بعد معارك كر وفرّ سيطر الجيش السوري على قرية السمرا ونقطة الـ45 الاستراتيجية في ريف اللاذقية، في وقت دخل مثلّث مخيّم اليرموك ـ التضامن ـ حجر الأسود جدياً على مسار التسويات

 تطوّرات مفاجئة في مجريات حرب الكرّ والفرّ القائمة على التلال المحيطة بكسب في ريف اللاذقية الشمالي. ورغم أن التروّي في دخول البلدة السياحية الحدودية هو سيد المشهد العسكري في انتظار «أوامر القيادة»، كانت استعادة السيطرة على قمة الـ45 وقرية السمرا الإنجاز الأفضل لجنود الجيش السوري، بعد أيام من اليأس.

المسلحون انكفأوا في اتجاه نبع المر وجبل النسر، فيما تابع الجيش تثبيت نقاطه العسكرية في المواقع التي تقدم فيها، في محاولة لمنع ارتداد هجمات المعارضين. قمة الـ45 ومحيطها ومدخلها، وصولاً إلى الطريق الذي يتقاطع مع «أمانة كسب»، تحت سيطرة الجيش، وانقطع طريق المسلحين نحو البحر، بعد استعادة الجيش قرية السمرا، وإغلاق المنفذ البحري الصغير في وجههم.

كثرة التنظيمات الرديفة للجيش المشاركة في القتال ليست إشارة إيجابية، حسب مقاتلين عديدين، «إلا إذا تمّت إدارتهم بحزم ضمن خطة عسكرية تعتمد حرب عصابات، تقوم بها وحدات المشاة التي تدرب عناصرها على التوغل البري تحديداً». منطقة النبعين هي أعنف نقاط الاشتباك المستمرة، أسوة بالمعارك الجارية في محيط نبع المر وجبل النسر.

انسحاب الجيش المؤقت من المنطقة بعد خسارة عدد من الشهداء أطال أمد المعارك في الموقع الشهير. القنص الشديد كان عاملاً رئيسياً لإخلاء النقطة، إلا أن الارتياح الذي خلفته استعادة الـ45 وقرية السمرا وضع المنطقة تحت نيران الجيش مجدداً.

غالبية الجرحى يصلون إلى المستشفى الميداني من محور النبعين، المنطقة الأخطر حالياً. في هذا المستشفى يتجمّع عدد من الأطباء والممرضين المتطوعين لتقديم يد العون للجنود المصابين. مستشفيات ميدانية متنقلة بإمكانيات أقل، مؤلفة من أطباء وطبيبات ومسعفين لديهم جرأة أكبر للتقدم مع الجنود وسحبهم من الخطوط الأمامية في حال الإصابة.

تسويات الريف الجنوبي

برعايةٍ فلسطينية، يدخل مثلّث مخيّم اليرموك ـــ التضامن ـــ الحجر الأسود، الأكبر مساحةً والأكثر سخونة في ريف دمشق الجنوبي، على مسار التسويات. أمّا في القلمون، شمالاً، وبعد استعادة فليطا ورأس المعرّة، فتتّجه أنظار الجيش السوري إلى رنكوس، المعقل الأخير للمسلّحين هناك.

وتتوارد الأنباء من مختلف مناطق ريف دمشق الجنوبي عن الإعداد للعديد من التسويات الجديدة التي يمكن، بحسب المتابعين، أن تنهي النزاع المسلّح في كل أحياء وبلدات ذلك الجزء الحيوي من ريف دمشق. ويعتبر مخيم اليرموك الأقرب في الوصول إلى تسوية جديدة، بعد فشل ثلاث تسويات سابقة. فقد سرى فيه أمس، بحسب مصادر معارضة، اتفاق أوّلي لوقف إطلاق نار، بدأ منذ الساعة السادسة مساءً، تمهيداً لبداية انسحاب مجموعات «جبهة النصرة» و«أكناف بيت المقدس» و«العهدة العمرية»، الذي من المفترض أن يتم بنتيجة المفاوضات التي يجريها المسلّحون الفلسطينيون، المنضوون تحت إطار «القوة الفلسطينية المشتركة»، مع قادة تلك التنظيمات. وأكد أمين سر «الهيئة الوطنية الأهلية الفلسطينية»، يوسف عز الدين، أن كل المجموعات المسلّحة في مخيم اليرموك وافقت على استئناف المفاوضات لتنفيذ بنود المبادرة السياسية لتحييد المخيم عن النزاع، «على أساس انسحاب المسلّحين الرافضين للمبادرة من المخيم، فيما ﺳﺘﺘﻢ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻣﻦ ﻭﺍﻓﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ». وأكّدت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن مهمة حفظ الأمن في المخيم سيتم إسنادها إلى الشرطة السورية، على غرار تسوية برزة. وصباح أمس، جرى إدخال 500 سلّة غذائية، وإخراج 55 حالة مرضية من المخيّم.

وبالتوازي، أشار عز الدين إلى أن تسوية أخرى في التضامن يجري الإعداد لها، برعاية من القوى الفلسطينية المشاركة في المبادرة السياسية لمخيّم اليرموك. ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺃﻥ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴم ﺍﻟﺠﻨوﺑﻲ ﻣن ﺣﻲ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣن، ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻟﻠﻤﺨﻴم ﻣن ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸرﻗﻴﺔ، ﺟﺎﺭٍ على نحوٍ ﺟدﻱ ﻭﺳريع، ﺍﻷﻣر ﺍﻟذﻱ ﺳﻴﺴﻬل ﺃﻣوﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ في مخيّم اليرموك، ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺷﺎﺭﻉ ﻓﻠﺴطين ﻣﺘداخل مع ﺍﻟﺘﻀﺎﻣن.

إلى ذلك، أكّد مصدر في حي الحجر الأسود، المحاذي لمخيم اليرموك جنوباً، لـ«الأخبار»، أن وفداً من وجهاء الحي خرجوا منه إلى العاصمة، بعد أن أمّنت حواجز الطرفين انتقالهم، ليعقدوا لقاءً مع ضباط من الجيش مسؤولين عن ملف المصالحات في ريف دمشق «لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقٍ للمصالحة في الحجر الأسود». وأشار المصدر إلى أن «القوى الفلسطينية التي تُعدّ لتسوية مخيم اليرموك هي التي أمّنت الاتصالات التي أفضت إلى اللقاء المزمع انعقاده غداً، (اليوم)، وأن الوفد أطلق على نفسه اسم لجنة المصالحة الوطنية في الحجر الأسود».

مصادر رسمية سورية قالت لـ«الأخبار» إنّ من المتوقع أن يجري إعلان واحد عن المصالحات الثلاث، في اليرموك والحجر الأسود والتضامن، وأن يتضمن ذلك إعلان «تسوية أوضاع المسلّحين المؤيدين للمصالحات، وانسحاب الرافضين لها في اتجاه درعا، وتأمين طريق الانسحاب لهم، وتولّي الشرطة السورية مهمة حفظ الأمن في المثلث المذكور»، وأن من شأن هذه المصالحات أن تدفع في اتجاه استئناف العمل بمصالحات المناطق المجاورة، التي اعتراها الركود أخيراً، مثل مصالحات يلدا وببيلا وبيت سحم وسيدي مقداد، فيما يتولّى الجيش تأمين إعادة الأهالي إلى المناطق التي سيطر عليها عسكرياً في وقت سابق، في الريف الجنوبي، وهي سبينة وحجيرة والبويضة والذيابية والحسينية. وبهذا يجري تحييد الريف الجنوبي كاملاً عن الصراع المسلّح، باستثناء حيي القدم وعسالي المتّصلين بداريا، في الغوطة الغربية.

وفي القلمون (الريف الشمالي لدمشق)، وبعد استعادته بلدتي فليطا ورأس المعرّة، واصل الجيش السوري ملاحقة المسلّحين الفارين في التلال المجاورة. مصدر عسكري أكّد لـ«الأخبار» أنّ العملية العسكرية في القلمون «شارفت على الانتهاء، فلم يعد هناك أي معقل خطير لهؤلاء، بل مجموعات قليلة هائمة بين الجبال، تسعى للوصول إلى رنكوس»، وواصلت وحدات الهندسة تمشيط أحياء وبيوت البلدتين. وتتجه أنظار الجيش إلى رنكوس، في جنوب القلمون، وهي آخر البلدات التي يسيطر عليها المسلّحون، ويتوقع العسكريون استعادتها على نحوٍ سريع، بعد تطويقها وقطع خط الإمداد الرئيسي لمسلّحي القلمون الآتي من جرود عرسال.

وفي درعا، أفادت وكالة «سانا»، أمس، عن مقتل عدد من المسلّحين أثناء اشتباكات دارت في مناطق مخيم النازحين، وعلى اتجاه طريق السد، وفي بلدة النعيمة وفي محيط جامع بلال الحبشي وبنايات الشرطة ومدرسة اليرموك، في درعا البلد. واستهدف الجيش تجمّعات للمسلّحين في قرى وبلدات طفس ونصيب وأنخل، إضافة إلى محيط المشفى الوطني في نوى، وفي عتمان وبصرى الشام والحراك وزمرين، وفي ريف درعا الغربي، ما أدّى إلى مقتل عددٍ منهم.

وأحبطت وحدات من الجيش محاولة مجموعة مسلحة التسلل إلى إحدى النقاط العسكرية في بلدة الهجة في ريف القنيطرة، موقعة أفرادها بين قتيل وجريح، حسب الوكالة أيضاً.

 

الخطوط الخلفيّة «بيئة حاضنة»

 

سجّل في الأيام الأخيرة نجاح في تنظيم العمل الطبي بعد أيام من الفوضى والارتباك. تبديل مناوبات بين المسعفين، وتجهيزات في طريقها إلى حيث يرابط الأطباء في نقاط محددة من رأس البسيط وقسطل المعاف.

وضمن عمل «البيئة الحاضنة»، شكّلت أمهات وقريبات جنود سوريين ما يسمى بالمطبخ الميداني، في قرية الشبطلية، بهدف تجهيز طعام الجنود لإيصاله إليهم ضمن سلل غذائية. الطعام المعدّ ليس مُعدّاً وفق إشراف اختصاصيي تغذية، بل بناءً على «نصائح الجدّات» في ما يلزم المقاتل في الحرب ليحصل على الطاقة ويبقى بكامل نشاطه. وجبات من الخضروات المطبوخة والنيئة، إضافة إلى الأرز والخبز. هكذا يصل طبخ الأمهات إلى الجنود، مع دعواتهنّ بالسلامة. دعوات ترسم مشهد الجيش مع «بيئته».

  • فريق ماسة
  • 2014-03-30
  • 13470
  • من الأرشيف

السمرا والـ45 بيد الجيش التسويات تخيّم على الريف الجنوبي!

بعد معارك كر وفرّ سيطر الجيش السوري على قرية السمرا ونقطة الـ45 الاستراتيجية في ريف اللاذقية، في وقت دخل مثلّث مخيّم اليرموك ـ التضامن ـ حجر الأسود جدياً على مسار التسويات  تطوّرات مفاجئة في مجريات حرب الكرّ والفرّ القائمة على التلال المحيطة بكسب في ريف اللاذقية الشمالي. ورغم أن التروّي في دخول البلدة السياحية الحدودية هو سيد المشهد العسكري في انتظار «أوامر القيادة»، كانت استعادة السيطرة على قمة الـ45 وقرية السمرا الإنجاز الأفضل لجنود الجيش السوري، بعد أيام من اليأس. المسلحون انكفأوا في اتجاه نبع المر وجبل النسر، فيما تابع الجيش تثبيت نقاطه العسكرية في المواقع التي تقدم فيها، في محاولة لمنع ارتداد هجمات المعارضين. قمة الـ45 ومحيطها ومدخلها، وصولاً إلى الطريق الذي يتقاطع مع «أمانة كسب»، تحت سيطرة الجيش، وانقطع طريق المسلحين نحو البحر، بعد استعادة الجيش قرية السمرا، وإغلاق المنفذ البحري الصغير في وجههم. كثرة التنظيمات الرديفة للجيش المشاركة في القتال ليست إشارة إيجابية، حسب مقاتلين عديدين، «إلا إذا تمّت إدارتهم بحزم ضمن خطة عسكرية تعتمد حرب عصابات، تقوم بها وحدات المشاة التي تدرب عناصرها على التوغل البري تحديداً». منطقة النبعين هي أعنف نقاط الاشتباك المستمرة، أسوة بالمعارك الجارية في محيط نبع المر وجبل النسر. انسحاب الجيش المؤقت من المنطقة بعد خسارة عدد من الشهداء أطال أمد المعارك في الموقع الشهير. القنص الشديد كان عاملاً رئيسياً لإخلاء النقطة، إلا أن الارتياح الذي خلفته استعادة الـ45 وقرية السمرا وضع المنطقة تحت نيران الجيش مجدداً. غالبية الجرحى يصلون إلى المستشفى الميداني من محور النبعين، المنطقة الأخطر حالياً. في هذا المستشفى يتجمّع عدد من الأطباء والممرضين المتطوعين لتقديم يد العون للجنود المصابين. مستشفيات ميدانية متنقلة بإمكانيات أقل، مؤلفة من أطباء وطبيبات ومسعفين لديهم جرأة أكبر للتقدم مع الجنود وسحبهم من الخطوط الأمامية في حال الإصابة. تسويات الريف الجنوبي برعايةٍ فلسطينية، يدخل مثلّث مخيّم اليرموك ـــ التضامن ـــ الحجر الأسود، الأكبر مساحةً والأكثر سخونة في ريف دمشق الجنوبي، على مسار التسويات. أمّا في القلمون، شمالاً، وبعد استعادة فليطا ورأس المعرّة، فتتّجه أنظار الجيش السوري إلى رنكوس، المعقل الأخير للمسلّحين هناك. وتتوارد الأنباء من مختلف مناطق ريف دمشق الجنوبي عن الإعداد للعديد من التسويات الجديدة التي يمكن، بحسب المتابعين، أن تنهي النزاع المسلّح في كل أحياء وبلدات ذلك الجزء الحيوي من ريف دمشق. ويعتبر مخيم اليرموك الأقرب في الوصول إلى تسوية جديدة، بعد فشل ثلاث تسويات سابقة. فقد سرى فيه أمس، بحسب مصادر معارضة، اتفاق أوّلي لوقف إطلاق نار، بدأ منذ الساعة السادسة مساءً، تمهيداً لبداية انسحاب مجموعات «جبهة النصرة» و«أكناف بيت المقدس» و«العهدة العمرية»، الذي من المفترض أن يتم بنتيجة المفاوضات التي يجريها المسلّحون الفلسطينيون، المنضوون تحت إطار «القوة الفلسطينية المشتركة»، مع قادة تلك التنظيمات. وأكد أمين سر «الهيئة الوطنية الأهلية الفلسطينية»، يوسف عز الدين، أن كل المجموعات المسلّحة في مخيم اليرموك وافقت على استئناف المفاوضات لتنفيذ بنود المبادرة السياسية لتحييد المخيم عن النزاع، «على أساس انسحاب المسلّحين الرافضين للمبادرة من المخيم، فيما ﺳﺘﺘﻢ ﺗﺴﻮﻳﺔ ﺃﻭﺿﺎﻉ ﻣﻦ ﻭﺍﻓﻘﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ». وأكّدت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» أن مهمة حفظ الأمن في المخيم سيتم إسنادها إلى الشرطة السورية، على غرار تسوية برزة. وصباح أمس، جرى إدخال 500 سلّة غذائية، وإخراج 55 حالة مرضية من المخيّم. وبالتوازي، أشار عز الدين إلى أن تسوية أخرى في التضامن يجري الإعداد لها، برعاية من القوى الفلسطينية المشاركة في المبادرة السياسية لمخيّم اليرموك. ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺃﻥ ﺇﺗﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺴم ﺍﻟﺠﻨوﺑﻲ ﻣن ﺣﻲ ﺍﻟﺘﻀﺎﻣن، ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻟﻠﻤﺨﻴم ﻣن ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺍﻟﺸرﻗﻴﺔ، ﺟﺎﺭٍ على نحوٍ ﺟدﻱ ﻭﺳريع، ﺍﻷﻣر ﺍﻟذﻱ ﺳﻴﺴﻬل ﺃﻣوﺭ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ في مخيّم اليرموك، ﻋﻠﻰ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺷﺎﺭﻉ ﻓﻠﺴطين ﻣﺘداخل مع ﺍﻟﺘﻀﺎﻣن. إلى ذلك، أكّد مصدر في حي الحجر الأسود، المحاذي لمخيم اليرموك جنوباً، لـ«الأخبار»، أن وفداً من وجهاء الحي خرجوا منه إلى العاصمة، بعد أن أمّنت حواجز الطرفين انتقالهم، ليعقدوا لقاءً مع ضباط من الجيش مسؤولين عن ملف المصالحات في ريف دمشق «لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقٍ للمصالحة في الحجر الأسود». وأشار المصدر إلى أن «القوى الفلسطينية التي تُعدّ لتسوية مخيم اليرموك هي التي أمّنت الاتصالات التي أفضت إلى اللقاء المزمع انعقاده غداً، (اليوم)، وأن الوفد أطلق على نفسه اسم لجنة المصالحة الوطنية في الحجر الأسود». مصادر رسمية سورية قالت لـ«الأخبار» إنّ من المتوقع أن يجري إعلان واحد عن المصالحات الثلاث، في اليرموك والحجر الأسود والتضامن، وأن يتضمن ذلك إعلان «تسوية أوضاع المسلّحين المؤيدين للمصالحات، وانسحاب الرافضين لها في اتجاه درعا، وتأمين طريق الانسحاب لهم، وتولّي الشرطة السورية مهمة حفظ الأمن في المثلث المذكور»، وأن من شأن هذه المصالحات أن تدفع في اتجاه استئناف العمل بمصالحات المناطق المجاورة، التي اعتراها الركود أخيراً، مثل مصالحات يلدا وببيلا وبيت سحم وسيدي مقداد، فيما يتولّى الجيش تأمين إعادة الأهالي إلى المناطق التي سيطر عليها عسكرياً في وقت سابق، في الريف الجنوبي، وهي سبينة وحجيرة والبويضة والذيابية والحسينية. وبهذا يجري تحييد الريف الجنوبي كاملاً عن الصراع المسلّح، باستثناء حيي القدم وعسالي المتّصلين بداريا، في الغوطة الغربية. وفي القلمون (الريف الشمالي لدمشق)، وبعد استعادته بلدتي فليطا ورأس المعرّة، واصل الجيش السوري ملاحقة المسلّحين الفارين في التلال المجاورة. مصدر عسكري أكّد لـ«الأخبار» أنّ العملية العسكرية في القلمون «شارفت على الانتهاء، فلم يعد هناك أي معقل خطير لهؤلاء، بل مجموعات قليلة هائمة بين الجبال، تسعى للوصول إلى رنكوس»، وواصلت وحدات الهندسة تمشيط أحياء وبيوت البلدتين. وتتجه أنظار الجيش إلى رنكوس، في جنوب القلمون، وهي آخر البلدات التي يسيطر عليها المسلّحون، ويتوقع العسكريون استعادتها على نحوٍ سريع، بعد تطويقها وقطع خط الإمداد الرئيسي لمسلّحي القلمون الآتي من جرود عرسال. وفي درعا، أفادت وكالة «سانا»، أمس، عن مقتل عدد من المسلّحين أثناء اشتباكات دارت في مناطق مخيم النازحين، وعلى اتجاه طريق السد، وفي بلدة النعيمة وفي محيط جامع بلال الحبشي وبنايات الشرطة ومدرسة اليرموك، في درعا البلد. واستهدف الجيش تجمّعات للمسلّحين في قرى وبلدات طفس ونصيب وأنخل، إضافة إلى محيط المشفى الوطني في نوى، وفي عتمان وبصرى الشام والحراك وزمرين، وفي ريف درعا الغربي، ما أدّى إلى مقتل عددٍ منهم. وأحبطت وحدات من الجيش محاولة مجموعة مسلحة التسلل إلى إحدى النقاط العسكرية في بلدة الهجة في ريف القنيطرة، موقعة أفرادها بين قتيل وجريح، حسب الوكالة أيضاً.   الخطوط الخلفيّة «بيئة حاضنة»   سجّل في الأيام الأخيرة نجاح في تنظيم العمل الطبي بعد أيام من الفوضى والارتباك. تبديل مناوبات بين المسعفين، وتجهيزات في طريقها إلى حيث يرابط الأطباء في نقاط محددة من رأس البسيط وقسطل المعاف. وضمن عمل «البيئة الحاضنة»، شكّلت أمهات وقريبات جنود سوريين ما يسمى بالمطبخ الميداني، في قرية الشبطلية، بهدف تجهيز طعام الجنود لإيصاله إليهم ضمن سلل غذائية. الطعام المعدّ ليس مُعدّاً وفق إشراف اختصاصيي تغذية، بل بناءً على «نصائح الجدّات» في ما يلزم المقاتل في الحرب ليحصل على الطاقة ويبقى بكامل نشاطه. وجبات من الخضروات المطبوخة والنيئة، إضافة إلى الأرز والخبز. هكذا يصل طبخ الأمهات إلى الجنود، مع دعواتهنّ بالسلامة. دعوات ترسم مشهد الجيش مع «بيئته».

المصدر : الأخبار /مرح ماشي, ليث الخطيب


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة