تتوسط تدمر بادية الشام وتقع على بعد 243 كيلومتر من دمشق و 150 كيلومتر من حمص شرقاً، عند معبر جبلي اضطراري على سفح جبل المنطار من سلسلة الجبال التدمرية، في حوضة نبع غزير الماء.

حيث تدين بوجودها لمياه نبعها وغزارة آبارها وسعة واحاتها الخضراء التي تزهو بأشجار النخيل والزيتون والرمان وغيرها حتى بدت تدمر كزمردة خضراء وسط رمال الصحراء.

ويقول الباحث الأثري خالد أسعد أن تدمر تدين بازدهارها الاقتصادي لموقعها على طريق الحرير التجاري الذي أصبح فيما بعد طريق الحرير الدولي الممتد من بلاد الصين شرقا حتى روما غربا وذلك عبر الشرق القديم "الصين وأفغانستان وشبه القارة الهندية وإيران وبلاد ما بين النهرين وبلاد الشام وصولا الى اليونان وايطاليا".

وأوضح أن طريق الحرير عبر تدمر هو الطريق الأقصر مسافة والأسهل والأفضل عبورا ومرورا والأكثر أمنا ما جعل التدمريين من كبار الأغنياء والأثرياء وجعل مدينتهم محطة مهمة لقوافل التجارة الدولية البرية مشيراً إلى أن تعاون التدمريين القدماء فيما بينهم وفق تقاليدهم المحلية المعروفة جعل تدمر تبدو بمثابة عاصمة أغنياء التجار وأمراء القوافل التجارية لافتا إلى أن مهارة التدمريين الدبلوماسية والسياسية أثارت إعجاب الرومانيين فعهدوا إليهم ببعض المهمات.

ولفت أسعد إلى أن دور التدمريين الأساسي كان في قيادة القوافل وأسهمت تدمر في حماية طريق الحرير والقوافل التجارية وأصحابها وقدمت خدماتها المختلفة في سبيل أمنه واستفادت كثيرا من الرسوم المالية التي كانت تجبيها بموجب نصوص القانون المالي التدمري المعروف بالتعرفة الجمركية.

وأصبحت تدمر حلقة أساسية على طريق الحرير بين الشرق والغرب حيث نشاهد بين السور الدفاعي وسور الجمارك ما يشبه المنطقة الحرة اليوم حيث كانت القوافل ترتاح لتدبير أمر متابعة مسيرها والبضائع تنقل مع قوافل متعددة بالتناوب فتسير كل قافلة لتقطع شوطا معلوما ثم تسلم البضائع لقافلة أخرى فكانت المبادلات الواسعة بين المتاجر والتجار الشرقيين والغربيين تجري عبر تدمر حتى أصبحت سيدة التجارة القافلية لقرون عديدة وكرست أقدم منطقة حرة للتجارة العالمية.
  • فريق ماسة
  • 2010-09-27
  • 12025
  • من الأرشيف

تدمر عاصمة القوافل التجارية على طريق الحرير بين الشرق والغرب

تتوسط تدمر بادية الشام وتقع على بعد 243 كيلومتر من دمشق و 150 كيلومتر من حمص شرقاً، عند معبر جبلي اضطراري على سفح جبل المنطار من سلسلة الجبال التدمرية، في حوضة نبع غزير الماء. حيث تدين بوجودها لمياه نبعها وغزارة آبارها وسعة واحاتها الخضراء التي تزهو بأشجار النخيل والزيتون والرمان وغيرها حتى بدت تدمر كزمردة خضراء وسط رمال الصحراء. ويقول الباحث الأثري خالد أسعد أن تدمر تدين بازدهارها الاقتصادي لموقعها على طريق الحرير التجاري الذي أصبح فيما بعد طريق الحرير الدولي الممتد من بلاد الصين شرقا حتى روما غربا وذلك عبر الشرق القديم "الصين وأفغانستان وشبه القارة الهندية وإيران وبلاد ما بين النهرين وبلاد الشام وصولا الى اليونان وايطاليا". وأوضح أن طريق الحرير عبر تدمر هو الطريق الأقصر مسافة والأسهل والأفضل عبورا ومرورا والأكثر أمنا ما جعل التدمريين من كبار الأغنياء والأثرياء وجعل مدينتهم محطة مهمة لقوافل التجارة الدولية البرية مشيراً إلى أن تعاون التدمريين القدماء فيما بينهم وفق تقاليدهم المحلية المعروفة جعل تدمر تبدو بمثابة عاصمة أغنياء التجار وأمراء القوافل التجارية لافتا إلى أن مهارة التدمريين الدبلوماسية والسياسية أثارت إعجاب الرومانيين فعهدوا إليهم ببعض المهمات. ولفت أسعد إلى أن دور التدمريين الأساسي كان في قيادة القوافل وأسهمت تدمر في حماية طريق الحرير والقوافل التجارية وأصحابها وقدمت خدماتها المختلفة في سبيل أمنه واستفادت كثيرا من الرسوم المالية التي كانت تجبيها بموجب نصوص القانون المالي التدمري المعروف بالتعرفة الجمركية. وأصبحت تدمر حلقة أساسية على طريق الحرير بين الشرق والغرب حيث نشاهد بين السور الدفاعي وسور الجمارك ما يشبه المنطقة الحرة اليوم حيث كانت القوافل ترتاح لتدبير أمر متابعة مسيرها والبضائع تنقل مع قوافل متعددة بالتناوب فتسير كل قافلة لتقطع شوطا معلوما ثم تسلم البضائع لقافلة أخرى فكانت المبادلات الواسعة بين المتاجر والتجار الشرقيين والغربيين تجري عبر تدمر حتى أصبحت سيدة التجارة القافلية لقرون عديدة وكرست أقدم منطقة حرة للتجارة العالمية.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة