يبدو أن الاجتماع بين رئيس "الائتلاف " احمد الجربا والمنسق العام لـ"هيئة التنسيق الوطنية" المعارضة حسن عبد العظيم، في القاهرة اليوم،لن يخرج بتفاهم صلب بشأن توسيع وفد المعارضة إلى "جنيف 2" في 10 شباط الحالي، في ظل التباين الواضح في المواقف من الحل السياسي وشروط المسار التفاوضي، وهو ما يطرح تساؤلات عما إذا كانت الجولة الثانية من "جنيف 2"، ستشهد تقدماً جدياً في التفاوض مع الوفد الحكومي الذي أكد مراراً شكوكه في حقيقة تمثيل المعارضة في المؤتمر السويسري.

وبينما يعتبر "الائتلاف" أن قضية هيئة الحكم الانتقالي يجب أن تحتل صدارة العمل لتطبيق "جنيف 1"، أعلن حسن عبد العظيم أن هذه القضية تأتي في مراحل لاحقة ولا تحتل الاولوية حالياً. أما رئيس فرع "هيئة التنسيق" في المهجر هيثم مناع فقد اعتبر من جهته، أن الأولوية هي لتسوية الملفات الإنسانية ومن بينها إدخال المساعدات الى المناطق المحاصرة.

وفي حين تحدثت تقارير عن بدء الجيش السوري الهجوم على يبرود في القلمون، مشيرة إلى معارك عنيفة في مزارع ريما، استمرت المواجهات بين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) والميليشيات المعارضة له.

وقد أجبر "داعش" 200 مسلّح من "ألوية صقور الشام"، التي يقودها رئيس مجلس شورى "الجبهة الإسلامية" أبو عيسى الشيخ، على إعلان توبتهم في منطقة الشاعر في ريف حماه، والتعهد بعدم قتال "الدولة" مجدداً، وذلك بعد وقوعهم أسرى في يد عناصر "داعش".

وبعد وقت قصير على إعلان الهدنة، رفضت هذا الاتفاق "جبهة ثوار سوريا"، ثاني أكبر المجموعات المقاتلة ضد "داعش" بعد "الجبهة الإسلامية". واعتبرت الجبهة أنه "صلح الضعفاء والمحاصرين"، مؤكدة أنها ماضية في معركتها ضد "داعش".

في هذا الوقت، أقرّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن النظام السوري يسجل نقاطاً في النزاع الدائر، ولكنه دافع في المقابل عن الاستراتيجية التي تتبعها واشنطن لحل هذا النزاع.

وقال كيري، في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" بثت مقتطفات منها أمس، "هذا صحيح، نعم، الرئيس بشار الأسد، حسّن موقعه بعض الشيء. ولكنه لا يربح دوماً. هذا مأزق".

وعن احتمال "فشل" الاستراتيجية الأميركية في سوريا، قال كيري "كلا". وأضاف أن "السياسة في سوريا صعبة للغاية. لا أريد بأي طريقة من الطرق إيجاد أعذار (ولكننا) نريد لهذا الأمر أن يتقدّم بسرعة اكبر، وان نقوم به بشكل أفضل".

وقال مصدر في "هيئة التنسيق" لمراسل "السفير" في دمشق زياد حيدر إن الجربا سيلتقي عبد العظيم في القاهرة اليوم، لبحث موضوع ضم أعضاء في الهيئة إلى الوفد المشارك في الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف 2" في 10 شباط الحالي. وأضاف أن "الهيئة لن توافق على الحضور إلى اجتماع جنيف المقبل، إلا في حال تنفيذ شروطها بعقد لقاء تشاوري ممهّد يضم أطياف المعارضة، وينتهي إلى تشكيل وفد مشترك".

وقال عبد العظيم، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن موضوع مشاركة الهيئة في المؤتمر يبحث مع الأمم المتحدة. وقال "تبقى مسألة تشكيل هيئة الحكم الانتقالي في المرحلة الرابعة وليس الأولى".

وقال مناع، رداً على سؤال عما إذا كانت "هيئة التنسيق" ستتجاوب، مع الجهود التي تبذل من أجل توسيع وفد المعارضة، "بالنسبة لنا فإن كلمة توسيع أو انضمام نعتبر أنها لا تتناسب مع خط "هيئة التنسيق الوطنية" و"المنبر الديموقراطي" و"بناء الدولة" وكل التنظيمات الواقعة خارج إطار الائتلاف من المعارضة الديموقراطية المدنية السورية، بسبب الطريقة التي تم فيها التكوين والتعيين والإملاء والذهاب إلى جنيف لم تكن لا ديموقراطية ولا سورية. لذلك طرحنا بديلاً واضحاً، وقلنا إننا ندعو إلى اجتماع تشاوري لكل القوى الديموقراطية الوطنية وهذا ما سيعلم به عبد العظيم الجربا ويقول له نحن ندعوك إلى الاجتماع التشاوري الذي يجمع كل الأطراف الوطنية الديموقراطية من اجل مناقشة برنامج مشترك، وتشكيل وفد وازن ومتزن وقوي قادر على مواجهة هذا" النظام الشرس"حسب قولة .

وأضاف "نحن مع المشاركة، ولكن ضمن شرطين أساسيين، واحد ذاتي وآخر موضوعي. الذاتي يتمحور حول أن يكون وفد المعارضة السورية، لا ان يكون اسمه وفد الائتلاف وهذا ما كان مكتوباً أمام الجربا في مونترو، وهكذا كان اسمه في إعلان جنيف، والثاني أن يكون الوفد وازناً، حيث سيكون قادراً على القول إننا لن نجلس حول الطاولة قبل تهيئة مقومات بناء الثقة، ومنها الإفراج عن المعتقلين السياسيين وفتح الممرات من أجل إسعاف كل من هو محاصر في لقمته وصحته، وإطلاق سراح كل النساء والاطفال، وعدم الانتظار في كل المسائل المتعلقة بالأحوال الطارئة التي تشمل أكثر من مليوني إنسان".

وعما اذا كانت هذه هي شروط الهيئة للانضمام إلى وفد المعارضة، قال "ليس انضماماً بل لتكوين وفد وازن، قوي وفاعل".

وأشار إلى انه يمكن تأجيل المؤتمر لمدة 20 يوماً جديدة، موضحاً انه "عندما قال الائتلاف إنه يرفض مشاركة إيران في المؤتمر وافق (الأمين العام للأمم المتحدة) بان كي مون، ألن يوافق على التأجيل من أجل أن نسير بالأجندة الخاصة بنا، كما نريد كسوريين.. سيوافق بالرغم عنه".

  • فريق ماسة
  • 2014-02-05
  • 13373
  • من الأرشيف

بدء هجوم يبرود .. واصطدام بين الجربا وعبد العظيم

يبدو أن الاجتماع بين رئيس "الائتلاف " احمد الجربا والمنسق العام لـ"هيئة التنسيق الوطنية" المعارضة حسن عبد العظيم، في القاهرة اليوم،لن يخرج بتفاهم صلب بشأن توسيع وفد المعارضة إلى "جنيف 2" في 10 شباط الحالي، في ظل التباين الواضح في المواقف من الحل السياسي وشروط المسار التفاوضي، وهو ما يطرح تساؤلات عما إذا كانت الجولة الثانية من "جنيف 2"، ستشهد تقدماً جدياً في التفاوض مع الوفد الحكومي الذي أكد مراراً شكوكه في حقيقة تمثيل المعارضة في المؤتمر السويسري. وبينما يعتبر "الائتلاف" أن قضية هيئة الحكم الانتقالي يجب أن تحتل صدارة العمل لتطبيق "جنيف 1"، أعلن حسن عبد العظيم أن هذه القضية تأتي في مراحل لاحقة ولا تحتل الاولوية حالياً. أما رئيس فرع "هيئة التنسيق" في المهجر هيثم مناع فقد اعتبر من جهته، أن الأولوية هي لتسوية الملفات الإنسانية ومن بينها إدخال المساعدات الى المناطق المحاصرة. وفي حين تحدثت تقارير عن بدء الجيش السوري الهجوم على يبرود في القلمون، مشيرة إلى معارك عنيفة في مزارع ريما، استمرت المواجهات بين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) والميليشيات المعارضة له. وقد أجبر "داعش" 200 مسلّح من "ألوية صقور الشام"، التي يقودها رئيس مجلس شورى "الجبهة الإسلامية" أبو عيسى الشيخ، على إعلان توبتهم في منطقة الشاعر في ريف حماه، والتعهد بعدم قتال "الدولة" مجدداً، وذلك بعد وقوعهم أسرى في يد عناصر "داعش". وبعد وقت قصير على إعلان الهدنة، رفضت هذا الاتفاق "جبهة ثوار سوريا"، ثاني أكبر المجموعات المقاتلة ضد "داعش" بعد "الجبهة الإسلامية". واعتبرت الجبهة أنه "صلح الضعفاء والمحاصرين"، مؤكدة أنها ماضية في معركتها ضد "داعش". في هذا الوقت، أقرّ وزير الخارجية الأميركي جون كيري بأن النظام السوري يسجل نقاطاً في النزاع الدائر، ولكنه دافع في المقابل عن الاستراتيجية التي تتبعها واشنطن لحل هذا النزاع. وقال كيري، في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" بثت مقتطفات منها أمس، "هذا صحيح، نعم، الرئيس بشار الأسد، حسّن موقعه بعض الشيء. ولكنه لا يربح دوماً. هذا مأزق". وعن احتمال "فشل" الاستراتيجية الأميركية في سوريا، قال كيري "كلا". وأضاف أن "السياسة في سوريا صعبة للغاية. لا أريد بأي طريقة من الطرق إيجاد أعذار (ولكننا) نريد لهذا الأمر أن يتقدّم بسرعة اكبر، وان نقوم به بشكل أفضل". وقال مصدر في "هيئة التنسيق" لمراسل "السفير" في دمشق زياد حيدر إن الجربا سيلتقي عبد العظيم في القاهرة اليوم، لبحث موضوع ضم أعضاء في الهيئة إلى الوفد المشارك في الجولة الثانية من مفاوضات "جنيف 2" في 10 شباط الحالي. وأضاف أن "الهيئة لن توافق على الحضور إلى اجتماع جنيف المقبل، إلا في حال تنفيذ شروطها بعقد لقاء تشاوري ممهّد يضم أطياف المعارضة، وينتهي إلى تشكيل وفد مشترك". وقال عبد العظيم، في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، إن موضوع مشاركة الهيئة في المؤتمر يبحث مع الأمم المتحدة. وقال "تبقى مسألة تشكيل هيئة الحكم الانتقالي في المرحلة الرابعة وليس الأولى". وقال مناع، رداً على سؤال عما إذا كانت "هيئة التنسيق" ستتجاوب، مع الجهود التي تبذل من أجل توسيع وفد المعارضة، "بالنسبة لنا فإن كلمة توسيع أو انضمام نعتبر أنها لا تتناسب مع خط "هيئة التنسيق الوطنية" و"المنبر الديموقراطي" و"بناء الدولة" وكل التنظيمات الواقعة خارج إطار الائتلاف من المعارضة الديموقراطية المدنية السورية، بسبب الطريقة التي تم فيها التكوين والتعيين والإملاء والذهاب إلى جنيف لم تكن لا ديموقراطية ولا سورية. لذلك طرحنا بديلاً واضحاً، وقلنا إننا ندعو إلى اجتماع تشاوري لكل القوى الديموقراطية الوطنية وهذا ما سيعلم به عبد العظيم الجربا ويقول له نحن ندعوك إلى الاجتماع التشاوري الذي يجمع كل الأطراف الوطنية الديموقراطية من اجل مناقشة برنامج مشترك، وتشكيل وفد وازن ومتزن وقوي قادر على مواجهة هذا" النظام الشرس"حسب قولة . وأضاف "نحن مع المشاركة، ولكن ضمن شرطين أساسيين، واحد ذاتي وآخر موضوعي. الذاتي يتمحور حول أن يكون وفد المعارضة السورية، لا ان يكون اسمه وفد الائتلاف وهذا ما كان مكتوباً أمام الجربا في مونترو، وهكذا كان اسمه في إعلان جنيف، والثاني أن يكون الوفد وازناً، حيث سيكون قادراً على القول إننا لن نجلس حول الطاولة قبل تهيئة مقومات بناء الثقة، ومنها الإفراج عن المعتقلين السياسيين وفتح الممرات من أجل إسعاف كل من هو محاصر في لقمته وصحته، وإطلاق سراح كل النساء والاطفال، وعدم الانتظار في كل المسائل المتعلقة بالأحوال الطارئة التي تشمل أكثر من مليوني إنسان". وعما اذا كانت هذه هي شروط الهيئة للانضمام إلى وفد المعارضة، قال "ليس انضماماً بل لتكوين وفد وازن، قوي وفاعل". وأشار إلى انه يمكن تأجيل المؤتمر لمدة 20 يوماً جديدة، موضحاً انه "عندما قال الائتلاف إنه يرفض مشاركة إيران في المؤتمر وافق (الأمين العام للأمم المتحدة) بان كي مون، ألن يوافق على التأجيل من أجل أن نسير بالأجندة الخاصة بنا، كما نريد كسوريين.. سيوافق بالرغم عنه".

المصدر : السفير


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة