دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
من بين كل التفاصيل فى قضية التخابر مع قطر، وجاءت على لسان وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، يستوقفنا شخص حمد بن جاسم وزير خارجية قطر ورئيس وزرائها السابق، الذى خرج من الخدمة مع صعود «تميم بن حمد» إلى رئاسة قطر خلفا لوالده الشيخ حمد بن خليفة آل ثانى.
دور حمد بن جاسم فى القضية، يتلخص فى أن «أيمن الصيرفى» سكرتير الرئيس المعزول محمد مرسى قام بتهريب 3 حقائب من القصر الجمهورى مملوءة بالمستندات الخاصة بالأمن القومى إلى ابنته فى مدينة 6 أكتوبر لتوصيلها إلى قطر عبر تركيا، عن طريق اثنين من العاملين بقناة الجزيرة، وأكد المتهم الرئيسى فى القضية فى اعترافاته أن العرض المالى للحصول على المستندات بلغ مليونا ونصف مليون دولار، وأنهم حصلوا على 20 ألف دولار مقدما، وتم السفر إلى قطر، وهناك حصل اللقاء مع «حمد بن جاسم» وبصحبته ضابط مخابرات قطرى كبير، وتم الاتفاق على وضع المستندات فى «كارت ميمورى» لتهريبها إلى قطر، والوثائق الورقية المهمة من خلال مضيف جوى.
الوثائق تتعلق بتسليح الجيش المصرى وتدريبه، ولأنها بهذا المستوى الخطير، كان لابد من تواجد شخص بحجم وقوة ومركز «حمد بن جاسم» فيها، غير أن السؤال الذى يفرض نفسه: «ماذا سيفعل بهذه الوثائق؟».
«حمد بن جاسم» هو نموذج صارخ للسياسيين الذين ابتلى بهم واقعنا العربى فى السنوات الأخيرة، فيما يتعلق بالعلاقة مع إسرائيل، وهؤلاء ينقسمون إلى صنفين، صنف يتعامل مع إسرائيل على أنها صديقة ويرمى كل أوراقه معها، ويرفض كل أشكال المقاومة لها، فهى بالنسبة لهم واحة الديمقراطية، ويدعو الفلسطينيين إلى تسليم أوراق قضيتهم والرضا بما تعطيه "إسرائيل" معهم.
أما الصنف الثانى فهو الأخطر، والذى يمثله «حمد بن جاسم وقطر» لأنهم يجمعون بين صداقة" إسرائيل" وأعدائها فى نفس الوقت، يجلسون ويجتمعون مع القيادات الإسرائيلية، ثم يجلسون ويجتمعون مع قيادات حزب الله، لا يتورعون عن تقديم المساعدات "لإسرائيل"، ثم يقدمون المساعدات لضحاياها، فعلت قطر ذلك مع غزة، وفعلته مع جنوب لبنان.
هؤلاء هم الأخطر على المصالح العربية، لأنهم يمارسون أكبر عملية خداع للمواطن العربى، فهم يمررون "إسرائيل" إليه بوصفها «صديق» يصيب ويخطئ، ويتحدثون بجهل عن أنهم يستثمرون العلاقة مع" إسرائيل" من أجل إقناعها بضرورة وأهمية السلام، ويقولون إنهم يقنعونها بعدم تكرار اعتدائها الغاشم على الفلسطينيين واللبنانيين، وقد تجدهم يرفضون تطبيع العلاقات الشعبية معها، وبهذه الصيغة تحصد إسرائيل مكاسب هائلة من وراء هؤلاء، أكثر مما تحصده من أصدقائها الذين ينتمون إلى «الصنف الأول».
سجل «حمد بن جاسم» أثناء رئاسته لحكومة قطر معروف، فهو لم يخف محبته وإعجابه وصداقته بإسرائيل، وهناك من يؤكد أن له مسكنا فيها، وفى نفس الوقت كان يفتخر بصداقته مع كل أطراف المقاومة ضدها، ويعلن نيابة عن أميره «حمد بن خليفة آل ثانى» تبرعه لإعادة إعمار جنوب لبنان بعد حرب إسرائيل عليها عام 2006، وتبرعه لـ«غزة» بعد العدوان عليها 2008.
والأمر على هذا النحو لا يحتاج إلى مفهومية خاصة، لمعرفة الجهة التى سيمدها حمد بن جاسم بالوثائق السرية المصرية.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة