يتجه ريف اللاذقية الشمالي، وخصوصاً بلدة كسب، الى معركة قاسية في الأيام المقبلة مع استمرار الحشد من طرفي الجيش السوري وفصائل المسلحين الذين تسللوا الى البلدة المحاذية تماماً للحدود مع تركيا قبل اسبوع، وذلك في وقت سيطر الجيش السوري على التلال المحيطة بفليطة في منطقة القلمون الإستراتيجية.

 في هذا الوقت، حذرت الأمم المتحدة من أن تزايد التقارب بين المتشددين الإسلاميين عبر حدود سوريا والعراق، يؤجج التوتر الطائفي في المنطقة.

 ومع انتهاء الأسبوع الأول من الاشتباكات والمعارك في كسب ومحيطها، ظل الغموض يكتنف الكثير من تفاصيل المعارك ومجرياتها ونتائجها.

 إلا أن «غرفة العمليات المشتركة»، المكونة من «جبهة النصرة» و«أنصار الشام» و«شام الإسلام»، أصدرت أمس بياناً مصوراً أوجزت فيه أحداث الأسبوع الماضي وما حققته فيه، مؤكدة سيطرتها على «مدينة كسب وما حولها بشكل تام» بما في ذلك المعبر الحدودي ومنطقة نبع المر ومنطقة النبعين وجبل النسر وجبل الـ 45 ومخــفـــــر الصخـــــرة وقـــريــــة السمرا حسب قولهم .

 وكان لافتاً أن يعلن البيان أن «ما حصل في الأيّام الماضية هو تمهيد لخطّة رئيسيّة سيسمع صداها كل من ذاق المُرّ على أيديكم من المستضعفين»، ما يعني أن معركة كسب مرشحة لمزيد من التصعيد والتطورات، لا سيما في ظل المعلومات التي تتحدث عن تعزيزات بدأت تصل إلى المناطق المحيطة بالمدينة، سواء تعزيزات للجيش السوري أو للفصائل الإسلامية المتشددة.

 ويتقاطع ذلك مع ما أفاد به مصدر ميداني لـ«السفير» من أن ما حدث حتى الآن ليس هو معركة كسب، وإنما هو تحضير لها، وأن التحركات التي جرت، سواء لجهة إخلاء مواقع أو إعادة انتشار في مواقع أخرى هي من قبيل الاستعداد لخوض المعركة الحقيقية التي من المتوقع أن تكون ساحتها الرئيسية التلال المحيطة بمدينة كسب، مؤكداً أن المعركة في تلك المنطقة هي معركة تلال، وأن الجيش السوري أثبت في القلمون عموماً، وفي يبرود خصوصاً، أنه يتقن هذا النوع من المعارك. ويأتي ذلك في ظل معلومات عن تحرك رتل من القوات السورية، التي شاركت في معركة يبرود، والتي تتمتع بخبرة كبيرة في معارك التلال والمرتفعات، وتوجهه نحو كسب للمشاركة في قيادة معاركها.

 وقالت مصادر سورية إن الجيش سيطر على التلال المحيطة ببلدة فليطة، التي تعتبر مع رنكوس وعدد من القرى الصغيرة من آخر معاقل المسلحين في منطقة القلمون الإستراتيجية. ويوجد في فليطة مقاتلون لـ«جبهة النصرة».

 وذكر «المرصد السوري  »، في بيان، «قتل 6 مسلحين، بينهم قيادي حركة إسلامية، خلال الاشتباكات التي تدور بين مقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية من جهة وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى في محيط بلدة الفوعة في ريف ادلب التي يقطنها مواطنون من الشيعة».

 وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وحدات من الجيش أحرزت تقدماً كبيراً في بلدة المشرفة شمال غرب يبرود في سلسلة من العمليات النوعية، دمرت خلالها أوكاراً للإرهابيين وقضت على العديد منهم شمال غرب البلدة وفي رأس المعرة إلى الغرب من يبرود، معظمهم من جنسيات غير سورية». وأضافت «اوقع الجيش قتلى، بينهم لبنانيان، في الجبال الشرقية للزبداني».

 من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده أطلقوا النار على رجلين، يشتبه أنهما مسلحان، تسللا الى الجولان السوري المحتل. وذكر، في بيان، أن «الجنود «فتحوا النار وتأكدت إصابتهما بعد اكتشاف المشتبه بهما وهما يتسللان عبر الحدود».

 وفي نيويورك، حذرت الأمم المتحدة من أن الشبكات الإسلامية المتشددة تقيم علاقات على نحو متزايد عبر حدود سورية والعراق. وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى العراق نيكولاي ملادينوف، لمجلس الأمن الدولي، إن «الصراع الدائر حالياً في سورية أضاف بعداً إقليمياً إلى التوترات الطائفية، ويعطي لشبكات إرهابية الفرصة لإقامة روابط عبر الحدود وتوسيع قاعدة دعمها».

 واعتبر أن «وجود قيادة منقسمة في العراق وقضايا دستورية من دون حل بين الطوائف، وتزايد خطر المتشددين القادمين من سوريا، خلق وضعاً هشاً ومتفجراً».

 واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «نشاط المتطرفين موجه لمنع استئناف المفاوضات بين السوريين، وحرمانهم من إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية ديبلوماسية، وتعطيل عملية نزع الكيميائي السوري»، مؤكدة رفضها لمثل هذا السيناريو. وجددت «استعداد روسيا لمواصلة اتصالها بكل الأطراف ذات المصلحة من أجل وقف الصراع الداخلي الدموي في سوريا، استناداً إلى بيان جنيف 1».

  • فريق ماسة
  • 2014-03-28
  • 13946
  • من الأرشيف

ريف اللاذقية: الاستعداد لمعركة طاحنة

يتجه ريف اللاذقية الشمالي، وخصوصاً بلدة كسب، الى معركة قاسية في الأيام المقبلة مع استمرار الحشد من طرفي الجيش السوري وفصائل المسلحين الذين تسللوا الى البلدة المحاذية تماماً للحدود مع تركيا قبل اسبوع، وذلك في وقت سيطر الجيش السوري على التلال المحيطة بفليطة في منطقة القلمون الإستراتيجية.  في هذا الوقت، حذرت الأمم المتحدة من أن تزايد التقارب بين المتشددين الإسلاميين عبر حدود سوريا والعراق، يؤجج التوتر الطائفي في المنطقة.  ومع انتهاء الأسبوع الأول من الاشتباكات والمعارك في كسب ومحيطها، ظل الغموض يكتنف الكثير من تفاصيل المعارك ومجرياتها ونتائجها.  إلا أن «غرفة العمليات المشتركة»، المكونة من «جبهة النصرة» و«أنصار الشام» و«شام الإسلام»، أصدرت أمس بياناً مصوراً أوجزت فيه أحداث الأسبوع الماضي وما حققته فيه، مؤكدة سيطرتها على «مدينة كسب وما حولها بشكل تام» بما في ذلك المعبر الحدودي ومنطقة نبع المر ومنطقة النبعين وجبل النسر وجبل الـ 45 ومخــفـــــر الصخـــــرة وقـــريــــة السمرا حسب قولهم .  وكان لافتاً أن يعلن البيان أن «ما حصل في الأيّام الماضية هو تمهيد لخطّة رئيسيّة سيسمع صداها كل من ذاق المُرّ على أيديكم من المستضعفين»، ما يعني أن معركة كسب مرشحة لمزيد من التصعيد والتطورات، لا سيما في ظل المعلومات التي تتحدث عن تعزيزات بدأت تصل إلى المناطق المحيطة بالمدينة، سواء تعزيزات للجيش السوري أو للفصائل الإسلامية المتشددة.  ويتقاطع ذلك مع ما أفاد به مصدر ميداني لـ«السفير» من أن ما حدث حتى الآن ليس هو معركة كسب، وإنما هو تحضير لها، وأن التحركات التي جرت، سواء لجهة إخلاء مواقع أو إعادة انتشار في مواقع أخرى هي من قبيل الاستعداد لخوض المعركة الحقيقية التي من المتوقع أن تكون ساحتها الرئيسية التلال المحيطة بمدينة كسب، مؤكداً أن المعركة في تلك المنطقة هي معركة تلال، وأن الجيش السوري أثبت في القلمون عموماً، وفي يبرود خصوصاً، أنه يتقن هذا النوع من المعارك. ويأتي ذلك في ظل معلومات عن تحرك رتل من القوات السورية، التي شاركت في معركة يبرود، والتي تتمتع بخبرة كبيرة في معارك التلال والمرتفعات، وتوجهه نحو كسب للمشاركة في قيادة معاركها.  وقالت مصادر سورية إن الجيش سيطر على التلال المحيطة ببلدة فليطة، التي تعتبر مع رنكوس وعدد من القرى الصغيرة من آخر معاقل المسلحين في منطقة القلمون الإستراتيجية. ويوجد في فليطة مقاتلون لـ«جبهة النصرة».  وذكر «المرصد السوري  »، في بيان، «قتل 6 مسلحين، بينهم قيادي حركة إسلامية، خلال الاشتباكات التي تدور بين مقاتلي جبهة النصرة وكتائب إسلامية من جهة وقوات الدفاع الوطني من جهة أخرى في محيط بلدة الفوعة في ريف ادلب التي يقطنها مواطنون من الشيعة».  وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن «وحدات من الجيش أحرزت تقدماً كبيراً في بلدة المشرفة شمال غرب يبرود في سلسلة من العمليات النوعية، دمرت خلالها أوكاراً للإرهابيين وقضت على العديد منهم شمال غرب البلدة وفي رأس المعرة إلى الغرب من يبرود، معظمهم من جنسيات غير سورية». وأضافت «اوقع الجيش قتلى، بينهم لبنانيان، في الجبال الشرقية للزبداني».  من جهة أخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي أن جنوده أطلقوا النار على رجلين، يشتبه أنهما مسلحان، تسللا الى الجولان السوري المحتل. وذكر، في بيان، أن «الجنود «فتحوا النار وتأكدت إصابتهما بعد اكتشاف المشتبه بهما وهما يتسللان عبر الحدود».  وفي نيويورك، حذرت الأمم المتحدة من أن الشبكات الإسلامية المتشددة تقيم علاقات على نحو متزايد عبر حدود سورية والعراق. وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى العراق نيكولاي ملادينوف، لمجلس الأمن الدولي، إن «الصراع الدائر حالياً في سورية أضاف بعداً إقليمياً إلى التوترات الطائفية، ويعطي لشبكات إرهابية الفرصة لإقامة روابط عبر الحدود وتوسيع قاعدة دعمها».  واعتبر أن «وجود قيادة منقسمة في العراق وقضايا دستورية من دون حل بين الطوائف، وتزايد خطر المتشددين القادمين من سوريا، خلق وضعاً هشاً ومتفجراً».  واعتبرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن «نشاط المتطرفين موجه لمنع استئناف المفاوضات بين السوريين، وحرمانهم من إمكانية التوصل إلى تسوية سياسية ديبلوماسية، وتعطيل عملية نزع الكيميائي السوري»، مؤكدة رفضها لمثل هذا السيناريو. وجددت «استعداد روسيا لمواصلة اتصالها بكل الأطراف ذات المصلحة من أجل وقف الصراع الداخلي الدموي في سوريا، استناداً إلى بيان جنيف 1».

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة