في مشروع لم تشهد البلاد مثيل له منذ بناء سور الصين العظيم تعتزم الدولة الصينية تحويل مسارب المياه الطبيعية من سهول الجنوب المغمورة بمياه السيول والفيضانات وجبال الغرب المكللة بالثلوج بغرض تزويد العاصمة بكين بمياه الشرب وفق ما كشفته صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية.

ومع أن المشروع، الذي تبلغ تكلفته 62 مليار دولار أميركي، يضاهي في عظمته سور الصين العظيم، فإن خبراء البيئة محتجون بشدة لما قد يترتب عليه من تبعات على الحياة الفطرية.

وكان الزعيم الصيني الراحل ماو زيدونغ يحلم بتنفيذ الفكرة في خمسينيات القرن الماضي. ومن المتوقع أن يستغرق إنجاز المشروع عشرات السنين.

ونسبت الصحيفة إلى وانغ شوشان -رئيس قطاع محافظة هينان في المشروع حيث تجري معظم عمليات البناء هناك- القول إن هذا العمل يوازي السور العظيم، وهو هام لبقاء الصين على قيد الحياة، مشيرا إلى أنه مشروع واجب التنفيذ ولا يحتمل الانتظار.

أورفيل سكيل -الباحث في الشؤون الصينية والخبير البيئي- يرى أن الصينيين يعكفون على إعادة تخطيط مجاري المياه في البلاد قاطبة، "وهو ما لم يسبق لدولة قط أن نجحت في عمله".

وقد فرغ مهندسوا المياه الصينيون من جرف الأرض بما يكفي لشق قناة بعرض 1000 قدم لتمر بعمق 180 قدما أسفل النهر الأصفر، الذي لا يصلح مصدرا لمياه الشرب نظرا لتلوثه الشديد.

وتقول الصحيفة إن كل شيء في المشروع من الضخامة بمكان، بدءا من تلال الرمل والأوحال التي نجمت من جرف الأرض وانتهاء بآليات الحفر الضخمة على جوانب النهر التي ستستخدم لمد أنابيب يبلغ قطرها 25 قدما تحت الأرض.

  • فريق ماسة
  • 2010-09-29
  • 12730
  • من الأرشيف

الصين تصارع البقاء بقناة مياه تضاهي سور الصين العظيم

في مشروع لم تشهد البلاد مثيل له منذ بناء سور الصين العظيم تعتزم الدولة الصينية تحويل مسارب المياه الطبيعية من سهول الجنوب المغمورة بمياه السيول والفيضانات وجبال الغرب المكللة بالثلوج بغرض تزويد العاصمة بكين بمياه الشرب وفق ما كشفته صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأميركية. ومع أن المشروع، الذي تبلغ تكلفته 62 مليار دولار أميركي، يضاهي في عظمته سور الصين العظيم، فإن خبراء البيئة محتجون بشدة لما قد يترتب عليه من تبعات على الحياة الفطرية. وكان الزعيم الصيني الراحل ماو زيدونغ يحلم بتنفيذ الفكرة في خمسينيات القرن الماضي. ومن المتوقع أن يستغرق إنجاز المشروع عشرات السنين. ونسبت الصحيفة إلى وانغ شوشان -رئيس قطاع محافظة هينان في المشروع حيث تجري معظم عمليات البناء هناك- القول إن هذا العمل يوازي السور العظيم، وهو هام لبقاء الصين على قيد الحياة، مشيرا إلى أنه مشروع واجب التنفيذ ولا يحتمل الانتظار. أورفيل سكيل -الباحث في الشؤون الصينية والخبير البيئي- يرى أن الصينيين يعكفون على إعادة تخطيط مجاري المياه في البلاد قاطبة، "وهو ما لم يسبق لدولة قط أن نجحت في عمله". وقد فرغ مهندسوا المياه الصينيون من جرف الأرض بما يكفي لشق قناة بعرض 1000 قدم لتمر بعمق 180 قدما أسفل النهر الأصفر، الذي لا يصلح مصدرا لمياه الشرب نظرا لتلوثه الشديد. وتقول الصحيفة إن كل شيء في المشروع من الضخامة بمكان، بدءا من تلال الرمل والأوحال التي نجمت من جرف الأرض وانتهاء بآليات الحفر الضخمة على جوانب النهر التي ستستخدم لمد أنابيب يبلغ قطرها 25 قدما تحت الأرض.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة