دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
كلفت سياسة تركيا بفتح حدودها مع سورية رغم القتال هناك حزب العدالة والتنمية الحاكم السيطرة على لواء اسكندرون "هاتاي" الحدودي في الانتخابات البلدية.
وعاقب الناخبون في الإقليم الحكومة على استراتيجية رأوا أنها تزعزع الاستقرار وتضر بالاقتصاد وهي انتكاسة مذهلة وسط موجة من الانتصارات للحزب الحاكم بقيادة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في الانتخابات التي جرت يوم الأحد.
وتمد الحدود المفتوحة مناطق مقاتلي المعارضة السورية بشريان حياة يسمح بدخول المساعدات الإنسانية وخروج اللاجئين.
لكن فتح الحدود أثار اتهامات بالسماح لمقاتلين متشددين بعبور الحدود دون رقابة وبزيادة الأعباء على الاقتصاد بسبب تدفق اللاجئين.
واحتفل الآلاف ليلة الاحد في بلدة أنطاكية القديمة العاصمة الإدارية لإقليم لواء اسكندرون "هاتاي" فأطلقوا أبواق السيارات ولوحوا بالأعلام الحمراء لحزب الشعب الجمهوري وهو حزب المعارضة العلماني الرئيسي مع اعلان نبأ انتصاره.
وتسلق البعض تمثال مصطفى كمال أتاتورك مؤسس الجمهورية التركية العلمانية الحديثة ودوت الموسيقى من السيارات.
وقال لوطفو سافاس الذي انشق عن حزب العدالة والتنمية وفاز بمنصب رئيس البلدية في انتخابات الاحد عن حزب الشعب الجمهوري "الأزمة السورية والمشاكل الناجمة عنها هي أكثر ما يقلق الناس في هاتاي.. نريد السلام وأن يعود الناس إلى سورية."
ولم تكن هناك أسباب تذكر ليحتفل حزب الشعب الجمهوري في مناطق أخرى في تركيا بعد أن فشل في تحقيق انتصار في اسطنبول أو أنقرة.
وفاز حزب العدالة والتنمية بنحو 46 في المئة من الأصوات في عموم تركيا لكن حزب الشعب الجمهوري تغلب على فارق 18 في المئة كان حزب اردوغان قد حققه في آخر انتخابات بلدية قبل خمس سنوات ليفوز بنسبة 41.2 في المئة من الأصوات مقابل 40.3 في المئة لحزب العدالة والتنمية.
ويساند اردوغان بشدة معارضي الرئيس بشار الأسد منذ أن اندلع الصراع السوري في 2011. وفتحت تركيا حدودها مع سوريا لتستقبل 900 ألف لاجئ وأقامت لهم مخيمات وأتاحت لمقاتلي المعارضة المسلحين الذين يهيمن عليهم حاليا اسلاميون متشددون دخول سوريا بحرية.
وقال كانر وهو طالب حقوق يبلغ من العمر 27 عاما وكانت أسرته تؤيد اردوغان فيما سبق "يقول حزب العدالة والتنمية إن اللاجئين ضيوف. لكن المتشددين يقوضون استقرار هاتاي ويحدثون الانقسامات بين أصحاب الديانات المختلفة الذين كانوا يعيشون معا في سعادة."
ويشتكي السكان من البطالة لأن اللاجئين الذين يعيش معظمهم خارج المخيمات الرسمية يقبلون بأجور أقل. ويقول السكان إن أسعار المنازل ارتفعت كثيرا ويخشون تفاقم العنف.
وقال شاكر وهو مقاول يبلغ من العمر 34 عاما "يفرق حزب العدالة والتنمية الناس عن بعضهم البعض ويقسمهم إلى مجموعات. نحن أشقاء للسوريين لكن الان هناك عنصرية وحزبية."
واضاف "تعاملنا مع سورية بطريقة جيدة جدا ولكنهم يعاملوننا الآن وكأننا جزء من الحرب".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة