أشارت صحيفة “الرياض” السعودية إلى ان “الحرب الباردة عادت من جديد بين الشرق والغرب، ولكن هذه المرة من دون أسلحة الأيديولوجيا وسباق حرب النجوم، وتجييش العالم الخارجي، ليأتي الخيار على المواقع المفصلية والحساسة”، لافتةً إلى ان “نجاح الروس في سوريا سيدفعون ثمنه في أوكرانيا، والحقيقة أن خسارة هذا البلد تعد خسارة هائلة لتكتل إقتصادي كانت روسيا تريد أن تكون محوره مع أوكرانيا، وبقية دول الاتحاد السوفياتي السابق، تجاه أوروبا وأميركا والصين”، مضيفةً ان “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر نفسه قيصراً جديداً فقد إستطاع أن يمرر الكثير من أهدافه مع الغرب، لكنه يدرك أن موازين القوى معهم تضعه في الكفة غير الراجحة، وأن أوكرانيا التي تمر بأسوأ ضائقة مالية لا تستطيع استيعاب حالة الركود والكساد، إلا أن الغرب وأميركا، وبعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي للروس فيكتور يانوكوفيتش، قدمت الكثير من الوعود وبسرعة لإنقاذ الاقتصاد الأوكراني”.

وفي الموقف اليومي للصحيفة، أضافت ان “الشرق الأوكراني يتبع الثقافة الروسية ويصل معها إلى حد التحالف، بينما الغرب يسعى لأن يكون ضمن نسيج الغرب الأوروبي، ومع وحدته معه، وبالتالي فمؤشرات التقسيم لدولتين، أو جزئين تابعين لأي من محركي الأزمة، قد تدفع بالروس إلى إرسال قوة عسكرية بدعوى حماية الروس، وهنا هل يمكن بالمقابل إرسال قوة غربية وأميركية لإنقاذ العنصر الأوكراني؟”، متسائلةً: “وماذا عن التبعات والمخاطر التي قد تدفع بحربٍ كلا الجانبين لا يريدها أو يراها مضمونة الانتصار؟”.

كما أشارت الصحيفة إلى ان “الشعب الأوكراني سعى منذ إنفصاله عن الاتحاد السوفياتي لأن يكون حراً ومستقلاً، لكن لأن هذا البلد يملك ثروات هائلة زراعية وتعدينية، وطاقات بشرية كبيرة، فهو إضافة لأي تكتل ينتمي إليه، إلا أن الروس، وبسبب مخاوفهم، لا يحتملون حواراً يهدد إستقلالهم أو يضعف قوتهم، وأوكرانيا بالنسبة لهم تشبه أهمية ألمانيا لأوروبا، وربما تدار الأمور بعكس الرغبات الروسية، خاصة وأن دول الأطلسي ترى روسيا خط نار قابلاً للتسخين في أي وقت، وسوريا نموذج لهذه الحالة، إلا أن إضعافها يأتي ضمن إستراتيجية لا تزال قائمة”، لافتةً إلى ان “إختبار القوة لبوتين سوف يضعه في إحراج أمام شعبه، لأن المرتبة التي وصل إليها في إنقاذ بلده من النهب في عهد يلتسن، والقضاء على عصابات المافيا التي باعت واشترت الثروات الروسية، تبقيه أمام صدام حتمي سياسي يحتاج إلى ثقافة العصا والجزرة، وقوة لا تفرط بمناطق النفوذ التي تقوم عليها إستراتيجية بلده”.

وأضافت انه “في المقابل تبقى الخيارات مفتوحة على العديد من الاحتمالات خاصة وأن الغرب وجد ما يستطيع أن يساوم عليه داخل العصب الروسي، وحكاية من ينتصر قد تدفع بالجانبين لمواجهات غير محسوبة لكن الضحية في النهاية هي أوكرانيا”، قائلةً: “فقد لا تكون مستقلة موحدة إذا ما أراد الروس قطع جزء مهم منها، وتعرف أن الغرب قد يساعدها اقتصادياً، ولكنه لن يغامر بمواجهات عسكرية، واللعبة خطرة وجذابة لأن تدار بحرب باردة جديدة، وستصبح سوريا مجرد همّ رابع أو خامس في حسابات الجانبين لأن أوكرانيا تعد الفصل الذي تقاس عليه القوة اللينة للدبلوماسية، وربما الخشنة العسكرية والتي لن يتسامح الروس بأن تذهب أهم دولة تجاورهم وتؤثر في أمنهم السياسي والاقتصادي للغرب”.

  • فريق ماسة
  • 2014-02-24
  • 7551
  • من الأرشيف

نجاح روسيا في سورية ستدفع ثمنه في أوكرانيا

أشارت صحيفة “الرياض” السعودية إلى ان “الحرب الباردة عادت من جديد بين الشرق والغرب، ولكن هذه المرة من دون أسلحة الأيديولوجيا وسباق حرب النجوم، وتجييش العالم الخارجي، ليأتي الخيار على المواقع المفصلية والحساسة”، لافتةً إلى ان “نجاح الروس في سوريا سيدفعون ثمنه في أوكرانيا، والحقيقة أن خسارة هذا البلد تعد خسارة هائلة لتكتل إقتصادي كانت روسيا تريد أن تكون محوره مع أوكرانيا، وبقية دول الاتحاد السوفياتي السابق، تجاه أوروبا وأميركا والصين”، مضيفةً ان “الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعتبر نفسه قيصراً جديداً فقد إستطاع أن يمرر الكثير من أهدافه مع الغرب، لكنه يدرك أن موازين القوى معهم تضعه في الكفة غير الراجحة، وأن أوكرانيا التي تمر بأسوأ ضائقة مالية لا تستطيع استيعاب حالة الركود والكساد، إلا أن الغرب وأميركا، وبعد الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي للروس فيكتور يانوكوفيتش، قدمت الكثير من الوعود وبسرعة لإنقاذ الاقتصاد الأوكراني”. وفي الموقف اليومي للصحيفة، أضافت ان “الشرق الأوكراني يتبع الثقافة الروسية ويصل معها إلى حد التحالف، بينما الغرب يسعى لأن يكون ضمن نسيج الغرب الأوروبي، ومع وحدته معه، وبالتالي فمؤشرات التقسيم لدولتين، أو جزئين تابعين لأي من محركي الأزمة، قد تدفع بالروس إلى إرسال قوة عسكرية بدعوى حماية الروس، وهنا هل يمكن بالمقابل إرسال قوة غربية وأميركية لإنقاذ العنصر الأوكراني؟”، متسائلةً: “وماذا عن التبعات والمخاطر التي قد تدفع بحربٍ كلا الجانبين لا يريدها أو يراها مضمونة الانتصار؟”. كما أشارت الصحيفة إلى ان “الشعب الأوكراني سعى منذ إنفصاله عن الاتحاد السوفياتي لأن يكون حراً ومستقلاً، لكن لأن هذا البلد يملك ثروات هائلة زراعية وتعدينية، وطاقات بشرية كبيرة، فهو إضافة لأي تكتل ينتمي إليه، إلا أن الروس، وبسبب مخاوفهم، لا يحتملون حواراً يهدد إستقلالهم أو يضعف قوتهم، وأوكرانيا بالنسبة لهم تشبه أهمية ألمانيا لأوروبا، وربما تدار الأمور بعكس الرغبات الروسية، خاصة وأن دول الأطلسي ترى روسيا خط نار قابلاً للتسخين في أي وقت، وسوريا نموذج لهذه الحالة، إلا أن إضعافها يأتي ضمن إستراتيجية لا تزال قائمة”، لافتةً إلى ان “إختبار القوة لبوتين سوف يضعه في إحراج أمام شعبه، لأن المرتبة التي وصل إليها في إنقاذ بلده من النهب في عهد يلتسن، والقضاء على عصابات المافيا التي باعت واشترت الثروات الروسية، تبقيه أمام صدام حتمي سياسي يحتاج إلى ثقافة العصا والجزرة، وقوة لا تفرط بمناطق النفوذ التي تقوم عليها إستراتيجية بلده”. وأضافت انه “في المقابل تبقى الخيارات مفتوحة على العديد من الاحتمالات خاصة وأن الغرب وجد ما يستطيع أن يساوم عليه داخل العصب الروسي، وحكاية من ينتصر قد تدفع بالجانبين لمواجهات غير محسوبة لكن الضحية في النهاية هي أوكرانيا”، قائلةً: “فقد لا تكون مستقلة موحدة إذا ما أراد الروس قطع جزء مهم منها، وتعرف أن الغرب قد يساعدها اقتصادياً، ولكنه لن يغامر بمواجهات عسكرية، واللعبة خطرة وجذابة لأن تدار بحرب باردة جديدة، وستصبح سوريا مجرد همّ رابع أو خامس في حسابات الجانبين لأن أوكرانيا تعد الفصل الذي تقاس عليه القوة اللينة للدبلوماسية، وربما الخشنة العسكرية والتي لن يتسامح الروس بأن تذهب أهم دولة تجاورهم وتؤثر في أمنهم السياسي والاقتصادي للغرب”.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة