دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
في برنامج رحلة في الذاكرة الذي تعرضه قناة روسيا اليوم يتحدث آخر وزير للخارجية المصرية في عهد مبارك أحمد أبو الغيط عن القطيعة التي وقعت بين الملك السعودي عبد الله والرئيس مبارك من جهة والرئيس السوري بشار الأسد من جهة أخرى إثر الخطاب الذي ألقاه الأخير أمام مجلس الشعب بعد الحرب الإسرائيلية الفاشلة على حزب الله صيف عام 2006.
أبو الغيط رد على سؤال مقدم البرنامج حين طلب تفسير شعور الرئيس حسني مبارك بنبرة الاستعلاء في كلام السيد الرئيس بشار الأسد قال أبو الغيط: سورية دولة مهمة ذات قيمة وعندما يرأسها رئيس يبلغ من العمر خمس وثلاثون سنة هو يتصور "بتقديري" أن مسألة السن والخبرة لا قيمة لها وهذا أتفهمه ، ولكن يجب في نقاشاتك مع خبرات تتجاوز ضعف عمرك عليك أن تعطيهم قدر من المراعاة وخصوصا أن لديهم خبرة هائلة، فخطاب الرئيس بشار في نهاية عمليات الغزو الإسرائيلي على لبنان في شهر آب من العام 2006 هذا في تقديري أسوأ خطاب يمكن أن يصدر من رئيس سورية في مواجهة حلفاؤه التقليدين مصر والسعودية، قال أمرين أنا شخصياً أخذت جداً منهما قال أن كان هناك من كانوا يدعون الحكمة في معرفتهم الأوضاع وظهر أنه لا حكمة لديهم وهؤلاء أنصاف الرجال..يتابع أبو الغيط : أنا كنت في الساحل الشمالي في هذا اليوم وأسمع في الراديو هذا الخطاب فأُخذت بهذا الحديث وفور انتهاء الخطاب رأيت الرئيس مبارك يتصل تلفونياً والرئيس مبارك لا يتحدث إطلاقاً بالهاتف النقال" الموبايل" و دائماً يصر أن يتحدث بالهاتف بدائرة مغلقة لأنه كأنه كان يعلم أن كل مكالماته مسجلة "والرئيس مبارك في حكمته لا يتجاوز إطلاقاً على أي شخصية، يعني يظهر غضب هائل اتجاه شخص ما ولكن لا يقلل من قيمته" قال لي هل رأيت ماذا قال الرئيس بشار فقلت له نعم وأنا متفاجئ جداُ من هذا الحديث.. فكان غاضباً غضب شديد و سبب غضبه أنه عندما وقعت عملية حزب الله في 12 تموز 2006 كنا في مجلس الوزراء المصري فبعد نصف ساعة من العملية اتصل بي الرئيس وقال هل علمت بما حدث ، فأجبته نعم فقال: سوف تفتح أبواب جهنم في الشرق الأوسط لأن الإسرائيلين لديهم رعونة و سوف يتصرفون بحق لبنان وبحق حزب الله بشكل غير مسبوق وأضاف أن من يحكم في تل أبيب لا يعرفون العسكرية بل سيثبتون أنهم أسياد الاستراتيجية العسكرية وسوف يتصرفون بحماقة لا يتحملها الوضع في الشرق الأوسط ولذلك عليك أن تسافر اليوم وتلتقي الرئيس بشار وتعبر له عن تحذيري له أن لا يخوض في هذا الأمر ولا يتدخل بشكل يؤدي إلى انجراف سورية بصدام مع إسرائيل لأنه سيدفع الثمن غالي في هذا الصدام نظراً لحماقة الإسرائيليين وتقول له يساعد في الإفراج عن الجنود الإسرائيلين المخطوفين وأن تطلب من الرئيس بشار الأسد أن يحذر حزب الله من الانجراف في المواجهة، ثم سافرت فوراً وقابلت الرئيس بشار الأسد وظهر لي أنه متجاوب جداً وأنه متفاجئ وأنا خارج قال لي وزير الخارجية وليد المعلم : يا أحمد لعل إيران وراء القصة هذه والرئيس بشار الأسد قال لي نحن لم نتدخل ورجعت وبلغت الرئيس مبارك.
ثم ذهبت في 13 تموز إلى السعودية وطلبت من الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودية أن يتصل مع واشنطن وأبلغته أنا سوف أتصل مع الإسرائيليين لكي نلم الموقف حتى لا نسمح بانجراف اسرائيل بعملية عدوانية على لبنان وعملية تعقد الوضع في الشرق الأوسط ولكن الأمير سعود رغم تجاوبه إلا أنه انتقد سورية، ...
الغيط تابع: نعود إلى خطاب الرئيس الأسد عندما قال هذا الكلام ظهر الغضب الشديد لدى الرئيس المصري والملك السعودي لأنهما حذراه و ساعداه و وقفا بجانبه ويعلمان بحجم قلقه وخشيته من امتداد النزاع إلى سورية ولم يغب عنهما ما حدث في شهر السادس والسابع في العام 1982 مع الرئيس حافظ الأسد عندما اصطدمت سورية مع إسرائيل في البقاع اللبناني وكانت الخسائر فظيعة وبعد كل هذا تقول أنصاف الرجال و مدعي الحكمة ..طبعا هذا الكلام تسبب بغضب مبارك وعبد الله..
أبو الغيط أصر أن ما جرى في حرب تموز لا يمكن اعتباره انتصار لأن عناصر حزب الله تراجعوا إلى الخلف فكيف لمقاومة تتراجع 30 كيلوا ولا تستطيع أن تشتبك مع العدو في هذه المساحة فكيف نسمي هذا انتصار على حد زعم أبو الغيط، فقاطعه المقدم وقال له لكن خسارة إسرائيل كانت معنوية ولم تحقق أي غرض استراتيجي وعسكري في هذه المعركة فما كان أبو الغيط إلا أن عزى الموضوع إلى حماقة إسرائيل التي استخدمت قوات مدرعة وقوات كبيرة في مواجهة عناصر ووحدات صغيرة من المقاومة.
أبو الغيط اعتبر أن نظام مبارك شارك بالحرب مع لبنان حين قدم مشفى ميداني للبنان وسفن كبيرة تحميل مياه الشرب إلى الجنوب وأصلحت شبكات الكهرباء كذلك إضافة إلى تحمل العبء السياسي وكشف عن اجتماع وزاري مع الأمير سعود الفيصل في آب في مدينة روما حيث تم إعداد مشروع القرار الذي تم تبنيه في مجلس الأمن.
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة