وجدت دراسة أميركية مؤخرا أن مرضى صدفية الجلد (الصداف) معرضون بشكل خاص لمخاطر الإصابة بالاكتئاب والقلق (المرضي) والتوجه نحو الانتحار، بحسب خدمة سَينْس ديلي.

وقد أجرى الدراسة باحثون بجامعة بنسلفانيا، بقيادة شانو كوهلي كُـرد، ونشرت حصيلتها بدورية أرشيف طب الجلد Archives of Dermatology، إحدى مجلات الجمعية الطبية الأميركية (JAMA).

ومن المعلوم أن مرض صدفية الجلد يصيب ما بين واحد إلى ثلاثة بالمائة من إجمالي السكان، وتفيد التقديرات بأن ما بين 0.4 إلى 2.3 بالمائة من الراشدين مصابون بالمرض لكنهم غير مشخصين.

ويقول الباحثون أنه قد بات معروفا منذ فترة طويلة ارتباط الصدفية بآثار محتملة وسلبية على الصحة العقلية.

وكانت حملة إعلانية شعبية في ستينيات القرن الماضي قد أطلقت على العبء العاطفي لهذا المرض الجلدي تعبير "مصيبة الصداف".

ورغم ذلك، فهناك القليل نسبيا من الدراسات التي أجرت تقييما للنتائج النفسية لدى مرضى الصدفية.

فقد نظر الباحثون في البيانات التي حصلوا عليها من السجلات الطبية الإلكترونية بالمملكة المتحدة بخصوص مرض الصدفية، وتعود هذه البيانات للفترة بين عامي 1987 و2002.

وشملت الدراسة بالتحليل أكثر من 146 ألف حالة إصابة بالصدفية غير الحادة (الخفيفة)، ونحو أربعة آلاف حالة إصابة بالصدفية الحادة، و767 ألف حالة بدون صدفية للضبط والمقارنة، بمتوسط خمسة أصحّاء تقريبا مقابل كل مريض بالصدفية.

وقد جرى اختيار مجموعة الضبط والمقارنة من نفس الأوساط السكانية وفي نفس فترة إصابة المرضى بالصداف.

وتم تحديد أن المرضى كان لديهم اكتئاب مستجد البداية، أو قلق مرضي، أو توجهات نحو الانتحار، إذ ظهرت في سجلاتهم رموز التشخيص لتلك الحالات بعد بدء فترة المتابعة الطبية.

من المرضى المصابين بالصداف الحاد أو غير الحاد، وبين كل ألف منهم، شخص الباحثون 26 حالة إصابة بالاكتئاب سنويا، و21 إصابة بالقلق المرضي سنويا، وحالة واحدة للتوجه نحو الانتحار سنويا.

أي أن المخاطر الإضافية لمرضى الصدفية تتمثل بحالة اكتئاب سنوية تعزى للصدفية لكل 39 حالة إصابة بالصدفية الحادة أو لكل 87 حالة إصابة بالصدفية غير الحادة.

علاوة على ذلك، هناك مخاطر إضافية أخرى لمرضى الصدفية تتمثل بحالة قلق مرضي سنوية لكل 123 حالة صدفية، وحالة توجه نحو الانتحار سنوية لكل 2500 حالة صدفية.

في ضوء هذه النتائج، ينبغي أخذ هذه البيانات ونطاق انتشار مرض الصدفية في المملكة المتحدة في ضوء الصورة الكاملة للاضطرابات النفسية الناجمة عن المرض.

يقدر الباحثون أن هناك على المستوى السكاني أكثر من عشرة آلاف تشخيص بالاكتئاب، و7100 تشخيص بالقلق، و350 تشخيصا لحالات توجه نحو الانتحار، مرتبطة بمرض الصدفية سنويا.

ويخلص الباحثون إلى أهمية التعرف على هذه الاضطرابات النفسية لأنها تمثل اعتلالات كبيرة، يمكن علاجها وتخفيف أثرها من خلال تشكيلة من المقاربات الدوائية والمناهج غير الدوائية.

وتشير البيانات الراهنة إلى أن الاعتلال النفسي المشترك (مع الصدفية) قد يؤثر سلبيا في استجابة المرضى لعلاجات معينة للصدفية، منها على سبيل المثال العلاج الكيميائي الضوئي (photochemotherapy)، في حين تشير دراسات أخرى إلى أن السيطرة على مرض الصدفية ترتبط عموما بتحسن حالة الأعراض النفسية لدى المرضى.

ويؤكد الباحثون على ضرورة إجراء دراسات إضافية لتحديد الآليات البيولوجية التي من خلالها ترتبط الصدفية بالاكتئاب والقلق والتوجه نحو الانتحار، وكذلك المناهج الكفيلة بالحيلولة دون حدوث هذه النتائج السلبية لدى مرضى الصدفية.
  • فريق ماسة
  • 2010-09-30
  • 12077
  • من الأرشيف

مرض صدفية الجلد يؤدي إلى الاكتئاب و الانتحار

وجدت دراسة أميركية مؤخرا أن مرضى صدفية الجلد (الصداف) معرضون بشكل خاص لمخاطر الإصابة بالاكتئاب والقلق (المرضي) والتوجه نحو الانتحار، بحسب خدمة سَينْس ديلي. وقد أجرى الدراسة باحثون بجامعة بنسلفانيا، بقيادة شانو كوهلي كُـرد، ونشرت حصيلتها بدورية أرشيف طب الجلد Archives of Dermatology، إحدى مجلات الجمعية الطبية الأميركية (JAMA). ومن المعلوم أن مرض صدفية الجلد يصيب ما بين واحد إلى ثلاثة بالمائة من إجمالي السكان، وتفيد التقديرات بأن ما بين 0.4 إلى 2.3 بالمائة من الراشدين مصابون بالمرض لكنهم غير مشخصين. ويقول الباحثون أنه قد بات معروفا منذ فترة طويلة ارتباط الصدفية بآثار محتملة وسلبية على الصحة العقلية. وكانت حملة إعلانية شعبية في ستينيات القرن الماضي قد أطلقت على العبء العاطفي لهذا المرض الجلدي تعبير "مصيبة الصداف". ورغم ذلك، فهناك القليل نسبيا من الدراسات التي أجرت تقييما للنتائج النفسية لدى مرضى الصدفية. فقد نظر الباحثون في البيانات التي حصلوا عليها من السجلات الطبية الإلكترونية بالمملكة المتحدة بخصوص مرض الصدفية، وتعود هذه البيانات للفترة بين عامي 1987 و2002. وشملت الدراسة بالتحليل أكثر من 146 ألف حالة إصابة بالصدفية غير الحادة (الخفيفة)، ونحو أربعة آلاف حالة إصابة بالصدفية الحادة، و767 ألف حالة بدون صدفية للضبط والمقارنة، بمتوسط خمسة أصحّاء تقريبا مقابل كل مريض بالصدفية. وقد جرى اختيار مجموعة الضبط والمقارنة من نفس الأوساط السكانية وفي نفس فترة إصابة المرضى بالصداف. وتم تحديد أن المرضى كان لديهم اكتئاب مستجد البداية، أو قلق مرضي، أو توجهات نحو الانتحار، إذ ظهرت في سجلاتهم رموز التشخيص لتلك الحالات بعد بدء فترة المتابعة الطبية. من المرضى المصابين بالصداف الحاد أو غير الحاد، وبين كل ألف منهم، شخص الباحثون 26 حالة إصابة بالاكتئاب سنويا، و21 إصابة بالقلق المرضي سنويا، وحالة واحدة للتوجه نحو الانتحار سنويا. أي أن المخاطر الإضافية لمرضى الصدفية تتمثل بحالة اكتئاب سنوية تعزى للصدفية لكل 39 حالة إصابة بالصدفية الحادة أو لكل 87 حالة إصابة بالصدفية غير الحادة. علاوة على ذلك، هناك مخاطر إضافية أخرى لمرضى الصدفية تتمثل بحالة قلق مرضي سنوية لكل 123 حالة صدفية، وحالة توجه نحو الانتحار سنوية لكل 2500 حالة صدفية. في ضوء هذه النتائج، ينبغي أخذ هذه البيانات ونطاق انتشار مرض الصدفية في المملكة المتحدة في ضوء الصورة الكاملة للاضطرابات النفسية الناجمة عن المرض. يقدر الباحثون أن هناك على المستوى السكاني أكثر من عشرة آلاف تشخيص بالاكتئاب، و7100 تشخيص بالقلق، و350 تشخيصا لحالات توجه نحو الانتحار، مرتبطة بمرض الصدفية سنويا. ويخلص الباحثون إلى أهمية التعرف على هذه الاضطرابات النفسية لأنها تمثل اعتلالات كبيرة، يمكن علاجها وتخفيف أثرها من خلال تشكيلة من المقاربات الدوائية والمناهج غير الدوائية. وتشير البيانات الراهنة إلى أن الاعتلال النفسي المشترك (مع الصدفية) قد يؤثر سلبيا في استجابة المرضى لعلاجات معينة للصدفية، منها على سبيل المثال العلاج الكيميائي الضوئي (photochemotherapy)، في حين تشير دراسات أخرى إلى أن السيطرة على مرض الصدفية ترتبط عموما بتحسن حالة الأعراض النفسية لدى المرضى. ويؤكد الباحثون على ضرورة إجراء دراسات إضافية لتحديد الآليات البيولوجية التي من خلالها ترتبط الصدفية بالاكتئاب والقلق والتوجه نحو الانتحار، وكذلك المناهج الكفيلة بالحيلولة دون حدوث هذه النتائج السلبية لدى مرضى الصدفية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة