تزايد الاهتمام بمدينة دمشق القديمة كونها تشكل أحد الشواهد التاريخية الحية على استمرارية الحياة فيها منذ آلاف السنين من خلال تعاقب حضارات وحقب زمنية متعددة حافظت خلالها المدينة على أوابدها وتاريخها.

وما تزال المدينة تعد من أهم المقاصد السياحية في سورية حيث يؤمها الزوار من كل أنحاء العالم ليكتشفوا بين جدران بيوتها وداخل سورها وبين أبوابها السبعة المعروفة حكاية التاريخ القديم والأمجاد التي عاشتها المدينة وبشكل يمزج حاضر المدينة بعناصر قوته وحضوره الكبير بالماضي وعراقته وإشراقاته ما يعكس النمط الفريد من نوعه الذي تتميز به دمشق القديمة.

وحفاظاً على المدينة وفي إطار تقديم التسهيلات للسياح الذين يقصدونها نفذت وزارة الإدارة المحلية بالتعاون مع وزارة السياحة ومحافظة دمشق وبتمويل من برنامج تحديث الإدارة البلدية مشروع المسارات السياحية الذي يتكون من ستة مسارات هي المسار الكلاسيكي والأسواق التقليدية والمسار الروحي والحرف التقليدية إضافة إلى المسار الشامل والزيارة القصيرة ومن ضمنها لوحات الدلالة السياحية وذلك في إطار إستراتيجية التطوير السياحي للمدينة القديمة حيث تدل المسارات ولوحات الدلالات على الغنى التاريخي للمدينة.

وتتضمن لوحات الدلالة السياحية الخرائط والمعلومات عن المواقع والأمكنة المختارة والتي يحتاجها السائح  ويتم عرض المواقع و الاتجاهات من خلال لوحات دلالة، ويتم تقديم كل مسار بلون خاص به حيث تم وضع ثلاثة نماذج للوحات هي لوحة الدلالة الموقعية ولوحة الدلالة الاتجاهية ولوحة نقطة البداية والنهاية وتكون لوحتا الدلالة الموقعية والاتجاهية باللون نفسه على أن يأخذ الموقع رقماً واحداً موجوداً على الخريطة وعلى لوحة الموقع في آن واحد.

وتقدم لوحة الدلالة الموقعية لوحة الموقع من خلال شكل النجمة الثمانية التي تمثل شعاراً لمشروع المسارات السياحية في مدينة دمشق القديمة وهو الشكل الهندسي الذي ينتمي إلى تاريخ المدينة العريقة، ويوجد في كثير من المواقع بغض النظر عن انتمائه أو وظيفته ويشاهد في الأرضيات والجدران وفي زخارف الأسقف وأشكال الفسقيات والبحرات، لذلك تم اختياره كرمز للمشروع وهو موجود على كل لوحات الدلالة الموقعية والاتجاهية.

وهناك أربعة نماذج من لوحات الدلالة الموقعية يدل الأول على وجود المعلم في مسار واحد وله لون ورقم خاص به ضمن المسار التابع له.

أما النموذج الثاني فيقع المعلم في مسارين مختلفين وله لونان ورقمان خاصان به ضمن المسار التابع له، وفي النموذج الثالث يقع المعلم في ثلاثة مسارات مختلفة وذلك لأهميته وله ألوان مختلفة تبعا للمسار التابع له. ويوجد النموذج الرابع وهو نادر جداً، عندما يكون الموقع بالغ الأهمية وله دور كبير في أكثر من مسار حيث يوجد أربعة ألوان وأربعة أرقام ويتمثل هذا النموذج في موقع الجامع الأم.

وتتضمن لوحة الدلالة الاتجاهية سهماً يشير للاتجاه المقترح بالإضافة إلى اللون الذي يعبر عن المسار الذي يجب على السائح أن يتابع فيه وصولاً إلى الموقع الذي يليه.

وفي لوحة نقطة البداية والنهاية يتم تقديم لوحة عليها خريطة المسار عند بداية كل مسار ونهايته، وتكون اللوحة الصغيرة بنفس مقاييس اللوحات السابقة متضمنة خريطة صغيرة للمسار.

وبين المهندس أمجد الرز مدير مدينة دمشق القديمة أن إطلاق مشروع المسارات وإشارات الدلالة السياحية يأتي ضمن خطة المحافظة لتطوير الواقع السياحي للمدينة وبشكل يسهل على الزائر التعرف على كامل الأوابد التاريخية لها في أقصر وقت ممكن إضافة الى الإسهام في الترويج السياحي لها.

وأشار الرز إلى أن إشارات الدلالة تعتبر بمثابة المرشد للسائح ليسلك المسار الذي يرغبه كونها تعتبر أول خريطة سياحية لدمشق القديمة بكافة مواقعها السياحية والدينية و الثقافية كما أنها رسمت الملامح الأساسية لها بشكل يسهل زيارتها والتعرف على مكنوناتها لافتاً إلى تزويد المدينة القديمة بأجهزة حاسوب أحدها في مكتب عنبر وهو عبارة عن خريطة الكترونية بمثابة دليل للسائح وتعمل بطريقة اللمس وتتضمن تعريفاً بالمدينة وتاريخها إضافة إلى المسارات السياحية حيث يمكن لكل سائح استخدامها بإحدى اللغات العربية أو الانكليزية أو الفرنسية كما تم وضع قائمة بأبرز النشاطات الثقافية والحفلات الموسيقية وعروض المسارح والرياضة والمعارض والسينما وجميع الفعاليات السياحية بشكل شهري تمكن الزائر من متابعة النشاطات التي تهمه.

كما أشار مدير المدينة القديمة إلى وضع لوحات مكتوب عليها "أنت هنا" مترجمة إلى ثلاث لغات انكليزية وفرنسية إضافة إلى العربية وتعتبر بمثابة نقطة البداية لكل مسار وقد وضعت في مدخل باب توما و باب شرقي و القلعة و باب القلعة وساحة المسكية ما يسهم في الترويج السياحي للمدينة.

  • فريق ماسة
  • 2010-08-31
  • 11163
  • من الأرشيف

انتشار لوحات الدلالة السياحية في دمشق القديمة لتقديم المعلومات للسائح

تزايد الاهتمام بمدينة دمشق القديمة كونها تشكل أحد الشواهد التاريخية الحية على استمرارية الحياة فيها منذ آلاف السنين من خلال تعاقب حضارات وحقب زمنية متعددة حافظت خلالها المدينة على أوابدها وتاريخها. وما تزال المدينة تعد من أهم المقاصد السياحية في سورية حيث يؤمها الزوار من كل أنحاء العالم ليكتشفوا بين جدران بيوتها وداخل سورها وبين أبوابها السبعة المعروفة حكاية التاريخ القديم والأمجاد التي عاشتها المدينة وبشكل يمزج حاضر المدينة بعناصر قوته وحضوره الكبير بالماضي وعراقته وإشراقاته ما يعكس النمط الفريد من نوعه الذي تتميز به دمشق القديمة. وحفاظاً على المدينة وفي إطار تقديم التسهيلات للسياح الذين يقصدونها نفذت وزارة الإدارة المحلية بالتعاون مع وزارة السياحة ومحافظة دمشق وبتمويل من برنامج تحديث الإدارة البلدية مشروع المسارات السياحية الذي يتكون من ستة مسارات هي المسار الكلاسيكي والأسواق التقليدية والمسار الروحي والحرف التقليدية إضافة إلى المسار الشامل والزيارة القصيرة ومن ضمنها لوحات الدلالة السياحية وذلك في إطار إستراتيجية التطوير السياحي للمدينة القديمة حيث تدل المسارات ولوحات الدلالات على الغنى التاريخي للمدينة. وتتضمن لوحات الدلالة السياحية الخرائط والمعلومات عن المواقع والأمكنة المختارة والتي يحتاجها السائح  ويتم عرض المواقع و الاتجاهات من خلال لوحات دلالة، ويتم تقديم كل مسار بلون خاص به حيث تم وضع ثلاثة نماذج للوحات هي لوحة الدلالة الموقعية ولوحة الدلالة الاتجاهية ولوحة نقطة البداية والنهاية وتكون لوحتا الدلالة الموقعية والاتجاهية باللون نفسه على أن يأخذ الموقع رقماً واحداً موجوداً على الخريطة وعلى لوحة الموقع في آن واحد. وتقدم لوحة الدلالة الموقعية لوحة الموقع من خلال شكل النجمة الثمانية التي تمثل شعاراً لمشروع المسارات السياحية في مدينة دمشق القديمة وهو الشكل الهندسي الذي ينتمي إلى تاريخ المدينة العريقة، ويوجد في كثير من المواقع بغض النظر عن انتمائه أو وظيفته ويشاهد في الأرضيات والجدران وفي زخارف الأسقف وأشكال الفسقيات والبحرات، لذلك تم اختياره كرمز للمشروع وهو موجود على كل لوحات الدلالة الموقعية والاتجاهية. وهناك أربعة نماذج من لوحات الدلالة الموقعية يدل الأول على وجود المعلم في مسار واحد وله لون ورقم خاص به ضمن المسار التابع له. أما النموذج الثاني فيقع المعلم في مسارين مختلفين وله لونان ورقمان خاصان به ضمن المسار التابع له، وفي النموذج الثالث يقع المعلم في ثلاثة مسارات مختلفة وذلك لأهميته وله ألوان مختلفة تبعا للمسار التابع له. ويوجد النموذج الرابع وهو نادر جداً، عندما يكون الموقع بالغ الأهمية وله دور كبير في أكثر من مسار حيث يوجد أربعة ألوان وأربعة أرقام ويتمثل هذا النموذج في موقع الجامع الأم. وتتضمن لوحة الدلالة الاتجاهية سهماً يشير للاتجاه المقترح بالإضافة إلى اللون الذي يعبر عن المسار الذي يجب على السائح أن يتابع فيه وصولاً إلى الموقع الذي يليه. وفي لوحة نقطة البداية والنهاية يتم تقديم لوحة عليها خريطة المسار عند بداية كل مسار ونهايته، وتكون اللوحة الصغيرة بنفس مقاييس اللوحات السابقة متضمنة خريطة صغيرة للمسار. وبين المهندس أمجد الرز مدير مدينة دمشق القديمة أن إطلاق مشروع المسارات وإشارات الدلالة السياحية يأتي ضمن خطة المحافظة لتطوير الواقع السياحي للمدينة وبشكل يسهل على الزائر التعرف على كامل الأوابد التاريخية لها في أقصر وقت ممكن إضافة الى الإسهام في الترويج السياحي لها. وأشار الرز إلى أن إشارات الدلالة تعتبر بمثابة المرشد للسائح ليسلك المسار الذي يرغبه كونها تعتبر أول خريطة سياحية لدمشق القديمة بكافة مواقعها السياحية والدينية و الثقافية كما أنها رسمت الملامح الأساسية لها بشكل يسهل زيارتها والتعرف على مكنوناتها لافتاً إلى تزويد المدينة القديمة بأجهزة حاسوب أحدها في مكتب عنبر وهو عبارة عن خريطة الكترونية بمثابة دليل للسائح وتعمل بطريقة اللمس وتتضمن تعريفاً بالمدينة وتاريخها إضافة إلى المسارات السياحية حيث يمكن لكل سائح استخدامها بإحدى اللغات العربية أو الانكليزية أو الفرنسية كما تم وضع قائمة بأبرز النشاطات الثقافية والحفلات الموسيقية وعروض المسارح والرياضة والمعارض والسينما وجميع الفعاليات السياحية بشكل شهري تمكن الزائر من متابعة النشاطات التي تهمه. كما أشار مدير المدينة القديمة إلى وضع لوحات مكتوب عليها "أنت هنا" مترجمة إلى ثلاث لغات انكليزية وفرنسية إضافة إلى العربية وتعتبر بمثابة نقطة البداية لكل مسار وقد وضعت في مدخل باب توما و باب شرقي و القلعة و باب القلعة وساحة المسكية ما يسهم في الترويج السياحي للمدينة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة