس الذين درسوا اللحظة جيداً مستغلين قلة الحيلة الأميركية في هذا المجال، وتضيف المصادر أنّ ألمانيا أبلغت موسكو منذ بداية الأزمة الأوكرانية أنها غير معنية بأية مواجهة مع روسيا حول أوكرانيا، وأن المواقف الألمانية في الاتحاد الأوروبي سوف تكون من باب التضامن الأوروبي لا أكثر.
في السياق نفسه، تشير المعلومات إلى خلافات كبيرة في أوساط الائتلاف حول معركة كسب، وتضيف المعلومات في باريس أنّ ميشال كيلو يقود حملة المعترضين على الهجوم على كسب، بعدما أدى فشل هجوم الشمال إلى نتائج عكسية كما يقول كيلو، ويقود حملة المؤيدين للمعركة إسلاميو الائتلاف خارج جماعة الإخوان المسلمين هيثم المالح، أحمد رمضان، معين البطين كما يؤيد معركة كسب برهان غليون الذي ينقل عن عزمي بشارة قوله «إنّ هذه معركتنا» في إشارة إلى القطريين .
وقد لوحظ صمت جماعة الإخوان المسلمين في هذا الموضوع حيث لم يتفوّه الرجل القوي في الجماعة وعضو الائتلاف فاروق طيفور بأي موقف مؤيد أو معارض للهجوم على كسب، بينما ينظر هيثم المالح للمعركة بالقول إنه يجب ألا يكون هناك منطقة هادئة في سورية بعد اليوم، وهذا ما يرفضه ميشال كيلو الذي نقل عنه في إحدى جلساته الباريسية قوله «في حدا بيفهم اليوم وبيهجم على كسب، هذه المعركة سوف تقوّي موقف الروسي الذي يريد أن يتصدّر واجهة المدافعين عن المسيحيين في الشرق، وسوف تعزز موقف النظام وتشدّ عضده، وإذا كان في «حدا بالساحل ضدّه أصبح ضدنا».
وتشهد العلاقات بين كيلو والجربا توتراً منذ أشهر عدة، وأتت زيارة الجربا إلى كسب لتزيد العلاقة توتراً، على رغم أنّ القطريين حلفاء كيلو الجدد يقفون خلف تمويل هذه المعركة التي رفض أردوغان أن يدفع فيها قرشاً واحداً بحسب مصادر «المعارضات» السورية في باريس.
المصدر :
الـبناء / نضال حمادة
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة