في خطوة متوقعة تحسباً لوفاة الملك السعودي بصورة مفاجئة أو وفاته وولي عهده معاً، أو في فترات متقاربة، وتمهيداً لتسمية الأمير محمد بن نايف ولياً لعهد الأمير مقرن عندما يصير ملكاً،

أعلنت هيئة البيعة ببيان شديد الغرابة لتضمنه تعابير تشير إلى هدف تسمية الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً ثانياً للعهد، بصورة تحمل الإيحاء بحالة غير مطمئنة لصحة كل من الملك السعودي وولي عهده .

الأمير مقرن هو الذي تولى بالتناوب مع الأمير بندر بن سلطان مسؤولية المخابرات السعودية على إيقاع تبدّل السياسات السعودية والرهانات على الحسابات في سورية خصوصاً، بما يعني أفول نجم بندر إلى غير رجعة .

الملفت هو صدور القرار قبل أيام من الزيارة المقرّرة للرئيس الأميركي للسعودية بعدما قيل إن تأجيل الزيارة جرى مرات عدة بسبب الحالة الصحية للملك من جهة، وبعد التدهور المفاجئ لحال ولي العهد إثر مشاركته في أعمال القمة العربية في الكويت من جهة أخرى.

الحدث الذي خطف الأضواء ليل أمس لم يحجب المتابعة عن الحدث السوري الميداني الذي تلعب فيه السعودية دوراً محورياً، والذي كانت ترجمته سعودياً بعد خسارة المجموعات التي تدعمها لمقرها الرئيسي في يبرود تصعيداً عبر الحدود خصوصاً لجهة الجنوب، وبضوء محدودية آثار هذا التصعيد في تحقيق أهدافه، كشفت مصادر مطلعة على المفاوضات التي طلبتها المجموعات المسلحة في عدد من مناطق ريف دمشق مع قيادات الأجهزة الأمنية السورية وقيادات الوحدات المنتشرة في نطاقها المباشر عن تقدم هام تحقق في الساعات الماضية، قد يفضي إلى إخلاء هذه المجموعات لأحياء جوبر وداريا و مناطق أخرى قد يكون بينها دوما إذا تكلّلت مساعي وجهاء المدينة بإخلائها من المسلحين .

يأتي هذا التطور بعد فشل المحاولات التي قادتها المجموعات المسلحة لتنظيم جبهة النصرة و«الجبهة الإسلامية» وبعض المجموعات من «داعش» تقديم الهجمات التي قامت بها من جهة الحدود الشمالية والجنوبية كإشارة لتحوّل كبير في مجرى الحرب، أملاً بأن يؤدي ذلك لتعزيز عناصر صمود المجموعات التي فقدت خطوط إمدادها عبر الحدود اللبنانية وصار قدرها انتظار لحظة دخول الجيش السوري أو الاستجابة لمساعي التفاوض، التي تقوم بها لجان المصالحة الشعبية بالتنسيق مع الجيش السوري والأجهزة الأمنية السورية.

محدودية أثر الهجمات الحدودية كشفت لهذه المجموعات الطابع الإعلامي لها وعجزها عن إحداث التحوّل الموعود وفرضت عليها بالتالي العودة لتنشيط قنوات التفاوض.

على الحدود الجنوبية كان واضحاً الهدوء الذي عاشته الجبهة الجنوبية والنتائج التي ترتبت على الرسالة السورية القوية الموجهة للحكومة الأردنية بعدم رغبة سورية بتدهور الوضع الحدودي بين البلدين، لكن عدم استعدادها للتعامل مع العبث الجاري على الحدود بأيدٍ مكتوفة بينما هو حال حرب كاملة.

الردّ الأردني المباشر جاء بإعلان النيّات عدم التورّط في حال حرب والاستعداد لاتخاذ كل الإجراءات التي تضمن ذلك، والمصادر المتابعة في دمشق تقوّم إيجاباً الكلام الرسمي الأردني، لكنها تبقى حذرة بسبب تكرار الرسائل المتشابهة، ومن ثم تكرار الخروقات وعودة العبث بالأمن الحدودي بطريقة تتعدى قدرة سورية على الصمت والاحتمال .

على الجبهة الشمالية تواصلت التحضيرات العسكرية السورية في ترجمة قرار سيادي عالي المستوى باسترداد المناطق التي دخلتها المجموعات المسلحة التابعة لـ«النصرة» بصورة خاصة بدعم ناري تركي من داخل الحدود، رافقه تصعيد سياسي نقل الحالة الحدودية إلى مناخ حرب، تفيد المصادر المتابعة في دمشق أن قرار الدخول إلى المناطق المحيطة بـ«كسب» واستردادها متخذ ولو كانت النتيجة حرباً حدودية، فالأرض سورية، والجيش السوري سيدخلها ومن يريد الحرب عبر الحدود عليه تحمّل نتائج قراره، لأن سورية لم ولن تدخل أراضي تركية ولم ولن تنتهك الأجواء ولا المياه الإقليمية التركية .

إنذار إيراني من التصعيد الحدودي تبلغته حكومة أردوغان، ومثله تحذير روسي من العبث بالتصرف بمضيق البوسفور كممر مائي دولي، كما أكدت مصادر دبلوماسية لـ «البناء».

  • فريق ماسة
  • 2014-03-27
  • 13174
  • من الأرشيف

قرار سوري باستعادة كسب لو كان الثمن حرباً حدودية

في خطوة متوقعة تحسباً لوفاة الملك السعودي بصورة مفاجئة أو وفاته وولي عهده معاً، أو في فترات متقاربة، وتمهيداً لتسمية الأمير محمد بن نايف ولياً لعهد الأمير مقرن عندما يصير ملكاً، أعلنت هيئة البيعة ببيان شديد الغرابة لتضمنه تعابير تشير إلى هدف تسمية الأمير مقرن بن عبد العزيز ولياً ثانياً للعهد، بصورة تحمل الإيحاء بحالة غير مطمئنة لصحة كل من الملك السعودي وولي عهده . الأمير مقرن هو الذي تولى بالتناوب مع الأمير بندر بن سلطان مسؤولية المخابرات السعودية على إيقاع تبدّل السياسات السعودية والرهانات على الحسابات في سورية خصوصاً، بما يعني أفول نجم بندر إلى غير رجعة . الملفت هو صدور القرار قبل أيام من الزيارة المقرّرة للرئيس الأميركي للسعودية بعدما قيل إن تأجيل الزيارة جرى مرات عدة بسبب الحالة الصحية للملك من جهة، وبعد التدهور المفاجئ لحال ولي العهد إثر مشاركته في أعمال القمة العربية في الكويت من جهة أخرى. الحدث الذي خطف الأضواء ليل أمس لم يحجب المتابعة عن الحدث السوري الميداني الذي تلعب فيه السعودية دوراً محورياً، والذي كانت ترجمته سعودياً بعد خسارة المجموعات التي تدعمها لمقرها الرئيسي في يبرود تصعيداً عبر الحدود خصوصاً لجهة الجنوب، وبضوء محدودية آثار هذا التصعيد في تحقيق أهدافه، كشفت مصادر مطلعة على المفاوضات التي طلبتها المجموعات المسلحة في عدد من مناطق ريف دمشق مع قيادات الأجهزة الأمنية السورية وقيادات الوحدات المنتشرة في نطاقها المباشر عن تقدم هام تحقق في الساعات الماضية، قد يفضي إلى إخلاء هذه المجموعات لأحياء جوبر وداريا و مناطق أخرى قد يكون بينها دوما إذا تكلّلت مساعي وجهاء المدينة بإخلائها من المسلحين . يأتي هذا التطور بعد فشل المحاولات التي قادتها المجموعات المسلحة لتنظيم جبهة النصرة و«الجبهة الإسلامية» وبعض المجموعات من «داعش» تقديم الهجمات التي قامت بها من جهة الحدود الشمالية والجنوبية كإشارة لتحوّل كبير في مجرى الحرب، أملاً بأن يؤدي ذلك لتعزيز عناصر صمود المجموعات التي فقدت خطوط إمدادها عبر الحدود اللبنانية وصار قدرها انتظار لحظة دخول الجيش السوري أو الاستجابة لمساعي التفاوض، التي تقوم بها لجان المصالحة الشعبية بالتنسيق مع الجيش السوري والأجهزة الأمنية السورية. محدودية أثر الهجمات الحدودية كشفت لهذه المجموعات الطابع الإعلامي لها وعجزها عن إحداث التحوّل الموعود وفرضت عليها بالتالي العودة لتنشيط قنوات التفاوض. على الحدود الجنوبية كان واضحاً الهدوء الذي عاشته الجبهة الجنوبية والنتائج التي ترتبت على الرسالة السورية القوية الموجهة للحكومة الأردنية بعدم رغبة سورية بتدهور الوضع الحدودي بين البلدين، لكن عدم استعدادها للتعامل مع العبث الجاري على الحدود بأيدٍ مكتوفة بينما هو حال حرب كاملة. الردّ الأردني المباشر جاء بإعلان النيّات عدم التورّط في حال حرب والاستعداد لاتخاذ كل الإجراءات التي تضمن ذلك، والمصادر المتابعة في دمشق تقوّم إيجاباً الكلام الرسمي الأردني، لكنها تبقى حذرة بسبب تكرار الرسائل المتشابهة، ومن ثم تكرار الخروقات وعودة العبث بالأمن الحدودي بطريقة تتعدى قدرة سورية على الصمت والاحتمال . على الجبهة الشمالية تواصلت التحضيرات العسكرية السورية في ترجمة قرار سيادي عالي المستوى باسترداد المناطق التي دخلتها المجموعات المسلحة التابعة لـ«النصرة» بصورة خاصة بدعم ناري تركي من داخل الحدود، رافقه تصعيد سياسي نقل الحالة الحدودية إلى مناخ حرب، تفيد المصادر المتابعة في دمشق أن قرار الدخول إلى المناطق المحيطة بـ«كسب» واستردادها متخذ ولو كانت النتيجة حرباً حدودية، فالأرض سورية، والجيش السوري سيدخلها ومن يريد الحرب عبر الحدود عليه تحمّل نتائج قراره، لأن سورية لم ولن تدخل أراضي تركية ولم ولن تنتهك الأجواء ولا المياه الإقليمية التركية . إنذار إيراني من التصعيد الحدودي تبلغته حكومة أردوغان، ومثله تحذير روسي من العبث بالتصرف بمضيق البوسفور كممر مائي دولي، كما أكدت مصادر دبلوماسية لـ «البناء».

المصدر : البناء


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة