دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
مجموعات من الناس اتت الى سوريا حاملة اسماءها الوهمية التي اعتنقتها في بلاد الغرب وأفغانستان وباكستان وتركيا والخليج حتى ظن المواطن السوري والعربي أنها أشباح لكثرة الهالة الكبرى من الغموض التي احاطت بها نفسها واحاطها بها الاعلام الخليجي والغربي .
أسماء صورت للناس كأنها كائنات خارقة للطبيعة اصبحت أسماؤها تدخل الرعب في قلوب الكثيرين وهذا سبب كبير من اسباب التقدم في المعركة الذي حققته هذه الجماعات حيث كانت اسماء قياداتها المجهولين الهوية والصورة تسبقها بالرعب قبل كل معركة .اناس اجادوا فن الخطابة بلغة الوعيد والتهديد وتفننوا بلفظه يهددون بقطع الرؤوس وبقر البطون وينفذون تهديداتهم.
من أين أتت هذه الجماعات المسلحة التي تقاتل الدولة حاليا في سوريا ؟ من هي الجهات التي أنتجتها؟ في أي البلدان ؟ أين عملت وترعرعت ونمت ؟ أين تكمن العلاقة العضوية بين جماعة الاخوان المسلمين وتنظيم القاعدة ؟ كيف اعادت المخابرات المركزية الامريكية صياغة التيارات التكفيرية المحاربة ؟ كيف جمع الغرب على ارضه سنوات طويلة قيادات التكفير المحارب العامل في سوريا حاليا امثال محمد بهايا، ست مريم، ابو ماريا ، وغيرهم وغيرهم؟
سلسلة من ثلاث حلقات تعطي إجابات واضحة عن التساؤلات المهمة حول اصل الجماعات التكفيرية المحاربة في سوريا. نستند في نشرها وفي تحليلنا هذا الى تقرير المخابرات الاسبانية حول شبكة غرناطة التي كان فيها غالبية الاسماء القيادية المحاربة في سوريا حاليا فضلا عن استنادنا الى بعض من ارشيف المحاكمات الاسبانية للشبكة نفسها و التي برزت إعلاميا باسم محاكمة تيسير علوني مراسل الجزيرة السابق في أفغانستان والذي يحمل الجنسية الاسبانية واتي للإقامة في إسبانيا بعد سقوط حكم طالبان في افغانستان في العام 2001 .
وهنا الفت نظر القارئ المحترم الى أمرين:
1 - أن الوثائق التي نعرضها هي وثائق حصرية وتنشر للمرة الاولى وهي بعض مما لدينا من وثائق عن هذه المحاكمة وهذه الشبكة ، وقد قامت قناة الجزيرة ومواقع أنترنت وبعض الصحف بنشر تقارير عن المحاكمة كانت بمثابة مرافعة دفاعية عن المتهمين يومها، فضلا عن نشر موقع الجزيرة نت لوثيقة الحكم النهائي بتصرف ونشر تقرير دفاع قانوني وقضائي اعده المحامي ( ابراهيم التاوتي) احتوى بعض الوثائق التي لا نقوم بإعادة نشرها كونها موجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما ننشر هنا نص تقرير المخابرات الاسبانية الذي اعتمده المدعي العام الاسباني والذي الذي يضم أسماء أصبحت اليوم قيادات في الجماعات الاسلامية التي تقاتل في سوريا والتي ترعاها الولايات المتحدة وحلفاؤها ( الاوروبيون والعرب والاتراك ) بحجة الدفاع عن الديمقراطية بينما ارشيفهم القضائي والجنائي ممتلئ باتهامات وأحكام وإثباتات عن تطرف هذه الجماعات وهؤلاء الاشخاص. وننشر أيضا إضافة الى ورقة الادعاء الاسباني المستند الى تقرير المخابرات الاسبانية بعضا من جلسات التحقيق مع ابو يوسف الاسباني الجنسية والمسلم العقيدة وأبو الدحداح السوري الجنسية والذي عمل مسؤولا للقاعدة في اسبانيا. وأشير الى انني سوف اتناول شخصية ابو خالد السوري (محمد بهايا) في الجزء الاول من السلسلة وهو الذي قتل منذ اسبوعين في عملية في شمال حلب و في الحلقة الثانية سوف اتناول شخصيتي ابو مصعب السوري ( مصطفى ست مريم) و الشخصيتين من قادة جبهة النصرة في سوريا وكانا من ضمن شبكة غرناطة الاسبانية وفي الجزء الثالث والأخير سوف اتناول موضوع التصفيات خصوصا ابو خالد السوري ومن هي الجهات التي تقف وراء قتله.
2 - اريد ان أشير للقارىء الكريم اني كنت من المدافعين عن تيسير علوني وكنت في لجنة الدفاع عنه والدعم له، وحضرت محاكماته في اسبانيا ضن لجنة الدفاع وساهمت في فعاليات في فرنسا وأوروبا لدعم تيسير علوني والذين معه ، وكنت منذ تلك الايام على اطلاع قريب بملفات هذه الشخصيات التي ظهرت في سوريا، و رغم قناعتي يومها انهم ليسوا براء من كل التهم التي وجهت اليهم، غير ان الهجمة الامريكية الوحشية والرعناء ضد امتنا العربية والإسلامية دفعتني مثلما دفعت الكثيرين الى محاولة الوقوف بوجه هذا التعسف الامريكي. لست نادما على ما عملت ، فالخطر الامريكي هو الاساس وهو الذي جعل من هذه الفئة تغلوا في وحشيتها في بلادنا، بسبب الحماية الغربية التي ظللتها كما تظهر تحقيقات ملفنا هذا المليئة بالأدلة والقرائن على تواجد هذه الفئة في بلاد الغرب وتحركها في بلدانه بحرية كاملة.
عندما تتراجع امريكا ينتهي هؤلاء ويصبحون من الماضي السيئ.
محمد بهايا: ابو خالد السوري
يقول تقرير المخابرات الاسبانية في الصفحة الاولى بتاريخ 18/11/2001 صدر قرار بالسجن ضد بعض الاشخاص اعتمادا على ما يلي:
بدء تشكيل جماعة اسلامية غالبية عناصرها من ذوي الفكر الاسلامي المتطرف ويضيف في مكان آخر (تزعم التحالف الاسلامي شخص فلسطيني اسمه صلاح غادر اسبانيا الى باكستان وترأس بعده (عماد الدين بركات جركس – ابو الدحداح ) سوري الجنسية الذي كان يؤمن تجنيد المجاهدين من اسبانيا وإرسالهم الى الشيخ صلاح الذي اوكل بتجنيد المجادين حول العالم وكان على تواصل مع اسامة بن لادن).
ويصف التقرير الامني الاسباني محمد بهايا انه بريد لتنظيم القاعدة بين أفغانستان وأوروبا،وهنا تبدو كلمة اوروبا شاملة لكل الدول الاوروبية وليست فقط لاسبانيا البلد الذي جرت فيه محاكمة هذه الشبكة ، وهذا التقرير يؤيده كلام كان متداولا في اوساط الناشطين الذين تابعوا قضية هذه الخلية ومختصر هذا الكلام أن بعض افراد هذه الخلية كانوا ينعمون بتسهيلات من اجهزة مخابرات ودول وكانوا يستعملون جوازات سفر متعددة في تنقلاتهم ومنها جوازات سفر قطرية وهذا أيضا ما يفسر تحركات محمد بهايا المرتاحة بين اسبانيا وتركيا وأفغانستان وبريطانيا ومن بعدها وباكستان والعراق .
ويعود التقرير الاسباني ليذكر تركيا انها مركز لمحمد بهايا الذي غادرها الى أفغانستان بعد ان انكشف امره للسلطات هناك ، غير ان التقرير يستكمل نفس الجملة بالقول ان لبهايا ممثلا في تركيا، اسمه فواز وينادى ( ابو الفوز) ويبدو انه على اتصال دائم بمحمد بهايا.
واظهر تقرير المدعي العام الاسباني المستند الى معلومات المخابرات الاسبانية حركة سفر مهمة يقوم بها محمد بهايا بكل حرية وأريحية عبر قارات الارض طولا وعرضا وهذا أيضا يطرح تساؤلات كثيرة حول اجهزة المخابرات العالمية التي كانت تغطي هذه الشبكات. ويقول تقرير المدعي العام الاسباني عن حركة سفر ابو (بهايا) خالد السوري -محمد بهايا هو صهر محمد غالب كلجه زويدي الممول لخلية القاعدة والمعتقل في اسبانياـ بهايا هو الذي رافق ست مريم نصار الى شخص بن لادن نفسه الى افغانستان حيث قاد معسكر المجاهدين لتنظيم القاعدة وكان يساعد بذلك ابو خالد وكلاهما واصلا الاتصال مع تيسير علوني.
في نفس التقرير تتضح رؤية اوسع للدور الذي كان يقوم به السوريون او الذي انيط بهم ضمن تنظيم القاعدة ويظهر هنا دور ساعي البريد الدولي والمحرك الخارجي للتنظيم في العالم عبر شبكة من الرجال في الغرب وتركيا والخليج ، وعبر شبكة دولية تحميهم وترعاهم بانتظار الفرصة التي اتت مع الاحداث في سوريا ، وليس من المستغرب ان الدول التي تشكل منذ ثلاث سنوات رأس الحربة في الهجوم على سوريا هي نفس الدول التي رعت هذه الشبكة السورية وأمنت لها حرية التحرك حول العالم يقول التقرير ( كان يتردد بهايا كثيرا الى إسبانيا والمملكة المتحدة حيث كان على اتصال مع أبي قتادة ومع ابو الدحداح ومحمود غالب كلجه وغصوب الابرش غليون ومع تيسير علوني ومحمد خير سقا ومحمد صبحي بلطي زعيم النهضة في تونس) ومن يتفحص هذه الاسماء سوف يكتشف ان غالبيتها من السوريين .
ويصف التقرير محمد بهايا ( رجل البنية التحتية لبن لادن في اوروبا) وهذا ايضا من الادوار التي أوكلت للسوريين ضمن خلايا القاعدة خصوصا ان لهؤلاء تجربة بناء بنى تحتية متشعبة بسبب انتمائهم جميعا الى تنظيم الاخوان المسلمين وتجربتهم في حماه ومدن سورية اخرى خلال سبعينات وثمانينات القرن الماضي واستفادتهم من غطاء تركيا والسعودية والغرب المعادي لسوريا تاريخيا وقطر التي ظهر عداؤها لسوريا متأخرا بسبب الدور الذي انيط بها والذي ظهر للعلن مع بداية الاحداث العربية.
ويظهر هنا ان الجهات التي ادارت ومولت تنظيم القاعدة والتنظيمات التكفيرية المحاربة في افغانستان اعتمدت كثيرا على سوريين، وكان هؤلاء يعملون ضمن خلايا غالبيتها منهم كونهم لا يثقون كثيرا بالآخرين ويعتبرون من الصف الدبلوماسي والتنفيذي في القاعدة وهذا ما سوف نورد في الجزء الثاني استنادا الى محضر التحقيقات مع ابي الدحداح زعيم خلية غرناطة وفي كلامنا عن مصطفى ست مريم ( ابو مصعب السوري) الذي يقدم انه القائد الفعلي لجبهة النصرة في سوريا.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة