دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
انهى الجيش السوري استعداداته الميدانية كما تقول مصادر سورية مطلعة لتنفيذ هجوم عسكري مضاد لاسترداد القرى في ريف اللاذقية الشمالي، وتحديداً بلدة كسب مهما كانت الاعتبارات حتى لو ادى ذلك الى مواجهة مباشرة بين الجيشين التركي والسوري،
وهذا ما ابلغته القيادة السورية الى مراجع عربية ودولية، عبر مسؤولين روس، وتقول المعلومات ان قطعا من الاسطول الروسي تحركت باتجاه الشواطئ القريبة من مناطق الاشتباكات في كسب والسمرا، بعد اسقاط الطائرة السورية من قبل المضادات التركية، خصوصا ان الهجوم الذي نفذه المسلحون تم بتغطية تركية مباشرة، وبقصف مدفعي رغم التطمينات والرسائل التي ارسلها داوود اوغلو الى القيادتين الروسية والايرانية ان بلاده لا تريد التورط في الحرب السورية بشكل مباشر او الدخول الى الاراضي السورية، بعكس ما تم تسريبه عبر وسائل الاعلام، وان الطائرة السورية التي اسقطتها المضادات التركية خرقت المجال الجوي التركي.
وتشير المعلومات ان الطيران السوري يواصل قصفه لمناطق المسلحين على الحدود التركية السورية بشكل مباشر وقصف معبر كسب دون اي تحرك للطيران التركي، وللقوات التركية، لكن القوات التركية تؤمن الدعم اللوجستي للمسلحين لجهة الامدادات ونقل الاسلحة، علما ان الجانب التركي ابلغ عبر القنوات الديبلوماسية روسيا بان التسهيلات التركية مرتبطة بضرب قواعد «لمسلحين اتراك» داخل سوريا والذين يحاربون من اجل استرداد لواء «الاسكندرون» كونهم يعتبرون ان لواء الاسكندرون منطقة عربية وانهم عربا وليسوا «عثمانيين»، ، ويقوم هؤلاء بالكثير من الهجمات على القوات التركية وبدعم سوري، وبتنسيق مع الضباط السوريين في اللاذقية.
وتضيف المعلومات، ان هجوم المسلحين في ريف اللاذقية الشمالي ربما بدل في خطط القيادة السورية التي كانت تستعد لفتح معركة حلب بعد القلمون، خصوصا ان مسافة 15 كلم فقط مازالت في يد المسلحين في حلب فقط، وهذا الامر تم باعتراف الديبلوماسيين الاجانب، فيما التهديد بفتح معركة درعا من قبل المسلحين لا يستند الى اية وقائع بعد الانجازات للجيش في القلمون وريف دمشق حيث سيتم الاعلان عن مصالحات في الزبداني والتضامن والحجر الاسود واليرموك خلال الايام القادمة، وبالتالي فان ريف دمشق الجنوبي يصبح آمناً مع القلمون، لكن «الجيب» الاكبر للمسلحين ما زال في منطقة «جوبر» حيث ستشهد المنطقة، معركة كبيرة، اما في حمص فالمسلحون اصبحوا معزولين ولا قدرة لهم على القتال والمناورة.
وتضيف المعلومات ان زيارة امير قطر للاردن لم تستطع اقناع الملك عبدالله الثاني بفتح الحدود بشكل مباشر ومكشوف للمسلحين للبدء بمعركة درعا، وان الملك الاردني لا يريد التورط بشكل أكبر في الاحداث السورية نتيجة القلق على بلاده، كما ان موقع قطر الحالي لا يسمح لها بممارسة ضغوط على الاردن نتيجة خلافاتها مع دول الخليج التي لن تسمح لقطر باستعادة الدور «الريادي» في الازمة السورية، فيما لعبت المخابرات القطرية دورا اساسياً في معركة «كسب» مع الاتراك وان تركيا وبدعم مالي، قطري، قدمت المساعدات للمسلحين في كسب عبر القصف المباشر والتشويش على رادارات الجيش السوري واتصالاته، بالاضافة الى اعطاء معلومات عن مناطق تواجد الجيش السوري واماكن «انتشاره» مما ادى الى دخول المسلحين من مناطق «ضعيفة» عسكرياً بالنسبة للجيش السوري، وهذا الامر ما كاد يحصل لولا الدعم اللوجستي الغربي، لكن مشكلة «كسب» انها حركت «الموضوع الارمني» و«نبشت» المجازر التركية بحق الشعب الارمني وهذا الامر ليس لمصلحة تركيا على الصعيد الاوروبي
وتدعو المصادر الى انتظار الايام القادمة وما سيحصل في ريف اللاذقية الشمالي جراء الهجوم السوري المضاد، وعلى ضوء النتائج العسكرية سيتقرر الكثير من الامور، لكن مسؤولاً سورياً كبيراً أكد لزوار لبنانيين ان اي منطقة اراد الجيش السوري دخولها امر تحقق ولم يخض الجيش السوري اي مواجهة مباشرة مع المسلحين الا ونجح فيها وبالتالي لا داعي للقلق والحسم سيكون قريباً جدا، وان عصر التبدلات قد بدأ، وان الوفود الامنية الاجنبية التي تأتي الى دمشق ليست من «فراغ» بل نتيجة التبدلات، وبالتالي فان طلبات الدول الاجنبية على طاولات المسؤولين السوريين كثيرة، وهذا لا ينفي ان المخابرات الاجنبية قدمت ايضاً للقيادة السورية معلومات عن تحركات الاصوليين داخل المناطق الحدودية الاردنية وغيرها، واماكن وجود قيادات النصرة وبعض المطلوبين الخطيرين، حتى ان بعض المسؤولين الامنيين السوريين تلقوا تهاني زملاء لهم في دول اوروبية بعد مقتل مسؤول جبهة النصرة في ريف حلب لانه يعتبر المطلوب الاول لدول اوروبية عديدة كونه متهماً بالوقوف وراء التحضير لاعتداءات في هذه الدول، كما ان احد قياديي داعش قتل في ريف دمشق حيث كانت اوروبا وواشنطن ترصد جائزة مالية بملايين الدولارت لمن يقدم عنه اي معلومة وقتل مؤخرآً في ريف دمشق، وهذا ما اثار ارتياح الدول الاوروبية وواشنطن، فيما معلومات وصلت الى القيادة السورية عن تبدلات قريبة في الطاقم الرئاسي الفرنسي وتحديداً في وزارة الخارجية وهذا النهج تقوده المخابرات الفرنسية المعترضة على السياسة الرسمية الفرنسية في شأن سوريا.
الجميع بانتظار نتائج معركة كسب وما سيحققه هجوم الجيش السوري خلال الايام القادمة وبعدها هناك حديث آخر، خصوصا ان المعابر اللبنانية ـ السورية ستقفل كليا بعد التقدم على «رنكوس «وعسال الورد» وبالتالي قطع كل المعابر وهذا يشكل دعما لاستقرار لبنان وللحكومة اللبنانية، وبالتالي فان الجيش السوري يستطيع ايضا نقل قسم من قواته الى مناطق ساخنة جديدة.
المصدر :
الديار /رضوان الذيب
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة