لم يقتل علي الكيالي في المعارك الأخيرة في ريف اللاذقية. «الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون» وقائد ما يُسمى «المقاومة السورية»، الذي يقاتل إلى جانب الجيش السوري شمالي اللاذقية، لم يتعرّض للإصابة، رغم أنه علِق في أكثر من حصار على مدار الأشهر الماضية.( في الصورة علي الكيالي مع عبد الله اوجلان)

في مكان غير بعيد من منطقة كسب، لا يزال «الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون» علي الكيالي حيّاً يرزق، رغم «إصرار» كثير من مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين على مقتله في الهجوم الأخير على منطقة كسب. يستذكر كيالي «رفيق السلاح» قائد مركز الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد وقتالهما معاً في صلنفة (ريف اللاذقية الشرقي) بعد اجتياح المسلحين للقرى الآمنة قبل أشهر.

يشير الى أنهما كانا معاً على الخطوط الأمامية في المعركة الأخيرة عندما تعرّضا لقنص شديد في نقطة المشرفة القريبة من كسب. يقول: «هلال الأسد كان رقماً صعباً. ولكن لن يتغير الأمر بالنسبة إلى الدفاع الوطني الذي لن يتوقف عن أداء واجبه».

لا يقبل الكيالي وصف الوضع في كسب بـ«السيّئ» بالنسبة الى الجيش والقوى الرديفة له. يقول: «شابَ الوضع الميداني بعض التراجع الاحتياطي والتكتيكي لضرورات المعركة». يؤكد أن التسهيلات التركية للمسلحين كانت مؤثرة في تغيير خطط الجيش، إذ إن «الجندرمة التركية فتحت الحدود للمسلحين المدعومين من قبل الديكتاتور (رجب طيب) أردوغان، وزوّدتهم بالسلاح الثقيل والذخيرة. دخول المسلحين عبر محاور عدة أبرزها مخفر الصخرة وأمانة كسب ونبع المر، ومحاولتهم السيطرة على قمة الـ45، جعل المعركة أكثر صعوبة». وباعتبار «المقاومة» موجودة في هذه النقاط جميعها، يؤكد قائدها أن القتال «قائم الآن في ضواحي كسب، إضافة إلى بعض القمم المحاذية لحدود تركيا والجبل الأقرع الذي يسيطر عليه الأتراك منذ سلخ لواء إسكندرون». أما صور المسلحين التي تنتشر عبر الإنترنت وتظهرهم يتجولون في ساحة كسب، فـ«لا تعني سقوطاً نهائياً لكسب»، بحسب الكيالي، «إذ إنهم يعجزون عن تثبيت وجودهم في المناطق التي دخلوها لأنهم تحت مرمى نيران الجيش السوري».

وعن سبب التراخي وعدم التقدم في كسب، يشير إلى «الوضع الجغرافي الذي لا يسمح باستخدام سلاح الجو». سبب آخر يشكل عنصر ضغط على الجيش، بحسب الكيالي، وهو «عدم وجود أي قاعدة عسكرية سورية على الحدود التركية لدعم الجنود السوريين»، مؤكّداً أنه «لا يوجد تقصير من القيادة العسكرية أو من القوات الرديفة. ولكن حين تفتح الحدود دفعة واحدة، ومن كل الجهات، يمكن حصول بعض الاختراقات». ويضيف: «التدخل التركي في كسب واضح لا لبس فيه. عناصر الجندرمة التركية قطعوا الأسلاك الشائكة وفتحوا البوابات. وكانوا أول من قنص موظفي أمانة كسب». ويعزو التدخل التركي الى أن تركيا ذاهبة إلى انتخابات إدارة محلية مصيرية بالنسبة إلى أردوغان. ويتابع قوله: «قوى المعارضة جمعت صفوفها ضد أردوغان واحتمال سقوطه كبير، وهو يحاول تجييش المشاعر القومية لقطع الطريق على انتصار المعارضة».

الرجل المعروف في تركيا باسم «مهراج أورال» والذي سبق أن لاحقته تركيا بسبب رفعه لواء تحرير الإسكندرون من الاحتلال التركي، يتحدث عن علاقة الجبهة التي قادها مع حزب العمال الكردستاني، وبالأخص «صديقي الشخصي» عبد الله أوجلان. يصف العلاقة بـ«الودية والأخوية»، باعتبارها «تجمع ثواراً يدافعون عن قضايا شعبهم». وعلى رغم الفتور الذي اعترى العلاقات بين سورية والحزب في فترة التسعينيات، استمرت محاولات الجبهة للعثور على خطة مشتركة تجمع القوى الوطنية مع الأكراد الذين باتوا اليوم يقاتلون في المنطقة الشرقية من سورية ضد المسلحين. وتصرّ الجبهة، بحسب الكيالي، على التنسيق الدائم مع الحزب، رغم البعد الجغرافي الذي يمنع أي تعاون مباشر. ويشير إلى أن ازدهار العلاقات السورية التركية خلال بعض السنوات، أدى إلى تغيير السياسات السورية بشكل آني تجاه حزب العمال الكردستاني، ما أوقف نشاط كوادره. غير أن «العلاقة السورية الطيبة مع الأكراد ليست وليدة اللحظة، وهذا ما بقي ضمن ثوابت الجبهة». ويذكّر الرجل بأن تركيا، «وخلال 200 عام، شهدت 39 انتفاضة كردية شعبية، ردت عليها بالدمار والقتل والتصفية العرقية، في حين العلاقة بين سورية وأبنائها الكرد بقيت مسالمة، رغم بعض الخلافات». وباقتضاب يجيب عن سؤال حول العلاقات مع المعارض (السوري الكردي) صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، وينفي وجود أي علاقات تجمعهما خلال الأزمة، أو ما قبلها.

وعن إيقاف قوات الجيش السوري والقوى الرديفة العمليات العسكرية في ريف اللاذقية في آب الماضي، بعد الوصول إلى مشارف بلدة سلمى التي انطلق منها المسلحون لاحتلال عدد من القرى وارتكاب مجزرة فيها واختطاف عشرات الأطفال والنساء منها، يردّ الأمر الى «أوامر القيادة التي لديها آراؤها المتعلقة بالشق السياسي والدولي». ويربط الأمر بالبلبلة التي أثارها استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية يوم 21 آب «من قبل الإرهابيين، وسط شائعات بإمكانية استعماله من قبل المسلحين في سلمى». ويرى أن دخول الجيش منطقة سلمى يعني سقوط أماكن المسلحين الاستراتيجية في الساحل.

مجزرة بانياس… من الفاعل؟

علي الكيالي الذي لم يزر تركيا منذ 33 عاماً متهم بعملية تفجير بلدة الريحانية في لواء إسكندرون التي قتل فيها 52 شخصاً وجرح المئات، العام الفائت. يؤكد أن «مبادئي السياسية تمنعني من قتل الأبرياء»، وأن الهدف من اتهامه هو «توجيه أصابع الاتهام إلى سورية». كذلك ينفي اتهامات نسبت إليه بالمسؤولية عن مجزرة البيضا في بانياس العام الفائت أيضاً.

وعن تسجيل مصور له انتشر في شكل واسع يتحدث فيه عن «تطهير بانياس»، يقول: «أجبتُ بإسهاب خلال التسجيل، معرّجاً على تاريخ بانياس وعلاقتها بطريق الحرير والتجارة القديمة والبحر وثقافة المنطقة بحسب التركيبة السكانية المتنوعة».

ويتابع: «اعتبرت أن أهمية بانياس بالنسبة إلى المسلحين آتية من كونها منفذهم الوحيد على البحر. استخدمتُ مصطلحات عسكرية كتطويق المدينة وتحريرها وتطهيرها. المقصود بالتطهير لم يكن معناه سوى التمشيط بعد التحرير، وليس التطهير العرقي الذي اتّهموني بالدعوة إليه».

ويستنكر بشدّة «أي مجزرة في حق النساء والأطفال والمشايخ، واستهداف دور العبادة وصولاً إلى الأشجار». ويدحض التهمة قائلاً: «نحن متمركزون في قطاع شمال اللاذقية. ننتظر الظروف المناسبة للقتال بهدف تحرير لواء إسكندرون. ليست لدينا قوات في بانياس. الأكاذيب مردودة عليهم، وهم يعلمون الحقيقة جيداً».

ويضيف: «لا أدري من قام بالمجزرة، فأنا غير موجود في المنطقة. لكن أتذكر جيداً لحظة إعلان جبهة النصرة مشروع بركان الساحل، وكان أول ضحاياهم الشيخ البياسي، إمام جامع البيضا، كذلك أبرّئ الجيش السوري» من المجزرة.

  • فريق ماسة
  • 2014-03-24
  • 13488
  • من الأرشيف

علي الكيالي:التسهيلات التركية للإرهابيين غيرت خطط الجيش فيكسب.. ننتظر الظروف المناسبة لتحرير لواء إسكندرون و لا قوات لدينا في بانياس

لم يقتل علي الكيالي في المعارك الأخيرة في ريف اللاذقية. «الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون» وقائد ما يُسمى «المقاومة السورية»، الذي يقاتل إلى جانب الجيش السوري شمالي اللاذقية، لم يتعرّض للإصابة، رغم أنه علِق في أكثر من حصار على مدار الأشهر الماضية.( في الصورة علي الكيالي مع عبد الله اوجلان) في مكان غير بعيد من منطقة كسب، لا يزال «الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون» علي الكيالي حيّاً يرزق، رغم «إصرار» كثير من مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين على مقتله في الهجوم الأخير على منطقة كسب. يستذكر كيالي «رفيق السلاح» قائد مركز الدفاع الوطني في اللاذقية هلال الأسد وقتالهما معاً في صلنفة (ريف اللاذقية الشرقي) بعد اجتياح المسلحين للقرى الآمنة قبل أشهر. يشير الى أنهما كانا معاً على الخطوط الأمامية في المعركة الأخيرة عندما تعرّضا لقنص شديد في نقطة المشرفة القريبة من كسب. يقول: «هلال الأسد كان رقماً صعباً. ولكن لن يتغير الأمر بالنسبة إلى الدفاع الوطني الذي لن يتوقف عن أداء واجبه». لا يقبل الكيالي وصف الوضع في كسب بـ«السيّئ» بالنسبة الى الجيش والقوى الرديفة له. يقول: «شابَ الوضع الميداني بعض التراجع الاحتياطي والتكتيكي لضرورات المعركة». يؤكد أن التسهيلات التركية للمسلحين كانت مؤثرة في تغيير خطط الجيش، إذ إن «الجندرمة التركية فتحت الحدود للمسلحين المدعومين من قبل الديكتاتور (رجب طيب) أردوغان، وزوّدتهم بالسلاح الثقيل والذخيرة. دخول المسلحين عبر محاور عدة أبرزها مخفر الصخرة وأمانة كسب ونبع المر، ومحاولتهم السيطرة على قمة الـ45، جعل المعركة أكثر صعوبة». وباعتبار «المقاومة» موجودة في هذه النقاط جميعها، يؤكد قائدها أن القتال «قائم الآن في ضواحي كسب، إضافة إلى بعض القمم المحاذية لحدود تركيا والجبل الأقرع الذي يسيطر عليه الأتراك منذ سلخ لواء إسكندرون». أما صور المسلحين التي تنتشر عبر الإنترنت وتظهرهم يتجولون في ساحة كسب، فـ«لا تعني سقوطاً نهائياً لكسب»، بحسب الكيالي، «إذ إنهم يعجزون عن تثبيت وجودهم في المناطق التي دخلوها لأنهم تحت مرمى نيران الجيش السوري». وعن سبب التراخي وعدم التقدم في كسب، يشير إلى «الوضع الجغرافي الذي لا يسمح باستخدام سلاح الجو». سبب آخر يشكل عنصر ضغط على الجيش، بحسب الكيالي، وهو «عدم وجود أي قاعدة عسكرية سورية على الحدود التركية لدعم الجنود السوريين»، مؤكّداً أنه «لا يوجد تقصير من القيادة العسكرية أو من القوات الرديفة. ولكن حين تفتح الحدود دفعة واحدة، ومن كل الجهات، يمكن حصول بعض الاختراقات». ويضيف: «التدخل التركي في كسب واضح لا لبس فيه. عناصر الجندرمة التركية قطعوا الأسلاك الشائكة وفتحوا البوابات. وكانوا أول من قنص موظفي أمانة كسب». ويعزو التدخل التركي الى أن تركيا ذاهبة إلى انتخابات إدارة محلية مصيرية بالنسبة إلى أردوغان. ويتابع قوله: «قوى المعارضة جمعت صفوفها ضد أردوغان واحتمال سقوطه كبير، وهو يحاول تجييش المشاعر القومية لقطع الطريق على انتصار المعارضة». الرجل المعروف في تركيا باسم «مهراج أورال» والذي سبق أن لاحقته تركيا بسبب رفعه لواء تحرير الإسكندرون من الاحتلال التركي، يتحدث عن علاقة الجبهة التي قادها مع حزب العمال الكردستاني، وبالأخص «صديقي الشخصي» عبد الله أوجلان. يصف العلاقة بـ«الودية والأخوية»، باعتبارها «تجمع ثواراً يدافعون عن قضايا شعبهم». وعلى رغم الفتور الذي اعترى العلاقات بين سورية والحزب في فترة التسعينيات، استمرت محاولات الجبهة للعثور على خطة مشتركة تجمع القوى الوطنية مع الأكراد الذين باتوا اليوم يقاتلون في المنطقة الشرقية من سورية ضد المسلحين. وتصرّ الجبهة، بحسب الكيالي، على التنسيق الدائم مع الحزب، رغم البعد الجغرافي الذي يمنع أي تعاون مباشر. ويشير إلى أن ازدهار العلاقات السورية التركية خلال بعض السنوات، أدى إلى تغيير السياسات السورية بشكل آني تجاه حزب العمال الكردستاني، ما أوقف نشاط كوادره. غير أن «العلاقة السورية الطيبة مع الأكراد ليست وليدة اللحظة، وهذا ما بقي ضمن ثوابت الجبهة». ويذكّر الرجل بأن تركيا، «وخلال 200 عام، شهدت 39 انتفاضة كردية شعبية، ردت عليها بالدمار والقتل والتصفية العرقية، في حين العلاقة بين سورية وأبنائها الكرد بقيت مسالمة، رغم بعض الخلافات». وباقتضاب يجيب عن سؤال حول العلاقات مع المعارض (السوري الكردي) صالح مسلم رئيس حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي، وينفي وجود أي علاقات تجمعهما خلال الأزمة، أو ما قبلها. وعن إيقاف قوات الجيش السوري والقوى الرديفة العمليات العسكرية في ريف اللاذقية في آب الماضي، بعد الوصول إلى مشارف بلدة سلمى التي انطلق منها المسلحون لاحتلال عدد من القرى وارتكاب مجزرة فيها واختطاف عشرات الأطفال والنساء منها، يردّ الأمر الى «أوامر القيادة التي لديها آراؤها المتعلقة بالشق السياسي والدولي». ويربط الأمر بالبلبلة التي أثارها استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية يوم 21 آب «من قبل الإرهابيين، وسط شائعات بإمكانية استعماله من قبل المسلحين في سلمى». ويرى أن دخول الجيش منطقة سلمى يعني سقوط أماكن المسلحين الاستراتيجية في الساحل. مجزرة بانياس… من الفاعل؟ علي الكيالي الذي لم يزر تركيا منذ 33 عاماً متهم بعملية تفجير بلدة الريحانية في لواء إسكندرون التي قتل فيها 52 شخصاً وجرح المئات، العام الفائت. يؤكد أن «مبادئي السياسية تمنعني من قتل الأبرياء»، وأن الهدف من اتهامه هو «توجيه أصابع الاتهام إلى سورية». كذلك ينفي اتهامات نسبت إليه بالمسؤولية عن مجزرة البيضا في بانياس العام الفائت أيضاً. وعن تسجيل مصور له انتشر في شكل واسع يتحدث فيه عن «تطهير بانياس»، يقول: «أجبتُ بإسهاب خلال التسجيل، معرّجاً على تاريخ بانياس وعلاقتها بطريق الحرير والتجارة القديمة والبحر وثقافة المنطقة بحسب التركيبة السكانية المتنوعة». ويتابع: «اعتبرت أن أهمية بانياس بالنسبة إلى المسلحين آتية من كونها منفذهم الوحيد على البحر. استخدمتُ مصطلحات عسكرية كتطويق المدينة وتحريرها وتطهيرها. المقصود بالتطهير لم يكن معناه سوى التمشيط بعد التحرير، وليس التطهير العرقي الذي اتّهموني بالدعوة إليه». ويستنكر بشدّة «أي مجزرة في حق النساء والأطفال والمشايخ، واستهداف دور العبادة وصولاً إلى الأشجار». ويدحض التهمة قائلاً: «نحن متمركزون في قطاع شمال اللاذقية. ننتظر الظروف المناسبة للقتال بهدف تحرير لواء إسكندرون. ليست لدينا قوات في بانياس. الأكاذيب مردودة عليهم، وهم يعلمون الحقيقة جيداً». ويضيف: «لا أدري من قام بالمجزرة، فأنا غير موجود في المنطقة. لكن أتذكر جيداً لحظة إعلان جبهة النصرة مشروع بركان الساحل، وكان أول ضحاياهم الشيخ البياسي، إمام جامع البيضا، كذلك أبرّئ الجيش السوري» من المجزرة.

المصدر : الأخبار/مرح ماشي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة