كثيرة هي الأخبار والتأويلات التي أحاطت بملف اعتقال ووفاة زعيم “كتائب عبدالله عزام” ماجد الماجد.. واليوم بعدما تراجع المد الإعلامي على ضفاف هذا الملف يروي مصدر أمني مطلع عن كثب على تفاصيل توقيف الماجد الرواية كاملةً لـ”لبنان 24″ بما فيها من معلومات تُكشف للمرة الأولى عبر وسائل الإعلام.

يبدأ المصدر بالتأكيد على أنّ “ماجد الماجد كان مصابًا فعلاً بالتهاب كلوي حاد إضطره للخضوع إلى غسيل كلى بشكل دوري متواصل، ويومًا بعد آخر ساءت حالته الصحية فنقله رفيقه إلى المستشفى. وعند إعداد المعاملات اللازمة في مكتب الدخول طلب الشاب الذي أقلّه المباشرة بعلاج المريض ريثما يذهب لإحضار الأوراق الثبوتية له، وتحت وطأة حالته الحرجة تم بالفعل إدخال الماجد إلى المستشفى، وفي اليوم التالي عاد هذا الشاب إلى المستشفى وعندما سُئل عن بطاقة هوية المريض طلب إمهاله يومًا إضافيًا، وبعدها عاد مرة أخرى وزوّد المستشفى ببطاقة هوية مزوّرة للماجد تحت اسم محمد طالب”.

من المعلومة الأميركية.. حتى اعتقاله

وفي الغضون، كانت الإستخبارات الأميركية قد زوّدت مخابرات الجيش اللبناني بمعلومة مفادها أنّ “هناك شخصًا خطيرًا ومطلوبًا بقضايا إرهابية جرى إدخاله إلى إحدى المستشفيات اللبنانية لتلقي العلاج”، وفي ضوء هذه المعلومة الأميركية “بدأت مخابرات الجيش تحرياتها وجال عناصرها على عدد من المستشفيات في العاصمة بيروت وخارجها، إلى أن بلغتها معلومات تفيد بوجود شخص مجهول الهوية يُعالج من مرض في الكلى وهناك شكوك بوجوده في مستشفى المقاصد في بيروت، فتم إدخال عسكري إلى المستشفى على أنه مريض وجرى وضعه في الغرفة نفسها التي يُعالج بها الماجد بحيث تمكن من التقاط صور له لتأكيد هويته”، وأشار المصدر إلى أنّ ما فاقم الشكوك حول كونه الشخص المطلوب حتى قبل التأكد من صورته “مسألة المماطة في تقديم أوراقه الثبوتية، وأنه على الرغم من حراجة وضعه الصحي لم يكن يأتي أحد ليطمئنّ عليه من أقربائه”.

ويضيف المصدر الأمني: “في هذه الاثناء ساورت الشكوك الشاب الوحيد الذي كان يتردد على الماجد في المستشفى حول إمكانية افتضاح أمره، فعمل على تهريبه عبر سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر رغم وضعه المتدهور، وعندما حضرت سيارة الإسعاف وعملت على نقله من المستشفى اعترضت طريقها 8 آليات عسكرية وألقي القبض على الماجد”.

حقنة سامة!

وإذ كشف أنّ “شخصية أمنية غير لبنانية حضرت إلى المستشفى العسكري حيث جرى توقيف الماجد وتأكدت من شخصيته”، أقرّ المصدر الأمني بمشروعية الشكوك التي أثيرت حول أسباب وفاته بالقول: “الرجل كان فعلاً مريض جدًا وعلى مشارف الموت لكن بصراحة فإنّ الشكوك المحيطة بملابسات وفاته محقة بنظري، خصوصًا في ضوء المعلومات التي وردت عبر مخبرين إلى الأجهزة الأمنية وتفيد بأنّ طبيبًا من جماعة الماجد كان يبحث عن مواد خاصة لتركيب “حقنة سامة” في الفترة التي كان فيها الماجد مريضًا وتسوء حالته الصحية، وعلى الأرجح فإنّ جماعته كانت تنوي حقنه بجرعة سامة تضع حدًا لحياته وتُظهر أنّ وفاته حصلت بشكل طبيعي نتيجة تسمّم دمه بفعل الإلتهاب الكلوي”.

وفي ضوء هذه المعلومات الجديدة، يبدو أنّ الستارة قد أسدلت على حياة ماجد الماجد لكنّ ملابسات موته لم تنتهِ فصولاً بعد.. وبين “أسباب طبيعية” و”حقنة سامة” يبقى المؤكد يقينًا أنّ وفاته شكلت إخراجًا آمنًا لوأد ما يختزنه من معلومات ومعطيات على أكثر من صعيد أمني واستخباراتي، وعلى أكثر من مستوى محلي وإقليمي ودولي.

  • فريق ماسة
  • 2014-02-06
  • 8707
  • من الأرشيف

ليلة القبض على الماجد..الاستخبارات الأمريكية دلت عليه ومخابرات الجيش اللبناني صورته للتأكد واعترضت سيارة الإسعاف التي تقله

كثيرة هي الأخبار والتأويلات التي أحاطت بملف اعتقال ووفاة زعيم “كتائب عبدالله عزام” ماجد الماجد.. واليوم بعدما تراجع المد الإعلامي على ضفاف هذا الملف يروي مصدر أمني مطلع عن كثب على تفاصيل توقيف الماجد الرواية كاملةً لـ”لبنان 24″ بما فيها من معلومات تُكشف للمرة الأولى عبر وسائل الإعلام. يبدأ المصدر بالتأكيد على أنّ “ماجد الماجد كان مصابًا فعلاً بالتهاب كلوي حاد إضطره للخضوع إلى غسيل كلى بشكل دوري متواصل، ويومًا بعد آخر ساءت حالته الصحية فنقله رفيقه إلى المستشفى. وعند إعداد المعاملات اللازمة في مكتب الدخول طلب الشاب الذي أقلّه المباشرة بعلاج المريض ريثما يذهب لإحضار الأوراق الثبوتية له، وتحت وطأة حالته الحرجة تم بالفعل إدخال الماجد إلى المستشفى، وفي اليوم التالي عاد هذا الشاب إلى المستشفى وعندما سُئل عن بطاقة هوية المريض طلب إمهاله يومًا إضافيًا، وبعدها عاد مرة أخرى وزوّد المستشفى ببطاقة هوية مزوّرة للماجد تحت اسم محمد طالب”. من المعلومة الأميركية.. حتى اعتقاله وفي الغضون، كانت الإستخبارات الأميركية قد زوّدت مخابرات الجيش اللبناني بمعلومة مفادها أنّ “هناك شخصًا خطيرًا ومطلوبًا بقضايا إرهابية جرى إدخاله إلى إحدى المستشفيات اللبنانية لتلقي العلاج”، وفي ضوء هذه المعلومة الأميركية “بدأت مخابرات الجيش تحرياتها وجال عناصرها على عدد من المستشفيات في العاصمة بيروت وخارجها، إلى أن بلغتها معلومات تفيد بوجود شخص مجهول الهوية يُعالج من مرض في الكلى وهناك شكوك بوجوده في مستشفى المقاصد في بيروت، فتم إدخال عسكري إلى المستشفى على أنه مريض وجرى وضعه في الغرفة نفسها التي يُعالج بها الماجد بحيث تمكن من التقاط صور له لتأكيد هويته”، وأشار المصدر إلى أنّ ما فاقم الشكوك حول كونه الشخص المطلوب حتى قبل التأكد من صورته “مسألة المماطة في تقديم أوراقه الثبوتية، وأنه على الرغم من حراجة وضعه الصحي لم يكن يأتي أحد ليطمئنّ عليه من أقربائه”. ويضيف المصدر الأمني: “في هذه الاثناء ساورت الشكوك الشاب الوحيد الذي كان يتردد على الماجد في المستشفى حول إمكانية افتضاح أمره، فعمل على تهريبه عبر سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر رغم وضعه المتدهور، وعندما حضرت سيارة الإسعاف وعملت على نقله من المستشفى اعترضت طريقها 8 آليات عسكرية وألقي القبض على الماجد”. حقنة سامة! وإذ كشف أنّ “شخصية أمنية غير لبنانية حضرت إلى المستشفى العسكري حيث جرى توقيف الماجد وتأكدت من شخصيته”، أقرّ المصدر الأمني بمشروعية الشكوك التي أثيرت حول أسباب وفاته بالقول: “الرجل كان فعلاً مريض جدًا وعلى مشارف الموت لكن بصراحة فإنّ الشكوك المحيطة بملابسات وفاته محقة بنظري، خصوصًا في ضوء المعلومات التي وردت عبر مخبرين إلى الأجهزة الأمنية وتفيد بأنّ طبيبًا من جماعة الماجد كان يبحث عن مواد خاصة لتركيب “حقنة سامة” في الفترة التي كان فيها الماجد مريضًا وتسوء حالته الصحية، وعلى الأرجح فإنّ جماعته كانت تنوي حقنه بجرعة سامة تضع حدًا لحياته وتُظهر أنّ وفاته حصلت بشكل طبيعي نتيجة تسمّم دمه بفعل الإلتهاب الكلوي”. وفي ضوء هذه المعلومات الجديدة، يبدو أنّ الستارة قد أسدلت على حياة ماجد الماجد لكنّ ملابسات موته لم تنتهِ فصولاً بعد.. وبين “أسباب طبيعية” و”حقنة سامة” يبقى المؤكد يقينًا أنّ وفاته شكلت إخراجًا آمنًا لوأد ما يختزنه من معلومات ومعطيات على أكثر من صعيد أمني واستخباراتي، وعلى أكثر من مستوى محلي وإقليمي ودولي.

المصدر : الماسة السورية/ لبنان 24


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة