يعتبر مصدر دبلوماسي عربي، أن الصراع ما زال قائماً بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية على الرغم من حصول تفاهمات عامة بينهما، ولكن في التفاصيل لم يتفقا حتى الآن، والكباش السياسي على أشده في هذه المرحلة خصوصاً وأنه كانت هناك محاولة من الأخضر الإبراهيمي بالتنسيق مع الأميركيين لأن يلعب دوراً سيئاً في مفاوضات «جنيف ـ 2» بهدف دفع الوفد السوري الرسمي إلى الانسحاب من المفاوضات وتحميله مسؤولية فشل المفاوضات والبدء بالحديث عن العمل العسكري مجدداً. فالوزير وليد المعلم وحسب مصادر دبلوماسية سورية، خاطب الإبراهيمي في إحدى جلسات الحوار أن الوفد السوري لن يترك جنيف والمفاوضات حتى لو انسحبت أنت منها، والروسي في المقابل كان أكثر تشدداً من الوفد السوري حيث طلب منه عدم التراجع عن موقفه حيال مناقشة بنود جنيف الأول بنداً بنداً وبحسب الترتيب.

ويقول المصدر، كما أنه جرت محاولة نصب فخ للوفد السوري في ملف جدول الأعمال الذي طرحه الإبراهيمي وهو يتألف من بندين الأول يتعلق بمكافحة الإرهاب والثاني في المرحلة الانتقالية أو الحكومة الموسعة، اعتقاداً من الإبراهيمي أن الوفد الرسمي السوري سيرفض هذا الطرح ولكن حصل العكس، ما شكل إحراجاً للإبراهيمي خصوصاً وأنه طرح أيضاً تخصيص يوم واحد لمناقشة مكافحة الإرهاب ويوم آخر لمناقشة المرحلة الانتقالية، هنا تدخل بشار الجعفري مخاطباً الإبراهيمي ومتسائلاً: هل أن أزمة سورية المعقدة بهذا الشكل يمكن أن تحل بيومين؟ مع العلم أننا لا نمانع في ذلك، ولكن بند مكافحة الإرهاب يجب أن يتم الاتفاق عليه من زوايا عدة وفي مقدمها تجفيف مصادر الإرهاب، إلزام الدول والجهات التي تدعم الإرهابيين بإيقاف كل أنواع الدعم المالي والعسكري ووقف إرسال المجموعات المسلحة والتنظيمات «القاعدية»، إلى سورية، وهذه الدول باتت معروفة من القاصي والداني، بعدها يمكن الانتقال إلى البحث في المرحلة الانتقالية.ويشير المصدر إلى أنه توجد داخل الإدارة الأميركية جهات معينة لم تستوعب وتتفهم حتى الآن أن روسيا أصبحت شريكاً في إدارة شؤون العالم، وتحاول هذه الجهات ترويج وتسويق فكرة أن سورية أفشلت مفاوضات جنيف ويجب البحث عن خيارات أخرى منها ما يتعلق بذريعة فتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية أو منطقة حظر جوي في حال لم تلتزم سورية بملف المساعدات الإنسانية حسب اعتقادهم، في حين أن روسيا تعلن صراحة أنها في مواقفها من الأزمة السورية تدافع عن القانون الدولي، والأميركي الذي فشل في توحيد المعارضة السورية، ونتيجة هذا الفشل لم يجد أمامه سوى جزء بسيط جداً من المعارضة وهو في الواقع لا يمثل شيئاً على أرض الواقع، في حين أن روسيا التزمت بكل ما تعهدت به لناحية الدولة السورية.

ويؤكد المصدر أن الخلاف الأميركي ـ الروسي هو على أكثر من ملف أهمها موضوع سورية ـ العراق، مصر والملف النووي الإيراني والملف الفلسطيني. ويقول إن روسيا أصبحت تملك أوراقاً مهمة في هذه الدول، ناهيك عن أن الأميركيين فتحوا معركة أوكرانيا في وجه روسيا وكذلك معركة فنزويلا، وبالطبع أوكرانيا هي الملف الأهم بالنسبة لروسيا لأنها على أبوابها ولا يمكن أن تتساهل في موضوع أوكرانيا لأن ذلك يعني أن تنتقل العدوى الأوكرانية إلى داخل روسيا، كما أن روسيا دخلت في صفقات بيع الأسلحة إلى العراق ومستقبلاً موضوع الغاز والنفط.

ويقول المصدر: في ضوء كل هذه المعطيات يحاول الأميركي إعادة ترتيب أوراقه، وعندما يرفعون شعار الخيارات الأخرى بالنسبة إلى سورية فهذا لا يعني أن الخيار سيكون عسكرياً لأن الإدارة الأميركية حتى الآن فشلت في كيفية تعاطيها مع الأزمة السورية.

ويشير إلى أن انتقال الملف السوري من بندر بن سلطان إلى الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية السعودي لا يعني أنه ستحصل تغييرات في الموقف السعودي بسرعة، فهم يحاولون قيام ما يسمى بتسوية الأقوياء، أي طرح سيناريوهات جديدة يتوهمون أنهم من خلالها يمكن تحقيق إنجازات ميدانية على الأرض، ومن هنا كثر الحديث عن تسليح وتدريب وإرسال أسلحة عبر مطارات أردنية لممارسة ضغط من جبهة درعا ومحاولة فتح جبهة على الحدود الأردنية من جهة السويداء، كل ذلك بهدف تخفيف الضغط من اندفاعة الجيش السوري باتجاه القلمون. وهذا التوجه يمكن أن يكون من باب الضغط النفسي والإعلامي على سورية ويمكن أن يكون سيناريو مطروحاً بقوة وإذا حصل فستكون آخر خرطوشة بيد الأميركيي والسعوديين والدول والجهات التي تدعم استمرار النزف في سورية، ولكن حسب معلومات القيادة السورية فهي متنبهة ومستعدة لكل الاحتمالات ولديها الثقة الكاملة بأن أي سيناريو عسكري من هذا النوع سيكون مصيره الفشل كما حصل في سيناريو مماثل وقع منذ حوالى 4 أشهر وسقط فيه آلاف المقاتلين من المجموعات التي هاجمت الغوطة الشرقية في محاولة لدخول دمشق وبمساعدة علنية من الأميركيين و»الإسرائيليين» لو جستياً ومخابراتياً وعسكرياً وإلكترونياً.

  • فريق ماسة
  • 2014-02-24
  • 12687
  • من الأرشيف

سورية.. استعداد لكلّ الاحتمالات

يعتبر مصدر دبلوماسي عربي، أن الصراع ما زال قائماً بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية على الرغم من حصول تفاهمات عامة بينهما، ولكن في التفاصيل لم يتفقا حتى الآن، والكباش السياسي على أشده في هذه المرحلة خصوصاً وأنه كانت هناك محاولة من الأخضر الإبراهيمي بالتنسيق مع الأميركيين لأن يلعب دوراً سيئاً في مفاوضات «جنيف ـ 2» بهدف دفع الوفد السوري الرسمي إلى الانسحاب من المفاوضات وتحميله مسؤولية فشل المفاوضات والبدء بالحديث عن العمل العسكري مجدداً. فالوزير وليد المعلم وحسب مصادر دبلوماسية سورية، خاطب الإبراهيمي في إحدى جلسات الحوار أن الوفد السوري لن يترك جنيف والمفاوضات حتى لو انسحبت أنت منها، والروسي في المقابل كان أكثر تشدداً من الوفد السوري حيث طلب منه عدم التراجع عن موقفه حيال مناقشة بنود جنيف الأول بنداً بنداً وبحسب الترتيب. ويقول المصدر، كما أنه جرت محاولة نصب فخ للوفد السوري في ملف جدول الأعمال الذي طرحه الإبراهيمي وهو يتألف من بندين الأول يتعلق بمكافحة الإرهاب والثاني في المرحلة الانتقالية أو الحكومة الموسعة، اعتقاداً من الإبراهيمي أن الوفد الرسمي السوري سيرفض هذا الطرح ولكن حصل العكس، ما شكل إحراجاً للإبراهيمي خصوصاً وأنه طرح أيضاً تخصيص يوم واحد لمناقشة مكافحة الإرهاب ويوم آخر لمناقشة المرحلة الانتقالية، هنا تدخل بشار الجعفري مخاطباً الإبراهيمي ومتسائلاً: هل أن أزمة سورية المعقدة بهذا الشكل يمكن أن تحل بيومين؟ مع العلم أننا لا نمانع في ذلك، ولكن بند مكافحة الإرهاب يجب أن يتم الاتفاق عليه من زوايا عدة وفي مقدمها تجفيف مصادر الإرهاب، إلزام الدول والجهات التي تدعم الإرهابيين بإيقاف كل أنواع الدعم المالي والعسكري ووقف إرسال المجموعات المسلحة والتنظيمات «القاعدية»، إلى سورية، وهذه الدول باتت معروفة من القاصي والداني، بعدها يمكن الانتقال إلى البحث في المرحلة الانتقالية.ويشير المصدر إلى أنه توجد داخل الإدارة الأميركية جهات معينة لم تستوعب وتتفهم حتى الآن أن روسيا أصبحت شريكاً في إدارة شؤون العالم، وتحاول هذه الجهات ترويج وتسويق فكرة أن سورية أفشلت مفاوضات جنيف ويجب البحث عن خيارات أخرى منها ما يتعلق بذريعة فتح ممرات آمنة للمساعدات الإنسانية أو منطقة حظر جوي في حال لم تلتزم سورية بملف المساعدات الإنسانية حسب اعتقادهم، في حين أن روسيا تعلن صراحة أنها في مواقفها من الأزمة السورية تدافع عن القانون الدولي، والأميركي الذي فشل في توحيد المعارضة السورية، ونتيجة هذا الفشل لم يجد أمامه سوى جزء بسيط جداً من المعارضة وهو في الواقع لا يمثل شيئاً على أرض الواقع، في حين أن روسيا التزمت بكل ما تعهدت به لناحية الدولة السورية. ويؤكد المصدر أن الخلاف الأميركي ـ الروسي هو على أكثر من ملف أهمها موضوع سورية ـ العراق، مصر والملف النووي الإيراني والملف الفلسطيني. ويقول إن روسيا أصبحت تملك أوراقاً مهمة في هذه الدول، ناهيك عن أن الأميركيين فتحوا معركة أوكرانيا في وجه روسيا وكذلك معركة فنزويلا، وبالطبع أوكرانيا هي الملف الأهم بالنسبة لروسيا لأنها على أبوابها ولا يمكن أن تتساهل في موضوع أوكرانيا لأن ذلك يعني أن تنتقل العدوى الأوكرانية إلى داخل روسيا، كما أن روسيا دخلت في صفقات بيع الأسلحة إلى العراق ومستقبلاً موضوع الغاز والنفط. ويقول المصدر: في ضوء كل هذه المعطيات يحاول الأميركي إعادة ترتيب أوراقه، وعندما يرفعون شعار الخيارات الأخرى بالنسبة إلى سورية فهذا لا يعني أن الخيار سيكون عسكرياً لأن الإدارة الأميركية حتى الآن فشلت في كيفية تعاطيها مع الأزمة السورية. ويشير إلى أن انتقال الملف السوري من بندر بن سلطان إلى الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية السعودي لا يعني أنه ستحصل تغييرات في الموقف السعودي بسرعة، فهم يحاولون قيام ما يسمى بتسوية الأقوياء، أي طرح سيناريوهات جديدة يتوهمون أنهم من خلالها يمكن تحقيق إنجازات ميدانية على الأرض، ومن هنا كثر الحديث عن تسليح وتدريب وإرسال أسلحة عبر مطارات أردنية لممارسة ضغط من جبهة درعا ومحاولة فتح جبهة على الحدود الأردنية من جهة السويداء، كل ذلك بهدف تخفيف الضغط من اندفاعة الجيش السوري باتجاه القلمون. وهذا التوجه يمكن أن يكون من باب الضغط النفسي والإعلامي على سورية ويمكن أن يكون سيناريو مطروحاً بقوة وإذا حصل فستكون آخر خرطوشة بيد الأميركيي والسعوديين والدول والجهات التي تدعم استمرار النزف في سورية، ولكن حسب معلومات القيادة السورية فهي متنبهة ومستعدة لكل الاحتمالات ولديها الثقة الكاملة بأن أي سيناريو عسكري من هذا النوع سيكون مصيره الفشل كما حصل في سيناريو مماثل وقع منذ حوالى 4 أشهر وسقط فيه آلاف المقاتلين من المجموعات التي هاجمت الغوطة الشرقية في محاولة لدخول دمشق وبمساعدة علنية من الأميركيين و»الإسرائيليين» لو جستياً ومخابراتياً وعسكرياً وإلكترونياً.

المصدر : البناء /نور الدين الجمال


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة