بعد أن احتل الرقم ستة بين عشرة أسماء وضعتها الإدارة الأميركية على قائمة أخطر «إرهابيين في العالم» نشرتها قناة «سي ان ان» في تشرين الأول الماضي، اختفى اسم زعيم «جبهة النصرة» أبي محمد الجولاني عن القائمة الجديدة التي أصدرتها وزارة العدل الأميركية منذ أيام.

فقد أصدرت وزارة العدل الأميركية قائمة جديدة لأخطر الإرهابيين المطلوبين لدى الولايات المتحدة، والمكافآت التي رصدتها الحكومة الاميركية للقبض عليهم أو الإدلاء بمعلومات عنهم.

وبينما حافظ زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري على صدارة قائمة المطلوبين أميركياً، مع مكافأة مقدارها 25 مليون دولار لمن يقدم معلومات تساعد في إلقاء القبض عليه، إلا انه كان لافتاً أن يختفي اسم زعيم «النصرة» (فرع القاعدة في الشام) أبي محمد الجولاني عن هذه القائمة، بعد أن كانت الإدارة الأميركية تعتبره سادس أخطر مطلوب بحسب القائمة السابقة، متقدماً بذلك حتى على أمير تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أبي بكر البغدادي.

ويثير اختفاء اسم الجولاني عن القائمة، التي ضمت حوالي 50 اسماً، تساؤلات عن السبب وراء ذلك ومدلولاته، فهل يعني أن الإدارة الأميركية لم تعد تعتبر الجولاني إرهابياً خطيراً؟ ولماذا غيرت موقفها في هذه الحالة؟ أم تراجعت درجة خطورته فقط لديها، ولم تعد لملاحقته أولوية على قائمتها في مكافحة الإرهاب؟ مع ملاحظة أن الجولاني كان الوحيد على قائمة أخطر عشرة مطلوبين الذي لم ترشح أو تتسرب عن أجهزة الاستخبارات الأميركية أية معلومات أو صور من شأنها التلميح لهويته الحقيقية، وذلك على خلاف بقية المطلوبين الذين تسربت عنهم معلومات كافية، ونشرت في وسائل الإعلام الأميركية والعالمية.

ويبرز في القائمة اسم ياسين السوري الذي تضمنت القائمة معلومات وافية عنه، لسبب ليس خافياً. فالإدارة الأميركية تشير إلى هذا الشخص باعتباره من قادة «القاعدة» المتواجدين في إيران وممن يلعبون دوراً في استقدام المقاتلين من باكستان إلى سوريا. ومن المعلومات التي ذكرت عنه أنه من مواليد مدينة القامشلي في العام 1982، ويحمل عدة أسماء من بينها زين العابدين وعز الدين عبد الفريد خليل، وأن السلطات الإيرانية ألقت القبض عليه في كانون الاول العام 2011 بعد الإعلان عن مكافأة بمبلغ 10 ملايين دولار، لكنه استأنف قيادة شبكة «القاعدة» الموجودة في إيران.

وأضافت المعلومات ان السوري مسؤول عن الإشراف على جهود تنظيم «القاعدة» لنقل عملاء ذوي خبرة وقادة من باكستان إلى سوريا، وتنظيم وصيانة الطرق التي يستخدمها المجندون الجدد للسفر إلى سوريا عن طريق تركيا، والمساعدة في تحريك عناصر خارجية لـ«القاعدة» إلى الغرب. كما يقوم السوري بنقل الأموال وتجنيد أشخاص من مختلف أنحاء الشرق الأوسط إلى إيران، ثم إلى باكستان، لدعم قيادة «القاعدة» العليا. وتحتفظ السلطات الإيرانية بعلاقة مع السوري وسمحت له بالعمل داخل حدود إيران منذ العام 2005.

هذا الاستطراد في الحديث عن ياسين السوري، وإغفال اسم أبي محمد الجولاني عن قائمة أخطر المطلوبين، قد يشيران إلى أن الإدارة الأميركية في صدد إعادة تقييم لموقفها من بعض التنظيمات الإرهابية وقادتها، ولكن كيف يمكن المواءمة بين الحرص على وضع الظواهري على رأس القائمة ومن ثم إغفال الجولاني، الذي بايع الظواهري، علناً وعلى رؤوس الأشهاد؟

ورغم أنه لم يرد اسم زعيم «القاعدة في جزيرة العرب» ناصر الوحيشي في القائمة، إلا ان الطائرات الأميركية تلاحقه وتقصف عناصره يومياً، ومع ذلك هناك فرق بين عدم وضع اسم أحد القادة مبدئياً على قائمة الإرهاب وبين وضعه ومن ثم رفعه، لأن ذلك يعني تغييراً في الموقف، والتغيير هنا لا يمكن فهمه إلا في إطار نزع صفة الخطورة عن القيادي الذي رفع اسمه عن قائمة الإرهاب بعد أن كان يحتل مرتبة متقدمة فيها، مثل الجولاني.

  • فريق ماسة
  • 2014-02-24
  • 8147
  • من الأرشيف

الجولاني يختفي عن قائمة أهم المطلوبين أميركياً

بعد أن احتل الرقم ستة بين عشرة أسماء وضعتها الإدارة الأميركية على قائمة أخطر «إرهابيين في العالم» نشرتها قناة «سي ان ان» في تشرين الأول الماضي، اختفى اسم زعيم «جبهة النصرة» أبي محمد الجولاني عن القائمة الجديدة التي أصدرتها وزارة العدل الأميركية منذ أيام. فقد أصدرت وزارة العدل الأميركية قائمة جديدة لأخطر الإرهابيين المطلوبين لدى الولايات المتحدة، والمكافآت التي رصدتها الحكومة الاميركية للقبض عليهم أو الإدلاء بمعلومات عنهم. وبينما حافظ زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري على صدارة قائمة المطلوبين أميركياً، مع مكافأة مقدارها 25 مليون دولار لمن يقدم معلومات تساعد في إلقاء القبض عليه، إلا انه كان لافتاً أن يختفي اسم زعيم «النصرة» (فرع القاعدة في الشام) أبي محمد الجولاني عن هذه القائمة، بعد أن كانت الإدارة الأميركية تعتبره سادس أخطر مطلوب بحسب القائمة السابقة، متقدماً بذلك حتى على أمير تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) أبي بكر البغدادي. ويثير اختفاء اسم الجولاني عن القائمة، التي ضمت حوالي 50 اسماً، تساؤلات عن السبب وراء ذلك ومدلولاته، فهل يعني أن الإدارة الأميركية لم تعد تعتبر الجولاني إرهابياً خطيراً؟ ولماذا غيرت موقفها في هذه الحالة؟ أم تراجعت درجة خطورته فقط لديها، ولم تعد لملاحقته أولوية على قائمتها في مكافحة الإرهاب؟ مع ملاحظة أن الجولاني كان الوحيد على قائمة أخطر عشرة مطلوبين الذي لم ترشح أو تتسرب عن أجهزة الاستخبارات الأميركية أية معلومات أو صور من شأنها التلميح لهويته الحقيقية، وذلك على خلاف بقية المطلوبين الذين تسربت عنهم معلومات كافية، ونشرت في وسائل الإعلام الأميركية والعالمية. ويبرز في القائمة اسم ياسين السوري الذي تضمنت القائمة معلومات وافية عنه، لسبب ليس خافياً. فالإدارة الأميركية تشير إلى هذا الشخص باعتباره من قادة «القاعدة» المتواجدين في إيران وممن يلعبون دوراً في استقدام المقاتلين من باكستان إلى سوريا. ومن المعلومات التي ذكرت عنه أنه من مواليد مدينة القامشلي في العام 1982، ويحمل عدة أسماء من بينها زين العابدين وعز الدين عبد الفريد خليل، وأن السلطات الإيرانية ألقت القبض عليه في كانون الاول العام 2011 بعد الإعلان عن مكافأة بمبلغ 10 ملايين دولار، لكنه استأنف قيادة شبكة «القاعدة» الموجودة في إيران. وأضافت المعلومات ان السوري مسؤول عن الإشراف على جهود تنظيم «القاعدة» لنقل عملاء ذوي خبرة وقادة من باكستان إلى سوريا، وتنظيم وصيانة الطرق التي يستخدمها المجندون الجدد للسفر إلى سوريا عن طريق تركيا، والمساعدة في تحريك عناصر خارجية لـ«القاعدة» إلى الغرب. كما يقوم السوري بنقل الأموال وتجنيد أشخاص من مختلف أنحاء الشرق الأوسط إلى إيران، ثم إلى باكستان، لدعم قيادة «القاعدة» العليا. وتحتفظ السلطات الإيرانية بعلاقة مع السوري وسمحت له بالعمل داخل حدود إيران منذ العام 2005. هذا الاستطراد في الحديث عن ياسين السوري، وإغفال اسم أبي محمد الجولاني عن قائمة أخطر المطلوبين، قد يشيران إلى أن الإدارة الأميركية في صدد إعادة تقييم لموقفها من بعض التنظيمات الإرهابية وقادتها، ولكن كيف يمكن المواءمة بين الحرص على وضع الظواهري على رأس القائمة ومن ثم إغفال الجولاني، الذي بايع الظواهري، علناً وعلى رؤوس الأشهاد؟ ورغم أنه لم يرد اسم زعيم «القاعدة في جزيرة العرب» ناصر الوحيشي في القائمة، إلا ان الطائرات الأميركية تلاحقه وتقصف عناصره يومياً، ومع ذلك هناك فرق بين عدم وضع اسم أحد القادة مبدئياً على قائمة الإرهاب وبين وضعه ومن ثم رفعه، لأن ذلك يعني تغييراً في الموقف، والتغيير هنا لا يمكن فهمه إلا في إطار نزع صفة الخطورة عن القيادي الذي رفع اسمه عن قائمة الإرهاب بعد أن كان يحتل مرتبة متقدمة فيها، مثل الجولاني.

المصدر : السفير /عبد الله سليمان علي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة