ما رشح من اخبار في الايام الاخيرة - رغم قلتها- عن الاقتتال الدائر بين تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" يؤكد تصاعد وتيرة الاشتباكات بين التنظيمين في محافظتي دير الزور والحسكة في أقصى الشرق السوري ، مخلفة في ايام قليلة مئات القتلى والجرحى فضلاً عن الحاقها خسائر كبيرة في ما تبقى من منشآت عامة وخاصة.

اللافت في تلك المعارك هو امتدادها الى محافظة دير الزور التي كان تنظيم "داعش" أعلن انسحابه منها قبل نحو شهرين في خطوة احتفى بها مؤيدو "النصرة" ، فيما اعتبرها آخرون انسحاباً تكتيكاً من تنظيم "ابو بكر البغدادي" في منطقة يحتفظ خصومه فيها بحضور قوي.

لكن وقبل نحو اسبوع اندلعت مواجهات عنيفة في بلدة البصيرة الاستراتيجية في دير الزور بين مسلحين تابعين "للنصرة" وآخرين من العشائر فاستغلتها "داعش" وعملت على السيطرة على البلدة. خطوة اعتبرت خرقاً لمصلحة جماعة البغدادي خاصة أنَّ البلدة المذكورة تطل على أهم معاقل تنظيم أبي محمد الجولاني في دير الزور ، كمدينة الميادين وبلدة الشحيل ، الامر الذي دفع بالنصرة الى الاذعان والرضوخ لاتفاق يسمح باخراجها من البصيرة لمصلحة مسلحين "محليين".

التهدئة الظرفية في البصيرة مرشحة للانهيار في أية ساعة خاصة أن "النصرة" التي خرجت "بالاكراه" من البلدة ستحاول استردادها لاهمية المنطقة من جهة ولمنع اقتراب داعش من معاقل الجبهة ، والاهم الاستيلاء على حقلي "الجفرة" و"كونيكو" النفطيين.

هناك معطى قد يسرع وتيرة الصراع في البصيرة وهو القتال العنيف المندلع بين التنظيمين جنوب محافظة الحسكة ، والذي اودى في ايام قليلة بعشرات القتلى من الطرفين ، استولت بنتيجته "داعش" على بلدة مركدة الاستراتيجية التي تشرف على طريق الامداد لجماعة البغدادي من غرب العراق وعلى طريق الحسكة - دير الزور، ، كذلك تقع بالقرب من مدينة الشدادي المعقل الرئيسي لـ"داعش" في محافظة الحسكة ، كما أنها تُعتبر منطلقاً لمهاجمة مراكز "النصرة" وحلفائها في محافظة دير الزور.

المعارك بين الجانبين مرشحة للتوسع والتمدد الى ريف حلب وغيرها من مناطق الشمال السوري ، وبالتأكيد فان المواطن السوري سيدفع ضريبة باهظة من ماله وعرضه في ظل توقعات بأن تستعر حرب التصفيات والاعدامات والاختطاف بين الطرفين. فكل يوم يمر من صراع "النفوذ" هذا يسقط قتلى وجرحى وتُسبى نساء ويشرد اطفال ، وللاسف كل هذا مغيّب عن قصد في وسائل اعلام عربية لاتزال ترفع شعارات براقة واعدة "برأي ورأي آخر" ، فيما تتغنى قنوات "بالجرأة" و"الموضوعية" وما الى ذلك من عبارات تبدو اكثر للاستهلاك الآدمي والتسويق التجاري.

وتكاد تختفي اخبار معارك "الغنائم" الدائرة في الشرق السوري بين تنظيمي "داعش" والنصرة من أجندة الفضائيات العربية الداعمة للفصائل المتناحرة على الارض السورية.

فتلك الفضائيات المحسوبة على دول خليجية منقسمة على نفسها بفعل الخلاف المستحكم بين دول مجلس التعاون ، جُل ما تركز عليه هو "معارك" ما يُسمى "الثوار" ضد وحدات الجيش السوري في ريف اللاذقية الشمالي مهللين لما أسموه تقدماً للمسلحين قد لا يعمر طويلاً بعد إستعادة الجيش المبادرة وصده لهجمات جماعات مسلحة حظيت ولاتزال بدعم تركي عسكري واستخباراتي لوجستي وفق ما تؤكد مصادر سورية.

بالتأكيد غابت أو غُيبت عن شاشات فضائية عدة مشاهدات الاعدامات الميدانية التي نفذتها "النصرة" بحق سعوديين "بتهمة الانتماء الى داعش" ، وجرى التغاضي والقفز عن شريط مصور يظهر مسلحين سعوديين من داعش وهم يحرقون جوازات سفرهم ويهددون بنقل الصراع الى الجزيرة العربية ، كما غضت الفضائيات تلك بصرها عن شريط مصور آخر لمسلحين قطريين من "داعش" لقوا مصرعهم في سوريا والعراق كما قيل..

الطامة الكبرى تبقى عدم ذكر الكثير من الفضائيات العربية قيام تنظيم "داعش" بتفجير مئذنتي مقامي الصحابي عمار بن ياسر وسيد التابعين اويس القرني في محافظة الرقة ، وهما شخصيتان عاصرا خاتم الانبياء محمد بن عبد الله (ص) واجمع على فضائلهما عموم المسلمين السنة والشيعة لدورهما العظيم في نشر رسالة الاسلام المحمدي الاصيل.

"داعش" ، "النصرة" ، "الجبهة الاسلامية" ....الخ ، هي تنظيمات وفصائل ترفع الاسلام - كما تراه- شعاراً لمقاتلة الجيش السوري فيما تخوض حروبا تحت مسميات الخوارج والردة وغيرها من المصطلحات التي أوقعت حتى الان ما يقارب 5000 قتيل في أشهر معدودة ، وقد يكون الاتي اعظم..

  • فريق ماسة
  • 2014-04-01
  • 9777
  • من الأرشيف

جحيم الشرق بين "داعش" و"النصرة"

ما رشح من اخبار في الايام الاخيرة - رغم قلتها- عن الاقتتال الدائر بين تنظيم "داعش" وجبهة "النصرة" يؤكد تصاعد وتيرة الاشتباكات بين التنظيمين في محافظتي دير الزور والحسكة في أقصى الشرق السوري ، مخلفة في ايام قليلة مئات القتلى والجرحى فضلاً عن الحاقها خسائر كبيرة في ما تبقى من منشآت عامة وخاصة. اللافت في تلك المعارك هو امتدادها الى محافظة دير الزور التي كان تنظيم "داعش" أعلن انسحابه منها قبل نحو شهرين في خطوة احتفى بها مؤيدو "النصرة" ، فيما اعتبرها آخرون انسحاباً تكتيكاً من تنظيم "ابو بكر البغدادي" في منطقة يحتفظ خصومه فيها بحضور قوي. لكن وقبل نحو اسبوع اندلعت مواجهات عنيفة في بلدة البصيرة الاستراتيجية في دير الزور بين مسلحين تابعين "للنصرة" وآخرين من العشائر فاستغلتها "داعش" وعملت على السيطرة على البلدة. خطوة اعتبرت خرقاً لمصلحة جماعة البغدادي خاصة أنَّ البلدة المذكورة تطل على أهم معاقل تنظيم أبي محمد الجولاني في دير الزور ، كمدينة الميادين وبلدة الشحيل ، الامر الذي دفع بالنصرة الى الاذعان والرضوخ لاتفاق يسمح باخراجها من البصيرة لمصلحة مسلحين "محليين". التهدئة الظرفية في البصيرة مرشحة للانهيار في أية ساعة خاصة أن "النصرة" التي خرجت "بالاكراه" من البلدة ستحاول استردادها لاهمية المنطقة من جهة ولمنع اقتراب داعش من معاقل الجبهة ، والاهم الاستيلاء على حقلي "الجفرة" و"كونيكو" النفطيين. هناك معطى قد يسرع وتيرة الصراع في البصيرة وهو القتال العنيف المندلع بين التنظيمين جنوب محافظة الحسكة ، والذي اودى في ايام قليلة بعشرات القتلى من الطرفين ، استولت بنتيجته "داعش" على بلدة مركدة الاستراتيجية التي تشرف على طريق الامداد لجماعة البغدادي من غرب العراق وعلى طريق الحسكة - دير الزور، ، كذلك تقع بالقرب من مدينة الشدادي المعقل الرئيسي لـ"داعش" في محافظة الحسكة ، كما أنها تُعتبر منطلقاً لمهاجمة مراكز "النصرة" وحلفائها في محافظة دير الزور. المعارك بين الجانبين مرشحة للتوسع والتمدد الى ريف حلب وغيرها من مناطق الشمال السوري ، وبالتأكيد فان المواطن السوري سيدفع ضريبة باهظة من ماله وعرضه في ظل توقعات بأن تستعر حرب التصفيات والاعدامات والاختطاف بين الطرفين. فكل يوم يمر من صراع "النفوذ" هذا يسقط قتلى وجرحى وتُسبى نساء ويشرد اطفال ، وللاسف كل هذا مغيّب عن قصد في وسائل اعلام عربية لاتزال ترفع شعارات براقة واعدة "برأي ورأي آخر" ، فيما تتغنى قنوات "بالجرأة" و"الموضوعية" وما الى ذلك من عبارات تبدو اكثر للاستهلاك الآدمي والتسويق التجاري. وتكاد تختفي اخبار معارك "الغنائم" الدائرة في الشرق السوري بين تنظيمي "داعش" والنصرة من أجندة الفضائيات العربية الداعمة للفصائل المتناحرة على الارض السورية. فتلك الفضائيات المحسوبة على دول خليجية منقسمة على نفسها بفعل الخلاف المستحكم بين دول مجلس التعاون ، جُل ما تركز عليه هو "معارك" ما يُسمى "الثوار" ضد وحدات الجيش السوري في ريف اللاذقية الشمالي مهللين لما أسموه تقدماً للمسلحين قد لا يعمر طويلاً بعد إستعادة الجيش المبادرة وصده لهجمات جماعات مسلحة حظيت ولاتزال بدعم تركي عسكري واستخباراتي لوجستي وفق ما تؤكد مصادر سورية. بالتأكيد غابت أو غُيبت عن شاشات فضائية عدة مشاهدات الاعدامات الميدانية التي نفذتها "النصرة" بحق سعوديين "بتهمة الانتماء الى داعش" ، وجرى التغاضي والقفز عن شريط مصور يظهر مسلحين سعوديين من داعش وهم يحرقون جوازات سفرهم ويهددون بنقل الصراع الى الجزيرة العربية ، كما غضت الفضائيات تلك بصرها عن شريط مصور آخر لمسلحين قطريين من "داعش" لقوا مصرعهم في سوريا والعراق كما قيل.. الطامة الكبرى تبقى عدم ذكر الكثير من الفضائيات العربية قيام تنظيم "داعش" بتفجير مئذنتي مقامي الصحابي عمار بن ياسر وسيد التابعين اويس القرني في محافظة الرقة ، وهما شخصيتان عاصرا خاتم الانبياء محمد بن عبد الله (ص) واجمع على فضائلهما عموم المسلمين السنة والشيعة لدورهما العظيم في نشر رسالة الاسلام المحمدي الاصيل. "داعش" ، "النصرة" ، "الجبهة الاسلامية" ....الخ ، هي تنظيمات وفصائل ترفع الاسلام - كما تراه- شعاراً لمقاتلة الجيش السوري فيما تخوض حروبا تحت مسميات الخوارج والردة وغيرها من المصطلحات التي أوقعت حتى الان ما يقارب 5000 قتيل في أشهر معدودة ، وقد يكون الاتي اعظم..

المصدر : حسين ملاح


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة