بدأت دمشق مباحثات مع موسكو بشأن توريد طائرات مدنية روسية بعد تعثر خططها للحصول على 50 طائرة "إير باص" من طرز "أ ــ320" و "أ ــ330" و "أ ــ340" و "أ ــ350". أربع منها تستأجرها بطريقة الليزينغ هذا العام، وأربع عشرة تشتريها حتى عام 2018، وست وثلاثون حتى عام 2028. إذ تزيد المكونات الأميركية على 10 في المئة من هذه الطائرات، ما يقع تحت العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، التي تحظر بيعها لها، لتبقى الطائرات الروسية المخرج الوحيد لدمشق، وفقاً لما أعلنه نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبد الله الدر دري في باريس.

وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن مؤسسة الطيران العربية السورية بحثت إمكانية اقتناء حوالي 50 طائرة من شركة ايرباص الأوروبية، لكن تعثرت هذه المحادثات في عام 2005، ثم فرضت الولايات المتحدة حظرا على توريد منتجات التكنولوجيا المتطورة إلى سورية. لذا تتطلع مؤسسة الطيران السورية إلى استيراد طائرات "تو-204" من روسيا.

ولم تؤكد المؤسسة الروسية لصناعة الطائرات (أو أ ك) هذه المعلومات، إلا أنها لم تنفها، بينما أكد مصدر في هذه المؤسسة تأكيداً غير رسمي أنه يجري بحث تصدير طائرتين من طراز "تو-204-100 ف" إلى سورية, بحسب وكالة الأنباء الروسية نوفوستي.

وهناك معلومات مفادها أن شركة طيران "اتلانت - سيوز" الروسية كانت قد طلبت 15 طائرة من طراز طائرات "تو- س م 204"، إلا أنها تراجعت أخيرا عن شراء هذه الطائرات في حين لا يوجد طلب كبير آخر على هذه الطائرات بإمكانه أن يضمن استمرار صناعة طائرات "تو-204".

ويرجح الخبير الروسي أوليغ بانتيلييف أن تتوقف روسيا عن صناعة طائرات "تو-204" إذا لم تطلبها القيادة السورية.

وكانت موسكو قد جمدت العام الماضي تنفيذ عقد بقيمة 400 ــ 500 مليون دولار، وُقع عام 2007، ويقضي بتزويد سوريا بثماني مقاتلات اعتراضية من طراز "ميغ ــ31 أي".

وفيما تحرص شركة الطيران الروسية "آيروفلوت" على شراء طائرات غربية لأسطولها، تجد سوريا نفسها مجبرة على شراء الطائرات المدنية الروسية، لأن ثلاثاً من سبع طائرات "أ ــ320" التي تمتلكها، أوقفت دمشق استخدامها لاستحالة صيانتها والحصول على قطع غيار لها بسبب العقوبات.

وليست سوريا الدولة الوحيدة المجبرة على استيراد الطائرات المدنية الروسية، إذ استؤنفت المباحثات الروسية ــ الفنزويلية مطلع الشهر الجاري لتوريد 20 طائرة مطورة من طراز "أنطونوف ــ 74" قادرة على نقل الحمولات والقيام بخفر السواحل إلى كاراكاس.

وتنوي كوبا، التي تمتلك سبع طائرات روسية، ثلاث منها من طراز "إليوشين ــ 96" وأربع من طراز توبوليف ــ 204"، شراء طائرات "أنطونوف ــ 148" و"أنطونوف ــ 158".

هذا، ويهدد غياب الطلبات على طائرات "توبوليف" بإلغاء برنامج إنتاجها التسلسلي، ولا سيما أن عقداً لتوريد خمس طائرات إلى إيران من طراز "توبوليف ــ 204إس إم" مجهزة بمحرك أميركي، قد فُسخ بسبب العقوبات الدولية. ويأمل المعنيون أن توافق طهران على تزويدها بطائرات ذات محركات روسية، وأن لا يؤثر إلغاء صفقة منظومات الدفاع الجوي الصاروخية الروسية "إس ــ 300" على المزاج الإيراني.

ويعتقد الخبراء الروس أن الطلبات الأجنبية هي وحدها قادرة على إنقاذ طائرة "توبوليف ــ 204".

ويرى الخبير في شؤون النقل الجوي، ألكسي سينيسكي، أن "الطلبات السورية والإيرانية قادرة نظرياً على بدء إنتاج تسلسلي ربحي".

ويحذر الخبير أوليغ بانتيلييف، من أنه "إذا لم تقدم القيادة السورية طلباً للحصول على "توبوليف ــ 204" في الأسابيع القليلة المقبلة، فإن البرنامج التسلسلي لإنتاج هذه الطائرة سيقفل".

يذكر بأن سوريا كانت اتفقت مع فرنسا على شراء 14 طائرة فرنسية " أير باص", ولكن الحكومة الفرنسية لم تستطع تنفيذ العقد بسبب عدم موافقة وزارة التجارة الأمريكية لأن نسبة المكونات الأمريكية فيها تزيد عن 10% , مما يجعل الحكومة الفرنسية مضطرة للحصول على موافقة الولايات المتحدة.

وتمتلك شركة الطيران السورية الآن ثماني طائرات توقفت بعضها عن العمل بسبب عدم توفر قطع الغيار وتستأجر عدة طائرات لنقل المسافرين عبر أجوائها.

  • فريق ماسة
  • 2010-09-27
  • 10286
  • من الأرشيف

قريباً....طائرات مدنية روسية إلى سورية

بدأت دمشق مباحثات مع موسكو بشأن توريد طائرات مدنية روسية بعد تعثر خططها للحصول على 50 طائرة "إير باص" من طرز "أ ــ320" و "أ ــ330" و "أ ــ340" و "أ ــ350". أربع منها تستأجرها بطريقة الليزينغ هذا العام، وأربع عشرة تشتريها حتى عام 2018، وست وثلاثون حتى عام 2028. إذ تزيد المكونات الأميركية على 10 في المئة من هذه الطائرات، ما يقع تحت العقوبات الأميركية المفروضة على سوريا، التي تحظر بيعها لها، لتبقى الطائرات الروسية المخرج الوحيد لدمشق، وفقاً لما أعلنه نائب رئيس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية عبد الله الدر دري في باريس. وذكرت صحيفة "كوميرسانت" الروسية أن مؤسسة الطيران العربية السورية بحثت إمكانية اقتناء حوالي 50 طائرة من شركة ايرباص الأوروبية، لكن تعثرت هذه المحادثات في عام 2005، ثم فرضت الولايات المتحدة حظرا على توريد منتجات التكنولوجيا المتطورة إلى سورية. لذا تتطلع مؤسسة الطيران السورية إلى استيراد طائرات "تو-204" من روسيا. ولم تؤكد المؤسسة الروسية لصناعة الطائرات (أو أ ك) هذه المعلومات، إلا أنها لم تنفها، بينما أكد مصدر في هذه المؤسسة تأكيداً غير رسمي أنه يجري بحث تصدير طائرتين من طراز "تو-204-100 ف" إلى سورية, بحسب وكالة الأنباء الروسية نوفوستي. وهناك معلومات مفادها أن شركة طيران "اتلانت - سيوز" الروسية كانت قد طلبت 15 طائرة من طراز طائرات "تو- س م 204"، إلا أنها تراجعت أخيرا عن شراء هذه الطائرات في حين لا يوجد طلب كبير آخر على هذه الطائرات بإمكانه أن يضمن استمرار صناعة طائرات "تو-204". ويرجح الخبير الروسي أوليغ بانتيلييف أن تتوقف روسيا عن صناعة طائرات "تو-204" إذا لم تطلبها القيادة السورية. وكانت موسكو قد جمدت العام الماضي تنفيذ عقد بقيمة 400 ــ 500 مليون دولار، وُقع عام 2007، ويقضي بتزويد سوريا بثماني مقاتلات اعتراضية من طراز "ميغ ــ31 أي". وفيما تحرص شركة الطيران الروسية "آيروفلوت" على شراء طائرات غربية لأسطولها، تجد سوريا نفسها مجبرة على شراء الطائرات المدنية الروسية، لأن ثلاثاً من سبع طائرات "أ ــ320" التي تمتلكها، أوقفت دمشق استخدامها لاستحالة صيانتها والحصول على قطع غيار لها بسبب العقوبات. وليست سوريا الدولة الوحيدة المجبرة على استيراد الطائرات المدنية الروسية، إذ استؤنفت المباحثات الروسية ــ الفنزويلية مطلع الشهر الجاري لتوريد 20 طائرة مطورة من طراز "أنطونوف ــ 74" قادرة على نقل الحمولات والقيام بخفر السواحل إلى كاراكاس. وتنوي كوبا، التي تمتلك سبع طائرات روسية، ثلاث منها من طراز "إليوشين ــ 96" وأربع من طراز توبوليف ــ 204"، شراء طائرات "أنطونوف ــ 148" و"أنطونوف ــ 158". هذا، ويهدد غياب الطلبات على طائرات "توبوليف" بإلغاء برنامج إنتاجها التسلسلي، ولا سيما أن عقداً لتوريد خمس طائرات إلى إيران من طراز "توبوليف ــ 204إس إم" مجهزة بمحرك أميركي، قد فُسخ بسبب العقوبات الدولية. ويأمل المعنيون أن توافق طهران على تزويدها بطائرات ذات محركات روسية، وأن لا يؤثر إلغاء صفقة منظومات الدفاع الجوي الصاروخية الروسية "إس ــ 300" على المزاج الإيراني. ويعتقد الخبراء الروس أن الطلبات الأجنبية هي وحدها قادرة على إنقاذ طائرة "توبوليف ــ 204". ويرى الخبير في شؤون النقل الجوي، ألكسي سينيسكي، أن "الطلبات السورية والإيرانية قادرة نظرياً على بدء إنتاج تسلسلي ربحي". ويحذر الخبير أوليغ بانتيلييف، من أنه "إذا لم تقدم القيادة السورية طلباً للحصول على "توبوليف ــ 204" في الأسابيع القليلة المقبلة، فإن البرنامج التسلسلي لإنتاج هذه الطائرة سيقفل". يذكر بأن سوريا كانت اتفقت مع فرنسا على شراء 14 طائرة فرنسية " أير باص", ولكن الحكومة الفرنسية لم تستطع تنفيذ العقد بسبب عدم موافقة وزارة التجارة الأمريكية لأن نسبة المكونات الأمريكية فيها تزيد عن 10% , مما يجعل الحكومة الفرنسية مضطرة للحصول على موافقة الولايات المتحدة. وتمتلك شركة الطيران السورية الآن ثماني طائرات توقفت بعضها عن العمل بسبب عدم توفر قطع الغيار وتستأجر عدة طائرات لنقل المسافرين عبر أجوائها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة