مشاهد كمين العتيبة في الغوطة الشرقية بدمشق وقعت كالصاعقة على الميليشيات في سوريا، معنويات مقاتليها هبطت بالارض، قيادة المسلحين استدركت الامر فسارعت للعمل على أكثر من خط للتخفيف من وطأة الهزيمة، مروجة لروايات متعددة ومتضاربة عبر الاعلام الموالي او المؤيد لها، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.

قناة "الجزيرة" تبنت رواية أن القتلى هم من "الجيش الحر" والمدنيين، مسشتهدة بأن سقوطهم على خط مستقيم، يشير الى أن القتلى هم من المدنيين، وفي محاولة للتخفيف من وقع الصدمة خلصت القناة الى أن عدد القتلى هو فقط 45 وليس 175 كما "ادعت" وسائل إعلام النظام. حسب تعبيرها.

المتحدث العسكري باسم ما يسمى "الجبهة الاسلامية" المدعو بـ"النقيب اسلام علوش"، ظهر على شاشة "بي بي سي" مروجاً الى رواية مشابهة فـ"القتلى هم مدنيون وبعض عناصر الجيش الحر الذين يقومون بحمايتهم"، ولا يخفي علوش لومه للقتلى وتحميلهم مسؤولية ما اصابهم، فيسارع الى القول بأنهم "خرجو دون التنسيق مع الجبهة التي ينتمي اليها او علمها ودرايتها بالامر".

وفيما وصفت قناة "المستقبل" ما حصل في العتيبة بأنه "مجرزة" و"قتل مدنيين"، متجاهلة اللباس العسكري للقتلى، ومتناسية مشاهد اسلحتهم المتناثرة حولهم، لعبت "العربية" من جهتها، على الوتر الانساني، فكانت الرواية ان الكمين حصل خلال محاولة المسلحين "فتح معبر لدخول المساعدات الانسانية للمدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية".

أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فتسرح مخيلة صفحات "الميليشيات المسلحة" أكثر لتحبك سيناريوهات غريبة عجيبة، بعضها روج صوراً للقتلى، اقتطعت من فيديو وأضيف عليها عبر الفوتوشوب بشكل فاضح بعض المؤثرات البصرية (دبدوب، بيبرونة..) للايحاء بأن المستهدفين في الكمين هم من الاطفال والمدنيين العزل. والبعض الآخر ذهب الى الادعاء بأن النظام، أقدم على اعدام مئتي معتقل في سجونه وألقى جثثهم على قارعة الطريق، ثم بث شائعاته مدعياً أنهم من العصابات المسلحة الإرهابية قضوا بكمين لجيشه..

اذا الروايات عديدة لكن الصورة تبقى واضحة لا لبس فيها، مهما حاول البعض تحويرها او تزويرها. وهي تكرس هزيمة معنوية جديدة في سجل هزائم المسلحين في سوريا مهما حاولوا "تبخيسها"، او التلاعب بها.

  • فريق ماسة
  • 2014-02-27
  • 12042
  • من الأرشيف

كيف تناولت بعض وسائل الاعلام "كمين العتيبة"؟..القتلى العسكريين اضحوا "مدنيين"

مشاهد كمين العتيبة في الغوطة الشرقية بدمشق وقعت كالصاعقة على الميليشيات في سوريا، معنويات مقاتليها هبطت بالارض، قيادة المسلحين استدركت الامر فسارعت للعمل على أكثر من خط للتخفيف من وطأة الهزيمة، مروجة لروايات متعددة ومتضاربة عبر الاعلام الموالي او المؤيد لها، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي. قناة "الجزيرة" تبنت رواية أن القتلى هم من "الجيش الحر" والمدنيين، مسشتهدة بأن سقوطهم على خط مستقيم، يشير الى أن القتلى هم من المدنيين، وفي محاولة للتخفيف من وقع الصدمة خلصت القناة الى أن عدد القتلى هو فقط 45 وليس 175 كما "ادعت" وسائل إعلام النظام. حسب تعبيرها. المتحدث العسكري باسم ما يسمى "الجبهة الاسلامية" المدعو بـ"النقيب اسلام علوش"، ظهر على شاشة "بي بي سي" مروجاً الى رواية مشابهة فـ"القتلى هم مدنيون وبعض عناصر الجيش الحر الذين يقومون بحمايتهم"، ولا يخفي علوش لومه للقتلى وتحميلهم مسؤولية ما اصابهم، فيسارع الى القول بأنهم "خرجو دون التنسيق مع الجبهة التي ينتمي اليها او علمها ودرايتها بالامر". وفيما وصفت قناة "المستقبل" ما حصل في العتيبة بأنه "مجرزة" و"قتل مدنيين"، متجاهلة اللباس العسكري للقتلى، ومتناسية مشاهد اسلحتهم المتناثرة حولهم، لعبت "العربية" من جهتها، على الوتر الانساني، فكانت الرواية ان الكمين حصل خلال محاولة المسلحين "فتح معبر لدخول المساعدات الانسانية للمدنيين المحاصرين في الغوطة الشرقية". أما على مواقع التواصل الاجتماعي، فتسرح مخيلة صفحات "الميليشيات المسلحة" أكثر لتحبك سيناريوهات غريبة عجيبة، بعضها روج صوراً للقتلى، اقتطعت من فيديو وأضيف عليها عبر الفوتوشوب بشكل فاضح بعض المؤثرات البصرية (دبدوب، بيبرونة..) للايحاء بأن المستهدفين في الكمين هم من الاطفال والمدنيين العزل. والبعض الآخر ذهب الى الادعاء بأن النظام، أقدم على اعدام مئتي معتقل في سجونه وألقى جثثهم على قارعة الطريق، ثم بث شائعاته مدعياً أنهم من العصابات المسلحة الإرهابية قضوا بكمين لجيشه.. اذا الروايات عديدة لكن الصورة تبقى واضحة لا لبس فيها، مهما حاول البعض تحويرها او تزويرها. وهي تكرس هزيمة معنوية جديدة في سجل هزائم المسلحين في سوريا مهما حاولوا "تبخيسها"، او التلاعب بها.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة