كما كان متوقعاً، فإن معركة يبرود لم تتوقف عندها، وسقوط عاصمة القلمون فتح الأبواب على كافة بلدات القلمون أمام وحدات الجيش السوري وسرايا الدفاع، وبعد سقوط العاصمة باتت حل مسألة محيطها من البلدات والجيوب رهن وقت فقط.

بعد عملية تطويق وإقتحام ثم اسقاط يبرود، باتت كافة التلال المحيطة بالبلدة تحت سيطرة الجيش، وبعد تثبيت نقاطه اللازمة لحماية يبرود انطلقت قواته من البلدة والتلال المحيطة بها نحو باقي البلدات القريبة التي لجأ المسلحون الفارون من يبرود اليها، وتشعبت في طريقين الأول شمالي غربي نحو رأس المعرة وفليطة، أما الثاني فجنوباً بإتجاه رأس العين والصرخة.

الطريق الشمالي- غربي ينتهي في جرود بلدة فليطة التي تمتد حتى الحدود اللبنانية حيث تقع بلدة عرسال، وقد فرّ من يبرود بإتجاه تلك المنطقة عدد كبير من المسلحين يعتقد انهم اتخذوا من الجرود الفاصلة بين فليطا وعرسال مراكز لهم، فيما الجيش يواصل عملية ملاحقتهم متقدما نحو بلدتي فليطا ورأس المعرة حيث تؤكد المصادر أن سقوط البلدتين مسألة وقت فقط إذ ان الجيش يسيطر بالنار على تلك البلدات من ناحية التلال المشرفة عليهم الواقعة تحت سيطرته، يتبقى أمامه عملية اقتحام تلك البلدات والتي يمهد لها بالقصف المدفعي والجوي المستمر لمناطق تواجد المسلحين وتجمعاتهم، كذلك يستهدف تحركاتهم في جرود الفليطة وعرسال.

من الناحية الجنوبية فقد أتم الجيش السوري اليوم سيطرته على بلدة رأس العين التي هاجمها مساء أمس وتكرر فيها سيناريو يبرود حيث فرّ المسلحون جنوباً بإتجاه بلدات رنكوس وعسال الورد، فيما قتل من تبقى منهم داخل البلدة، بعد أن انهارت دفاعاتهم اثر الضربات التي وجهها الجيش السوري لهم، كذلك فقد ألقى القبض على عشرات المسلحين التابعين “لجبهة النصرة” ممن كانو يتحصنون داخل البيوت في البلدة. كل ذلك وسط تهليل شعبي وفرحة عمت أهالي البلدة الذين عبروا عن رضاهم عن دخول الجيش السوري بعد معاناة طويلة مع المسلحين منذ أن سيطروا على البلدة.

وفي هذا الإطار يؤكد مصدر عسكري أن السيطرة على رأس العين سيكون بمثابة عبور نفق يصل بين يبرود وباقي بلدات القلمون الواقعة جنوباً حيث ان موقع رأس العين يشكل معبراً بين التلال والجرود نحو بلدات الصرخة – بخعا، وعلى الخط نفسه تقع بلدة حوش عرب من ثم بلدتي رنكوس وعسال الورد الأكثر قرباً لناحية الغرب (الحدود اللبنانية).

تضيف المصادر أن السيطرة على بلدة الصرخة يتيح للجيش السوري التقدم شرقاً بإتجاه بلدة معلولا من نفس الطريق الذي تقدم منها المسلحين للسيطرة على البلدة، ومن المؤكد أن تحرير معلولا قد أدرج على لائحة الجيش السوري إذ أنها تقع على الخط نفسه وتضم مسلحين للنصرة، كما انه من غير المنطقي أن يقوم الجيش بالعبور عن معلولا وسط السهولة في تحريرها التي ستتوفر كون معلولا محاصرة من جنوبها وشرقها كما أن سيطرته على الصرخة سيتيح له تقدم من أعالي التلال من الشمال والغرب مع إشراف كامل على البلدة سيعجل في سقوطها، أو سيكرر فيها سيناريو يبرود حيث عمد المسلحون إلى الفرار منها بإتجاه رنكوس الأقرب جنوباً بعد سقوط دفاعاتهم وانهيارهم، فهل ستحل بركات سقوط يبرود على البلدة المسيحية التاريخية المقدسة ؟

من جهة أخرى تقول المصادر أن الأنظار ستتوجه بعد القلمون الى حلب، التي يحضر الجيش فيها للهجوم على المدينة ويمهد الطريق أمام إسقاطها بالطريقة نفسها التي ينتهجها في كافة المناطق السورية خاصة في القلمون وريف دمشق، حيث يتابع عملية تطويقه لها من كافة النواحي الشمالية بعد فصلها عن المدينة الصناعية، والشرقية من ناحية مطار حلب الدولي، إضافة إلى تقدمه من الجنوب نحو الغرب ومن الشمال نحو الغرب أيضا إذ بات يبعد مئات الأمتار عن السجن المركزي، ليطبق “كماشة” الحصار التي ما زالت مفتوحة من الناحية الغربية والشمالية الغربية، ويتبقى أمامه نحو 15 كيلو متر قبل أن تلتقي قواته المتقدمة من الجنوب الغربي والشمال الغربي ويطبق الحصار الذي يسعى من خلاله لعزل حلب المدينة عن ريفها وقطع كافة طرق الإمداد القادمة من الريف الى المسلحين فيها، كل ذلك مع تقدم للجيش يحرزه يومياً من الناحية الشرقية من المدينة حيث يتابع تطهيره للأحياء السكنية شرقاً خاصة في منطقة مساكن هنانو.

إلى ذلك يتابع الجيش السوري تطهيره لريف حمص الغربي حيث سيطر على بلدة الحصرجية بشكل كامل بعد أن كان قد حرر الزارة وفصل منطقة الحصن عن الحدود اللبنانية التي يتدفق عبرها الإمداد والمقاتلين، ودخل الجيش اليوم بلدة الحصن حيث سيطر على حيين فيها، كما أفادت المصادر أن وحدات الجيش قامت بقصف محيط قلعة الحصن التي تعتبر من أشد تحصينات المسلحين في تلك المنطقة، من اجل السيطرة عليها. وأضاف من جهة ثانية ان “وحدات من الجيش السوري قتلت عدداً من الارهابيين المتسللين في كمين محكم غربي قرية الزارة”.

  • فريق ماسة
  • 2014-03-18
  • 11092
  • من الأرشيف

الطريق الى رنكوس يمر بمعلولا

كما كان متوقعاً، فإن معركة يبرود لم تتوقف عندها، وسقوط عاصمة القلمون فتح الأبواب على كافة بلدات القلمون أمام وحدات الجيش السوري وسرايا الدفاع، وبعد سقوط العاصمة باتت حل مسألة محيطها من البلدات والجيوب رهن وقت فقط. بعد عملية تطويق وإقتحام ثم اسقاط يبرود، باتت كافة التلال المحيطة بالبلدة تحت سيطرة الجيش، وبعد تثبيت نقاطه اللازمة لحماية يبرود انطلقت قواته من البلدة والتلال المحيطة بها نحو باقي البلدات القريبة التي لجأ المسلحون الفارون من يبرود اليها، وتشعبت في طريقين الأول شمالي غربي نحو رأس المعرة وفليطة، أما الثاني فجنوباً بإتجاه رأس العين والصرخة. الطريق الشمالي- غربي ينتهي في جرود بلدة فليطة التي تمتد حتى الحدود اللبنانية حيث تقع بلدة عرسال، وقد فرّ من يبرود بإتجاه تلك المنطقة عدد كبير من المسلحين يعتقد انهم اتخذوا من الجرود الفاصلة بين فليطا وعرسال مراكز لهم، فيما الجيش يواصل عملية ملاحقتهم متقدما نحو بلدتي فليطا ورأس المعرة حيث تؤكد المصادر أن سقوط البلدتين مسألة وقت فقط إذ ان الجيش يسيطر بالنار على تلك البلدات من ناحية التلال المشرفة عليهم الواقعة تحت سيطرته، يتبقى أمامه عملية اقتحام تلك البلدات والتي يمهد لها بالقصف المدفعي والجوي المستمر لمناطق تواجد المسلحين وتجمعاتهم، كذلك يستهدف تحركاتهم في جرود الفليطة وعرسال. من الناحية الجنوبية فقد أتم الجيش السوري اليوم سيطرته على بلدة رأس العين التي هاجمها مساء أمس وتكرر فيها سيناريو يبرود حيث فرّ المسلحون جنوباً بإتجاه بلدات رنكوس وعسال الورد، فيما قتل من تبقى منهم داخل البلدة، بعد أن انهارت دفاعاتهم اثر الضربات التي وجهها الجيش السوري لهم، كذلك فقد ألقى القبض على عشرات المسلحين التابعين “لجبهة النصرة” ممن كانو يتحصنون داخل البيوت في البلدة. كل ذلك وسط تهليل شعبي وفرحة عمت أهالي البلدة الذين عبروا عن رضاهم عن دخول الجيش السوري بعد معاناة طويلة مع المسلحين منذ أن سيطروا على البلدة. وفي هذا الإطار يؤكد مصدر عسكري أن السيطرة على رأس العين سيكون بمثابة عبور نفق يصل بين يبرود وباقي بلدات القلمون الواقعة جنوباً حيث ان موقع رأس العين يشكل معبراً بين التلال والجرود نحو بلدات الصرخة – بخعا، وعلى الخط نفسه تقع بلدة حوش عرب من ثم بلدتي رنكوس وعسال الورد الأكثر قرباً لناحية الغرب (الحدود اللبنانية). تضيف المصادر أن السيطرة على بلدة الصرخة يتيح للجيش السوري التقدم شرقاً بإتجاه بلدة معلولا من نفس الطريق الذي تقدم منها المسلحين للسيطرة على البلدة، ومن المؤكد أن تحرير معلولا قد أدرج على لائحة الجيش السوري إذ أنها تقع على الخط نفسه وتضم مسلحين للنصرة، كما انه من غير المنطقي أن يقوم الجيش بالعبور عن معلولا وسط السهولة في تحريرها التي ستتوفر كون معلولا محاصرة من جنوبها وشرقها كما أن سيطرته على الصرخة سيتيح له تقدم من أعالي التلال من الشمال والغرب مع إشراف كامل على البلدة سيعجل في سقوطها، أو سيكرر فيها سيناريو يبرود حيث عمد المسلحون إلى الفرار منها بإتجاه رنكوس الأقرب جنوباً بعد سقوط دفاعاتهم وانهيارهم، فهل ستحل بركات سقوط يبرود على البلدة المسيحية التاريخية المقدسة ؟ من جهة أخرى تقول المصادر أن الأنظار ستتوجه بعد القلمون الى حلب، التي يحضر الجيش فيها للهجوم على المدينة ويمهد الطريق أمام إسقاطها بالطريقة نفسها التي ينتهجها في كافة المناطق السورية خاصة في القلمون وريف دمشق، حيث يتابع عملية تطويقه لها من كافة النواحي الشمالية بعد فصلها عن المدينة الصناعية، والشرقية من ناحية مطار حلب الدولي، إضافة إلى تقدمه من الجنوب نحو الغرب ومن الشمال نحو الغرب أيضا إذ بات يبعد مئات الأمتار عن السجن المركزي، ليطبق “كماشة” الحصار التي ما زالت مفتوحة من الناحية الغربية والشمالية الغربية، ويتبقى أمامه نحو 15 كيلو متر قبل أن تلتقي قواته المتقدمة من الجنوب الغربي والشمال الغربي ويطبق الحصار الذي يسعى من خلاله لعزل حلب المدينة عن ريفها وقطع كافة طرق الإمداد القادمة من الريف الى المسلحين فيها، كل ذلك مع تقدم للجيش يحرزه يومياً من الناحية الشرقية من المدينة حيث يتابع تطهيره للأحياء السكنية شرقاً خاصة في منطقة مساكن هنانو. إلى ذلك يتابع الجيش السوري تطهيره لريف حمص الغربي حيث سيطر على بلدة الحصرجية بشكل كامل بعد أن كان قد حرر الزارة وفصل منطقة الحصن عن الحدود اللبنانية التي يتدفق عبرها الإمداد والمقاتلين، ودخل الجيش اليوم بلدة الحصن حيث سيطر على حيين فيها، كما أفادت المصادر أن وحدات الجيش قامت بقصف محيط قلعة الحصن التي تعتبر من أشد تحصينات المسلحين في تلك المنطقة، من اجل السيطرة عليها. وأضاف من جهة ثانية ان “وحدات من الجيش السوري قتلت عدداً من الارهابيين المتسللين في كمين محكم غربي قرية الزارة”.

المصدر : الديار/ حسين طليس


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة