أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن وفد الجمهورية العربية السورية لن يناقش أي بند من بنود بيان جنيف تحت أي ضغط أو سبب قبل مناقشة وقف العنف ومكافحة الارهاب والاتفاق حول هذه المسالة بكل تفاصيلها مبيناً أن الموقف السوري واضح جداً في هذه المسألة وهو مناقشة البيان بنداً بنداً.

وأشار الزعبي في تصريحات للصحفيين اليوم إلى أن الوفد الرسمي لن يتهرب من مناقشة أي بند حتى فيما يتعلق بالحكومة الانتقالية إلا أنه يصر على مناقشة البند الأول وهو مكافحة الإرهاب مشيراً إلى أن الطرف الآخر ومن خلفه والممولين السعوديين متخوفون من مناقشة موضوع الإرهاب لأن فتح باب المناقشة سوف يفضي بالضرورة إلى مناقشة واقع التنظيمات الإرهابية والمجموعات المسلحة وطرق الدعم المالي والتسليحي ومراكز التدريب لها.

وقال الزعبي: الطرف الآخر وداعموه يعرفون أيضاً أنه عند فتح موضوع مكافحة الإرهاب فإنه لدينا معلومات استخباراتية ووثائق وصور من داخل معسكرات تدريبهم وحول السفن والطائرات التي تهبط والأسلحة والأسماء ولذلك هم يخشون الخوض في هذا التفصيل ويدركون سلفا بأنه بمجرد دخولهم هذا النقاش سوف تنكشف حقائق وفضائح حقيقية وهذا يجعلهم في حالة رعب مسبق ولذلك ولأنهم طلاب سلطة نراهم يصرون على مناقشة مسألة الحكومة الانتقالية.

ورداً على سؤال حول تقديم الإبراهيمي جدول أعمال يتحدث عن مناقشة العنف والإرهاب اليوم وغداً يخصص للحكومة الانتقالية أوضح الزعبي أنه ليس من اختصاص مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي تقديم جدول أعمال وإنما الاقتراح فقط على الطرفين مبيناً أن ما قدمه الإبراهيمي من جدول أعمال غير مقبول لدى الوفد الرسمي السوري.

وتساءل الزعبي "هل يمكن أن نتصور أنه خلال ساعتين تمكن مناقشة موضوع مكافحة الإرهاب بعد كل الذي حدث في سورية وهذا التآمر والاجتماع مع أسوأ فصيل في المعارضة وهو فصيل فورد والذي لديه علاقات مع دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة وكل التنظيمات الإرهابية الأخرى ويداه ملطخة بالدماء".

وقال الزعبي: هم يدركون أن لدينا وثائق وملفات.. هم يقدمون وثائق عندما يحين الوقت ووثائقنا أيضا موجودة وفيها إدانات لأشخاص وليس فقط لمجموعات بألسنتهم وتصريحاتهم وعندما يقول رئيسهم الجربا في موسكو أن الجبهة الإسلامية ثوار وليسوا إرهابيين أفلا يشكل ذلك إدانة حقيقية له وألا يشكل ذلك تعبيرا مباشرا منه على صلته بمجموعات إرهابية مسلحة.

واعتبر الزعبي أن رغبة الائتلاف بمناقشة موضوع الإرهاب بساعة واحدة ثم الانتقال إلى مناقشة الحكومة الانتقالية نوع من المهزلة والاستخفاف وعدم الحرفية ودليل على التناقضات الداخلية بين أفراده وعدم وجود لغة مشتركة فيما بينهم مشيراً إلى أن حتى الخبراء البريطانيين والأمريكيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى الموجودين في مكان إقامتهم والذين يجمعونهم ويوجهونهم إعلاميا وسياسيا وحتى طريقة الطرح والذين يدرسون يوميا تفاصيل الجلسات يبدون أنهم غير منسجمين ولذلك عليهم أن يكونوا منسجمين مع أنفسهم وفي طروحاتهم لأن هذه الجلسات ليست لاستعراض دروس التاريخ القديم.

ورداً على سؤال حول ما جاء في المؤتمر الصحفي للإبراهيمي قال الزعبي "من الواضح أن لا جديد بالنسبة للوسيط الإبراهيمي وأن وفد الائتلاف لا يستجيب له ولا يحاول أن يساعده على الإطلاق" مضيفاً إن "إصرار وفد الائتلاف على مناقشة موضوع الحكومة الانتقالية كمدخل يؤسس حسب نظريتهم لمواجهة الإرهاب هو منطق مبتور وعاجز في معناه السياسي ومعناه الواقعي ويؤكد أن الائتلاف وبعض قوى المعارضة الأخرى على صلة مباشرة بالتنظيمات الإرهابية".

وأشار الزعبي إلى أنه عندما نتحدث عن وقف الإرهاب فإننا نتحدث عن رؤية متكاملة حول مسألة الإرهاب بمعنى تحديد ما هو الإرهاب ومن هم الإرهابيون ومن أين يأتون ومن يمولهم ويسلحهم ويقودهم وكيف يصلون وكيف يمكن وقفهم وطرد العنصر الأجنبي خارج سورية والذي يشكل البنية الأساسية لمجموع المسلحين.

وأوضح الزعبي أن وفد الائتلاف يتحدث برؤية بعيدة عن الأرض والجغرافيا وعن هموم الناس ومطالبهم وعن آلامهم وأحزانهم اليومية إذ إن لا صلة لهم بمن يسقط من الشهداء وهم حتى لم يدينوا مجزرة معان رغم أنهم اليوم وبطلب من الوفد الرسمي السوري شاركوا بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً واحتراما لشهداء معان وكل شهداء سورية وهم لم يتحدثوا أمس بهذا المنطق إطلاقا إلى أن جرى لومهم من قبل مرجعياتهم الغربية في مكان إقامتهم وهنا نرى أن لديهم غيابا كليا للإحساس الوطني والإحساس بالمسؤولية وللفهم السياسي.

وأكد الزعبي أن الوفد الرسمي السوري لو اقتضى الأمر منه الذهاب إلى آخر حدود الدنيا والالتقاء بأسوأ الناس من أجل سورية فسيفعل ذلك ولن يتردد لكن ليس على حساب سورية أو التساهل أبداً بالثوابت الوطنية وحقوق السوريين ودماء الشهداء.

وجدد الزعبي التأكيد على أن الوفد الرسمي مخول بمناقشة أي شيء في جنيف إلا أن أي اتفاق يمكن التوصل إليه سيعرض على الشعب السوري وسيقول كلمته فيه مشيراً إلى أن الوفد جزء من الشعب السوري ويتصرف على هذا الأساس وتعنيه كل ذرة تراب سورية.

وأوضح الزعبي أن الوفد يضع الشعب السوري بصورة كل التفاصيل الجارية في جنيف لذلك عليه أن يبقى مصراً على الذهاب إلى أعماله وممارسة حياته اليومية والوقوف خلف قواتنا الباسلة رغم الأحزان والمآسي والدماء والتأكد من أنه لا يمكن لأحد أن يهزم سورية.

ورداً على سؤال عن طبيعة الاجتماع الثلاثي الروسي الأمريكي مع الإبراهيمي الجمعة القادم وهل من خطوة ستقوم بها الولايات المتحدة أو روسيا على سير هذه المحادثات في هذه الجولة قال الزعبي إن الولايات المتحدة قامت في الجولة الأولى بخطوة لدعم العملية السياسية عبر تسليح المجموعات الإرهابية المسلحة ولا نعرف الآن ما هي الخطوة التي ستدعم فيها العملية السياسية والتي هي طرف مبادر فيها مبيناً أن التواصل مع الأصدقاء الروس مستمر سواء من جنيف أو من دمشق فهم أشقاء والأشقاء لا يحتاجون إلى تعريف التواصل فيما بينهم.

ورداً على سؤال حول مواقف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بشان مشروع قرار جديد خاص بالشأن الإنساني في سورية سخر الزعبي بالقول "نحن نرى المساعدات الإنسانية التي يرسلها /الملاك/ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى سورية وبنفس الوقت نرى ما يفعله الجيش الفرنسي في مالي وأكثر من دولة في العالم من قتل وتذبيح" مشيرا إلى أن معالجة الأمور الإنسانية في سورية مسؤولية الحكومة التي تقوم بها بالتعاون مع الوكالات الدولية المتخصصة بهذا الشأن.

وأكد الزعبي أن اللجوء إلى مجلس الأمن للضغط على سورية سيفشل لأسباب واقعية ولأن هناك وثائق معدة تثبت أن سورية لم تقصر كحكومة في تقديم المساعدات الإنسانية إلى كل السوريين دون استثناء وما حصل في حمص أخيرا خير دليل على ذلك.

ولفت الزعبي إلى أنه يجب سؤال الأمم المتحدة والمسلحين والولايات المتحدة ووزير الخارجية الفرنسي عن واقع الحال في المناطق التي تحاصرها المجموعات الإرهابية المسلحة التابعة للائتلاف ومناطق كثيرة أخرى كمدينة عدرا العمالية ونبل والزهراء.

وفي مقابلة مع قناة الإخبارية السورية أكد الزعبي أن الإدانة هي الحد الأدنى من السلوك الذي يجب أن تسلكه الأمم المتحدة تجاه المجزرة التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق أهالي قرية معان.

وقال الزعبي إن إدانة الأمين العام للأمم المتحدة للمجزرة جيدة ومهمة ولكن يجب عدم التوقف عندها بل أن تقوم المنظمة الدولية بشكل جدي بتوحيد الجهود لمواجهة الإرهاب الذي تتعرض له سورية.

وأوضح الزعبي أن "ائتلاف فورد" رفض رفضا قاطعا إدانة الإرهاب ومناقشة مكافحته وهذا يدل على أنه يريد ويؤيد الإرهاب هو ومرجعياته وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت خلال الجولة الأولى استمرار تزويد ما سمته "المعارضة المعتدلة" بالأسلحة بما لا ينسجم مع لغة مكافحة الإرهاب والتصدي له.

وأشار الزعبي إلى أن مسألة محاربة الإرهاب جدية ومهمة وخاصة أن البعض يحاول القول إن هناك إرهابا مقبولا إيجابيا وآخر غير مقبول وسلبيا وكأنه يريد أن يوزع شهادات حسن السلوك والجوائز على التنظيمات الإرهابية حسب درجة عنفها.

ولفت الزعبي إلى أن مسألة إدانة وفد فورد لمجزرة معان أو عدمها ليست مهمة فهو لن يفعل ذلك إلا إذا أتته التعليمات من مرجعياته كما أن المسألة ليست كلمات فقط بل هي سلوك وقناعات وممارسات مشددا على أن الحكومة السورية مستمرة في مكافحة الإرهاب على الأرض والتي هي أمر منفصل عن عملية جنيف والمسار السياسي فيها.

وبين الزعبي أن وفد "الائتلاف" لا يريد مناقشة مسألة مكافحة الإرهاب نهائيا بل يريد الحديث فقط عن الحكومة الانتقالية لأنه يتعاطى مع بيان جنيف1 وكأنه فقرة واحدة فقط تشمل حكومة انتقالية بينما جاء الوفد السوري إلى جنيف على أساس بيان جنيف1 كاملا.

وقال الزعبي إن المنطق السياسي ومنطق المبادرين الروسي والأمريكي اللذين تبنيا الدعوة إلى جنيف2 على أساس جنيف1 هو مناقشة هذا البيان كاملا كيلا تسجل سابقة خطرة بالنسبة لمثل هذه الحالات أو في أي نشاط أو مناقشات للأمم المتحدة في أي بيان أو موضوع.

وأكد الزعبي أن مثيري الملف الإنساني في مجلس الأمن هدفهم ممارسة الضغط على سورية والبحث عما يسمى الممرات الإنسانية التي تنتهك السيادة الوطنية والتي تهدف إلى تشكيل ممرات للذخيرة والسلاح إلى الإرهابيين وليس لتقديم المساعدات وهذه المسألة ترفضها سورية بشكل كامل.

وأشار الزعبي إلى أن كل ما يأمله الفرنسي والسعودي والتركي ومن معهم غير ممكن التحقق في مجلس الأمن أو في غيره. 

  • فريق ماسة
  • 2014-02-10
  • 4453
  • من الأرشيف

الزعبي: يجب سؤال الأمم المتحدة والمسلحين والولايات المتحدة ووزير الخارجية الفرنسي عن واقع الحال في المناطق التي يحاصرها الإرهابيون في سورية

أكد وزير الإعلام عمران الزعبي أن وفد الجمهورية العربية السورية لن يناقش أي بند من بنود بيان جنيف تحت أي ضغط أو سبب قبل مناقشة وقف العنف ومكافحة الارهاب والاتفاق حول هذه المسالة بكل تفاصيلها مبيناً أن الموقف السوري واضح جداً في هذه المسألة وهو مناقشة البيان بنداً بنداً. وأشار الزعبي في تصريحات للصحفيين اليوم إلى أن الوفد الرسمي لن يتهرب من مناقشة أي بند حتى فيما يتعلق بالحكومة الانتقالية إلا أنه يصر على مناقشة البند الأول وهو مكافحة الإرهاب مشيراً إلى أن الطرف الآخر ومن خلفه والممولين السعوديين متخوفون من مناقشة موضوع الإرهاب لأن فتح باب المناقشة سوف يفضي بالضرورة إلى مناقشة واقع التنظيمات الإرهابية والمجموعات المسلحة وطرق الدعم المالي والتسليحي ومراكز التدريب لها. وقال الزعبي: الطرف الآخر وداعموه يعرفون أيضاً أنه عند فتح موضوع مكافحة الإرهاب فإنه لدينا معلومات استخباراتية ووثائق وصور من داخل معسكرات تدريبهم وحول السفن والطائرات التي تهبط والأسلحة والأسماء ولذلك هم يخشون الخوض في هذا التفصيل ويدركون سلفا بأنه بمجرد دخولهم هذا النقاش سوف تنكشف حقائق وفضائح حقيقية وهذا يجعلهم في حالة رعب مسبق ولذلك ولأنهم طلاب سلطة نراهم يصرون على مناقشة مسألة الحكومة الانتقالية. ورداً على سؤال حول تقديم الإبراهيمي جدول أعمال يتحدث عن مناقشة العنف والإرهاب اليوم وغداً يخصص للحكومة الانتقالية أوضح الزعبي أنه ليس من اختصاص مبعوث الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي تقديم جدول أعمال وإنما الاقتراح فقط على الطرفين مبيناً أن ما قدمه الإبراهيمي من جدول أعمال غير مقبول لدى الوفد الرسمي السوري. وتساءل الزعبي "هل يمكن أن نتصور أنه خلال ساعتين تمكن مناقشة موضوع مكافحة الإرهاب بعد كل الذي حدث في سورية وهذا التآمر والاجتماع مع أسوأ فصيل في المعارضة وهو فصيل فورد والذي لديه علاقات مع دولة الإسلام في العراق والشام وجبهة النصرة وكل التنظيمات الإرهابية الأخرى ويداه ملطخة بالدماء". وقال الزعبي: هم يدركون أن لدينا وثائق وملفات.. هم يقدمون وثائق عندما يحين الوقت ووثائقنا أيضا موجودة وفيها إدانات لأشخاص وليس فقط لمجموعات بألسنتهم وتصريحاتهم وعندما يقول رئيسهم الجربا في موسكو أن الجبهة الإسلامية ثوار وليسوا إرهابيين أفلا يشكل ذلك إدانة حقيقية له وألا يشكل ذلك تعبيرا مباشرا منه على صلته بمجموعات إرهابية مسلحة. واعتبر الزعبي أن رغبة الائتلاف بمناقشة موضوع الإرهاب بساعة واحدة ثم الانتقال إلى مناقشة الحكومة الانتقالية نوع من المهزلة والاستخفاف وعدم الحرفية ودليل على التناقضات الداخلية بين أفراده وعدم وجود لغة مشتركة فيما بينهم مشيراً إلى أن حتى الخبراء البريطانيين والأمريكيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى الموجودين في مكان إقامتهم والذين يجمعونهم ويوجهونهم إعلاميا وسياسيا وحتى طريقة الطرح والذين يدرسون يوميا تفاصيل الجلسات يبدون أنهم غير منسجمين ولذلك عليهم أن يكونوا منسجمين مع أنفسهم وفي طروحاتهم لأن هذه الجلسات ليست لاستعراض دروس التاريخ القديم. ورداً على سؤال حول ما جاء في المؤتمر الصحفي للإبراهيمي قال الزعبي "من الواضح أن لا جديد بالنسبة للوسيط الإبراهيمي وأن وفد الائتلاف لا يستجيب له ولا يحاول أن يساعده على الإطلاق" مضيفاً إن "إصرار وفد الائتلاف على مناقشة موضوع الحكومة الانتقالية كمدخل يؤسس حسب نظريتهم لمواجهة الإرهاب هو منطق مبتور وعاجز في معناه السياسي ومعناه الواقعي ويؤكد أن الائتلاف وبعض قوى المعارضة الأخرى على صلة مباشرة بالتنظيمات الإرهابية". وأشار الزعبي إلى أنه عندما نتحدث عن وقف الإرهاب فإننا نتحدث عن رؤية متكاملة حول مسألة الإرهاب بمعنى تحديد ما هو الإرهاب ومن هم الإرهابيون ومن أين يأتون ومن يمولهم ويسلحهم ويقودهم وكيف يصلون وكيف يمكن وقفهم وطرد العنصر الأجنبي خارج سورية والذي يشكل البنية الأساسية لمجموع المسلحين. وأوضح الزعبي أن وفد الائتلاف يتحدث برؤية بعيدة عن الأرض والجغرافيا وعن هموم الناس ومطالبهم وعن آلامهم وأحزانهم اليومية إذ إن لا صلة لهم بمن يسقط من الشهداء وهم حتى لم يدينوا مجزرة معان رغم أنهم اليوم وبطلب من الوفد الرسمي السوري شاركوا بالوقوف دقيقة صمت إجلالاً واحتراما لشهداء معان وكل شهداء سورية وهم لم يتحدثوا أمس بهذا المنطق إطلاقا إلى أن جرى لومهم من قبل مرجعياتهم الغربية في مكان إقامتهم وهنا نرى أن لديهم غيابا كليا للإحساس الوطني والإحساس بالمسؤولية وللفهم السياسي. وأكد الزعبي أن الوفد الرسمي السوري لو اقتضى الأمر منه الذهاب إلى آخر حدود الدنيا والالتقاء بأسوأ الناس من أجل سورية فسيفعل ذلك ولن يتردد لكن ليس على حساب سورية أو التساهل أبداً بالثوابت الوطنية وحقوق السوريين ودماء الشهداء. وجدد الزعبي التأكيد على أن الوفد الرسمي مخول بمناقشة أي شيء في جنيف إلا أن أي اتفاق يمكن التوصل إليه سيعرض على الشعب السوري وسيقول كلمته فيه مشيراً إلى أن الوفد جزء من الشعب السوري ويتصرف على هذا الأساس وتعنيه كل ذرة تراب سورية. وأوضح الزعبي أن الوفد يضع الشعب السوري بصورة كل التفاصيل الجارية في جنيف لذلك عليه أن يبقى مصراً على الذهاب إلى أعماله وممارسة حياته اليومية والوقوف خلف قواتنا الباسلة رغم الأحزان والمآسي والدماء والتأكد من أنه لا يمكن لأحد أن يهزم سورية. ورداً على سؤال عن طبيعة الاجتماع الثلاثي الروسي الأمريكي مع الإبراهيمي الجمعة القادم وهل من خطوة ستقوم بها الولايات المتحدة أو روسيا على سير هذه المحادثات في هذه الجولة قال الزعبي إن الولايات المتحدة قامت في الجولة الأولى بخطوة لدعم العملية السياسية عبر تسليح المجموعات الإرهابية المسلحة ولا نعرف الآن ما هي الخطوة التي ستدعم فيها العملية السياسية والتي هي طرف مبادر فيها مبيناً أن التواصل مع الأصدقاء الروس مستمر سواء من جنيف أو من دمشق فهم أشقاء والأشقاء لا يحتاجون إلى تعريف التواصل فيما بينهم. ورداً على سؤال حول مواقف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بشان مشروع قرار جديد خاص بالشأن الإنساني في سورية سخر الزعبي بالقول "نحن نرى المساعدات الإنسانية التي يرسلها /الملاك/ وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إلى سورية وبنفس الوقت نرى ما يفعله الجيش الفرنسي في مالي وأكثر من دولة في العالم من قتل وتذبيح" مشيرا إلى أن معالجة الأمور الإنسانية في سورية مسؤولية الحكومة التي تقوم بها بالتعاون مع الوكالات الدولية المتخصصة بهذا الشأن. وأكد الزعبي أن اللجوء إلى مجلس الأمن للضغط على سورية سيفشل لأسباب واقعية ولأن هناك وثائق معدة تثبت أن سورية لم تقصر كحكومة في تقديم المساعدات الإنسانية إلى كل السوريين دون استثناء وما حصل في حمص أخيرا خير دليل على ذلك. ولفت الزعبي إلى أنه يجب سؤال الأمم المتحدة والمسلحين والولايات المتحدة ووزير الخارجية الفرنسي عن واقع الحال في المناطق التي تحاصرها المجموعات الإرهابية المسلحة التابعة للائتلاف ومناطق كثيرة أخرى كمدينة عدرا العمالية ونبل والزهراء. وفي مقابلة مع قناة الإخبارية السورية أكد الزعبي أن الإدانة هي الحد الأدنى من السلوك الذي يجب أن تسلكه الأمم المتحدة تجاه المجزرة التي ارتكبتها المجموعات الإرهابية المسلحة بحق أهالي قرية معان. وقال الزعبي إن إدانة الأمين العام للأمم المتحدة للمجزرة جيدة ومهمة ولكن يجب عدم التوقف عندها بل أن تقوم المنظمة الدولية بشكل جدي بتوحيد الجهود لمواجهة الإرهاب الذي تتعرض له سورية. وأوضح الزعبي أن "ائتلاف فورد" رفض رفضا قاطعا إدانة الإرهاب ومناقشة مكافحته وهذا يدل على أنه يريد ويؤيد الإرهاب هو ومرجعياته وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت خلال الجولة الأولى استمرار تزويد ما سمته "المعارضة المعتدلة" بالأسلحة بما لا ينسجم مع لغة مكافحة الإرهاب والتصدي له. وأشار الزعبي إلى أن مسألة محاربة الإرهاب جدية ومهمة وخاصة أن البعض يحاول القول إن هناك إرهابا مقبولا إيجابيا وآخر غير مقبول وسلبيا وكأنه يريد أن يوزع شهادات حسن السلوك والجوائز على التنظيمات الإرهابية حسب درجة عنفها. ولفت الزعبي إلى أن مسألة إدانة وفد فورد لمجزرة معان أو عدمها ليست مهمة فهو لن يفعل ذلك إلا إذا أتته التعليمات من مرجعياته كما أن المسألة ليست كلمات فقط بل هي سلوك وقناعات وممارسات مشددا على أن الحكومة السورية مستمرة في مكافحة الإرهاب على الأرض والتي هي أمر منفصل عن عملية جنيف والمسار السياسي فيها. وبين الزعبي أن وفد "الائتلاف" لا يريد مناقشة مسألة مكافحة الإرهاب نهائيا بل يريد الحديث فقط عن الحكومة الانتقالية لأنه يتعاطى مع بيان جنيف1 وكأنه فقرة واحدة فقط تشمل حكومة انتقالية بينما جاء الوفد السوري إلى جنيف على أساس بيان جنيف1 كاملا. وقال الزعبي إن المنطق السياسي ومنطق المبادرين الروسي والأمريكي اللذين تبنيا الدعوة إلى جنيف2 على أساس جنيف1 هو مناقشة هذا البيان كاملا كيلا تسجل سابقة خطرة بالنسبة لمثل هذه الحالات أو في أي نشاط أو مناقشات للأمم المتحدة في أي بيان أو موضوع. وأكد الزعبي أن مثيري الملف الإنساني في مجلس الأمن هدفهم ممارسة الضغط على سورية والبحث عما يسمى الممرات الإنسانية التي تنتهك السيادة الوطنية والتي تهدف إلى تشكيل ممرات للذخيرة والسلاح إلى الإرهابيين وليس لتقديم المساعدات وهذه المسألة ترفضها سورية بشكل كامل. وأشار الزعبي إلى أن كل ما يأمله الفرنسي والسعودي والتركي ومن معهم غير ممكن التحقق في مجلس الأمن أو في غيره. 

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة