دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
بدأت في العاصمة الإيرانية طهران أعمال المؤتمر التاسع لاتحاد برلمانات دول منظمة التعاون الإسلامي تحت عنوان "البرلمانات الإسلامية والتضامن والتنمية والعدالة" بمشاركة وفد سورية برئاسة محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب وبحضور السفير السورى لدى إيران الدكتور عدنان محمود.
وأكد اللحام في كلمته أمام الدورة التاسعة لاجتماع رؤساء برلمانات الدول الإسلامية أن سورية تواجه أعتى موجة إرهاب دولي وحرب تدميرية برعاية غربية أمريكية لضرب بنيان دولتها وتدمير بناها التحتية وتخريب نسيجها المجتمعي في محاولة لكسر إرادتها ومواقفها وسيادتها.
وقال اللحام "إن موجة الإرهاب الدولي والحرب التدميرية التي تشن على سورية مهد الديانات وحاضرة الإسلام وشعبها الصابر على البلوى والقابض على جمر الجرح هي الأعتى في التاريخ" حيث انخرط فيها الشقيق والجار وتداعى لها من أرجاء العالم حملة السواطير وآكلو لحوم البشر أصحاب الأجساد المفخخة التي تنفجر نارا ودمارا بأبناء الشعب السوري برعاية غربية أمريكية لضرب بنيان الدولة السورية وتدمير بناها التحتية وتخريب نسيجها المجتمعي المتناغم منذ آلاف السنين لكسر إرادة سورية ومواقفها وسيادتها التي شكلت وما تزال ضمانة إقليمية للأمن والسلام في منطقة تفيض بالصراعات وخير مثال على العيش المشترك بين مختلف الأديان والأعراق والمذاهب.
وأضاف اللحام إننا "نجتمع اليوم بصفتنا ممثلين عن الشعوب الإسلامية في اتحادنا هذا الذي تداعينا لإنشائه بهدف تأمين إطار مناسب لتعزيز وتقوية أواصر الوحدة والتضامن والتعاون بين الدول الإسلامية وشعوبها مسترشدين بقيم الإسلام السمحة القائمة على المحبة والإخاء والتعاضد ونبذ العنف والتطرف والعمل على تأمين مصالحها المشتركة في الساحة الدولية ومواجهة التحديات الجسام التي تواجهنا والتنسيق معا في المنتديات الدولية من أجل إرساء قواعد الأمن والسلام لشعوبنا وشعوب العالم والحد من محاولات فرض الهيمنة الثقافية والاقتصادية والسياسية على دولنا".
وتابع اللحام إنه "وبعد عقد ونيف من إنشاء اتحادنا وبعد اجتماعات ومؤتمرات اتخذنا فيها القرارات تلو القرارات تعهدنا فيها جميعا بالعمل على التنسيق بين البرلمانات لتحقيق المصالح المشتركة للشعوب الإسلامية وتعهدنا باحترام السيادة الوطنية للدول الأعضاء وبعدم التدخل في شؤونها الداخلية تنفيذا لميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة غير أننا نجد اليوم دولا أعضاء في اتحادنا تعمل ليلا نهارا لانتهاك سيادة بلدي سورية وممارسة أبشع أنواع التدخل في شؤونها الداخلية مرة تحت مسمى دعم الديمقراطية ومرة تحت زعم دعم /المعارضة/ وأخرى تتدخل بشكل سافر بالحديث عن شرعية الحكم فيها في انتهاك فاضح لأهداف الاتحاد الذي يجمعنا اليوم وميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة أيضا".
وأوضح اللحام أن "تدخل هذه الدول لم يتوقف على الشكل السياسي بل تحول إلى تدخل عسكري مباشر وغير مباشر سواء عبر مد الجماعات المسلحة والمجموعات الإرهابية التكفيرية التي تتستر برداء الدين الإسلامي الذي هو منهم براء بالمال والسلاح أو عبر تسهيل تسلل الإرهابيين عبر أراضيها إلى داخل سورية لمحاربة الدولة السورية والشعب السوري ليصل عدد هؤلاء الإرهابيين بحسب تقديرات غربية لا سورية إلى عشرات الآلاف من نحو 83 دولة عربية وأجنبية".
وقال اللحام إننا "تعهدنا في اتحاد برلمانات الدول الإسلامية عبر قرارات كثيرة ومن خلال منظمة التعاون الإسلامي بنشر التعاليم والقيم السمحة للإسلام القائمة على الوسطية والتسامح وبتعميق حوار الحضارات ولكننا نرى اليوم دولا إسلامية تنفق ملايين الدولارات ليقتل المسلمون بعضهم بعضا فتمول قنوات دينية متطرفة تعمل على بث بذور الفتنة والكراهية والاقتتال بين المذاهب الإسلامية وتطلق فتاوى الجهاد والتكفير ضد سورية من منابر إسلامية في دول عربية شقيقة لم تصدر منها فتوى واحدة بالجهاد ضد كيان صهيوني سرطاني اغتصب قدس الأقداس وشرد أهلها وناسها إلى جهات الأرض الأربعة.. فأين نحن مما تعاهدنا عليه إسلاميا وميثاقيا وإنسانيا".
وأشار اللحام إلى أن "بعض الحكومات الإسلامية والعربية تصر على اتهام الدولة السورية بتدمير المشافي والمساجد والمدارس وتروج لمعطيات ومعلومات وصور مفبركة دون أن تكلف نفسها عناء استبيان الحقيقة واتخذت مواقف سياسية ضد سورية بناء على هذه الفبركات الإعلامية" مؤكدا "أن من قام بتدمير ممنهج للمؤسسات الخدمية من مشاف ومدارس وخطوط نقل الطاقة والمصانع والمساجد والكنائس هم الإرهابيون أصحاب الفكر التكفيري المتطرف الذين يدعمهم الغرب الاستعماري فالدولة السورية لم تقم ببناء المشافي والمدارس لتدمرها أو تحولها إلى ثكنات عسكرية كما أننا نفخر بنظامنا الصحي والتعليمي الذي يكفل التعليم والطبابة بشكل مجاني للجميع ولا سيما أنه بني بعرق وجهد أبناء سورية ونفخر بمساجدنا تصدح بالأذان وأجراس كنائسنا تقرع في أيام الآحاد فهكذا كانت سورية وهكذا ستكون ولن يقبل شعبنا بغير ذلك".
وأوضح اللحام أن "هذا التشويه المتعمد لصورة سورية عربيا وإسلاميا من قبل بعض الدول هو لتبرير الموقف العدائي ضدها" لافتا إلى أن هذا هو "ما حصل بالفعل لاحقا عندما تحضرت الأساطيل الغربية الأمريكية والفرنسية والبريطانية بمساعدة إسرائيلية للعدوان على سورية لهدف واحد هو ضرب خط المقاومة وحاضنتها وقواها الحقيقية تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية وخصوصا أن واشنطن تعمل على فرض تسوية على الشعب الفلسطيني تبدو وكأنها أمر واقع فتنهي حق اللاجئين بالعودة وحقهم بالقدس عاصمة لدولتهم".
وقال اللحام إنه "وأمام هذا الواقع تصرفت القيادة والحكومة السورية على مستوى المسؤولية فطرحت بموازاة محاربتها الإرهاب التكفيري حلا سياسيا لمن يريد المشاركة في الحياة السياسية في البلاد من مختلف أطياف الشعب السوري وقامت بإجراء إصلاحات سياسية ودستورية تضع إطارا تشريعيا متطورا للتعددية السياسية بحيث يتيح لجميع التيارات السياسية والحزبية المشاركة ولعب دور في بناء سورية المستقبل ودعت إلى حوار وطني شامل إيمانا منها بأن حل الخلافات بين أبناء الوطن يكون بالحوار الجاد لجسر الخلافات وبالتوصل إلى صيغة مشتركة لمستقبل البلاد" لافتا إلى أن "مشاركة وفد الجمهورية العربية السورية في مؤتمر جنيف2 دون شروط مسبقة هو دليل على جدية الدولة السورية منذ البداية في الحوار مع المعارضة التي لنا تحفظات كثيرة على طريقة تشكيل بعض كياناتها وانتماءات بعضها وارتهانها لدول أجنبية"
وأضاف اللحام "إن من زعموا أنهم ممثلو المعارضة وهم من فرضتهم واشنطن واجهة للحوار مع الدولة السورية لا يملكون القدرة على اتخاذ أي قرار قبل الرجوع لسفير القوة الاستعمارية الكبرى روبرت فورد ولذلك نصر على مشاركة المعارضة الوطنية في الداخل والخارج التي أثبتت أنها تريد فعلا الوصول إلى حل سياسي يجنب سورية المزيد من الويلات والدمار ويحفظها دولة قوية بوحدتها الجغرافية وسيادتها واستقلال قرارها".
وشدد اللحام على "أن مستقبل سورية يصنعه السوريون بأنفسهم من خلال الحوار الوطني الشامل وصناديق الاقتراع لا عبر السلاح والإرهاب وبنادق المرتزقة التكفيريين ولا عبر وصاية غربية أو عربية فمن يعتقد أنه يمثل شريحة من الشعب السوري فليتفضل إلى الانتخابات وصناديق الاقتراع المعتمدة في أفضل ديمقراطيات العالم فهي التي تحدد حجم كل تيار سياسي ومدى تأثيره في الشارع لا أن يراهن على تدخل عسكري غربي يجلبه على ظهر دبابة أمريكية أو إسرائيلية أو عبر جماعات تكفيرية تعمل على تخريب وتشويه كل القيم التي نفخر بها نحن السوريين بمختلف انتماءاتنا الدينية والعرقية والسياسية".
وأكد أن "منظمة التعاون الاسلامي واتحاد برلمانات الدول الأعضاء في المنظمة تقف اليوم أمام اختبار حقيقي وهذا الاختبار هو الموقف مما يجري في سورية فإما أن نكون على قدر المسؤولية ونطلب من جميع الدول التي تستثمر في دماء السوريين وتحرض على المزيد من القتل وتدعم جماعات الإرهاب التكفيري لتقتل السوريين دون تمييز أن تتوقف عن تصرفاتها الخطيرة ليس على سورية فحسب بل على المنطقة والعالم وإما أن يسجل التاريخ أننا اجتمعنا وبحثنا ولم نقدم أي شيء للشعب العربي في سورية بأطيافه كافة المسلمة والمسيحية وتخلينا عن مسؤولياتنا لصالح قوى التطرف والتكفير والقتل والإجرام التي لن تتوقف داخل الحدود السورية إذا لم نضع لها حدا قبل فوات الأوان".
ولفت اللحام إلى "أن ما يجري في سورية يرتبط بكل ما نحن مجتمعون من أجله فلا مجال للتنمية التي ننشدها أو لرفع حجم التبادل التجاري بين الدول الإسلامية أو تعزيز دور المرأة المسلمة ودور الشباب ومحاربة الفقر في دولنا ولا مستقبل لدورنا في الدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني وحماية المقدسات ولا قدرة لنا على مواجهة المؤامرات التي تستهدف مقدرات الأمة الإسلامية ولا مجال لمواجهة الإسلاموفوبيا في ظل التنافر والتناحر بين بعضنا وفي ظل دعم بعض الحكومات الإسلامية للتيارات الفكرية المتطرفة ودعم الإرهاب والتدخل السافر في شؤوننا الداخلية".
واعتبر اللحام أن "تفكك الأمة الإسلامية وضعفها هو محصلة التناحر العبثي بين دولنا الإسلامية والتنابذ والتنافر الذي لا طائل منه سوى أنه يضعف أمتنا الإسلامية ويقوي أعداءنا وفي مقدمتهم كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب" مشيرا إلى أن "على أعضاء اتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أن يفعلوا هذه المنظمة من أجل تجاوز خلافاتنا واختلافاتنا والتخلص من رواسبها ومواجهة الاتجاهات الفكرية المتطرفة التي تسعى إلى تكريس الانقسام الإسلامي وتوسيع الفرقة بين الدول الإسلامية سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى بعض الحكومات كي يكون التعاون بيننا قائما على أرضية صلبة نستطيع معه تحقيق التنمية والتطور المنشود اعتمادا على القدرات الكبيرة التي تتمتع بها دولنا في المجالات الاقتصادية والتنموية والتجارية".
وأوضح اللحام أن "العمل في هذا السياق يبدأ أولا بنشر الفكر الإسلامي الصحيح القائم على الوسطية والاعتدال وقبول الآخر بالتوازي مع محاربة الفكر التكفيري المتطرف الذي يتستر تحت اسم الإسلام وينتشر حاليا بقوة في عالمنا الإسلامي لأن هذا الفكر المتطرف خطر على المسلمين أنفسهم قبل أن يكون خطرا على غيرهم".
وتوجه اللحام بالشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وحكومة وشعبا على جهودها الحثيثة من أجل جمع شمل الدول الإسلامية وتوحيد كلمتهم في الدفاع عن قضايا المسلمين العادلة ولا سيما قضية الشعب الفلسطيني تجسيدا لمبادئ الإسلام الحقيقية القائمة على التعاضد والتعاون بين المسلمين والدفاع عن قيم الحق والعدالة في العالم.
كما عبر عن الشكر العميق لمجلس الشورى الإيراني رئيسا وأعضاء على جهودهم في استضافة هذا الاجتماع متمنيا للمؤتمر النجاح في التوصل إلى قرارات وتوصيات تسهم في تعزيز التعاون والتضامن والتكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية وفي تشخيص الأمراض التي تعتري عمل منظماتها وجسر الخلافات البينية لتجاوزها على أمل وضع أرضية حقيقية للعمل الجاد في تحصين حقوق الشعوب الإسلامية في زمن تستهدف فيه شعوبنا من الداخل والخارج على حد سواء.
اللحام وشمخاني يؤكدان ضرورة وقف العنف والإرهاب في سورية وممارسة الضغوط على الدول التي تدعم الإرهابيين بالمال والسلاح
وبحث اللحام وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني بحضور السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الجانبان خلال لقائهما في طهران ضرورة وقف العنف والإرهاب في سورية وممارسة الضغوط على الدول التي تدعم الإرهابيين بالمال والسلاح للكف عن دعمهم وتمويلهم محذرين من خطر الإرهاب التكفيري على أمن واستقرار المنطقة والعالم بأسره.
واستعرض اللحام خلال اللقاء ما تتعرض له سورية منذ ثلاث سنوات من حرب إرهابية وسياسية وإعلامية واقتصادية وقال: " إن سورية تحارب الإرهاب المنظم نيابة عن العالم فهناك إرهابيون من عشرات الدول يحاربون الدولة السورية ويستهدفون الأبرياء والبنى التحتية لإضعافها وحرفها عن نهجها المقاوم" محذرا من خطر التنظيمات الإرهابية التكفيرية على أمن واستقرار المنطقة.
وأشار اللحام إلى ما تقوم به الحكومة السورية من جهود لتلبية حاجات المواطنين الأساسية في ظل الحرب الإرهابية والحظر الظالم المفروض على الشعب السوري والإنجازات والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الإرهابيين مؤكدا أن سورية ستنتصر على الإرهاب وستعود أقوى مما كانت بهمة وتضحيات أبنائها الذين يرفضون كل أشكال التدخل الخارجي في شؤونهم الداخلية.
وأكد اللحام اهتمام الحكومة السورية بالشأن الإنساني وتحقيق المصالحات الوطنية بين أبناء الشعب مؤكدا ان الحل السياسي هو الحل الوحيد في سورية بعيدا عن التدخلات والإملاءات وقال "إن أولويات الشعب السوري في جنيف2هي إيقاف العنف والإرهاب والتطرف الذي يعصف في سورية بتسليح ودعم وتمويل إقليمي ودولي".
وأكد رئيس مجلس الشعب ترحيب الحكومة السورية بالحلول السياسية المرتكزة على مطالب وإرادة الشعب السوري لإنهاء الأزمة القائمة وقال: "إن الحلول والمخططات التي لا تأخذ بنظر الاعتبار مصالح الشعب السورية محكومة بالفشل".
ونوه اللحام بالدعم الذي تقدمة إيران للشعب السوري للاستمرار في مقاومته مؤكدا ضرورة وقف المعاناة والخسائر المادية والمعنوية التي تلحق به.
من جهته جدد شمخاني على استمرار دعم الحكومة الإيرانية لسورية حكومة وشعبا وقال: " إن سورية ستنتصر على الإرهاب وستعود أقوى مما كانت عليه" مشيرا إلى النجاحات التي تحققها الحكومة السورية على صعيد التصدي للإرهابيين التكفيريين والدفاع عن حقوق الشعب السوري خلال المفاوضات السياسية.وأضاف شمخاني "أن الإجراءات السياسية لا يمكن أن تفضي الى خفض حدة الأزمة في سورية ما لم تؤخذ بنظر الاعتبار مطالب وإرادة الشعب السوري" مستنكرا استخدام الأدوات السياسية لفرض إرادة التيارات المتطرفة على المجتمع السوري.
وقال: " إن التضحيات الجسام التي يقدمها الشعب السوري المظلوم حاليا في مجال مكافحة التيارات التكفيرية العميلة ستؤدي بالتأكيد إلى خلق ظروف جديدة على أساس مطالب الشعب السوري".
وأضاف شمخاني أن "دعم المقاومة والحكومة والشعب في سورية من واجبات الدول المستقلة والحريصة على سيادة العقلانية والسلام في العالم " مؤكدا أن التغيير في المعادلات السياسية والعسكرية لصالح الحكومة والشعب في سورية والتشتت في تيارات الطرف الآخر مؤشر على أصالة الشعب السوري ومقاومته لكون الإرهابيين التكفيريين عديمي الجذور والشعبية".
وعقدت الجلسة المسائية للمؤتمر برئاسة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في قاعة المؤتمرات حيث يتناوب رؤساء الوفود بحسب ترتيب الحروف الإنكليزية على إلقاء كلماتها والتي تبين مواقفها تجاه القضايا الإقليمية والعالمية والعالم الإسلامي وخاصة تجاه مكافحة الإرهاب والتطرف والقضية الفلسطينية والعدالة والتضامن الاسلامي في وجه التحديات العالمية والتنمية.
الى ذلك أعرب رئيس مجلس الشورى الإيراني إثر انتهاء كلمة رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام أمام المؤتمر عن أمله في أن تنتهي مشاكل سورية في القريب العاجل و"أن يعود الشعب السوري الابي الى حياته الطبيعية الذي يعايش أوضاعا صعبة في وقتنا الحاضر".
اللحام خلال لقائه رئيس البرلمان الصومالي: أعداء الشعب السوري يمارسون التضليل الإعلامي لقلب وتشويه الحقائق في سورية
إلى ذلك بحث اللحام مع رئيس البرلمان الصومالي محمد شيخ عثمان جوهري العلاقات الثنائية وسبل وآلية التعاون البرلماني لحل قضايا العالم الإسلامي مشيرا إلى ما تتعرض له سورية من إرهاب يستهدف الشعب السوري ومقدراته وبنيته التحتية.
وقال اللحام خلال اللقاء الذي جرى على هامش أعمال المؤتمر التاسع لاتحاد برلمانات دول منظمة التعاون الإسلامي
المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران بحضور سفير سورية في طهران الدكتور عدنان محمود "إن أعداء الشعب السوري يمارسون التضليل الإعلامي لقلب وتشويه الحقائق في سورية التي تتعرض للإرهاب الممنهج لإضعافها والتأثير على مواقفها الثابتة".
ولفت رئيس مجلس الشعب إلى الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لإنهاء الأزمة القائمة من خلال الحلول السياسية المرتكزة على الحوار بين السوريين بما يحقق مطالب وإرادة الشعب السوري.
وبشأن القضية الفلسطينية قال اللحام "كانت ومازالت القضية المحورية للعالم الإسلامي وأن سورية ستبقى تدافع عنها" مؤكدا "أهمية دور البرلمانات في حل قضايا العالم الإسلامي بما يخدم مصالحه ويحقق طموح أبنائه".
ودعا إلى "الاستفادة من الإمكانات المتاحة والعمل على تعزيز العمل الدبلوماسي البرلماني لاحتواء الأزمات والحيلولة دون تدخل الآخرين بالشؤون الداخلية للبلدان الإسلامية".
روحاني: خطر الإرهاب والتطرف يهدد الدول الإسلامية دون استثناء
أكد الرئيس الإيراني حسن روحانى في كلمة له خلال افتتاح أعمال المؤتمر أن "خطر الإرهاب والتطرف يهدد الدول الإسلامية دون استثناء بشكل لا سابق له بغية الحيلولة دون وحدتها وتطورها الاقتصادى ولازالة هويتها الدينية والثقافية" داعيا الدول الإسلامية التي تظن أنها مستثناة من هذا العنف إلى أن "تعي جيدا أن هذه التهديدات شاملة وأنها ستطالها على المدى الطويل".
وأشار روحاني إلى أن "الكيان الصهيوني هو المستفيد الأول من انتشار الإرهاب وسفك المسلمين دماء بعضهم بعضا" موضحا أنه لا يمكن ايجاد حل لمشاكل المسلمين وأراضيهم المحتلة إلا عبر تحقيق وحدة المسلمين العميقة والحقيقية في التصدى للغاصبين.
وبين روحاني أن "قتل الأبرياء هو قمة التطرف والعنف وأن الإرهاب بلاء خشن ومدان أينما كان لأنه يناهض السلام وحقوق الإنسان" لافتا إلى أن اشعال الحروب والفتن وفرض العقوبات في أي منطقة تحت مسميات مختلفة فيها لعب بالكلمات يؤثر على كل شعوب العالم.
وشدد روحاني على "أن الدفاع عن الشعب الفلسطيني وتحرير القدس وعن جميع الشعوب المسلمة المظلومة وتطوير العلاقات مع كل الدول الإسلامية أولوية أساسية لإيران التي تمد يد الإخوة والتعاون والتعايش السلمي للجميع وتدعو إلى التفاهم والتعاون من أجل تحقيق الأهداف المشتركة وحل مشاكل العالم الإسلامى ليأخذ المكانة التي يستحقها فى العالم".
وأعرب روحاني عن أمله في أن يتخذ اتحاد البرلمانات الإسلامية قرارات لإيجاد عالم أكثر أمنا وتقدما لجميع المسلمين فى العالم وبذل الجهود من أجل الإخوة والتفاهم والتعايش السلمى والتسامح والحل السريع للخلافات باعتبار مؤتمر اليوم فرصة لتبادل الآراء والتعاون لافتا إلى أن هذه المسائل أولويات في السياسة الخارجية الإيرانية المبنية على "الاعتدال والأخلاق والتعاون" مع كل الدول الإسلامية وخاصة الجارة.واعتبر روحانى أن "فقدان الوحدة والانسجام والفكر الجماعى والسماح بتدخل القوى الأجنبية فى الشؤون الداخلية لبعض الدول وعدم مواجهة هجمات تشويه الثقافة وضعف الآرادة كانت وراء عدم تمكن المسلمين من القيام بدورهم الفاعل فى العالم وحل مشاكلهم وقضاياهم".
وأشار روحانى إلى أن "تحقيق الانسجام واستثمار طاقات المسلمين لحل مشاكلهم أهم تحد فكري وعملى" يواجه المسلمين الذين يواجهون أزمات وتحديات كبيرة يترتب عليها تدهور الوضع الامنى والاقتصادى والاجتماعي.
لاريجاني: القوى الاستعمارية الكبرى تقوم بنشر التكفير وظاهرة الإرهاب للإبقاء على مشاكل المنطقة
بدوره أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن "الإرهاب والاستكبار" منشؤهما واحد وأن الألم الذى يسببه هذا الإرهاب يتحمله الشعب في سورية وأفغانستان والعراق أكثر من أي مكان آخر موضحا أن "هناك سعيا عبر التكفير لتحقيق ما ينشده الصهاينة في العالم الاسلامي".
وبين لاريجاني أن ظاهرة الإرهاب تزداد في الدول الإسلامية مع أن القوى العظمى تكرر دائما أنها تكافح الإرهاب مشيرا إلى أن هذه القوى تقوم عبر ظاهرة الإرهاب بالسعي لتحقيق أهدافها.
وأشار لاريجاني إلى أن القوى الاستعمارية الكبرى تقوم بنشر التكفير وظاهرة الإرهاب للابقاء على مشاكل المنطقة وإيجاد الفرقة لإزالة طاقات الشعوب ومنعها من التلاحم من أجل الدفاع عن فلسطين المحتلة وتعزيز معنويات إسرائيل الفاشلة وتحقيق هدفها بإضعاف المقاومة في الوقت الذي تشهد فيه الدول الإسلامية تقدما ملحوظا وتوظف طاقاتها فى مواجهة هذه القوى الاستعمارية.
وأوضح لاريجاني أن الوجه الاخر لهذه الدعايات هو ما أشاعته القوى الكبرى من خدع حول البرنامج النووي الإيراني السلمي رغم علمها بتمسك إيران بالطاقة السلمية وإخضاع كل نشاطاتها لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية مبينا أن صمود الشعب الإيراني ووعيه فرض على الغرب رؤية الحقيقة.
وأعرب رئيس مجلس الشورى الإيراني عن أمله بألا تكرر القوى الكبرى هذا الخطأ فى حساباتها مشيرا إلى أن إيران ستستمر بوعي كامل في مفاوضاتها مع مجموعة خمسة زائد واحد.
وشدد لاريجاني على أن الشعب الإيراني مستمر في دعمه للشعوب التي تواجه الإرهاب وسيدافع عن وعي الأمة الإسلامية من أجل درء الظلم الذى يأتي عليها عبر الدعايات الكاذبة المسمومة للقوى الكبرى التي ملأت العالم ولاسيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بهدف تصفيتها مؤكدا أن "الطريق إلى فلسطين هو المقاومة".
ودعا رئيس مجلس الشورى الإيراني نواب الأمة الإسلامية إلى الاستمرار في النضال لتحقيق رسالتهم بتحقيق "العدالة والتقدم" مشددا على أن مبدأ التلاحم هو الذى يرسم مستقبل الأمة الإسلامية.
بري: الإرهاب الذي يضرب المنطقة ويفخخ دور العبادة والأماكن العامة أغلبه إرهاب له رعاية دولية وإسرائيلية
من جهته أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الإرهاب الذي يضرب المنطقة ويفخخ دور العبادة والأماكن العامة في سورية والعراق ومصر ولبنان واليمن والمغرب العربي "أغلبه إرهاب له رعاية دولية وإسرائيلية" داعيا إلى إدانة كل أشكال الإرهاب الإسرائيلي ومصادر تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية في المنطقة.
وبين أن "الإرهاب التكفيرى الذي لم يتم وضع حد له على المستوى الدولي ولم يحاكم ويحرم هو الذي شجع اليوم على بروز التكفير الديني والمذهبي" مطالبا بالعمل على إقرار "عقد إسلامي" لمنع استثمار الإسلام لتغطية الارتكابات الجرمية والالتزام بتبنى قرار الأمم المتحدة الذي رعته منظمة المؤتمر الإسلامي بشأن التعصب والتنميط السلبى والتمييز والتحريض على العنف وارتكابه ضد الأشخاص على أساس الدين والمعتقد.
وقال بري "إن تعزيز العمل المشترك سيبقى متوقفا على مسالتين هما استعادة سورية لعافيتها وخروجها من أزمتها وتحقيق أمان الشعب الفلسطينى واستعادة القضية الفلسطينية موقعها ومكانتها كقضية مركزية".
وأوضح بري أن مسائل مهمة تنتظر أعمال المؤتمر وقراراته وهي القضية الفلسطينية وجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وملف الإرهاب الذى تمارسه المجموعات التكفيرية وإرهاب الدولة الذي مارسته وتمارسه إسرائيل منطلقا لتحدى كل القرارات والمواثيق والأعراف الدولية سواء في إصرارها على الاحتلال المباشر للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية والعدوانية المتمثلة بحصار المناطق واحتلالها.
وأشار رئيس مجلس النواب اللبناني إلى أن طريق المفاوضات الذي أسست له إيران أكد أنه "الخيار الصحيح الذي يفتح أبواب الحلول السياسية للمشكلات وهو الأمر الذى ينعكس ايجابيا على الأزمة في سورية التي انفتحت أبواب حلها من خلال مؤتمر جنيف2".
رئيس المجلس الوطني الجزائري يؤكد دعم الجزائر للحوار بين السوريين للحفاظ على وحدة سورية وضمان أمنها وسيادتها
من ناحيته جدد رئيس المجلس الوطني الجزائري محمد ولد خليفة التأكيد على دعم الجزائر للحوار بين السوريين للحفاظ على وحدة سورية وضمان أمنها وسيادتها وحمايتها من مخاطر التدخل الأجنبي داعيا إلى تكثيف الإرادات الخيرة لمساعدة الشعب السوري في تحقيق طموحاته بإعادة الأمن والإعمار.
واعتبر ولد خليفة أن استمرار الإرهاب والعنف فى سورية يشكل مأساة حقيقية لكل الشعب السورى ويهدد استقرار المنطقة برمتها مشددا "على موقف الجزائر الثابت والقائم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها والدعوة إلى الحوار للوصول لحلول سياسية توافقية للنزاعات التي تطرأ داخل البلد الواحد".
وأكد ولد خليفة أن "ظاهرة الإرهاب العابر للحدود خطيرة وتعاني منها الأمة الإسلامية بسبب إساءة الجماعات المتطرفة إلى الدين الإسلامي" داعيا كل المؤسسات واتحاد البرلمانات الإسلامية إلى القيام بالدور الفاعل للتصدى "لظاهرة الإرهاب ومكافحته بشتى الوسائل من أجل تجفيف مصادر تمويله".
ولفت ولد خليفة إلى أن حملات التشويه والتحريف للإسلام التي تروجها بعض الأوساط تهدف إلى التخويف من الإسلام واستغلال انحرافات بعض الأفراد والجماعات المعزولة لتعميم ذلك على جميع المسلمين.
وبين ولد خليفة أهمية انعقاد المؤتمر في هذه الظروف التي يواجه فيها العالم الإسلامي تحديات كبرى تغذيها النزاعات وعدم الاستقرار في العديد من أرجائه مشيرا إلى أن هذه التحديات تشكل حافزا قويا لتعبئة الطاقات وتضافر الجهود من أجل مواجهتها والحد من مضاعفاتها وللقضاء على بؤر التوتر مهما كان مصدرها.
وأكد رئيس المجلس الوطني الجزائري "دعم الجزائر للشعب الفلسطيني في استعادة أراضيه واسترجاع حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة ومتواصلة جغرافيا وعاصمتها القدس على حدود عام 1967 ووجوب التصدى لمحاولة إسرائيل تهويد القدس وإنكارها للمواثيق الدولية والقرارات الصريحة للهيئة الأممية".
رئيس الاتحاد البرلماني الدولي: حل الأزمة في سورية لا يمكن أن يكون عسكريا وينبغي حلها سياسيا عبر الحوار
من جانبه أكد رئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبد الواحد الراضي أن حل الأزمة في سورية لا يمكن أن يكون عسكريا وينبغي حلها سياسيا عبر الحوار "الصادق والنزيه والموضوعي" بين مكونات الشعب السورى مشددا "على ضرورة أن يساعد الجميع مختلف الأطراف للوصول إلى هذا الحل لأنه من غير المقبول أن يترك بلد بكل ما يمثله من عمق تاريخى وحضارى وثقافى وانسانى في أزمة".
وأوضح الراضي أن منظمة التعاون الإسلامي تسعى لتقوية السلم في العالم من أجل نشر قيم "العدل والحرية والتسامح واحترام حقوق الانسان" في التعبير والتفكير مشيرا إلى المساعي الحثيثة لمساعدة اتحاد البرلمانات الإسلامية لتجاوز ما تمر به بعض دوله من أزمات.
وأكد رئيس البرلمان السوداني فاتح عز الدين منصور أن أوضاع الأمة الإسلامية لم تتغير كثيرا عما كانت عليه منذ انعقاد المؤتمر الأول للبرلمانات الاسلامية مشددا على ضرورة تجاوز الخلافات بين الدول الأعضاء وهذا ما يستدعي إنشاء "لجنة حكماء لحل الخلافات" والعمل في الدائرة الدولية لضمان تمثيلنا الإسلامي.
واعتبر منصور أن ما يدور في فلسطين المحتلة يملي على الدول الإسلامية دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال الصهيوني مطالبا بوضع "خطة عمل واضحة المعالم لتلافي مخلفات العولمة وتحقيق الوحدة الاسلامية التي لن تتم إلا بشعور المسلمين أنهم أمة واحدة".
وأوضح منصور أن اتحاد البرلمانات الإسلامية منبع جامع لأبناء الأمة لينهضوا برسالة الإسلام معربا عن أمله بتقرير اتفاقية من خلال المؤتمر حول وضع المرأة في الدول الإسلامية.
من جهته أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون "إصرار الشعب الفلسطيني على السير في طريق المقاومة" تأكيدا على حقه بالتخلص من الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى جاهدا لمصادرة الأراضي الفلسطينية وإقامة المزيد من المستوطنات عليها.
وتساءل الزعنون.. هل ما تقدمه الدول الإسلامية والعربية من أجل حماية القدس يتوازى مع ما تقوم به الصهيونية العالمية يوميا من الاقتحامات لساحات المسجد الأقصى المبارك تمهيدا لتقاسمه زمنيا ومكانيا كما حدث بالحرم الإبراهيمي في الخليل قبل عدة سنوات مطالبا بتعزيز "الجهد العربي والإسلامي" المتواضع وتفعيل عمل الصناديق المالية التي أنشئت من أجل القدس.
وأعرب الزعنون عن أمله بأن يخرج المؤتمر بنتائج عملية تدعم الموقف الفلسطيني في إصراره على حقوقه في وقت تشتد فيه الضغوط الأمريكية والإسرائيلية للتنازل عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف وعن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة.
وأوضح الزعنون أن "الانحياز الأمريكي لإسرائيل" ودعمها ماليا وسياسيا وعسكريا يجب أن يقابله ذات الدعم والمؤازرة من كل الدول الإسلامية والعربية لتحقيق التوازن ومواجهة الضغوط والتهديدات التي تطلقها إسرائيل مثمنا دور إيران المحوري في استتباب الأمن على المستوى الإقليمي والدولي ونصرة قضايا المسلمين وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
بدوره أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم دعم بلاده للخيار "السياسي السلمي لحل الأزمة في سورية" عبر الحوار المشترك بين جميع الأطراف السورية.
وأشار الغانم إلى التراجع الذي شهدته القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين على سلم الأولويات الدولية في هذه المرحلة محذرا من تهميشها وتجاهل النضال التاريخي للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعدم توفير الزخم والدعم المطلوبين من المجتمع الدولي لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط واستغلال الكيان الصهيوني لذلك ومبالغته بالتنكيل بالشعب الفلسطيني داعيا إلى اتخاذ الموقف اللازم لنصرة الشعب الفلسطيني.
وجدد الغانم ترحيب بلاده باتفاق جنيف بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد بشأن البرنامج النووي الإيراني وأملها في أن يكون مقدمة لتفاهم نهائي مشددا على أن يكون الانضمام لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية "واجبا إلزاميا" على جميع الدول بما فيها إسرائيل التي لم تنضم حتى الآن للمعاهدة والتي تهدد ترسانتها النووية أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.
وتشارك في المؤتمر وفود تمثل 47 دولة إضافة إلى مشاركة 22 منظمة دولية بصفة مراقب وستناقش خلاله وعلى مدى يومين أهم قضايا العالم الإسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب في بلدان العالم الإسلامي.
كما ستتضمن أعمال المؤتمر الذى يستمر حتى يوم غد مناقشة وثيقة إعلان البرلمان الإسلامي والبيان الختامى لهذا المؤتمر الذي سيبحث أيضا تعديل لوائح اتحاد برلمانات دول منظمة التعاون الإسلامي على ضوء النظام الأساسي الجديد إضافة إلى التقارير ومشروعات القرارات المقدمة من لجان الاتحاد.
بدأت في العاصمة الإيرانية طهران أعمال المؤتمر التاسع لاتحاد برلمانات دول منظمة التعاون الإسلامي تحت عنوان "البرلمانات الإسلامية والتضامن والتنمية والعدالة" بمشاركة وفد سورية برئاسة محمد جهاد اللحام رئيس مجلس الشعب وبحضور السفير السورى لدى إيران الدكتور عدنان محمود.
وأكد اللحام في كلمته أمام الدورة التاسعة لاجتماع رؤساء برلمانات الدول الإسلامية أن سورية تواجه أعتى موجة إرهاب دولي وحرب تدميرية برعاية غربية أمريكية لضرب بنيان دولتها وتدمير بناها التحتية وتخريب نسيجها المجتمعي في محاولة لكسر إرادتها ومواقفها وسيادتها.
وقال اللحام "إن موجة الإرهاب الدولي والحرب التدميرية التي تشن على سورية مهد الديانات وحاضرة الإسلام وشعبها الصابر على البلوى والقابض على جمر الجرح هي الأعتى في التاريخ" حيث انخرط فيها الشقيق والجار وتداعى لها من أرجاء العالم حملة السواطير وآكلو لحوم البشر أصحاب الأجساد المفخخة التي تنفجر نارا ودمارا بأبناء الشعب السوري برعاية غربية أمريكية لضرب بنيان الدولة السورية وتدمير بناها التحتية وتخريب نسيجها المجتمعي المتناغم منذ آلاف السنين لكسر إرادة سورية ومواقفها وسيادتها التي شكلت وما تزال ضمانة إقليمية للأمن والسلام في منطقة تفيض بالصراعات وخير مثال على العيش المشترك بين مختلف الأديان والأعراق والمذاهب.
وأضاف اللحام إننا "نجتمع اليوم بصفتنا ممثلين عن الشعوب الإسلامية في اتحادنا هذا الذي تداعينا لإنشائه بهدف تأمين إطار مناسب لتعزيز وتقوية أواصر الوحدة والتضامن والتعاون بين الدول الإسلامية وشعوبها مسترشدين بقيم الإسلام السمحة القائمة على المحبة والإخاء والتعاضد ونبذ العنف والتطرف والعمل على تأمين مصالحها المشتركة في الساحة الدولية ومواجهة التحديات الجسام التي تواجهنا والتنسيق معا في المنتديات الدولية من أجل إرساء قواعد الأمن والسلام لشعوبنا وشعوب العالم والحد من محاولات فرض الهيمنة الثقافية والاقتصادية والسياسية على دولنا".
وتابع اللحام إنه "وبعد عقد ونيف من إنشاء اتحادنا وبعد اجتماعات ومؤتمرات اتخذنا فيها القرارات تلو القرارات تعهدنا فيها جميعا بالعمل على التنسيق بين البرلمانات لتحقيق المصالح المشتركة للشعوب الإسلامية وتعهدنا باحترام السيادة الوطنية للدول الأعضاء وبعدم التدخل في شؤونها الداخلية تنفيذا لميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة غير أننا نجد اليوم دولا أعضاء في اتحادنا تعمل ليلا نهارا لانتهاك سيادة بلدي سورية وممارسة أبشع أنواع التدخل في شؤونها الداخلية مرة تحت مسمى دعم الديمقراطية ومرة تحت زعم دعم /المعارضة/ وأخرى تتدخل بشكل سافر بالحديث عن شرعية الحكم فيها في انتهاك فاضح لأهداف الاتحاد الذي يجمعنا اليوم وميثاق منظمة التعاون الإسلامي وميثاق الأمم المتحدة أيضا".
وأوضح اللحام أن "تدخل هذه الدول لم يتوقف على الشكل السياسي بل تحول إلى تدخل عسكري مباشر وغير مباشر سواء عبر مد الجماعات المسلحة والمجموعات الإرهابية التكفيرية التي تتستر برداء الدين الإسلامي الذي هو منهم براء بالمال والسلاح أو عبر تسهيل تسلل الإرهابيين عبر أراضيها إلى داخل سورية لمحاربة الدولة السورية والشعب السوري ليصل عدد هؤلاء الإرهابيين بحسب تقديرات غربية لا سورية إلى عشرات الآلاف من نحو 83 دولة عربية وأجنبية".
وقال اللحام إننا "تعهدنا في اتحاد برلمانات الدول الإسلامية عبر قرارات كثيرة ومن خلال منظمة التعاون الإسلامي بنشر التعاليم والقيم السمحة للإسلام القائمة على الوسطية والتسامح وبتعميق حوار الحضارات ولكننا نرى اليوم دولا إسلامية تنفق ملايين الدولارات ليقتل المسلمون بعضهم بعضا فتمول قنوات دينية متطرفة تعمل على بث بذور الفتنة والكراهية والاقتتال بين المذاهب الإسلامية وتطلق فتاوى الجهاد والتكفير ضد سورية من منابر إسلامية في دول عربية شقيقة لم تصدر منها فتوى واحدة بالجهاد ضد كيان صهيوني سرطاني اغتصب قدس الأقداس وشرد أهلها وناسها إلى جهات الأرض الأربعة.. فأين نحن مما تعاهدنا عليه إسلاميا وميثاقيا وإنسانيا".
وأشار اللحام إلى أن "بعض الحكومات الإسلامية والعربية تصر على اتهام الدولة السورية بتدمير المشافي والمساجد والمدارس وتروج لمعطيات ومعلومات وصور مفبركة دون أن تكلف نفسها عناء استبيان الحقيقة واتخذت مواقف سياسية ضد سورية بناء على هذه الفبركات الإعلامية" مؤكدا "أن من قام بتدمير ممنهج للمؤسسات الخدمية من مشاف ومدارس وخطوط نقل الطاقة والمصانع والمساجد والكنائس هم الإرهابيون أصحاب الفكر التكفيري المتطرف الذين يدعمهم الغرب الاستعماري فالدولة السورية لم تقم ببناء المشافي والمدارس لتدمرها أو تحولها إلى ثكنات عسكرية كما أننا نفخر بنظامنا الصحي والتعليمي الذي يكفل التعليم والطبابة بشكل مجاني للجميع ولا سيما أنه بني بعرق وجهد أبناء سورية ونفخر بمساجدنا تصدح بالأذان وأجراس كنائسنا تقرع في أيام الآحاد فهكذا كانت سورية وهكذا ستكون ولن يقبل شعبنا بغير ذلك".
وأوضح اللحام أن "هذا التشويه المتعمد لصورة سورية عربيا وإسلاميا من قبل بعض الدول هو لتبرير الموقف العدائي ضدها" لافتا إلى أن هذا هو "ما حصل بالفعل لاحقا عندما تحضرت الأساطيل الغربية الأمريكية والفرنسية والبريطانية بمساعدة إسرائيلية للعدوان على سورية لهدف واحد هو ضرب خط المقاومة وحاضنتها وقواها الحقيقية تمهيدا لتصفية القضية الفلسطينية وخصوصا أن واشنطن تعمل على فرض تسوية على الشعب الفلسطيني تبدو وكأنها أمر واقع فتنهي حق اللاجئين بالعودة وحقهم بالقدس عاصمة لدولتهم".
وقال اللحام إنه "وأمام هذا الواقع تصرفت القيادة والحكومة السورية على مستوى المسؤولية فطرحت بموازاة محاربتها الإرهاب التكفيري حلا سياسيا لمن يريد المشاركة في الحياة السياسية في البلاد من مختلف أطياف الشعب السوري وقامت بإجراء إصلاحات سياسية ودستورية تضع إطارا تشريعيا متطورا للتعددية السياسية بحيث يتيح لجميع التيارات السياسية والحزبية المشاركة ولعب دور في بناء سورية المستقبل ودعت إلى حوار وطني شامل إيمانا منها بأن حل الخلافات بين أبناء الوطن يكون بالحوار الجاد لجسر الخلافات وبالتوصل إلى صيغة مشتركة لمستقبل البلاد" لافتا إلى أن "مشاركة وفد الجمهورية العربية السورية في مؤتمر جنيف2 دون شروط مسبقة هو دليل على جدية الدولة السورية منذ البداية في الحوار مع المعارضة التي لنا تحفظات كثيرة على طريقة تشكيل بعض كياناتها وانتماءات بعضها وارتهانها لدول أجنبية"
وأضاف اللحام "إن من زعموا أنهم ممثلو المعارضة وهم من فرضتهم واشنطن واجهة للحوار مع الدولة السورية لا يملكون القدرة على اتخاذ أي قرار قبل الرجوع لسفير القوة الاستعمارية الكبرى روبرت فورد ولذلك نصر على مشاركة المعارضة الوطنية في الداخل والخارج التي أثبتت أنها تريد فعلا الوصول إلى حل سياسي يجنب سورية المزيد من الويلات والدمار ويحفظها دولة قوية بوحدتها الجغرافية وسيادتها واستقلال قرارها".
وشدد اللحام على "أن مستقبل سورية يصنعه السوريون بأنفسهم من خلال الحوار الوطني الشامل وصناديق الاقتراع لا عبر السلاح والإرهاب وبنادق المرتزقة التكفيريين ولا عبر وصاية غربية أو عربية فمن يعتقد أنه يمثل شريحة من الشعب السوري فليتفضل إلى الانتخابات وصناديق الاقتراع المعتمدة في أفضل ديمقراطيات العالم فهي التي تحدد حجم كل تيار سياسي ومدى تأثيره في الشارع لا أن يراهن على تدخل عسكري غربي يجلبه على ظهر دبابة أمريكية أو إسرائيلية أو عبر جماعات تكفيرية تعمل على تخريب وتشويه كل القيم التي نفخر بها نحن السوريين بمختلف انتماءاتنا الدينية والعرقية والسياسية".
وأكد أن "منظمة التعاون الاسلامي واتحاد برلمانات الدول الأعضاء في المنظمة تقف اليوم أمام اختبار حقيقي وهذا الاختبار هو الموقف مما يجري في سورية فإما أن نكون على قدر المسؤولية ونطلب من جميع الدول التي تستثمر في دماء السوريين وتحرض على المزيد من القتل وتدعم جماعات الإرهاب التكفيري لتقتل السوريين دون تمييز أن تتوقف عن تصرفاتها الخطيرة ليس على سورية فحسب بل على المنطقة والعالم وإما أن يسجل التاريخ أننا اجتمعنا وبحثنا ولم نقدم أي شيء للشعب العربي في سورية بأطيافه كافة المسلمة والمسيحية وتخلينا عن مسؤولياتنا لصالح قوى التطرف والتكفير والقتل والإجرام التي لن تتوقف داخل الحدود السورية إذا لم نضع لها حدا قبل فوات الأوان".
ولفت اللحام إلى "أن ما يجري في سورية يرتبط بكل ما نحن مجتمعون من أجله فلا مجال للتنمية التي ننشدها أو لرفع حجم التبادل التجاري بين الدول الإسلامية أو تعزيز دور المرأة المسلمة ودور الشباب ومحاربة الفقر في دولنا ولا مستقبل لدورنا في الدفاع عن حقوق شعبنا الفلسطيني وحماية المقدسات ولا قدرة لنا على مواجهة المؤامرات التي تستهدف مقدرات الأمة الإسلامية ولا مجال لمواجهة الإسلاموفوبيا في ظل التنافر والتناحر بين بعضنا وفي ظل دعم بعض الحكومات الإسلامية للتيارات الفكرية المتطرفة ودعم الإرهاب والتدخل السافر في شؤوننا الداخلية".
واعتبر اللحام أن "تفكك الأمة الإسلامية وضعفها هو محصلة التناحر العبثي بين دولنا الإسلامية والتنابذ والتنافر الذي لا طائل منه سوى أنه يضعف أمتنا الإسلامية ويقوي أعداءنا وفي مقدمتهم كيان الاحتلال الإسرائيلي الغاصب" مشيرا إلى أن "على أعضاء اتحاد برلمانات الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي أن يفعلوا هذه المنظمة من أجل تجاوز خلافاتنا واختلافاتنا والتخلص من رواسبها ومواجهة الاتجاهات الفكرية المتطرفة التي تسعى إلى تكريس الانقسام الإسلامي وتوسيع الفرقة بين الدول الإسلامية سواء على مستوى الأفراد أو على مستوى بعض الحكومات كي يكون التعاون بيننا قائما على أرضية صلبة نستطيع معه تحقيق التنمية والتطور المنشود اعتمادا على القدرات الكبيرة التي تتمتع بها دولنا في المجالات الاقتصادية والتنموية والتجارية".
وأوضح اللحام أن "العمل في هذا السياق يبدأ أولا بنشر الفكر الإسلامي الصحيح القائم على الوسطية والاعتدال وقبول الآخر بالتوازي مع محاربة الفكر التكفيري المتطرف الذي يتستر تحت اسم الإسلام وينتشر حاليا بقوة في عالمنا الإسلامي لأن هذا الفكر المتطرف خطر على المسلمين أنفسهم قبل أن يكون خطرا على غيرهم".
وتوجه اللحام بالشكر للجمهورية الإسلامية الإيرانية قيادة وحكومة وشعبا على جهودها الحثيثة من أجل جمع شمل الدول الإسلامية وتوحيد كلمتهم في الدفاع عن قضايا المسلمين العادلة ولا سيما قضية الشعب الفلسطيني تجسيدا لمبادئ الإسلام الحقيقية القائمة على التعاضد والتعاون بين المسلمين والدفاع عن قيم الحق والعدالة في العالم.
كما عبر عن الشكر العميق لمجلس الشورى الإيراني رئيسا وأعضاء على جهودهم في استضافة هذا الاجتماع متمنيا للمؤتمر النجاح في التوصل إلى قرارات وتوصيات تسهم في تعزيز التعاون والتضامن والتكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية وفي تشخيص الأمراض التي تعتري عمل منظماتها وجسر الخلافات البينية لتجاوزها على أمل وضع أرضية حقيقية للعمل الجاد في تحصين حقوق الشعوب الإسلامية في زمن تستهدف فيه شعوبنا من الداخل والخارج على حد سواء.
اللحام وشمخاني يؤكدان ضرورة وقف العنف والإرهاب في سورية وممارسة الضغوط على الدول التي تدعم الإرهابيين بالمال والسلاح
وبحث اللحام وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني بحضور السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الجانبان خلال لقائهما في طهران ضرورة وقف العنف والإرهاب في سورية وممارسة الضغوط على الدول التي تدعم الإرهابيين بالمال والسلاح للكف عن دعمهم وتمويلهم محذرين من خطر الإرهاب التكفيري على أمن واستقرار المنطقة والعالم بأسره.
واستعرض اللحام خلال اللقاء ما تتعرض له سورية منذ ثلاث سنوات من حرب إرهابية وسياسية وإعلامية واقتصادية وقال: " إن سورية تحارب الإرهاب المنظم نيابة عن العالم فهناك إرهابيون من عشرات الدول يحاربون الدولة السورية ويستهدفون الأبرياء والبنى التحتية لإضعافها وحرفها عن نهجها المقاوم" محذرا من خطر التنظيمات الإرهابية التكفيرية على أمن واستقرار المنطقة.
وأشار اللحام إلى ما تقوم به الحكومة السورية من جهود لتلبية حاجات المواطنين الأساسية في ظل الحرب الإرهابية والحظر الظالم المفروض على الشعب السوري والإنجازات والانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على الإرهابيين مؤكدا أن سورية ستنتصر على الإرهاب وستعود أقوى مما كانت بهمة وتضحيات أبنائها الذين يرفضون كل أشكال التدخل الخارجي في شؤونهم الداخلية.
وأكد اللحام اهتمام الحكومة السورية بالشأن الإنساني وتحقيق المصالحات الوطنية بين أبناء الشعب مؤكدا ان الحل السياسي هو الحل الوحيد في سورية بعيدا عن التدخلات والإملاءات وقال "إن أولويات الشعب السوري في جنيف2هي إيقاف العنف والإرهاب والتطرف الذي يعصف في سورية بتسليح ودعم وتمويل إقليمي ودولي".
وأكد رئيس مجلس الشعب ترحيب الحكومة السورية بالحلول السياسية المرتكزة على مطالب وإرادة الشعب السوري لإنهاء الأزمة القائمة وقال: "إن الحلول والمخططات التي لا تأخذ بنظر الاعتبار مصالح الشعب السورية محكومة بالفشل".
ونوه اللحام بالدعم الذي تقدمة إيران للشعب السوري للاستمرار في مقاومته مؤكدا ضرورة وقف المعاناة والخسائر المادية والمعنوية التي تلحق به.
من جهته جدد شمخاني على استمرار دعم الحكومة الإيرانية لسورية حكومة وشعبا وقال: " إن سورية ستنتصر على الإرهاب وستعود أقوى مما كانت عليه" مشيرا إلى النجاحات التي تحققها الحكومة السورية على صعيد التصدي للإرهابيين التكفيريين والدفاع عن حقوق الشعب السوري خلال المفاوضات السياسية.وأضاف شمخاني "أن الإجراءات السياسية لا يمكن أن تفضي الى خفض حدة الأزمة في سورية ما لم تؤخذ بنظر الاعتبار مطالب وإرادة الشعب السوري" مستنكرا استخدام الأدوات السياسية لفرض إرادة التيارات المتطرفة على المجتمع السوري.
وقال: " إن التضحيات الجسام التي يقدمها الشعب السوري المظلوم حاليا في مجال مكافحة التيارات التكفيرية العميلة ستؤدي بالتأكيد إلى خلق ظروف جديدة على أساس مطالب الشعب السوري".
وأضاف شمخاني أن "دعم المقاومة والحكومة والشعب في سورية من واجبات الدول المستقلة والحريصة على سيادة العقلانية والسلام في العالم " مؤكدا أن التغيير في المعادلات السياسية والعسكرية لصالح الحكومة والشعب في سورية والتشتت في تيارات الطرف الآخر مؤشر على أصالة الشعب السوري ومقاومته لكون الإرهابيين التكفيريين عديمي الجذور والشعبية".
وعقدت الجلسة المسائية للمؤتمر برئاسة رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني في قاعة المؤتمرات حيث يتناوب رؤساء الوفود بحسب ترتيب الحروف الإنكليزية على إلقاء كلماتها والتي تبين مواقفها تجاه القضايا الإقليمية والعالمية والعالم الإسلامي وخاصة تجاه مكافحة الإرهاب والتطرف والقضية الفلسطينية والعدالة والتضامن الاسلامي في وجه التحديات العالمية والتنمية.
الى ذلك أعرب رئيس مجلس الشورى الإيراني إثر انتهاء كلمة رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام أمام المؤتمر عن أمله في أن تنتهي مشاكل سورية في القريب العاجل و"أن يعود الشعب السوري الابي الى حياته الطبيعية الذي يعايش أوضاعا صعبة في وقتنا الحاضر".
اللحام خلال لقائه رئيس البرلمان الصومالي: أعداء الشعب السوري يمارسون التضليل الإعلامي لقلب وتشويه الحقائق في سورية
إلى ذلك بحث اللحام مع رئيس البرلمان الصومالي محمد شيخ عثمان جوهري العلاقات الثنائية وسبل وآلية التعاون البرلماني لحل قضايا العالم الإسلامي مشيرا إلى ما تتعرض له سورية من إرهاب يستهدف الشعب السوري ومقدراته وبنيته التحتية.
وقال اللحام خلال اللقاء الذي جرى على هامش أعمال المؤتمر التاسع لاتحاد برلمانات دول منظمة التعاون الإسلامي
المنعقد في العاصمة الإيرانية طهران بحضور سفير سورية في طهران الدكتور عدنان محمود "إن أعداء الشعب السوري يمارسون التضليل الإعلامي لقلب وتشويه الحقائق في سورية التي تتعرض للإرهاب الممنهج لإضعافها والتأثير على مواقفها الثابتة".
ولفت رئيس مجلس الشعب إلى الجهود التي تبذلها الحكومة السورية لإنهاء الأزمة القائمة من خلال الحلول السياسية المرتكزة على الحوار بين السوريين بما يحقق مطالب وإرادة الشعب السوري.
وبشأن القضية الفلسطينية قال اللحام "كانت ومازالت القضية المحورية للعالم الإسلامي وأن سورية ستبقى تدافع عنها" مؤكدا "أهمية دور البرلمانات في حل قضايا العالم الإسلامي بما يخدم مصالحه ويحقق طموح أبنائه".
ودعا إلى "الاستفادة من الإمكانات المتاحة والعمل على تعزيز العمل الدبلوماسي البرلماني لاحتواء الأزمات والحيلولة دون تدخل الآخرين بالشؤون الداخلية للبلدان الإسلامية".
روحاني: خطر الإرهاب والتطرف يهدد الدول الإسلامية دون استثناء
أكد الرئيس الإيراني حسن روحانى في كلمة له خلال افتتاح أعمال المؤتمر أن "خطر الإرهاب والتطرف يهدد الدول الإسلامية دون استثناء بشكل لا سابق له بغية الحيلولة دون وحدتها وتطورها الاقتصادى ولازالة هويتها الدينية والثقافية" داعيا الدول الإسلامية التي تظن أنها مستثناة من هذا العنف إلى أن "تعي جيدا أن هذه التهديدات شاملة وأنها ستطالها على المدى الطويل".
وأشار روحاني إلى أن "الكيان الصهيوني هو المستفيد الأول من انتشار الإرهاب وسفك المسلمين دماء بعضهم بعضا" موضحا أنه لا يمكن ايجاد حل لمشاكل المسلمين وأراضيهم المحتلة إلا عبر تحقيق وحدة المسلمين العميقة والحقيقية في التصدى للغاصبين.
وبين روحاني أن "قتل الأبرياء هو قمة التطرف والعنف وأن الإرهاب بلاء خشن ومدان أينما كان لأنه يناهض السلام وحقوق الإنسان" لافتا إلى أن اشعال الحروب والفتن وفرض العقوبات في أي منطقة تحت مسميات مختلفة فيها لعب بالكلمات يؤثر على كل شعوب العالم.
وشدد روحاني على "أن الدفاع عن الشعب الفلسطيني وتحرير القدس وعن جميع الشعوب المسلمة المظلومة وتطوير العلاقات مع كل الدول الإسلامية أولوية أساسية لإيران التي تمد يد الإخوة والتعاون والتعايش السلمي للجميع وتدعو إلى التفاهم والتعاون من أجل تحقيق الأهداف المشتركة وحل مشاكل العالم الإسلامى ليأخذ المكانة التي يستحقها فى العالم".
وأعرب روحاني عن أمله في أن يتخذ اتحاد البرلمانات الإسلامية قرارات لإيجاد عالم أكثر أمنا وتقدما لجميع المسلمين فى العالم وبذل الجهود من أجل الإخوة والتفاهم والتعايش السلمى والتسامح والحل السريع للخلافات باعتبار مؤتمر اليوم فرصة لتبادل الآراء والتعاون لافتا إلى أن هذه المسائل أولويات في السياسة الخارجية الإيرانية المبنية على "الاعتدال والأخلاق والتعاون" مع كل الدول الإسلامية وخاصة الجارة.واعتبر روحانى أن "فقدان الوحدة والانسجام والفكر الجماعى والسماح بتدخل القوى الأجنبية فى الشؤون الداخلية لبعض الدول وعدم مواجهة هجمات تشويه الثقافة وضعف الآرادة كانت وراء عدم تمكن المسلمين من القيام بدورهم الفاعل فى العالم وحل مشاكلهم وقضاياهم".
وأشار روحانى إلى أن "تحقيق الانسجام واستثمار طاقات المسلمين لحل مشاكلهم أهم تحد فكري وعملى" يواجه المسلمين الذين يواجهون أزمات وتحديات كبيرة يترتب عليها تدهور الوضع الامنى والاقتصادى والاجتماعي.
لاريجاني: القوى الاستعمارية الكبرى تقوم بنشر التكفير وظاهرة الإرهاب للإبقاء على مشاكل المنطقة
بدوره أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أن "الإرهاب والاستكبار" منشؤهما واحد وأن الألم الذى يسببه هذا الإرهاب يتحمله الشعب في سورية وأفغانستان والعراق أكثر من أي مكان آخر موضحا أن "هناك سعيا عبر التكفير لتحقيق ما ينشده الصهاينة في العالم الاسلامي".
وبين لاريجاني أن ظاهرة الإرهاب تزداد في الدول الإسلامية مع أن القوى العظمى تكرر دائما أنها تكافح الإرهاب مشيرا إلى أن هذه القوى تقوم عبر ظاهرة الإرهاب بالسعي لتحقيق أهدافها.
وأشار لاريجاني إلى أن القوى الاستعمارية الكبرى تقوم بنشر التكفير وظاهرة الإرهاب للابقاء على مشاكل المنطقة وإيجاد الفرقة لإزالة طاقات الشعوب ومنعها من التلاحم من أجل الدفاع عن فلسطين المحتلة وتعزيز معنويات إسرائيل الفاشلة وتحقيق هدفها بإضعاف المقاومة في الوقت الذي تشهد فيه الدول الإسلامية تقدما ملحوظا وتوظف طاقاتها فى مواجهة هذه القوى الاستعمارية.
وأوضح لاريجاني أن الوجه الاخر لهذه الدعايات هو ما أشاعته القوى الكبرى من خدع حول البرنامج النووي الإيراني السلمي رغم علمها بتمسك إيران بالطاقة السلمية وإخضاع كل نشاطاتها لإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية مبينا أن صمود الشعب الإيراني ووعيه فرض على الغرب رؤية الحقيقة.
وأعرب رئيس مجلس الشورى الإيراني عن أمله بألا تكرر القوى الكبرى هذا الخطأ فى حساباتها مشيرا إلى أن إيران ستستمر بوعي كامل في مفاوضاتها مع مجموعة خمسة زائد واحد.
وشدد لاريجاني على أن الشعب الإيراني مستمر في دعمه للشعوب التي تواجه الإرهاب وسيدافع عن وعي الأمة الإسلامية من أجل درء الظلم الذى يأتي عليها عبر الدعايات الكاذبة المسمومة للقوى الكبرى التي ملأت العالم ولاسيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية بهدف تصفيتها مؤكدا أن "الطريق إلى فلسطين هو المقاومة".
ودعا رئيس مجلس الشورى الإيراني نواب الأمة الإسلامية إلى الاستمرار في النضال لتحقيق رسالتهم بتحقيق "العدالة والتقدم" مشددا على أن مبدأ التلاحم هو الذى يرسم مستقبل الأمة الإسلامية.
بري: الإرهاب الذي يضرب المنطقة ويفخخ دور العبادة والأماكن العامة أغلبه إرهاب له رعاية دولية وإسرائيلية
من جهته أكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الإرهاب الذي يضرب المنطقة ويفخخ دور العبادة والأماكن العامة في سورية والعراق ومصر ولبنان واليمن والمغرب العربي "أغلبه إرهاب له رعاية دولية وإسرائيلية" داعيا إلى إدانة كل أشكال الإرهاب الإسرائيلي ومصادر تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية في المنطقة.
وبين أن "الإرهاب التكفيرى الذي لم يتم وضع حد له على المستوى الدولي ولم يحاكم ويحرم هو الذي شجع اليوم على بروز التكفير الديني والمذهبي" مطالبا بالعمل على إقرار "عقد إسلامي" لمنع استثمار الإسلام لتغطية الارتكابات الجرمية والالتزام بتبنى قرار الأمم المتحدة الذي رعته منظمة المؤتمر الإسلامي بشأن التعصب والتنميط السلبى والتمييز والتحريض على العنف وارتكابه ضد الأشخاص على أساس الدين والمعتقد.
وقال بري "إن تعزيز العمل المشترك سيبقى متوقفا على مسالتين هما استعادة سورية لعافيتها وخروجها من أزمتها وتحقيق أمان الشعب الفلسطينى واستعادة القضية الفلسطينية موقعها ومكانتها كقضية مركزية".
وأوضح بري أن مسائل مهمة تنتظر أعمال المؤتمر وقراراته وهي القضية الفلسطينية وجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وملف الإرهاب الذى تمارسه المجموعات التكفيرية وإرهاب الدولة الذي مارسته وتمارسه إسرائيل منطلقا لتحدى كل القرارات والمواثيق والأعراف الدولية سواء في إصرارها على الاحتلال المباشر للأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية والعدوانية المتمثلة بحصار المناطق واحتلالها.
وأشار رئيس مجلس النواب اللبناني إلى أن طريق المفاوضات الذي أسست له إيران أكد أنه "الخيار الصحيح الذي يفتح أبواب الحلول السياسية للمشكلات وهو الأمر الذى ينعكس ايجابيا على الأزمة في سورية التي انفتحت أبواب حلها من خلال مؤتمر جنيف2".
رئيس المجلس الوطني الجزائري يؤكد دعم الجزائر للحوار بين السوريين للحفاظ على وحدة سورية وضمان أمنها وسيادتها
من ناحيته جدد رئيس المجلس الوطني الجزائري محمد ولد خليفة التأكيد على دعم الجزائر للحوار بين السوريين للحفاظ على وحدة سورية وضمان أمنها وسيادتها وحمايتها من مخاطر التدخل الأجنبي داعيا إلى تكثيف الإرادات الخيرة لمساعدة الشعب السوري في تحقيق طموحاته بإعادة الأمن والإعمار.
واعتبر ولد خليفة أن استمرار الإرهاب والعنف فى سورية يشكل مأساة حقيقية لكل الشعب السورى ويهدد استقرار المنطقة برمتها مشددا "على موقف الجزائر الثابت والقائم على مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول واحترام سيادتها والدعوة إلى الحوار للوصول لحلول سياسية توافقية للنزاعات التي تطرأ داخل البلد الواحد".
وأكد ولد خليفة أن "ظاهرة الإرهاب العابر للحدود خطيرة وتعاني منها الأمة الإسلامية بسبب إساءة الجماعات المتطرفة إلى الدين الإسلامي" داعيا كل المؤسسات واتحاد البرلمانات الإسلامية إلى القيام بالدور الفاعل للتصدى "لظاهرة الإرهاب ومكافحته بشتى الوسائل من أجل تجفيف مصادر تمويله".
ولفت ولد خليفة إلى أن حملات التشويه والتحريف للإسلام التي تروجها بعض الأوساط تهدف إلى التخويف من الإسلام واستغلال انحرافات بعض الأفراد والجماعات المعزولة لتعميم ذلك على جميع المسلمين.
وبين ولد خليفة أهمية انعقاد المؤتمر في هذه الظروف التي يواجه فيها العالم الإسلامي تحديات كبرى تغذيها النزاعات وعدم الاستقرار في العديد من أرجائه مشيرا إلى أن هذه التحديات تشكل حافزا قويا لتعبئة الطاقات وتضافر الجهود من أجل مواجهتها والحد من مضاعفاتها وللقضاء على بؤر التوتر مهما كان مصدرها.
وأكد رئيس المجلس الوطني الجزائري "دعم الجزائر للشعب الفلسطيني في استعادة أراضيه واسترجاع حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة ومتواصلة جغرافيا وعاصمتها القدس على حدود عام 1967 ووجوب التصدى لمحاولة إسرائيل تهويد القدس وإنكارها للمواثيق الدولية والقرارات الصريحة للهيئة الأممية".
رئيس الاتحاد البرلماني الدولي: حل الأزمة في سورية لا يمكن أن يكون عسكريا وينبغي حلها سياسيا عبر الحوار
من جانبه أكد رئيس الاتحاد البرلماني الدولي عبد الواحد الراضي أن حل الأزمة في سورية لا يمكن أن يكون عسكريا وينبغي حلها سياسيا عبر الحوار "الصادق والنزيه والموضوعي" بين مكونات الشعب السورى مشددا "على ضرورة أن يساعد الجميع مختلف الأطراف للوصول إلى هذا الحل لأنه من غير المقبول أن يترك بلد بكل ما يمثله من عمق تاريخى وحضارى وثقافى وانسانى في أزمة".
وأوضح الراضي أن منظمة التعاون الإسلامي تسعى لتقوية السلم في العالم من أجل نشر قيم "العدل والحرية والتسامح واحترام حقوق الانسان" في التعبير والتفكير مشيرا إلى المساعي الحثيثة لمساعدة اتحاد البرلمانات الإسلامية لتجاوز ما تمر به بعض دوله من أزمات.
وأكد رئيس البرلمان السوداني فاتح عز الدين منصور أن أوضاع الأمة الإسلامية لم تتغير كثيرا عما كانت عليه منذ انعقاد المؤتمر الأول للبرلمانات الاسلامية مشددا على ضرورة تجاوز الخلافات بين الدول الأعضاء وهذا ما يستدعي إنشاء "لجنة حكماء لحل الخلافات" والعمل في الدائرة الدولية لضمان تمثيلنا الإسلامي.
واعتبر منصور أن ما يدور في فلسطين المحتلة يملي على الدول الإسلامية دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال الصهيوني مطالبا بوضع "خطة عمل واضحة المعالم لتلافي مخلفات العولمة وتحقيق الوحدة الاسلامية التي لن تتم إلا بشعور المسلمين أنهم أمة واحدة".
وأوضح منصور أن اتحاد البرلمانات الإسلامية منبع جامع لأبناء الأمة لينهضوا برسالة الإسلام معربا عن أمله بتقرير اتفاقية من خلال المؤتمر حول وضع المرأة في الدول الإسلامية.
من جهته أكد رئيس المجلس الوطني الفلسطيني سليم الزعنون "إصرار الشعب الفلسطيني على السير في طريق المقاومة" تأكيدا على حقه بالتخلص من الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى جاهدا لمصادرة الأراضي الفلسطينية وإقامة المزيد من المستوطنات عليها.
وتساءل الزعنون.. هل ما تقدمه الدول الإسلامية والعربية من أجل حماية القدس يتوازى مع ما تقوم به الصهيونية العالمية يوميا من الاقتحامات لساحات المسجد الأقصى المبارك تمهيدا لتقاسمه زمنيا ومكانيا كما حدث بالحرم الإبراهيمي في الخليل قبل عدة سنوات مطالبا بتعزيز "الجهد العربي والإسلامي" المتواضع وتفعيل عمل الصناديق المالية التي أنشئت من أجل القدس.
وأعرب الزعنون عن أمله بأن يخرج المؤتمر بنتائج عملية تدعم الموقف الفلسطيني في إصراره على حقوقه في وقت تشتد فيه الضغوط الأمريكية والإسرائيلية للتنازل عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشريف وعن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة.
وأوضح الزعنون أن "الانحياز الأمريكي لإسرائيل" ودعمها ماليا وسياسيا وعسكريا يجب أن يقابله ذات الدعم والمؤازرة من كل الدول الإسلامية والعربية لتحقيق التوازن ومواجهة الضغوط والتهديدات التي تطلقها إسرائيل مثمنا دور إيران المحوري في استتباب الأمن على المستوى الإقليمي والدولي ونصرة قضايا المسلمين وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
بدوره أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم دعم بلاده للخيار "السياسي السلمي لحل الأزمة في سورية" عبر الحوار المشترك بين جميع الأطراف السورية.
وأشار الغانم إلى التراجع الذي شهدته القضية الفلسطينية قضية العرب والمسلمين على سلم الأولويات الدولية في هذه المرحلة محذرا من تهميشها وتجاهل النضال التاريخي للشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعدم توفير الزخم والدعم المطلوبين من المجتمع الدولي لتحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط واستغلال الكيان الصهيوني لذلك ومبالغته بالتنكيل بالشعب الفلسطيني داعيا إلى اتخاذ الموقف اللازم لنصرة الشعب الفلسطيني.
وجدد الغانم ترحيب بلاده باتفاق جنيف بين إيران ومجموعة خمسة زائد واحد بشأن البرنامج النووي الإيراني وأملها في أن يكون مقدمة لتفاهم نهائي مشددا على أن يكون الانضمام لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية "واجبا إلزاميا" على جميع الدول بما فيها إسرائيل التي لم تنضم حتى الآن للمعاهدة والتي تهدد ترسانتها النووية أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.
وتشارك في المؤتمر وفود تمثل 47 دولة إضافة إلى مشاركة 22 منظمة دولية بصفة مراقب وستناقش خلاله وعلى مدى يومين أهم قضايا العالم الإسلامي وعلى رأسها القضية الفلسطينية ومكافحة الإرهاب في بلدان العالم الإسلامي.
كما ستتضمن أعمال المؤتمر الذى يستمر حتى يوم غد مناقشة وثيقة إعلان البرلمان الإسلامي والبيان الختامى لهذا المؤتمر الذي سيبحث أيضا تعديل لوائح اتحاد برلمانات دول منظمة التعاون الإسلامي على ضوء النظام الأساسي الجديد إضافة إلى التقارير ومشروعات القرارات المقدمة من لجان الاتحاد.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة