لماذا زار الرئيس ميشال سليمان الجنوب أمس؟ هل قصد، وداع الأرض التي حرّرتها المقاومة قبل أسابيع من انتهاء ولايته؟ أم قصد فرض رسائله كأمر واقع في وجه خصومه؟ الزيارة مشرّعة على نيات سليمانية في الاتجاهات كافة

زار رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أمس، مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة وثكنة الجيش في صور وقاعدة الوحدة الفنلندية العاملة ضمن اليونيفيل في الطيري، حيث التقى الرئيس الفنلندي ساولي نيينيستو. وقد جرت العادة أن يزور سليمان الناقورة ومراكز الجيش ووحداته الرئيسية في الجنوب، بالتزامن مع حلول رأس السنة، للتهنئة بالأعياد وشكر الجنود اللبنانيين والدوليين على خدمتهم للأمن والاستقرار. لكنه غيّر عادته في عامه الأخير. قائد الجيش جان قهوجي الذي كان يرافقه في جولته السنوية، قام بالمهمة وحده أواخر كانون الأول الماضي. حينها، كثرت التكهنات حول تغيير العادة، وربطها بعضهم بحساسيته التي ظهرت للعلن ضد حزب الله وحركة أمل والمقاومة. أمس، اختار سليمان أن يطأ الأرض التي حررتها المقاومة، في ذروة ابتعاده عن أهلها وممثليهم، بعد أيام من اختراعه نظرية «القيم المشتركة» التي أحلّها محل «المعادلة الثلاثية» التي وصفها بـ«الخشبية».

 

«حسناً فعل الرئيس بزيارته الجنوب بطريقة مفاجئة وسريعة». تعليق انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وسط تلميحات عن احتمال تنظيم تجمعات مضادة له ولنظرياته ضد المقاومة وسلاحها في مقابل التجمعات التضامنية التي نظمت قبل أيام بدعوة من 14 آذار. وفي حضور وزير الدفاع سمير مقبل وغياب قهوجي، قال سليمان للعسكريين إنها «على ما أعتقد ستكون الزيارة الأخيرة لكم، إلا إذا حصل شيء استثنائي. وعلى أمل ألا يحصل إلا الخير لأزوركم مرة ثانية قبل انتهاء ولايتي الرئاسية». واستعرض سليمان، خلال بث كلمته على الهواء مباشرة، مواقفه الأخيرة من المعادلة الثلاثية وتسليح الجيش، مروراً بتدخل حزب الله في الأزمة السورية. في ثكنة بنوا بركات في صور، التي شيعت مع ضواحيها في الأشهر الأخيرة شهداء كثيرين سقطوا في سوريا، شكا الرئيس التدخل في حروب الآخرين وشؤونهم، وقال: «إننا أُدخلنا وأدخلنا أنفسنا في هذه الدوامة من دون أن نفكر في مصلحة البلد، أو فكرنا في هذه المصلحة بشكل جزئي وليس بشكل شامل. وحصدنا بسببه اضطرابات». وأكد أن الجيش «يملك الغطاء السياسي الكامل للتحرك في أي اتجاه من دون أي تحفظ». أما بالنسبة إلى تسليحه الذي ذكره في خطاب القسم، فقال أن لا «سلاح ممنوع على الجيش. لكن هناك كمية من المال وعلى الجيش أن يقرر ما هي الأسلحة التي يريدها»، واعداً بـ«الضغط على الحكومات الصديقة للمساعدة في التسليح». وهذه الخطوات تستكمل، في رأي سليمان، بـ«إقرار الاستراتيجية الدفاعية حين تصبح المقاومة داعمة للجيش عند حاجته لها للاستفادة من طاقاتها والحؤول دون استهلاك إنجازاتها في الصراعات السياسية». وفي هذا الإطار، تطرق إلى وضع البيان الوزاري للحكومة الذي «ليس هناك شيء مهم يعرقله ما دامت الأمور الأساسية تم الاتفاق عليها. وخصوصاً أنه ليس هناك أحد ضد بعض المفردات، فلا أحد يقول إنني ضد الجيش أو ضد إعلان بعبدا أو ضد المقاومة». وعلى بعد شهرين من موعد الانتخابات الرئاسية، أصر سليمان على أن يذهب النواب إلى المجلس لانتخاب رئيس يدير شؤون البلاد.

سليمان استهل زيارته الجنوبية صباحاً من الناقورة. في مقر اليونيفيل العام، كان في انتظاره قائدها الجنرال باولو سييرا الذي استعرض معه حرس الشرف، قبل أن يجتمعا لمناقشة تنفيذ القرار 1701 والجهود المشتركة للجيش واليونيفيل. وفيما شكر سليمان قوات اليونيفيل على دورها في الجنوب في كلمة له في سجلها الذهبي، أكد سييرا أن «قواتنا عازمة على مواصلة المسيرة وعلى العمل جنباً إلى جنب مع الجيش في جهدنا المشترك للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان».

بعد ذلك، انتقل سليمان في مروحية إلى بلدة الطيري (قضاء بنت جبيل) لملاقاة الرئيس الفنلندي الذي كان قد وصل إلى لبنان وانتقل مباشرة لتفقد وحدة بلاده المساهمة في اليونيفيل.

  • فريق ماسة
  • 2014-03-12
  • 11909
  • من الأرشيف

سليمان في الجنوب من دون قهوجي: زيارة أخيرة إلا إذا!

لماذا زار الرئيس ميشال سليمان الجنوب أمس؟ هل قصد، وداع الأرض التي حرّرتها المقاومة قبل أسابيع من انتهاء ولايته؟ أم قصد فرض رسائله كأمر واقع في وجه خصومه؟ الزيارة مشرّعة على نيات سليمانية في الاتجاهات كافة زار رئيس الجمهورية ميشال سليمان، أمس، مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة وثكنة الجيش في صور وقاعدة الوحدة الفنلندية العاملة ضمن اليونيفيل في الطيري، حيث التقى الرئيس الفنلندي ساولي نيينيستو. وقد جرت العادة أن يزور سليمان الناقورة ومراكز الجيش ووحداته الرئيسية في الجنوب، بالتزامن مع حلول رأس السنة، للتهنئة بالأعياد وشكر الجنود اللبنانيين والدوليين على خدمتهم للأمن والاستقرار. لكنه غيّر عادته في عامه الأخير. قائد الجيش جان قهوجي الذي كان يرافقه في جولته السنوية، قام بالمهمة وحده أواخر كانون الأول الماضي. حينها، كثرت التكهنات حول تغيير العادة، وربطها بعضهم بحساسيته التي ظهرت للعلن ضد حزب الله وحركة أمل والمقاومة. أمس، اختار سليمان أن يطأ الأرض التي حررتها المقاومة، في ذروة ابتعاده عن أهلها وممثليهم، بعد أيام من اختراعه نظرية «القيم المشتركة» التي أحلّها محل «المعادلة الثلاثية» التي وصفها بـ«الخشبية».   «حسناً فعل الرئيس بزيارته الجنوب بطريقة مفاجئة وسريعة». تعليق انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وسط تلميحات عن احتمال تنظيم تجمعات مضادة له ولنظرياته ضد المقاومة وسلاحها في مقابل التجمعات التضامنية التي نظمت قبل أيام بدعوة من 14 آذار. وفي حضور وزير الدفاع سمير مقبل وغياب قهوجي، قال سليمان للعسكريين إنها «على ما أعتقد ستكون الزيارة الأخيرة لكم، إلا إذا حصل شيء استثنائي. وعلى أمل ألا يحصل إلا الخير لأزوركم مرة ثانية قبل انتهاء ولايتي الرئاسية». واستعرض سليمان، خلال بث كلمته على الهواء مباشرة، مواقفه الأخيرة من المعادلة الثلاثية وتسليح الجيش، مروراً بتدخل حزب الله في الأزمة السورية. في ثكنة بنوا بركات في صور، التي شيعت مع ضواحيها في الأشهر الأخيرة شهداء كثيرين سقطوا في سوريا، شكا الرئيس التدخل في حروب الآخرين وشؤونهم، وقال: «إننا أُدخلنا وأدخلنا أنفسنا في هذه الدوامة من دون أن نفكر في مصلحة البلد، أو فكرنا في هذه المصلحة بشكل جزئي وليس بشكل شامل. وحصدنا بسببه اضطرابات». وأكد أن الجيش «يملك الغطاء السياسي الكامل للتحرك في أي اتجاه من دون أي تحفظ». أما بالنسبة إلى تسليحه الذي ذكره في خطاب القسم، فقال أن لا «سلاح ممنوع على الجيش. لكن هناك كمية من المال وعلى الجيش أن يقرر ما هي الأسلحة التي يريدها»، واعداً بـ«الضغط على الحكومات الصديقة للمساعدة في التسليح». وهذه الخطوات تستكمل، في رأي سليمان، بـ«إقرار الاستراتيجية الدفاعية حين تصبح المقاومة داعمة للجيش عند حاجته لها للاستفادة من طاقاتها والحؤول دون استهلاك إنجازاتها في الصراعات السياسية». وفي هذا الإطار، تطرق إلى وضع البيان الوزاري للحكومة الذي «ليس هناك شيء مهم يعرقله ما دامت الأمور الأساسية تم الاتفاق عليها. وخصوصاً أنه ليس هناك أحد ضد بعض المفردات، فلا أحد يقول إنني ضد الجيش أو ضد إعلان بعبدا أو ضد المقاومة». وعلى بعد شهرين من موعد الانتخابات الرئاسية، أصر سليمان على أن يذهب النواب إلى المجلس لانتخاب رئيس يدير شؤون البلاد. سليمان استهل زيارته الجنوبية صباحاً من الناقورة. في مقر اليونيفيل العام، كان في انتظاره قائدها الجنرال باولو سييرا الذي استعرض معه حرس الشرف، قبل أن يجتمعا لمناقشة تنفيذ القرار 1701 والجهود المشتركة للجيش واليونيفيل. وفيما شكر سليمان قوات اليونيفيل على دورها في الجنوب في كلمة له في سجلها الذهبي، أكد سييرا أن «قواتنا عازمة على مواصلة المسيرة وعلى العمل جنباً إلى جنب مع الجيش في جهدنا المشترك للحفاظ على الاستقرار في جنوب لبنان». بعد ذلك، انتقل سليمان في مروحية إلى بلدة الطيري (قضاء بنت جبيل) لملاقاة الرئيس الفنلندي الذي كان قد وصل إلى لبنان وانتقل مباشرة لتفقد وحدة بلاده المساهمة في اليونيفيل.

المصدر : الأخبار /آمال خليل


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة