في كلمته في الذكرى التاسعة لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، كرّر الرئيس سعد الحريري الكلام نفسه بحق خصمه الداخلي، أي حزب الله. الجديد أتى من ملف آخر: الإرهاب القاعدي. فللمرة الاولى، وبوضوح تام، اعلن الحريري، بصفته «زعيماً سنياً»، العداء لـ«داعش» و«جبهة النصرة»، تحت عنوان «مكافحة الإرهاب». كلامه أتى متناغاً مع أمر الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، الذي «حرّم» قتال السعوديين إلى جانب القاعدة.

أعلن الحريري موقفه هذا، مبرراً في الوقت عينه العمليات الانتحارية بذريعة تدخل حزب الله في سوريا. استهل كلمته بالحديث عن بدء المحكمة الدولية الناظرة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفقائه، وقال: «متهمون خمسة باغتيال رفيق الحريري في حماية معلنة من حزب مسلَّح، ولا يمكن للدولة اللبنانية أن تسأل عنهم مجرد سؤال. متهم بمحاولة اغتيال بطرس حرب، في حماية حزب مسلح، ولا يمكن للدولة اللبنانية أن تصل إليه لتسجيل شهادته، مجرد شهادته. ومتهمون بتفجيري طرابلس، معروفون بالأسماء ومكان الإقامة، لا يمكن للدولة اللبنانية أن تصل إليهم، مجرد وصول. وبعد كل ذلك، يسألون لماذا طالب اللبنانيون بالمحكمة الدولية؟».

ورأى أن «الدولة وحدها هي من تضرب الحديد بالحديد. وإذا كان هناك فريق مسؤول عن تصدع الحياة الوطنية، فلا بد لنا أن نكون نحن مسؤولين عن الوحدة الوطنية».

أضاف:«أقول هذا، وأعرف مسبقاً ما قد أواجه من انتقادات، لكنني أقول لكم أيضاً: تصوَّروا أن نخرق القانون، ونحمل السلاح ونضعف الدولة ونخرج عن الإجماع الوطني ونفتي في العباد خدمة لمصالح ذاتية، ونخوّن من لا يرى رأينا، ونكفّر من لا يتّبع طائفتنا ومذهبنا، ثم يحارب بعضنا بعضاً».

وتابع :«فكما يرفض تيار المستقبل ان يكون على صورة حزب الله، فإنّنا نرفض أن نكون على صورة داعش أو النصرة، وأيِ دعوة لإقحام التيار والسّنة في لبنان في الحرب الدائرة بين حزب الله والقاعدة. هؤلاء جميعهم يمثّلون مفاهيم مدمّـِرة وأدوات لاستنـزاف الدولة، ومشاريع لحروب لا تنتهي بين المسلمين. ونحن معَ الأكثرية الساحقة من أهل السّنة في لبنان، سنواجه هذه المشاريع، واي أمر يسيء إلى استقرار البلاد، وقواعد الإجماع الوطني. هذه ثوابتنا، وأي خروج على هذه الثوابت هو اغتيال ثان لرفيق الحريري». وأردف:«أردنا الحكومة خطوة على طريق الاستحقاق الرئاسي، وتتويج عهد الرئيس ميشال سليمان بمبادرة وطنية جامعة، تضاف الى الإنجاز المتمثل في الدعم الكبير، الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للجيش اللبناني»، وإذ شدد على رفض الفراغ في رئاسة الجمهورية، أكد «أننا في تيار المستقبل لن نقبل إلا رئيساً يمثل الإرادة الوطنية للمسيحيين، ويرفض كل وصاية إلا وصاية الدستور».

وتوجه إلى«الحكماء في الطائفة الشيعية، وخصوصاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري»، مشيراً إلى «ان المشاركة في الحرب السورية، باتت تمثل الخطر الأكبر على الاستقرار الوطني، وعلى أسس الحياة المشتركة بين الطوائف الاسلامية خصوصاً». وقال: «إننا يا دولة الرئيس، لا ننادي بتحييد المواقف السياسية عن الوضع في سوريا، إننا بمثل ما نعطي أنفسنا حق التأييد السياسي والإعلامي للمعارضة، لا نحجب هذا الامر عن مناصري بشار الأسد، لكننا لن نتوقف عن السعي إلى طريقة لتحييد لبنان عن التورط العسكري في المسألة السورية، وتجنيب اللبنانيين خطر انتقال الحريق السوري إليهم». ورأى أنه «من هنا تبدأ خطّة الدفاع عن لبنان، وحماية اللبنانيين من خطر التنظيمات الإرهابية»، مشيراً إلى ان «مواجهة الإرهاب تحتاج، بكل بساطة، الى تكاتف وطني واسع، يعيد الاعتبار لإعلان بعبدا، وتحتاج الى جيش قادر على حماية الحدود، وإحكام السيطرة على المنافذ والمعابر ذهاباً وإياباً».

  • فريق ماسة
  • 2014-02-14
  • 8774
  • من الأرشيف

رئيس «المستقبل» يُطلق معركته ضد «داعش» و«النصرة»

في كلمته في الذكرى التاسعة لاغتيال والده الرئيس رفيق الحريري، كرّر الرئيس سعد الحريري الكلام نفسه بحق خصمه الداخلي، أي حزب الله. الجديد أتى من ملف آخر: الإرهاب القاعدي. فللمرة الاولى، وبوضوح تام، اعلن الحريري، بصفته «زعيماً سنياً»، العداء لـ«داعش» و«جبهة النصرة»، تحت عنوان «مكافحة الإرهاب». كلامه أتى متناغاً مع أمر الملك السعودي، عبد الله بن عبد العزيز، الذي «حرّم» قتال السعوديين إلى جانب القاعدة. أعلن الحريري موقفه هذا، مبرراً في الوقت عينه العمليات الانتحارية بذريعة تدخل حزب الله في سوريا. استهل كلمته بالحديث عن بدء المحكمة الدولية الناظرة في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفقائه، وقال: «متهمون خمسة باغتيال رفيق الحريري في حماية معلنة من حزب مسلَّح، ولا يمكن للدولة اللبنانية أن تسأل عنهم مجرد سؤال. متهم بمحاولة اغتيال بطرس حرب، في حماية حزب مسلح، ولا يمكن للدولة اللبنانية أن تصل إليه لتسجيل شهادته، مجرد شهادته. ومتهمون بتفجيري طرابلس، معروفون بالأسماء ومكان الإقامة، لا يمكن للدولة اللبنانية أن تصل إليهم، مجرد وصول. وبعد كل ذلك، يسألون لماذا طالب اللبنانيون بالمحكمة الدولية؟». ورأى أن «الدولة وحدها هي من تضرب الحديد بالحديد. وإذا كان هناك فريق مسؤول عن تصدع الحياة الوطنية، فلا بد لنا أن نكون نحن مسؤولين عن الوحدة الوطنية». أضاف:«أقول هذا، وأعرف مسبقاً ما قد أواجه من انتقادات، لكنني أقول لكم أيضاً: تصوَّروا أن نخرق القانون، ونحمل السلاح ونضعف الدولة ونخرج عن الإجماع الوطني ونفتي في العباد خدمة لمصالح ذاتية، ونخوّن من لا يرى رأينا، ونكفّر من لا يتّبع طائفتنا ومذهبنا، ثم يحارب بعضنا بعضاً». وتابع :«فكما يرفض تيار المستقبل ان يكون على صورة حزب الله، فإنّنا نرفض أن نكون على صورة داعش أو النصرة، وأيِ دعوة لإقحام التيار والسّنة في لبنان في الحرب الدائرة بين حزب الله والقاعدة. هؤلاء جميعهم يمثّلون مفاهيم مدمّـِرة وأدوات لاستنـزاف الدولة، ومشاريع لحروب لا تنتهي بين المسلمين. ونحن معَ الأكثرية الساحقة من أهل السّنة في لبنان، سنواجه هذه المشاريع، واي أمر يسيء إلى استقرار البلاد، وقواعد الإجماع الوطني. هذه ثوابتنا، وأي خروج على هذه الثوابت هو اغتيال ثان لرفيق الحريري». وأردف:«أردنا الحكومة خطوة على طريق الاستحقاق الرئاسي، وتتويج عهد الرئيس ميشال سليمان بمبادرة وطنية جامعة، تضاف الى الإنجاز المتمثل في الدعم الكبير، الذي قدمه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للجيش اللبناني»، وإذ شدد على رفض الفراغ في رئاسة الجمهورية، أكد «أننا في تيار المستقبل لن نقبل إلا رئيساً يمثل الإرادة الوطنية للمسيحيين، ويرفض كل وصاية إلا وصاية الدستور». وتوجه إلى«الحكماء في الطائفة الشيعية، وخصوصاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري»، مشيراً إلى «ان المشاركة في الحرب السورية، باتت تمثل الخطر الأكبر على الاستقرار الوطني، وعلى أسس الحياة المشتركة بين الطوائف الاسلامية خصوصاً». وقال: «إننا يا دولة الرئيس، لا ننادي بتحييد المواقف السياسية عن الوضع في سوريا، إننا بمثل ما نعطي أنفسنا حق التأييد السياسي والإعلامي للمعارضة، لا نحجب هذا الامر عن مناصري بشار الأسد، لكننا لن نتوقف عن السعي إلى طريقة لتحييد لبنان عن التورط العسكري في المسألة السورية، وتجنيب اللبنانيين خطر انتقال الحريق السوري إليهم». ورأى أنه «من هنا تبدأ خطّة الدفاع عن لبنان، وحماية اللبنانيين من خطر التنظيمات الإرهابية»، مشيراً إلى ان «مواجهة الإرهاب تحتاج، بكل بساطة، الى تكاتف وطني واسع، يعيد الاعتبار لإعلان بعبدا، وتحتاج الى جيش قادر على حماية الحدود، وإحكام السيطرة على المنافذ والمعابر ذهاباً وإياباً».

المصدر : الأخبار


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة