يرى مسؤول حكومي سوري رفيع المستوى إن مدينة حمص يمكن أن تكون على أبواب «تسوية كبيرة»، تغلق نوافذ الحرب المشرعة فيها منذ عامين ونصف العام، وأن «الآمال معلقة على الأيام المقبلة... والكل متفائل».

واستباقا للحديث عن تسويات جديدة في حمص، اخترق الجيش السوري أمس الأول خطوط دفاع المسلحين في حي الوعر، أكبر أحياء المدينة التي يسيطر المسلحون عليها، وقلص مساحة وجودهم وتغطيتهم النارية بسيطرته على الأبراج السكنية المطلة على زاويتي الحيين الغربي والشرقي، وانتهى تقريبا من السيطرة على منطقة «الجزيرة السابعة» التي كانت أبراجها توفر نقاط تغطية وقنص للمسلحين.

«لكن الجيش يتعامل مع الوعر بحساسية بالغة»، يشرح المسؤول لـ«السفير»، وذلك لأسباب متعلقة بظروف الحي الذي تحول الى ملجأ لكثير من النازحين، ويقارب تعداد الموجودين فيه 300 ألف شخص، ويعد من أكثر أحياء حمص ازدحاما، بعد أن كان من أفضلها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.

لذا عملت لجان المصالحة، بالتعاون مع اللجان الأمنية والعسكرية، على تنشيط الخيار الثاني الموازي، على أمل ان «يتقاطع في النهاية مع التقدم العسكري الأخير»، يقول المسؤول المتابع لتفاصيل الجهود المبذولة، مضيفا إن «الخطين يتحركان بقوة. نأمل أن يكون خط المصالحة أسرع، لكي ننقذ ما يمكن من الأرواح والممتلكات».

وتطل «الجزيرة السابعة» التي يكاد الجيش يقفل سيطرته عليها على الطريق الدولي المحاذي، وتقع على أسوار مصفاة حمص للبترول تقريبا، وسبق واستهدفت المصفاة بقذائف هاون مرات عديدة انطلاقا من تلك المنطقة، كما تطل على حيي المزرعة والرقة من الداخل. ويقع ضمن حي الوعر مؤسسات حكومية عدة مهمة، بينها القصر العدلي، كما الكلية الحربية التي يسيطر عليها الجيش وتقع على مرمى القناصين وقذائف الهاون. ويتوقع مسؤولون في حمص، أن يعود القصر العدلي بكامل طاقته للعمل خلال أسابيع، إن نجحت الجهود الأخيرة.

ووفقا للمصادر ذاتها، فإن تسوية الوعر يمكن أن تكون مدخلا لتسوية نهائية مع مجموعات حمص القديمة التي «تقهقرت وأصبحت في حالة ضعف شديدة». وفي هذا الشأن يقول محافظ حمص طلال البرازي، لـ«السفير»، أن 520 شخصا سلموا أنفسهم مع عتادهم للسلطات في الأسابيع الأخيرة، وأن «الانشقاقات (عن المجموعات المسلحة) تحصل بمعدل 20 شخصا يوميا»، مضيفا ان «غالبية المسلحين يحصلون على تسوية لأوضاعهم».

ويحسن الجيش، في منطقة حمص القديمة، من مواقعه من دون ضجة تذكر. وأمس الأول تقدمت وحدات الجيش والدفاع الوطني في حي الحميدية، ضمن أحياء حمص القديمة، متجاوزة شارع الحميدية الرئيسي (المحوري) باتجاه حي بستان الديوان. ووفقا لمصدر ميداني في حمص فإن «مجمل حمص القديمة يمكن أن تسقط في أية لحظة» إلا أن الأولوية «تبقى للتسويات».

وفي حال نجحت التسويتان، و«هو امر مرجح في وقت متقارب» وفقا للمصدر السابق، فإن كامل حمص وأريافها الغربية والشرقية والجنوبية تكون في مأمن من التصعيد. ورغم أن البادية في الريف الشرقي على أطراف تدمر تبقى بحاجة إلى وقت طويل، بسبب هروب مجموعات كبيرة من المسلحين إليها، إلا أن خطر التمركز في المدن يتراجع. ووفقا للمصدر الميداني فقد «اتخذت مجموعات عديدة من كهوف البادية مركزا للاختباء، وبحوزتها آليات خفيفة ومتوسطة محملة بمدافع دوشكا وصواريخ غراد». أما الريف الشمالي، متمثلا بنقطتي الرستن وتلبيسة، فيبقى بانتظار معركته. وهي معركة لا يرى المصدر أنها ستكون بصعوبة، معركة الحصن، والزارة، «بالنظر إلى البيئة الجغرافية والقرب من الحدود اللبنانية في الريف الغربي «الأمر الذي يعني ان السيطرة على كامل حمص يمكن ألا يستغرق سوى أسابيع عدة» وذلك في حال «نجحت التسويات الأخيرة».

ووفقا للمسؤول الحكومي فإن «انهيار المفاوضات يعني تصعيدا» كما تقول التجربة المتكررة، إلا أن «مستوى الحوار ارتفع في الأيام الأخيرة بين الطرفين الرئيسيين، واقتربنا من تصور واحد، بحاجة إلى بضعة ايام لكي يتضح بشكل نهائي». ويختم «نحن متفائلون. الاحتمالات كلها جيدة، لكن الفشل يبقى ممكنا. وعنصر التسوية سيبقى يسير بمحاذاة عنصر التقدم الميداني حتى تحين الساعة، عندها يتقاطعان أو يتقدم أحدهما على الآخر».

  • فريق ماسة
  • 2014-04-03
  • 11569
  • من الأرشيف

حمص: آمال معلقة على «تسوية كبرى»

يرى مسؤول حكومي سوري رفيع المستوى إن مدينة حمص يمكن أن تكون على أبواب «تسوية كبيرة»، تغلق نوافذ الحرب المشرعة فيها منذ عامين ونصف العام، وأن «الآمال معلقة على الأيام المقبلة... والكل متفائل». واستباقا للحديث عن تسويات جديدة في حمص، اخترق الجيش السوري أمس الأول خطوط دفاع المسلحين في حي الوعر، أكبر أحياء المدينة التي يسيطر المسلحون عليها، وقلص مساحة وجودهم وتغطيتهم النارية بسيطرته على الأبراج السكنية المطلة على زاويتي الحيين الغربي والشرقي، وانتهى تقريبا من السيطرة على منطقة «الجزيرة السابعة» التي كانت أبراجها توفر نقاط تغطية وقنص للمسلحين. «لكن الجيش يتعامل مع الوعر بحساسية بالغة»، يشرح المسؤول لـ«السفير»، وذلك لأسباب متعلقة بظروف الحي الذي تحول الى ملجأ لكثير من النازحين، ويقارب تعداد الموجودين فيه 300 ألف شخص، ويعد من أكثر أحياء حمص ازدحاما، بعد أن كان من أفضلها على المستويين الاقتصادي والاجتماعي. لذا عملت لجان المصالحة، بالتعاون مع اللجان الأمنية والعسكرية، على تنشيط الخيار الثاني الموازي، على أمل ان «يتقاطع في النهاية مع التقدم العسكري الأخير»، يقول المسؤول المتابع لتفاصيل الجهود المبذولة، مضيفا إن «الخطين يتحركان بقوة. نأمل أن يكون خط المصالحة أسرع، لكي ننقذ ما يمكن من الأرواح والممتلكات». وتطل «الجزيرة السابعة» التي يكاد الجيش يقفل سيطرته عليها على الطريق الدولي المحاذي، وتقع على أسوار مصفاة حمص للبترول تقريبا، وسبق واستهدفت المصفاة بقذائف هاون مرات عديدة انطلاقا من تلك المنطقة، كما تطل على حيي المزرعة والرقة من الداخل. ويقع ضمن حي الوعر مؤسسات حكومية عدة مهمة، بينها القصر العدلي، كما الكلية الحربية التي يسيطر عليها الجيش وتقع على مرمى القناصين وقذائف الهاون. ويتوقع مسؤولون في حمص، أن يعود القصر العدلي بكامل طاقته للعمل خلال أسابيع، إن نجحت الجهود الأخيرة. ووفقا للمصادر ذاتها، فإن تسوية الوعر يمكن أن تكون مدخلا لتسوية نهائية مع مجموعات حمص القديمة التي «تقهقرت وأصبحت في حالة ضعف شديدة». وفي هذا الشأن يقول محافظ حمص طلال البرازي، لـ«السفير»، أن 520 شخصا سلموا أنفسهم مع عتادهم للسلطات في الأسابيع الأخيرة، وأن «الانشقاقات (عن المجموعات المسلحة) تحصل بمعدل 20 شخصا يوميا»، مضيفا ان «غالبية المسلحين يحصلون على تسوية لأوضاعهم». ويحسن الجيش، في منطقة حمص القديمة، من مواقعه من دون ضجة تذكر. وأمس الأول تقدمت وحدات الجيش والدفاع الوطني في حي الحميدية، ضمن أحياء حمص القديمة، متجاوزة شارع الحميدية الرئيسي (المحوري) باتجاه حي بستان الديوان. ووفقا لمصدر ميداني في حمص فإن «مجمل حمص القديمة يمكن أن تسقط في أية لحظة» إلا أن الأولوية «تبقى للتسويات». وفي حال نجحت التسويتان، و«هو امر مرجح في وقت متقارب» وفقا للمصدر السابق، فإن كامل حمص وأريافها الغربية والشرقية والجنوبية تكون في مأمن من التصعيد. ورغم أن البادية في الريف الشرقي على أطراف تدمر تبقى بحاجة إلى وقت طويل، بسبب هروب مجموعات كبيرة من المسلحين إليها، إلا أن خطر التمركز في المدن يتراجع. ووفقا للمصدر الميداني فقد «اتخذت مجموعات عديدة من كهوف البادية مركزا للاختباء، وبحوزتها آليات خفيفة ومتوسطة محملة بمدافع دوشكا وصواريخ غراد». أما الريف الشمالي، متمثلا بنقطتي الرستن وتلبيسة، فيبقى بانتظار معركته. وهي معركة لا يرى المصدر أنها ستكون بصعوبة، معركة الحصن، والزارة، «بالنظر إلى البيئة الجغرافية والقرب من الحدود اللبنانية في الريف الغربي «الأمر الذي يعني ان السيطرة على كامل حمص يمكن ألا يستغرق سوى أسابيع عدة» وذلك في حال «نجحت التسويات الأخيرة». ووفقا للمسؤول الحكومي فإن «انهيار المفاوضات يعني تصعيدا» كما تقول التجربة المتكررة، إلا أن «مستوى الحوار ارتفع في الأيام الأخيرة بين الطرفين الرئيسيين، واقتربنا من تصور واحد، بحاجة إلى بضعة ايام لكي يتضح بشكل نهائي». ويختم «نحن متفائلون. الاحتمالات كلها جيدة، لكن الفشل يبقى ممكنا. وعنصر التسوية سيبقى يسير بمحاذاة عنصر التقدم الميداني حتى تحين الساعة، عندها يتقاطعان أو يتقدم أحدهما على الآخر».

المصدر : السفير /زياد حيدر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة