دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
إنتهت الجولة الأولى من عملية التفاوض بين وفدي الدولة السورية و”الائتلاف المعارض” في جنيف، من دون أن تحقق أي اختراقٍ كبيرٍ في جدار الأزمة، وبالتالي لم يكن مؤتمر “جنيف2″ على قدر آمال الشعب السوري التواق الى الحرية والسلام.
ولكن لاريب أن أهمية انعقاد هذا المؤتمر، هي إنطلاقته بحد ذاتها، التي قد تليها جولات تفاوض عدة، على أمل أن تفضي إلى عقد حوار وطني بين القوى الفاعلة على الأرض للتفاهم على بناء سورية الجديدة، بعيداً من التدخل الاجنبي المباشر، كما حدث في المؤتمر المذكور، حيث بدا فاقعاً تدخل السفير الأميركي روبرت فورد في اعمال “جنيف2″ وفي توجيه وفد “الإئتلاف”.
إذا، لقد أدت جولة التفاوض الأولى الى فتح كوة في جدار الأزمة، رغم فقدان التوزان بين الوفدين، ففي الوقت الذي بدا الوفد الدبلوماسي السوري متماسكاً ومبادراً ولديه تأثير فاعل على الأرض، ظهر وفد “الائتلاف” فاقداً للمبادرة، وينتظر “التعليمة” من رعاته الاقليميين والدوليين. ولكن الجديد راهنا الذي يبعث بعض الأمل في أن يتبلور في جولات التفاوض اللاحقة وفداً معارضاً يعكس تمثيل المعارضة الوطنية في سورية، هو منح الولايات المتحدة لرئيس “الإئتلاف” أحمد الجربا “اذن دخول” الى روسية في الايام المقبلة، ما يؤشر بوضوح الى هناك تسليم أميركي بتفعيل دور موسكو في رعاية التسوية السورية، والتي عبرت بدورها عبر “خارجيتها” عن رغبتها باشراك المعارضة الوطنية في محادثات السلام في سورية.
وعن إمكان مشاركة المعارضة في الجولة الثانية في التفاوض في العاشر من الجاري، يرى مصدر معارض أن ضيق الوقت لن يفسح في المجال امام المعارضة في المشاركة المرجوة، متوقعاً ألا يحصل اي تغييرٍ جوهري في تركيبة الوفدين في الجولة المقبلة.
ويعتبر أن الاختراق الوحيد والاهم الذي تحقق في “جنيف2″، هو تسليم الإدارة الاميركية بتفعيل دور روسيا في عملية السلام في سورية.
وبالانتقال الى الوضع الميداني، تشير مصادر ميدانية الى أن عقد المصالحات في بعض المناطق التي شهدت إقتتالاً يجري بالتوازي مع التقدم الذي يحققه الجيش السوري، خصوصا في ريف دمشق، ما يسهم في تعزيز “طوق العاصمة”، معتبرةً انه اجدى من العمل العسكري في الظروف الراهنة، لاسيما أن هذه المصالحات تفضي الى انسحاب المسلحين من المناطق المذكورة، وبالتالي تجنيبها مختلف اعمال القتل والدمار، وما ينتج عنهما من تداعيات اقتصادية واجتماعية.
ولكن الاهم من ذلك وفقاً لرأي المصادر، أن بعض المسلحين الذي يسلمون انفسهم للدولة، يعودون لينخرطوا في وحدات الدفاع الوطني التي تقاتل بدورها الى جانب الجيش. وتلفت الى ان البعض الآخر ينسحب الى مناطق تجمعات المسلحين كدوما ودرايا في “الريف”.
وتكشف المصادر عن اتمام مصالحة في منطقتي “يلادا” و”ببيلا” في الريف الدمشقي، لافتةً الى ان لهما اهمية استراتجية، لانهما واقعتين على أطراف مخيم “اليرمروك” ومحاذيتين لمنطقة “السيدة زينب” ومطلتين على طريق مطار دمشق الدولي.
وتشير المصادر الى ان عقد هذه المصالحات دونه عقبات جمة، في ضوء تعدد المجموعات المسلحة المنتشرة في بعض المناطق، كما هو الحال في منطقة “جوبر”. وتكشف المصادر عن مساعي لاخراج المسلحين منها على غرار ما حدث في “برزة” ، مؤكدةً ان المصالحات وتسوية اوضاع من تورطوا بحمل السلاح لن تقف عند حدود ريف دمشق، بل ستتمدد الى مختلف المناطق السورية في الايام المقبلة.
المصدر :
المرده/ حسان الحسن
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة