أبصرت حكومة المداورة النور بعد عشرة أشهر من المناورة والمكابرة.

 "حكومة المصلحة الوطنية"، كما أسماها رئيسها الوافد للمرة الأولى إلى نادي رؤساء الحكومة، معيدا الرئاسة الثالثة إلى العاصمة الأولى بعد غياب استمر عقدين وعامين، هي حكومة الانتخابات الرئاسية ومكافحة الارهاب ومعالجة ملف النازحين السوريين، بما يشبه اعلان نوايا ومسودة البيان الوزاري لحكومته التي يفترض ألا تعيش أكثر من ثلث المدة التي استغرقتها مدة التأليف.

 في القراءة الهادئة للحكومة السلامية الأولى تبرز الخلاصات الآتية:

 1- ثلاث قوى تساوت بالأحجام والأوزان داخل الحكومة: "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" وحركة "أمل".

 2- المداورة كانت شبه كاملة باستثناء موقع نائب رئيس الحكومة لاعتبارات أرثوذكسية، وهي أدت للمرة الأولى منذ عقدين إلى عودة مسيحي إلى التربية، ومنذ عقد لعودة مسيحي إلى الخارجية. والاثنان من "التيار الوطني الحر".

 3- نجم الحكومة نهاد المشنوق، النسيب اللدود لوزير البيئة محمد المشنوق، صديق تمام سلام. أما مفاجأة التشكيلة فهو أشرف ريفي الذي أشعل توزيره طرابلس برصاص الابتهاج.

 4- الغائب الأكبر عن الحكومة هو "القوات اللبنانية". وهو غياب سيتسبب باطلاق رصاصة الرحمة على ما تبقى من تحالف "14 آذار" بعدما تمت الصفقة على حساب سمير جعجع الذي وجد نفسه في موقع مشابه لما بعد الطائف، الاتفاق الذي استمات جعجع شخصيا في انجاحه لغايات لم تعد خافية على أحد.

 5- تولي "المستقبل" لحقائب الداخلية والعدل يرتب مسؤوليات جسيمة على فريق الرئيس سعد الحريري لجهة التصدي للارهاب والحركات المتطرفة، والحد من موجة الاغتيالات والتفجيرات بالتعاون مع وزير الاتصالات، المسؤول عن إعطاء الداتا أو حجبها، ما يعني ان الكرة في ملعب "المستقبل". وهذا ما يريح "حزب الله" وليس العكس.

 6- أثبت العماد عون مجددا انه الرقم الصعب والمعادلة التي لا يمكن تخطيها عندما يتعلق الأمر بحقوق المسيحيين. وهو أظهر قدرة وحنكة وحكمة وثباتا أوصل إلى وزارة سيادية هي الخارجية، وأبقى على وزارة استراتيجية في عهدة التكتل هي الطاقة.

 هي إذا حكومة الممكن عندما صار بالامكان الحديث، خارجيا عن اتفاق أميركي - إيراني، وداخليا عن تفاهم بين عون - الحريري - "حزب الله".

  • فريق ماسة
  • 2014-02-14
  • 7496
  • من الأرشيف

تولي المستقبل العدل والداخلية والاتصالات يريح "حزب الله"..قراءة هادئة للحكومة اللبنانية الجديدة

أبصرت حكومة المداورة النور بعد عشرة أشهر من المناورة والمكابرة.  "حكومة المصلحة الوطنية"، كما أسماها رئيسها الوافد للمرة الأولى إلى نادي رؤساء الحكومة، معيدا الرئاسة الثالثة إلى العاصمة الأولى بعد غياب استمر عقدين وعامين، هي حكومة الانتخابات الرئاسية ومكافحة الارهاب ومعالجة ملف النازحين السوريين، بما يشبه اعلان نوايا ومسودة البيان الوزاري لحكومته التي يفترض ألا تعيش أكثر من ثلث المدة التي استغرقتها مدة التأليف.  في القراءة الهادئة للحكومة السلامية الأولى تبرز الخلاصات الآتية:  1- ثلاث قوى تساوت بالأحجام والأوزان داخل الحكومة: "المستقبل" و"التيار الوطني الحر" وحركة "أمل".  2- المداورة كانت شبه كاملة باستثناء موقع نائب رئيس الحكومة لاعتبارات أرثوذكسية، وهي أدت للمرة الأولى منذ عقدين إلى عودة مسيحي إلى التربية، ومنذ عقد لعودة مسيحي إلى الخارجية. والاثنان من "التيار الوطني الحر".  3- نجم الحكومة نهاد المشنوق، النسيب اللدود لوزير البيئة محمد المشنوق، صديق تمام سلام. أما مفاجأة التشكيلة فهو أشرف ريفي الذي أشعل توزيره طرابلس برصاص الابتهاج.  4- الغائب الأكبر عن الحكومة هو "القوات اللبنانية". وهو غياب سيتسبب باطلاق رصاصة الرحمة على ما تبقى من تحالف "14 آذار" بعدما تمت الصفقة على حساب سمير جعجع الذي وجد نفسه في موقع مشابه لما بعد الطائف، الاتفاق الذي استمات جعجع شخصيا في انجاحه لغايات لم تعد خافية على أحد.  5- تولي "المستقبل" لحقائب الداخلية والعدل يرتب مسؤوليات جسيمة على فريق الرئيس سعد الحريري لجهة التصدي للارهاب والحركات المتطرفة، والحد من موجة الاغتيالات والتفجيرات بالتعاون مع وزير الاتصالات، المسؤول عن إعطاء الداتا أو حجبها، ما يعني ان الكرة في ملعب "المستقبل". وهذا ما يريح "حزب الله" وليس العكس.  6- أثبت العماد عون مجددا انه الرقم الصعب والمعادلة التي لا يمكن تخطيها عندما يتعلق الأمر بحقوق المسيحيين. وهو أظهر قدرة وحنكة وحكمة وثباتا أوصل إلى وزارة سيادية هي الخارجية، وأبقى على وزارة استراتيجية في عهدة التكتل هي الطاقة.  هي إذا حكومة الممكن عندما صار بالامكان الحديث، خارجيا عن اتفاق أميركي - إيراني، وداخليا عن تفاهم بين عون - الحريري - "حزب الله".

المصدر : الماسة السورية/ التيار الوطني الحر


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة