ليس هدفي مما سأقول أن أدافع عن الدولة السورية، وليس للدخول في جدل سياسي مع أو ضد، إنما هي حقائق ثابتة مؤكدة غيبتها ديكتاتورية غبية وتسلط حزبي مقيت يعتقد أن هذه المعلومات هي للخاصة المنتقاة منهم وليس للعموم، متناسين في ذات الوقت أن تلك السياسات ما كانت لتكون لولا الإيمان الشعبي المطلق بها والتضحية التامة من قبل كل طبقات المجتمع السوري لأجلها.

كما أريد أن أؤكد أني هنا لست أتكلم كمؤيدً أو معارض لأني مقتنع أن ما يقرب من الخمسة وعشرين عاماً من الغربة الاختيارية جعلتني أخسر شرف المعارضة أو مكاسب التأييد، أنا اليوم كمغترب سوري عاشق حتى الثمالة لسورية ولكل من يدافع عنها وجوداً واسماً وتاريخاً، وأترك الخيار السياسي لأهل الوطن ليقولوا به الكلمة الفصل.

أقول ما أقول لاني لا أريد أن يفهم من حديثي دفاعاً عن دولة وحكم بذكري الايجابيات فقط، ولكن لأنها وبشكل متعمد تم تغييبها في حملة مركزة هائلة حشد لها المال والإعلام لشيطنة سورية، دولةً، وشعباً، وقيادةً.

ما يلي هي حقائق مثبته في سجلات الأمم المتحدة التي كانت ولا تزال طرفاً أساسيا لتسهيل هذه القرارات سواء هي قرارات مع أو ضد سورية، هي أمور اذكرها بتجرد كمغترب سوري.

كما سبق وقلت فيما مضى أن المطالب الشعبية محقة وأساسيه ولا أحد يشكك بمصداقية المطالب أو يرخص من حجم التضحيات التي قدمت على مر الحقب لتسلط الحزب الفرد الواحد الأوحد، فكل نقطة دم سفكت ومعاناة وقعت اليوم وفي السابق، أصبحت قسماً من تاريخ سوري عريق في رفض الظلم والدفاع عن الحق، وكل شهيد سوري سقط دفاعاً عن وطن وشعب أو بريء مدني صمد في وجه غزو، هو شمس فجر جديد يبزغ فوق سورية التي طال سباتها وحان قيامها وأدعوا الله العلي أن تكون مرحلة ما بعد النصر صفحة جديدة

تكتب مستقبلاً للأفضل و الأسلم و أن يكون ما سيأتي أفضل مما كان وتزداد معه سوريه قوة وصمودا ومقاومة وإيمان.

 

١- سورية تتهم دائما أن جبهة الجولان هادئة وليست هناك أية مقاومه تذكر على الإطلاق في حين أنها تدعم وتؤيد المقاومة في كل مكان دون أن تقاوم هي، وهذا صحيح وواقع ولكن الذي يقدم لأهلنا تحت الاحتلال من قبل سورية هو أقل ما يمكن أن يقدم لشعبها الرازح تحت الاحتلال، وهو ما لا تقدمه أية دوله عربيه لها أرض وشعب تحت الاحتلال، سورية قاومت ولا تزال في الجولان بطرق عدة أهمها:

ا – سوريه تشتري كل عام عن طريق الأمم المتحدة كل المحاصيل الزراعية (الفاكهة) من الجولان المحتل وبالسعر العالمي وتدفع بالدولار كمساعده لسوريي الجولان بعد أن منعت إسرائيل في بدايات الألفين أهالي الجولان من تصدير أو بيع محاصيلهم الزراعية إلى الداخل الفلسطيني أو تصديره لدول أوربا وحاولت أن تفرض عليهم أسعار بها خسارة كبيره لهم لتمعن في الإذلال وتثبيت الفقر والحرمان ، فما كان من الحكومة السورية إلا أن تقدمت بطلب للأمم المتحدة بشراء كل المحاصيل الزراعية من هضبة الجولان، وذلك ما يحصل حتى تاريخنا هذا، وفي عام ٢٠١٣ وفي خضم الحرب المعلنة، تم دفع مبلغ ملايين الدولارات لأهالي الجولان عن طريق الأمم المتحدة من قبل سوريه ثمن محاصيلهم المحاربة صهيونياً.

ب- الدولة السورية تمد مجدل شمس كبرى مدن الجولان المحتل بالماء من نبع عين التفاح داخل الأراضي السورية منذ 25 عام إلى الآن، وذلك بعد تحويل موارد المياه في الجولان من قبل الكيان الصهيوني إلى الداخل المحتل لسقاية واستعمال المستوطنين.

ت – أي مواطن سوري من الجولان يتلقى التعليم الجامعي والسكن والطبابة مع مصروف إعاشي طوال فترة دراسته في الوطن الأم سورية، وتدفع من قبل سورية، كامل نفقات السفر من الجولان إلى سورية وإلى الجولان عودةً عن طريق اليونان أو قبرص، بواسطة الأمم المتحدة، ويرسل الطالب ابن الجولان على حساب الدولة السورية إلى جامعات الغرب والشرق لدراسة الاختصاصات العليا أن كان له الرغبة والقابلية العلمية المؤهلة.

٢- سورية هي الدولة العربية الوحيدة لا يحتاج العربي إلى فيزا للدخول إليها (وهذا ما تم تغيره منذ أسبوعين بقانون يفرض معامله المثل لمواطنين الدول التي تطلب من السوري فيزا للدخول وكفيل للاقامة والعمل) وهي التي أدخلت أكثر من مليوني لاجئ عراقي و أمنت لهم المسكن والمأكل، والطبابة، والعمل، والتعليم، لهم و لأولادهم، مجانا، دون كفيل أو وسيط، في حين أقامت أغنى الدول العربية في حينها وبعد الاحتلال الأميركي للعراق (المهلكة السعودية ) معسكرات للعراقيين على الحدود دون السماح لهم دخول الأراضي السعودية، حيث عانوا الأمرين من برد وحر الصحراء، وكانوا مسؤولية الأمم المتحدة بالمطلق وليس السعودية حيث كانت مسؤولية السعودية محصورة بتقديم الأرض والخيام ورفضت وبشدة دخول العراقيين أو إعطائهم حق اللجوء وكذلك فعل الأردن.

٣-سوريه هي الدولة العربية الوحيدة التي سمحت بدخول كل الفلسطينيين الذين طردوا من مساكنهم في العراق بعد الاحتلال الأميركي في العام ٢٠٠٣ لان الشيطان الأميركي أمر بذلك، حيث وضعوا في خيم على الحدود بعد رفض الأردن ودول الخليج السماح لهم بالدخول، كانت سوريه هي الحضن الذي استقبل الجميع دون سؤال أو انتقائية سياسية.

 

٤ – سورية هي الدولة العربية الوحيدة التي يتملك فيها الفلسطيني بيته وبيت آخر سياحي أو استثماري ويمارس فيها العمل الحر أو الوظيفة في الشركات الخاصة أو الحكومية وبتوظف في سلك الدولة بكل المراتب ما عدا المناصب السيادية ويتمتع فيها بالتعليم المجاني من الابتدائي وحتى الجامعة وله جميع حقوق المواطن السوري.

٥ – سورية احتوت مليون ونصف أخوة لبنانيون إبان الغزو الأميركي-الإسرائيلي للبنان في عام 2006 بينما طردت المهلكة السعودية لبنانيون فقط لأنهم شيعة أيدوا أهلهم في محنتهم، وحين رفض قسم من اللبنانيون داخل لبنان، تقديم التسهيلات لهؤلاء النازحين، سورية قدمت ذلك مجاناً ودون سؤال أو منية أو انتقائية دينيه أو مذهبية.

٦ – سورية هي الدولة الوحيدة التي لم تبنى بها خيمة واحدة للاجئ، أيا كان ومن أين أتى هذا اللاجئ، بل تم تأمين ابنيه سكنيه تطابق كل الشروط الصحية لكل اللاجئين.

٧ – الليرة السورية منذ أكثر من ٢٥ عاما حافظت على قيمتها ضد الدولار لعدم وجود ديون خارجية، مقارنة مع كل الانفتاح اللبناني والتجارة الخارجية وبعد أن كانت الليرة اللبنانية أقوى من العملة السورية والمصرية والخليجية أصبحت مثل اللير الايطالي لكثرة الديون الخارجية.

تعد سورية اليوم وبعد أكثر من ثلاث أعوام من حرباً عالمية وحصار خانق دون أي ديون خارجية مقارنةً مع السعودية أغنى دول العالم دخلاً حيث كانت السعودية – في نهايات تسعينيات القرن الماضي- من اكبر الدول المدينة في العالم بنسبة دين تجاوزت حجم الناتج المحلي بالكامل ، ومع نهاية عام ٢٠١٢ إجمالي ديون المهلكة السعودية يقارب ١١٪ من ناتج الدخل القومي السعودي. وفقط للمقارنة اليابان يعادل دينها الخارجي ٢٢٠٪ من إجمالي الدخل القومي الياباني، وأميركا يقارب دينها الخارجي دخلها القومي كله.

٨ – سوريه قدمت منذ التسعينيات إلى منتصف ٢٠١٣ الكهرباء والماء للبنان والأردن والعراق أيضا بكميه أقل من لبنان والأردن بالكهرباء، ليس لوجود فائض ولكن كدعم لأخوة ومشاركة أهل في القليل الذي لدينا.

٩ – سوريه عارضت وبشدة الغزو الأمريكي على العراق والكل يعلم مدى العداء الذي كان بين الحكومتين العراقية والسورية في حين أيدت كل دول الخليج ومصر والأردن ذلك الغزو، حذرت سورية من الانفلات الأمني و الطائفي والتقسيم وأعلنت بالصوت العالي على لسان السيد فاروق الشرع في الأمم المتحدة أثناء التصويت على قرار الحرب، أن ذلك هو اكبر عملية سطو مسلح في تاريخ البشرية، وكان على حق.

وساعدت سورية المقاومة العراقية بتسهيل دخول الإمدادات والتدريب واحتوت وأمنت الملجأ الآمن لحكومة صدام الذي كان العداء بينهم كبير لدرجة أننا كسورين كنا ممنوعين من السفر إلى العراق تحت طائلة الاعتقال، ولكن عند المحن القومية سورية كانت دائما عربية المواقف بغض النظر عن الوضع الإقليمي السوري.

 

١٠ – سوريه دعمت كل حركات المقاومة العربية بلا استثناء ومنها حزب الله وحماس مع اختلاف الإيديولوجية الحزبية لكل منهما، وما حققه حزب الله من انتصار عربي لم تحققه أيا من الدول العربية منفردة أو مجتمعه ما كان ليكون بهذا الحجم دون الدعم السوري الكامل والمطلق.

سوريه دعمت المقاومة ولم تفرض عليها أن تقاوم، بمعنى آخر : سورية لم تؤسس حزب الله ولا ساهمت في تشكيله ثم رمت به في المعركة و قالت أذهبوا حاربوا ونحن من ورائكم ، على العكس حين اتخذ حزب الله قرار المقاومة كان قرار لبنانيا عربيا خالصا ولاقى تأييدا كاملاً وعام من كل فئات المجتمع اللبناني و كافة الطوائف ماعدا الطابور الخامس اللبناني الذي كان يتعامل مع العدو الإسرائيلي وسهل عملية الاحتلال الصهيوني في عام ١٩٨٢ و خاصة ( حزب الكتائب – القوات اللبنانية- مليشيات لحود.)

هذا قليل من كثير وهذا فقط على الصعيد الخارجي وإن كنت أقر أن كل تلك المواقف لا يمكن أن تمحوا الموبقات من فساد وتفضيل ذو القربى في كل المجالات الداخلية والتي هي أهم أسباب التفكك الاجتماعي والوطني الذي نعاني منه اليوم وهي أمور يجب أن تعالج وبشكل كامل حتى لا نجعل أخطاء الداخل تمحي حسنات الخارج.

في سورية كان الأمن والأمان، كان البناء والزراعة والصناعة، كان الاكتفاء الذاتي، كان التعليم المجاني والطبابة، كان العز السوري والكرامة، كان التآلف الديني والتآخي العرقي، كان الدين الوسطي والحرية الدينية، كانت الابتسامة الرضية والكلام المحبب لكل لهجة محليه، كانت حمص وحلب ودمشق واللاذقية وبانياس ومصايف الجبال ونسائم الوديان، كانت سحر الشواطئ و تمشاية المساء الساحرة، كانت الرقة ودرعا والرستن ونبل والزهراء وكسب مناطق سورية، كان الإنسان هو أهم الانجازات السورية وأهم الثروات الوطنية، كانت أنا وأنت ونحن، مرتاحين كنا أو معذبين بمجريات الحياة، كانت “لعيونك” كلمه أصيله سورية لكل نداء يسمع من سوري في أي منطقه سورية، كانت “حبيبي أنت أذرعها بدقني” هي كل ما يحتاج سوري أن يقول ليرضي أخاً سورياً.

لسوريه أوجه مشرقة كثيرة كثيرة، وسورية الأمن والأمان ليست هي ما يجري في شوارع بلادنا المقدسة اليوم، ومحاولة شيطنة فئة أو قسم أو جزء من أي شيء سوري هو خطة مدروسة هدفها نحن كسورين قبل أي طرف آخر ليقينهم أن عروبة سورية هي فكر وعقيدة المواطن العربي في سورية والعالم العربي عموماً، وأن نقاء سورية و وسطيتها هي أسلوب حياة وطريق معاش من قبل الأطياف السورية المتآخية مع العربي السوري في أرض الياسمين.

فحين تنطلق الإذاعات المغرضة والإعلام الموجه في الحديث المشيطن عن الطائفية والفرقة في سورية واعتماد التقسيم كأحد الحلول المطروحة أو وضع دستور طائفي لإصلاح ما خربته حرب أو فرضه إسلام وهابي فأعلم أن أسباب ذلك هو تدمير ما ذكر سابقاً وليس لأنه أمر واقع.

 

قال الشاعر:

 

إن لم يزدك البعد حباً…فأنت لم تحب حقاً

و أنا لم أكن يوماً فقط لسورية محب بل أنا العاشق الولهان الملوع فيما يحدث لمن أحب وأهم أسباب العشق لدي هي خصال وأخلاق من أحب، وتلك حقائق ثابتة باقية لن تتغير أو تعدل أو تزول ولسورية نهضة قادمة وليست بالبعيدة فسورية ما اعتادت الجراح, ولا استساغت يوماً منظر الدماء, ولا تجملت أبدا بارتداء السواد، فحب العاشقين كبير وبحبهم سورية ستبقى وتعود ولو كره الحاقدون.

  • فريق ماسة
  • 2014-03-30
  • 12044
  • من الأرشيف

ما لا يعرفه معظم السورين عن سورية

ليس هدفي مما سأقول أن أدافع عن الدولة السورية، وليس للدخول في جدل سياسي مع أو ضد، إنما هي حقائق ثابتة مؤكدة غيبتها ديكتاتورية غبية وتسلط حزبي مقيت يعتقد أن هذه المعلومات هي للخاصة المنتقاة منهم وليس للعموم، متناسين في ذات الوقت أن تلك السياسات ما كانت لتكون لولا الإيمان الشعبي المطلق بها والتضحية التامة من قبل كل طبقات المجتمع السوري لأجلها. كما أريد أن أؤكد أني هنا لست أتكلم كمؤيدً أو معارض لأني مقتنع أن ما يقرب من الخمسة وعشرين عاماً من الغربة الاختيارية جعلتني أخسر شرف المعارضة أو مكاسب التأييد، أنا اليوم كمغترب سوري عاشق حتى الثمالة لسورية ولكل من يدافع عنها وجوداً واسماً وتاريخاً، وأترك الخيار السياسي لأهل الوطن ليقولوا به الكلمة الفصل. أقول ما أقول لاني لا أريد أن يفهم من حديثي دفاعاً عن دولة وحكم بذكري الايجابيات فقط، ولكن لأنها وبشكل متعمد تم تغييبها في حملة مركزة هائلة حشد لها المال والإعلام لشيطنة سورية، دولةً، وشعباً، وقيادةً. ما يلي هي حقائق مثبته في سجلات الأمم المتحدة التي كانت ولا تزال طرفاً أساسيا لتسهيل هذه القرارات سواء هي قرارات مع أو ضد سورية، هي أمور اذكرها بتجرد كمغترب سوري. كما سبق وقلت فيما مضى أن المطالب الشعبية محقة وأساسيه ولا أحد يشكك بمصداقية المطالب أو يرخص من حجم التضحيات التي قدمت على مر الحقب لتسلط الحزب الفرد الواحد الأوحد، فكل نقطة دم سفكت ومعاناة وقعت اليوم وفي السابق، أصبحت قسماً من تاريخ سوري عريق في رفض الظلم والدفاع عن الحق، وكل شهيد سوري سقط دفاعاً عن وطن وشعب أو بريء مدني صمد في وجه غزو، هو شمس فجر جديد يبزغ فوق سورية التي طال سباتها وحان قيامها وأدعوا الله العلي أن تكون مرحلة ما بعد النصر صفحة جديدة تكتب مستقبلاً للأفضل و الأسلم و أن يكون ما سيأتي أفضل مما كان وتزداد معه سوريه قوة وصمودا ومقاومة وإيمان.   ١- سورية تتهم دائما أن جبهة الجولان هادئة وليست هناك أية مقاومه تذكر على الإطلاق في حين أنها تدعم وتؤيد المقاومة في كل مكان دون أن تقاوم هي، وهذا صحيح وواقع ولكن الذي يقدم لأهلنا تحت الاحتلال من قبل سورية هو أقل ما يمكن أن يقدم لشعبها الرازح تحت الاحتلال، وهو ما لا تقدمه أية دوله عربيه لها أرض وشعب تحت الاحتلال، سورية قاومت ولا تزال في الجولان بطرق عدة أهمها: ا – سوريه تشتري كل عام عن طريق الأمم المتحدة كل المحاصيل الزراعية (الفاكهة) من الجولان المحتل وبالسعر العالمي وتدفع بالدولار كمساعده لسوريي الجولان بعد أن منعت إسرائيل في بدايات الألفين أهالي الجولان من تصدير أو بيع محاصيلهم الزراعية إلى الداخل الفلسطيني أو تصديره لدول أوربا وحاولت أن تفرض عليهم أسعار بها خسارة كبيره لهم لتمعن في الإذلال وتثبيت الفقر والحرمان ، فما كان من الحكومة السورية إلا أن تقدمت بطلب للأمم المتحدة بشراء كل المحاصيل الزراعية من هضبة الجولان، وذلك ما يحصل حتى تاريخنا هذا، وفي عام ٢٠١٣ وفي خضم الحرب المعلنة، تم دفع مبلغ ملايين الدولارات لأهالي الجولان عن طريق الأمم المتحدة من قبل سوريه ثمن محاصيلهم المحاربة صهيونياً. ب- الدولة السورية تمد مجدل شمس كبرى مدن الجولان المحتل بالماء من نبع عين التفاح داخل الأراضي السورية منذ 25 عام إلى الآن، وذلك بعد تحويل موارد المياه في الجولان من قبل الكيان الصهيوني إلى الداخل المحتل لسقاية واستعمال المستوطنين. ت – أي مواطن سوري من الجولان يتلقى التعليم الجامعي والسكن والطبابة مع مصروف إعاشي طوال فترة دراسته في الوطن الأم سورية، وتدفع من قبل سورية، كامل نفقات السفر من الجولان إلى سورية وإلى الجولان عودةً عن طريق اليونان أو قبرص، بواسطة الأمم المتحدة، ويرسل الطالب ابن الجولان على حساب الدولة السورية إلى جامعات الغرب والشرق لدراسة الاختصاصات العليا أن كان له الرغبة والقابلية العلمية المؤهلة. ٢- سورية هي الدولة العربية الوحيدة لا يحتاج العربي إلى فيزا للدخول إليها (وهذا ما تم تغيره منذ أسبوعين بقانون يفرض معامله المثل لمواطنين الدول التي تطلب من السوري فيزا للدخول وكفيل للاقامة والعمل) وهي التي أدخلت أكثر من مليوني لاجئ عراقي و أمنت لهم المسكن والمأكل، والطبابة، والعمل، والتعليم، لهم و لأولادهم، مجانا، دون كفيل أو وسيط، في حين أقامت أغنى الدول العربية في حينها وبعد الاحتلال الأميركي للعراق (المهلكة السعودية ) معسكرات للعراقيين على الحدود دون السماح لهم دخول الأراضي السعودية، حيث عانوا الأمرين من برد وحر الصحراء، وكانوا مسؤولية الأمم المتحدة بالمطلق وليس السعودية حيث كانت مسؤولية السعودية محصورة بتقديم الأرض والخيام ورفضت وبشدة دخول العراقيين أو إعطائهم حق اللجوء وكذلك فعل الأردن. ٣-سوريه هي الدولة العربية الوحيدة التي سمحت بدخول كل الفلسطينيين الذين طردوا من مساكنهم في العراق بعد الاحتلال الأميركي في العام ٢٠٠٣ لان الشيطان الأميركي أمر بذلك، حيث وضعوا في خيم على الحدود بعد رفض الأردن ودول الخليج السماح لهم بالدخول، كانت سوريه هي الحضن الذي استقبل الجميع دون سؤال أو انتقائية سياسية.   ٤ – سورية هي الدولة العربية الوحيدة التي يتملك فيها الفلسطيني بيته وبيت آخر سياحي أو استثماري ويمارس فيها العمل الحر أو الوظيفة في الشركات الخاصة أو الحكومية وبتوظف في سلك الدولة بكل المراتب ما عدا المناصب السيادية ويتمتع فيها بالتعليم المجاني من الابتدائي وحتى الجامعة وله جميع حقوق المواطن السوري. ٥ – سورية احتوت مليون ونصف أخوة لبنانيون إبان الغزو الأميركي-الإسرائيلي للبنان في عام 2006 بينما طردت المهلكة السعودية لبنانيون فقط لأنهم شيعة أيدوا أهلهم في محنتهم، وحين رفض قسم من اللبنانيون داخل لبنان، تقديم التسهيلات لهؤلاء النازحين، سورية قدمت ذلك مجاناً ودون سؤال أو منية أو انتقائية دينيه أو مذهبية. ٦ – سورية هي الدولة الوحيدة التي لم تبنى بها خيمة واحدة للاجئ، أيا كان ومن أين أتى هذا اللاجئ، بل تم تأمين ابنيه سكنيه تطابق كل الشروط الصحية لكل اللاجئين. ٧ – الليرة السورية منذ أكثر من ٢٥ عاما حافظت على قيمتها ضد الدولار لعدم وجود ديون خارجية، مقارنة مع كل الانفتاح اللبناني والتجارة الخارجية وبعد أن كانت الليرة اللبنانية أقوى من العملة السورية والمصرية والخليجية أصبحت مثل اللير الايطالي لكثرة الديون الخارجية. تعد سورية اليوم وبعد أكثر من ثلاث أعوام من حرباً عالمية وحصار خانق دون أي ديون خارجية مقارنةً مع السعودية أغنى دول العالم دخلاً حيث كانت السعودية – في نهايات تسعينيات القرن الماضي- من اكبر الدول المدينة في العالم بنسبة دين تجاوزت حجم الناتج المحلي بالكامل ، ومع نهاية عام ٢٠١٢ إجمالي ديون المهلكة السعودية يقارب ١١٪ من ناتج الدخل القومي السعودي. وفقط للمقارنة اليابان يعادل دينها الخارجي ٢٢٠٪ من إجمالي الدخل القومي الياباني، وأميركا يقارب دينها الخارجي دخلها القومي كله. ٨ – سوريه قدمت منذ التسعينيات إلى منتصف ٢٠١٣ الكهرباء والماء للبنان والأردن والعراق أيضا بكميه أقل من لبنان والأردن بالكهرباء، ليس لوجود فائض ولكن كدعم لأخوة ومشاركة أهل في القليل الذي لدينا. ٩ – سوريه عارضت وبشدة الغزو الأمريكي على العراق والكل يعلم مدى العداء الذي كان بين الحكومتين العراقية والسورية في حين أيدت كل دول الخليج ومصر والأردن ذلك الغزو، حذرت سورية من الانفلات الأمني و الطائفي والتقسيم وأعلنت بالصوت العالي على لسان السيد فاروق الشرع في الأمم المتحدة أثناء التصويت على قرار الحرب، أن ذلك هو اكبر عملية سطو مسلح في تاريخ البشرية، وكان على حق. وساعدت سورية المقاومة العراقية بتسهيل دخول الإمدادات والتدريب واحتوت وأمنت الملجأ الآمن لحكومة صدام الذي كان العداء بينهم كبير لدرجة أننا كسورين كنا ممنوعين من السفر إلى العراق تحت طائلة الاعتقال، ولكن عند المحن القومية سورية كانت دائما عربية المواقف بغض النظر عن الوضع الإقليمي السوري.   ١٠ – سوريه دعمت كل حركات المقاومة العربية بلا استثناء ومنها حزب الله وحماس مع اختلاف الإيديولوجية الحزبية لكل منهما، وما حققه حزب الله من انتصار عربي لم تحققه أيا من الدول العربية منفردة أو مجتمعه ما كان ليكون بهذا الحجم دون الدعم السوري الكامل والمطلق. سوريه دعمت المقاومة ولم تفرض عليها أن تقاوم، بمعنى آخر : سورية لم تؤسس حزب الله ولا ساهمت في تشكيله ثم رمت به في المعركة و قالت أذهبوا حاربوا ونحن من ورائكم ، على العكس حين اتخذ حزب الله قرار المقاومة كان قرار لبنانيا عربيا خالصا ولاقى تأييدا كاملاً وعام من كل فئات المجتمع اللبناني و كافة الطوائف ماعدا الطابور الخامس اللبناني الذي كان يتعامل مع العدو الإسرائيلي وسهل عملية الاحتلال الصهيوني في عام ١٩٨٢ و خاصة ( حزب الكتائب – القوات اللبنانية- مليشيات لحود.) هذا قليل من كثير وهذا فقط على الصعيد الخارجي وإن كنت أقر أن كل تلك المواقف لا يمكن أن تمحوا الموبقات من فساد وتفضيل ذو القربى في كل المجالات الداخلية والتي هي أهم أسباب التفكك الاجتماعي والوطني الذي نعاني منه اليوم وهي أمور يجب أن تعالج وبشكل كامل حتى لا نجعل أخطاء الداخل تمحي حسنات الخارج. في سورية كان الأمن والأمان، كان البناء والزراعة والصناعة، كان الاكتفاء الذاتي، كان التعليم المجاني والطبابة، كان العز السوري والكرامة، كان التآلف الديني والتآخي العرقي، كان الدين الوسطي والحرية الدينية، كانت الابتسامة الرضية والكلام المحبب لكل لهجة محليه، كانت حمص وحلب ودمشق واللاذقية وبانياس ومصايف الجبال ونسائم الوديان، كانت سحر الشواطئ و تمشاية المساء الساحرة، كانت الرقة ودرعا والرستن ونبل والزهراء وكسب مناطق سورية، كان الإنسان هو أهم الانجازات السورية وأهم الثروات الوطنية، كانت أنا وأنت ونحن، مرتاحين كنا أو معذبين بمجريات الحياة، كانت “لعيونك” كلمه أصيله سورية لكل نداء يسمع من سوري في أي منطقه سورية، كانت “حبيبي أنت أذرعها بدقني” هي كل ما يحتاج سوري أن يقول ليرضي أخاً سورياً. لسوريه أوجه مشرقة كثيرة كثيرة، وسورية الأمن والأمان ليست هي ما يجري في شوارع بلادنا المقدسة اليوم، ومحاولة شيطنة فئة أو قسم أو جزء من أي شيء سوري هو خطة مدروسة هدفها نحن كسورين قبل أي طرف آخر ليقينهم أن عروبة سورية هي فكر وعقيدة المواطن العربي في سورية والعالم العربي عموماً، وأن نقاء سورية و وسطيتها هي أسلوب حياة وطريق معاش من قبل الأطياف السورية المتآخية مع العربي السوري في أرض الياسمين. فحين تنطلق الإذاعات المغرضة والإعلام الموجه في الحديث المشيطن عن الطائفية والفرقة في سورية واعتماد التقسيم كأحد الحلول المطروحة أو وضع دستور طائفي لإصلاح ما خربته حرب أو فرضه إسلام وهابي فأعلم أن أسباب ذلك هو تدمير ما ذكر سابقاً وليس لأنه أمر واقع.   قال الشاعر:   إن لم يزدك البعد حباً…فأنت لم تحب حقاً و أنا لم أكن يوماً فقط لسورية محب بل أنا العاشق الولهان الملوع فيما يحدث لمن أحب وأهم أسباب العشق لدي هي خصال وأخلاق من أحب، وتلك حقائق ثابتة باقية لن تتغير أو تعدل أو تزول ولسورية نهضة قادمة وليست بالبعيدة فسورية ما اعتادت الجراح, ولا استساغت يوماً منظر الدماء, ولا تجملت أبدا بارتداء السواد، فحب العاشقين كبير وبحبهم سورية ستبقى وتعود ولو كره الحاقدون.

المصدر : عقيل عصمت هنانو


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة