لقد شكّلت المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا ازمة لكلا البلدين، فالحدود بين البلدين تبلغ حوالي 375 كلم وفيها الكثير من المعابر غير الشرعية التي كانت تستعمل للتهريب بين البلدين، واستطاع المسلحون في بدء الحرب في سوريا من السيطرة على كل هذه المعابر وبدا تبادل الاتهامات بين لبنان وسوريا حول تدفق السلاح والمسلحين، وانعكس ذلك ايضا على الاطراف اللبنانية، وبدا كل من فريقي 14 اذار و 8 اذار يتهم الطرف الاخر بالتورط في نقل السلاح والمقاتلين الى سوريا على الرغم من تبني الحكومة اللبنانية سياسة النأي بالنفس.

 لكن بعد ثلاث سنوات من الحرب على سوريا، الجيش السوري حقق انجازات نوعية على مستوى كل سوريا ، فهو هذه الايام يقوم بالخطوات الاخيرة لتأمين دمشق وريفها والقلمون واقفال كل المعابر غير الشرعية مع لبنان التي كان يتدفق منها السلاح والعتاد الى لبنان، والسيارات المفخخة من سوريا الى لبنان، كما انه استطاع قطع خطوط الامداد من الاردن عبر ريف درعا الى دمشق.

 لقد استطاع الجيش العربي السوري وحزب الله قلب الموازين عسكريا، على الرغم من كل الدعم للمسلحين في سوريا بشريا وماليا وعسكريا وسياسيا واعلاميا ومخابراتيا من اكبر اجهزة استخبارات العالم، وبدأت الموازين تنقلب منذ سقوط باب عمرو في حمص في العام 2012 وسقوط حمص معها، لان حمص هي نقطة الوصل بين المدن السورية وتحدها دمشق، حماة والساحل السوري.

ولكن سقوط القصير كان بمثابة الزلزال الذي قصم ظهر المسلحين الذين احتشدوا هناك من اغلب جنسيات العالم للمحافظة على القصير بأي ثمن.

 لكن الجيش السوري وحزب الله دخلا القصير بعد معارك ضارية كانت تحت مراقبة العالم كله، فأميركا هددت واسرائيل أصابها الرعب لانما كانا يعلمان اهمية القصير عسكريا لانها البوابة التي يمر عبرها السلاح من شمال لبنان عبر تلكلخ الى القصير حمص او القلمون.

لقد خدع الجيش السوري العالم في معركة القصير فأثناء المعركة في القصير كان يقوم بعمليات في حلب مما اعطى انطباعا بأن المعركة المقبلة هي في حلب، لكن الجيش السوري وحزب الله كانا يعدان العدة للانقضاض على كل الحدود مع لبنان لوقف انتقال المسلحين من الجهتين، فكان التحضير لاستعادة القلمون من المسلحين.

القصير والعتيبة

أين أهمية سقوط القصير وكمين العتيبة؟ إن القصير كما قلنا سابقا هي نقطة التواصل بين شمال لبنان وسوريا من منطقة تلكلخ، وبسقوطها اقفل هذا المعبر نهائيا، وتكفل الجيش السوري بمعالجة محاولات التسلل لبعض المجموعات، فأصبحت خطوط الامداد مقطوعة من شمال لبنان الى سوريا نهائيا.

 هنا اصبح المسلحون في بعض مناطق حمص محاصرين من دون امداد، في هذا الوقت بدا الجيش السوري وحزب الله يعدان العدة لدخول القلمون خصوصا مع تزايد دخول السيارات المفخخة من يبرود الى لبنان.

 بعد سقوط القصير واقفال معبر تلكلخ لم يعد امام المسلحين في القلمون خطوط امداد من لبنان الا عن طريق عرسال والتي لا تستطيع امدادهم بما يكفي من المسلحين او السلاح بسبب المراقبة القوية من الجيش اللبناني وحزب الله، فلم يبق امام المسلحين الا خط امداد واحد وهو من الاردن من منطقة الرمثا الى ريف درعا عبر قرى طفس، دعل، شيخ مسكن وهي قرى حرجية يتم نقل الامداد منها الى العتيبة ويلتفون حول دمشق من شرقها ليصلوا الى مدينة الضمير ومن الضمير يتم نقل السلاح والمسلحين الى القلمون خصوصا يبرود.

لكن الجيش العربي السوري وحزب الله استطاعا من خلال السيطرة على العتيبة منع الامدادات نهائيا عن يبرود والقلمون كله.

 يقول مصدر في 8 اذار عن كمين العتيبة: ان المسلحين كانو ا يحاولون ايصال شاحنات اسلحة ومسلحين الى الضمير عن غير طريق العتيبة التي يسيطر عليها الجيش السوري وحزب الله لكن فوجئ المسلحون بالمنطقة انها مستنقعات فلم تستطع الشاحنات المرور، هنا توقع حزب الله ان يقوم المسلحون بالهجوم على العتيبة لفتح طريق لتعبر الشاحنات الى الضمير القريبة من عدرا العمالية، ليتم توزيع السلاح على المناطق القريبة من ريف دمشق والقلمون، فأعد الجيش السوري وحزب الله كمين العتيبة الذي قتل فيه حوالى 156 مسلحا لم يسلم منه الا 12 اسيرا اي نجا واحد من كل عشرة وهو امر يعتبر انجازا في نوعية العبوات التي زرعت ودقتها.

 ويضيف المصدر ان ما يدل على اهمية العتيبة ان اغلب المسلحين كانوا انتحاريين مزودين بأحزمة ناسفة، مما يدل على ان العتيبة هي شريان الحياة لهم وكانوا يحاولون فتحها بأي طريقة.

 الهجوم على جوسية

كان المسلحون تحسبوا لصعوبة فتح خط امداد العتيبة ومع بداية الهجوم على القلمون من قبل الجيش السوري وحزب الله، وفي خطوة استباقية اقدمت المجموعات المسلحة على شن هجومين للوصول الى معبر تلكلخ عبر القصير.

 فشن المسلحون هجومين من تلال النعيمات الى معبر جوسية القريب من بلدة القاع اللبنانية فالقصير ليصلوا الى تلكلخ، لكن حزب الله والجيش السوري كانا مستعدين ويتوقعان هذه الحركة فسقط للمسلحين 75 مسلحا في الهجوم الاول وفي الهجوم الثاني 35 مسلحا، وبقي القلمون بلا خطوط امداد الا من بعض المعابر عبر عرسال والتي لا تستطيع امدادهم بالمطلوب، لذلك سقط القلمون بسهولة وبقيت مدينة يبرود التي يتجمع فيها نخبة مسلحي الجبهة الاسلامية وهم يتحصنون في يبرود لانه لم يعد امامهم اي منفذ او طريق امداد فهم يحتمون بالمدنيين في المدينة، ومع سيطرة الجيش السوري على تلال السحل القريبة من يبرود اقترب من تطويقها كليا فلم يبق بيد المسلحين هناك الا قرية الفليطة الصغيرة والتي ليس لها اي اهمية استراتيجية.

 يقول مصدر عسكري ان يبرود باتت ساقطة عسكريا، فالجيش السوري يتحكم بكل الطرق الى يبرود، ويتحكم بالماء والكهرباء ودخول حتى المواد الغذائية وهو يقوم بتطويقها كليا بروية وبتجنب سقوط خسائر له، ومن اجل المحافظة على المدنيين داخل المدينة فهو لا يهاجمها بل هو يضيق الخناق على المسلحين الذين يتشكلون من مجموعات مختلفة وقد تقع مشاكل فيما بينهم، او انهم تحت الحصار وفقدان الامل بوصول اي امداد او المساعدة لهم، فقد يقومون بهجوم لفك الحصار عن يبرود في محاولة للخروج منها ما يعطي الجيش السوري وحزب الله الفرصة لتكبيدهم خسائر كبيرة دون ان يتكبد الجيش السوري خسائر كبيرة لانه سيكون بموقع المدافع، اضافة الى ان اهم خبراء التفجير هم في يبرود ويتوقع الجيش السوري ان تكون اجزاء كبيرة من المدينة قد فخخت.

 المعابر بين لبنان وسوريا

لقد لعبت المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا دورا كبيرا في الحرب على سوريا وهي كثيرة وخارجة عن السيطرة وكانت المجموعات المسلحة تسيطر عليها جميعا، من تلكلخ على الحدود مع شمال لبنان الى جبل الشيخ لكن تم اقفال هذه المعابر عبر الجيش السوري من الجهة السورية والجيش اللبناني من الجهة اللبنانية.

 ولكن اليوم هذه المعابر كلها اصبحت بيد الجيشين السوري واللبناني وقطعت كلها وبقي فقط معبر واحد على السلسلة الشرقية للبنان من يبرود الى لبنان وبالعكس وهي :

- معبر من يبرود الى بلدة فليطا المجاورة ليبرود منها الى رنكوس فعرسال اللبنانية ومن جرود عرسال جنوبا من فوق يونين باتجاه جرود بلدة نحلة اللبنانية وصولا الى حارة نون ومنها يدخلون الى حارة صلح في بعلبك وهذا الطريق من الممكن عبورها.

- وهناك معبر سالك يمكن المرور منه عبر رنكوس السورية الى خلف بلدة حاما.

 المعابر التي اقفلت:

- معبر من شمال لبنان الى تلكلخ فالقصير جوسية حمص او القلمون.

- معبر من بلدة الطفيل السورية الى حام مقفل بعد طرد اهالي الطفيل المسلحين.

- معبر مضايا القريبة من الزبداني الى عنجر.

- معبر من الزبداني الى سرغايا التي يسيطر عليها المسلحون لكن المعبر مقفل من الجهة اللبنانية في منطقة جنتا التي تليها بلدة علي النهري.

- معبر يقع بعد سرغايا وهي معربون السورية تصل الى بلدة حام اللبنانية ومنها الى الخريبة وصولا الى النبي شيت وهذه الطريق مقفلة من الجيش اللبناني وضبط هناك سيارة مفخخة.

- معبر عين البنية ورنكوس السورية باتجاة بلدة حام اللبنانية مقفل من الجيش اللبناني.

- معبر من البقاع الغربي من راشيا ينطا الصويري وهو من اخطر المعابر لانه يصل الى معضمية الشام مباشرة، مقفل من الجيش اللبناني.

قرى على تماس مع اسرائيل

هناك بعض القرى في الجولان على تماس مع اسرائيل ومنها يتم نقل المسلحين الى مستشفيات اسرائيل للعلاج وهي: المعيرية، الخويرية، وبيت الراح وهي قرى متصلة مع اراضي فلسطين المحتلة اما باقي القرى كلها فهي بيد الجيش العربي السوري، اضافة الى مدينة درعا والسويدا باستثناء بعض قرى ريف درعا وهي طفس داعل وشيخ مسكن.

 دمشق آمنة

ان الهجوم على دمشق من جهة الجنوب اي من الاردن عبر درعا بات مستحيلا، لان المعابر مع لبنان اقفلت تماما، اما من الاردن عن طريق ريف درعا فالمسافة قصيرة الى داريا في دمشق القريبة من مطار المزة غير ممكن بسبب قطع خطوط الامداد عبر العتيبة العبادة الى البحرانية والقاسمية كلها كانت خطوط امداد اقفلها الجيش السوري.

 معابر حمص للقلمون

محافظة حمص قلب سوريا لا تستطيع مساعدة المسلحين في القلمون لان كل مناطق المسلحين محاصرة وبحاجة هي للدعم، فكانت طرق الامداد من حمص عبر ارا دير عطية باتجاه النبك في القلمون وعدرا العمالية في الغوطة باتجاه دمشق اقفل.

 فالمسلحون مازال معهم في حمص منطقة تلبيسة وبالقرب منها منطقة الوعر والتي يقدر الجيش السوري عدد السكان فيها بالمليون لان اعدادا كبيرة لجأت اليها لذلك الجيش السوري يحيدها ولا يوجد مسلحون داخلها.

 بالاضافة الى تلبيسة منطقة الدار الكبيرة هي ايضا مع المسلحين والرستن ايضا ولكن كلها محاصرة من الجيش السوري.

 حمص القديمة والخالدية طوقت من قبل الجيش السوري وقطع عنها خطوط الامداد التي كانت تصلها من منطقة الوعر.

 من هنا تبين انه مع سقوط مدينة يبرود والذي بات وشيكا جدا يكون الجيش السوري قد امن حدوده مع لبنان والتي تبلغ اكثر من 300 كلم بنسبة 99%، وهنا يبدا التساؤل اين ستكون المعركة القادمة، وما هي الاستراتيجيات التي سيتبعها الجيش السوري، لكن بات من الواضح والاكيد ان الجيش السوري يتحكم بالميدان في سوريا وهو من يقرر زمان المعركة واين وبالتكتيكات التي يريدها.

  • فريق ماسة
  • 2014-03-12
  • 11042
  • من الأرشيف

أسماء” معابر الموت” التي تم إقفالها على الحدود اللبنانية – السورية

لقد شكّلت المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا ازمة لكلا البلدين، فالحدود بين البلدين تبلغ حوالي 375 كلم وفيها الكثير من المعابر غير الشرعية التي كانت تستعمل للتهريب بين البلدين، واستطاع المسلحون في بدء الحرب في سوريا من السيطرة على كل هذه المعابر وبدا تبادل الاتهامات بين لبنان وسوريا حول تدفق السلاح والمسلحين، وانعكس ذلك ايضا على الاطراف اللبنانية، وبدا كل من فريقي 14 اذار و 8 اذار يتهم الطرف الاخر بالتورط في نقل السلاح والمقاتلين الى سوريا على الرغم من تبني الحكومة اللبنانية سياسة النأي بالنفس.  لكن بعد ثلاث سنوات من الحرب على سوريا، الجيش السوري حقق انجازات نوعية على مستوى كل سوريا ، فهو هذه الايام يقوم بالخطوات الاخيرة لتأمين دمشق وريفها والقلمون واقفال كل المعابر غير الشرعية مع لبنان التي كان يتدفق منها السلاح والعتاد الى لبنان، والسيارات المفخخة من سوريا الى لبنان، كما انه استطاع قطع خطوط الامداد من الاردن عبر ريف درعا الى دمشق.  لقد استطاع الجيش العربي السوري وحزب الله قلب الموازين عسكريا، على الرغم من كل الدعم للمسلحين في سوريا بشريا وماليا وعسكريا وسياسيا واعلاميا ومخابراتيا من اكبر اجهزة استخبارات العالم، وبدأت الموازين تنقلب منذ سقوط باب عمرو في حمص في العام 2012 وسقوط حمص معها، لان حمص هي نقطة الوصل بين المدن السورية وتحدها دمشق، حماة والساحل السوري. ولكن سقوط القصير كان بمثابة الزلزال الذي قصم ظهر المسلحين الذين احتشدوا هناك من اغلب جنسيات العالم للمحافظة على القصير بأي ثمن.  لكن الجيش السوري وحزب الله دخلا القصير بعد معارك ضارية كانت تحت مراقبة العالم كله، فأميركا هددت واسرائيل أصابها الرعب لانما كانا يعلمان اهمية القصير عسكريا لانها البوابة التي يمر عبرها السلاح من شمال لبنان عبر تلكلخ الى القصير حمص او القلمون. لقد خدع الجيش السوري العالم في معركة القصير فأثناء المعركة في القصير كان يقوم بعمليات في حلب مما اعطى انطباعا بأن المعركة المقبلة هي في حلب، لكن الجيش السوري وحزب الله كانا يعدان العدة للانقضاض على كل الحدود مع لبنان لوقف انتقال المسلحين من الجهتين، فكان التحضير لاستعادة القلمون من المسلحين. القصير والعتيبة أين أهمية سقوط القصير وكمين العتيبة؟ إن القصير كما قلنا سابقا هي نقطة التواصل بين شمال لبنان وسوريا من منطقة تلكلخ، وبسقوطها اقفل هذا المعبر نهائيا، وتكفل الجيش السوري بمعالجة محاولات التسلل لبعض المجموعات، فأصبحت خطوط الامداد مقطوعة من شمال لبنان الى سوريا نهائيا.  هنا اصبح المسلحون في بعض مناطق حمص محاصرين من دون امداد، في هذا الوقت بدا الجيش السوري وحزب الله يعدان العدة لدخول القلمون خصوصا مع تزايد دخول السيارات المفخخة من يبرود الى لبنان.  بعد سقوط القصير واقفال معبر تلكلخ لم يعد امام المسلحين في القلمون خطوط امداد من لبنان الا عن طريق عرسال والتي لا تستطيع امدادهم بما يكفي من المسلحين او السلاح بسبب المراقبة القوية من الجيش اللبناني وحزب الله، فلم يبق امام المسلحين الا خط امداد واحد وهو من الاردن من منطقة الرمثا الى ريف درعا عبر قرى طفس، دعل، شيخ مسكن وهي قرى حرجية يتم نقل الامداد منها الى العتيبة ويلتفون حول دمشق من شرقها ليصلوا الى مدينة الضمير ومن الضمير يتم نقل السلاح والمسلحين الى القلمون خصوصا يبرود. لكن الجيش العربي السوري وحزب الله استطاعا من خلال السيطرة على العتيبة منع الامدادات نهائيا عن يبرود والقلمون كله.  يقول مصدر في 8 اذار عن كمين العتيبة: ان المسلحين كانو ا يحاولون ايصال شاحنات اسلحة ومسلحين الى الضمير عن غير طريق العتيبة التي يسيطر عليها الجيش السوري وحزب الله لكن فوجئ المسلحون بالمنطقة انها مستنقعات فلم تستطع الشاحنات المرور، هنا توقع حزب الله ان يقوم المسلحون بالهجوم على العتيبة لفتح طريق لتعبر الشاحنات الى الضمير القريبة من عدرا العمالية، ليتم توزيع السلاح على المناطق القريبة من ريف دمشق والقلمون، فأعد الجيش السوري وحزب الله كمين العتيبة الذي قتل فيه حوالى 156 مسلحا لم يسلم منه الا 12 اسيرا اي نجا واحد من كل عشرة وهو امر يعتبر انجازا في نوعية العبوات التي زرعت ودقتها.  ويضيف المصدر ان ما يدل على اهمية العتيبة ان اغلب المسلحين كانوا انتحاريين مزودين بأحزمة ناسفة، مما يدل على ان العتيبة هي شريان الحياة لهم وكانوا يحاولون فتحها بأي طريقة.  الهجوم على جوسية كان المسلحون تحسبوا لصعوبة فتح خط امداد العتيبة ومع بداية الهجوم على القلمون من قبل الجيش السوري وحزب الله، وفي خطوة استباقية اقدمت المجموعات المسلحة على شن هجومين للوصول الى معبر تلكلخ عبر القصير.  فشن المسلحون هجومين من تلال النعيمات الى معبر جوسية القريب من بلدة القاع اللبنانية فالقصير ليصلوا الى تلكلخ، لكن حزب الله والجيش السوري كانا مستعدين ويتوقعان هذه الحركة فسقط للمسلحين 75 مسلحا في الهجوم الاول وفي الهجوم الثاني 35 مسلحا، وبقي القلمون بلا خطوط امداد الا من بعض المعابر عبر عرسال والتي لا تستطيع امدادهم بالمطلوب، لذلك سقط القلمون بسهولة وبقيت مدينة يبرود التي يتجمع فيها نخبة مسلحي الجبهة الاسلامية وهم يتحصنون في يبرود لانه لم يعد امامهم اي منفذ او طريق امداد فهم يحتمون بالمدنيين في المدينة، ومع سيطرة الجيش السوري على تلال السحل القريبة من يبرود اقترب من تطويقها كليا فلم يبق بيد المسلحين هناك الا قرية الفليطة الصغيرة والتي ليس لها اي اهمية استراتيجية.  يقول مصدر عسكري ان يبرود باتت ساقطة عسكريا، فالجيش السوري يتحكم بكل الطرق الى يبرود، ويتحكم بالماء والكهرباء ودخول حتى المواد الغذائية وهو يقوم بتطويقها كليا بروية وبتجنب سقوط خسائر له، ومن اجل المحافظة على المدنيين داخل المدينة فهو لا يهاجمها بل هو يضيق الخناق على المسلحين الذين يتشكلون من مجموعات مختلفة وقد تقع مشاكل فيما بينهم، او انهم تحت الحصار وفقدان الامل بوصول اي امداد او المساعدة لهم، فقد يقومون بهجوم لفك الحصار عن يبرود في محاولة للخروج منها ما يعطي الجيش السوري وحزب الله الفرصة لتكبيدهم خسائر كبيرة دون ان يتكبد الجيش السوري خسائر كبيرة لانه سيكون بموقع المدافع، اضافة الى ان اهم خبراء التفجير هم في يبرود ويتوقع الجيش السوري ان تكون اجزاء كبيرة من المدينة قد فخخت.  المعابر بين لبنان وسوريا لقد لعبت المعابر غير الشرعية بين لبنان وسوريا دورا كبيرا في الحرب على سوريا وهي كثيرة وخارجة عن السيطرة وكانت المجموعات المسلحة تسيطر عليها جميعا، من تلكلخ على الحدود مع شمال لبنان الى جبل الشيخ لكن تم اقفال هذه المعابر عبر الجيش السوري من الجهة السورية والجيش اللبناني من الجهة اللبنانية.  ولكن اليوم هذه المعابر كلها اصبحت بيد الجيشين السوري واللبناني وقطعت كلها وبقي فقط معبر واحد على السلسلة الشرقية للبنان من يبرود الى لبنان وبالعكس وهي : - معبر من يبرود الى بلدة فليطا المجاورة ليبرود منها الى رنكوس فعرسال اللبنانية ومن جرود عرسال جنوبا من فوق يونين باتجاه جرود بلدة نحلة اللبنانية وصولا الى حارة نون ومنها يدخلون الى حارة صلح في بعلبك وهذا الطريق من الممكن عبورها. - وهناك معبر سالك يمكن المرور منه عبر رنكوس السورية الى خلف بلدة حاما.  المعابر التي اقفلت: - معبر من شمال لبنان الى تلكلخ فالقصير جوسية حمص او القلمون. - معبر من بلدة الطفيل السورية الى حام مقفل بعد طرد اهالي الطفيل المسلحين. - معبر مضايا القريبة من الزبداني الى عنجر. - معبر من الزبداني الى سرغايا التي يسيطر عليها المسلحون لكن المعبر مقفل من الجهة اللبنانية في منطقة جنتا التي تليها بلدة علي النهري. - معبر يقع بعد سرغايا وهي معربون السورية تصل الى بلدة حام اللبنانية ومنها الى الخريبة وصولا الى النبي شيت وهذه الطريق مقفلة من الجيش اللبناني وضبط هناك سيارة مفخخة. - معبر عين البنية ورنكوس السورية باتجاة بلدة حام اللبنانية مقفل من الجيش اللبناني. - معبر من البقاع الغربي من راشيا ينطا الصويري وهو من اخطر المعابر لانه يصل الى معضمية الشام مباشرة، مقفل من الجيش اللبناني. قرى على تماس مع اسرائيل هناك بعض القرى في الجولان على تماس مع اسرائيل ومنها يتم نقل المسلحين الى مستشفيات اسرائيل للعلاج وهي: المعيرية، الخويرية، وبيت الراح وهي قرى متصلة مع اراضي فلسطين المحتلة اما باقي القرى كلها فهي بيد الجيش العربي السوري، اضافة الى مدينة درعا والسويدا باستثناء بعض قرى ريف درعا وهي طفس داعل وشيخ مسكن.  دمشق آمنة ان الهجوم على دمشق من جهة الجنوب اي من الاردن عبر درعا بات مستحيلا، لان المعابر مع لبنان اقفلت تماما، اما من الاردن عن طريق ريف درعا فالمسافة قصيرة الى داريا في دمشق القريبة من مطار المزة غير ممكن بسبب قطع خطوط الامداد عبر العتيبة العبادة الى البحرانية والقاسمية كلها كانت خطوط امداد اقفلها الجيش السوري.  معابر حمص للقلمون محافظة حمص قلب سوريا لا تستطيع مساعدة المسلحين في القلمون لان كل مناطق المسلحين محاصرة وبحاجة هي للدعم، فكانت طرق الامداد من حمص عبر ارا دير عطية باتجاه النبك في القلمون وعدرا العمالية في الغوطة باتجاه دمشق اقفل.  فالمسلحون مازال معهم في حمص منطقة تلبيسة وبالقرب منها منطقة الوعر والتي يقدر الجيش السوري عدد السكان فيها بالمليون لان اعدادا كبيرة لجأت اليها لذلك الجيش السوري يحيدها ولا يوجد مسلحون داخلها.  بالاضافة الى تلبيسة منطقة الدار الكبيرة هي ايضا مع المسلحين والرستن ايضا ولكن كلها محاصرة من الجيش السوري.  حمص القديمة والخالدية طوقت من قبل الجيش السوري وقطع عنها خطوط الامداد التي كانت تصلها من منطقة الوعر.  من هنا تبين انه مع سقوط مدينة يبرود والذي بات وشيكا جدا يكون الجيش السوري قد امن حدوده مع لبنان والتي تبلغ اكثر من 300 كلم بنسبة 99%، وهنا يبدا التساؤل اين ستكون المعركة القادمة، وما هي الاستراتيجيات التي سيتبعها الجيش السوري، لكن بات من الواضح والاكيد ان الجيش السوري يتحكم بالميدان في سوريا وهو من يقرر زمان المعركة واين وبالتكتيكات التي يريدها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة