حسم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ما تردد أثناء زيارته طهران حول حصول تغير في الموقف التركي من سوريا. فعلى الطائرة التي أقلته عائداً إلى أنقرة تحدث أردوغان إلى الصحافيين المرافقين له قائلاً إن الموقف الإيراني من سورية يُختصر على الشكل التالي: «من دون اقتلاع التنظيمات الإرهابية، ومن دون منع دخول الإرهابيين إلى سورية، ومن دون قطع الدعم المالي والدعم الآخر للإرهابيين فليس من أي معنى لذهاب (الرئيس السوري بشار) الأسد».

وأضاف أردوغان «لقد أجبنا عليهم بالقول إن هذه المنظمات الإرهابية لم تكن موجودة في سورية قبل ثلاثة أعوام. ولقد تشكلت هذه المنظمات بالتعاون مع الأسد. توجد حاجة ماسة لتغيير في السلطة يستند إلى الإرادة الشعبية. ولا نرى صحيحاً مقولة إنه من دون خروج المنظمات الإرهابية لا يمكن تحقيق ذلك. الحكومة الانتقالية يجب أن تتشكل من أشخاص لم يتورطوا في العنف ويحظون بقبول شعبي، وأن تذهب سورية إلى انتخابات فورية. الأمثلة على ذلك كثيرة. حصل ذلك في العراق وفي ليبيا حصلت انتخابات بالرغم من الحرب. الحكومة الانتقالية تبدأ بالتعاون مع الجيش السوري الحر في محاربة الإرهاب من جهة وتحضر لانتخابات من جهة ثانية».

وتابع «لا أستطيع أن أقول إننا اتفقنا مع إيران على هذه المواضيع. إنهم لا يريدون تدخل الآخرين واقترحوا أن نتحرك معاً كأتراك وإيرانيين، ولقد قلنا لهم نحن جاهزون ولا نتهرب من هذا الأمر. وقد كلفنا وزراء الخارجية والاستخبارات بهذه المواضيع وستتواصل الجهود».

وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أنه «بالرغم من القرار الذي اتخذ في جنيف، فلا تزال المساعدات ممنوعة من الوصول والطائرات تلقي براميل البارود على مدينة حمص». وأضاف أنه عرض على الإيرانيين قضية الصور التي نشرت عشية جنيف حول تعذيب 11 ألف جثة، يقال إن النظام قام بها. وقال إن الإيرانيين قالوا له إنه «تقرير من صنع قطر».

وقد رفض أردوغان ذلك، قائلاً «لا يهمني من قام بذلك غير أنها حقيقة بحيث أن المكلف بتصوير الجثث لم يستطع تحمل المزيد فقام بنشرها»، مضيفاً أن «هذه الأحداث تحدث في سورية ونحن دفعنا 70 قتيلاً».

وعن التعاون الثنائي، أوضح رئيس الوزراء التركي أن «حجم التجارة بين البلدين كان في العام 2012، 21,5 مليار دولار، لكن بسبب العقوبات تراجع الرقم إلى 13,5 مليار دولار، أي بتراجع 35 في المئة في العام 2013. وهدفنا الآن أن نصل بحجم التجارة إلى 30 ملياراً في العام 2015».

وأضاف أن «أسعار الغاز الطبيعي في إيران أغلى بقليل عن مثيله في أذربيجان وروسيا. إذا حصل تخفيض نستورد المزيد منه»، متوقعاً أن يقوم الرئيس الإيراني حسن روحاني بزيارة أنقرة في 20 شباط الحالي، ليتم التوقيع أثناءها على اتفاقية تأسيس «مجلس التعاون التجاري والاستراتيجي»، الذي تم الاتفاق عليه خلال زيارة طهران.

وخلال الحوار مع الصحافيين، كشف أردوغان أن آخر استطلاعات الرأي تعطيه 51 في المئة من الأصوات، وليس عنده أدنى قلق على وضع «حزب العدالة والتنمية».

وكانت مؤسسة «كوندا» لاستطلاع الرأي ذكرت أن «العدالة والتنمية» سينال 48 في المئة في الانتخابات البلدية، يليه «حزب الشعب الجمهوري» بـ28 في المئة، و«حزب الحركة القومية» بـ14,4 في المئة، أخيراً «حزب السلام والديموقراطية» الكردي بستة في المئة.

وتعليقاً على زيارة أردوغان لطهران، كتب سامي كوهين في صحيفة «ميلليت» التركية، أنها «كانت ناجحة على صعيد العلاقات الثنائية، لكن التعاون في مجال الغاز الطبيعي لا يزال ينتظر المزيد من المحادثات».

واعتبر كوهين أن تشكيل «مجلس التعاون الأعلى» الذي سيوقع في أنقرة خلال زيارة روحاني المقبلة، يتيح مأسسة الاستشارات بين البلدين.

وقال إن «البلدين أظهرا إرادة قوية للتعاون رغم التباين في المجال السياسي والتنافس القائم»، مضيفاً أن «البلدين يفترقان في المسألة السورية. باختصار إيران مع الأسد وتركيا ضده. ولا يزال العراق ساحة تعكس الصراع على النفوذ الإقليمي بين تركيا وإيران. ومع ذلك فإن الجانبين قد دفعا بالمواضيع الخلافية جانباً، لتتقدم عليها المصالح المشتركة ولا سيما الاقتصادية».

  • فريق ماسة
  • 2014-01-31
  • 10302
  • من الأرشيف

روحاني في أنقرة في 20 شباط ...أردوغان: لم نتفق على سورية!

حسم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ما تردد أثناء زيارته طهران حول حصول تغير في الموقف التركي من سوريا. فعلى الطائرة التي أقلته عائداً إلى أنقرة تحدث أردوغان إلى الصحافيين المرافقين له قائلاً إن الموقف الإيراني من سورية يُختصر على الشكل التالي: «من دون اقتلاع التنظيمات الإرهابية، ومن دون منع دخول الإرهابيين إلى سورية، ومن دون قطع الدعم المالي والدعم الآخر للإرهابيين فليس من أي معنى لذهاب (الرئيس السوري بشار) الأسد». وأضاف أردوغان «لقد أجبنا عليهم بالقول إن هذه المنظمات الإرهابية لم تكن موجودة في سورية قبل ثلاثة أعوام. ولقد تشكلت هذه المنظمات بالتعاون مع الأسد. توجد حاجة ماسة لتغيير في السلطة يستند إلى الإرادة الشعبية. ولا نرى صحيحاً مقولة إنه من دون خروج المنظمات الإرهابية لا يمكن تحقيق ذلك. الحكومة الانتقالية يجب أن تتشكل من أشخاص لم يتورطوا في العنف ويحظون بقبول شعبي، وأن تذهب سورية إلى انتخابات فورية. الأمثلة على ذلك كثيرة. حصل ذلك في العراق وفي ليبيا حصلت انتخابات بالرغم من الحرب. الحكومة الانتقالية تبدأ بالتعاون مع الجيش السوري الحر في محاربة الإرهاب من جهة وتحضر لانتخابات من جهة ثانية». وتابع «لا أستطيع أن أقول إننا اتفقنا مع إيران على هذه المواضيع. إنهم لا يريدون تدخل الآخرين واقترحوا أن نتحرك معاً كأتراك وإيرانيين، ولقد قلنا لهم نحن جاهزون ولا نتهرب من هذا الأمر. وقد كلفنا وزراء الخارجية والاستخبارات بهذه المواضيع وستتواصل الجهود». وأشار رئيس الوزراء التركي إلى أنه «بالرغم من القرار الذي اتخذ في جنيف، فلا تزال المساعدات ممنوعة من الوصول والطائرات تلقي براميل البارود على مدينة حمص». وأضاف أنه عرض على الإيرانيين قضية الصور التي نشرت عشية جنيف حول تعذيب 11 ألف جثة، يقال إن النظام قام بها. وقال إن الإيرانيين قالوا له إنه «تقرير من صنع قطر». وقد رفض أردوغان ذلك، قائلاً «لا يهمني من قام بذلك غير أنها حقيقة بحيث أن المكلف بتصوير الجثث لم يستطع تحمل المزيد فقام بنشرها»، مضيفاً أن «هذه الأحداث تحدث في سورية ونحن دفعنا 70 قتيلاً». وعن التعاون الثنائي، أوضح رئيس الوزراء التركي أن «حجم التجارة بين البلدين كان في العام 2012، 21,5 مليار دولار، لكن بسبب العقوبات تراجع الرقم إلى 13,5 مليار دولار، أي بتراجع 35 في المئة في العام 2013. وهدفنا الآن أن نصل بحجم التجارة إلى 30 ملياراً في العام 2015». وأضاف أن «أسعار الغاز الطبيعي في إيران أغلى بقليل عن مثيله في أذربيجان وروسيا. إذا حصل تخفيض نستورد المزيد منه»، متوقعاً أن يقوم الرئيس الإيراني حسن روحاني بزيارة أنقرة في 20 شباط الحالي، ليتم التوقيع أثناءها على اتفاقية تأسيس «مجلس التعاون التجاري والاستراتيجي»، الذي تم الاتفاق عليه خلال زيارة طهران. وخلال الحوار مع الصحافيين، كشف أردوغان أن آخر استطلاعات الرأي تعطيه 51 في المئة من الأصوات، وليس عنده أدنى قلق على وضع «حزب العدالة والتنمية». وكانت مؤسسة «كوندا» لاستطلاع الرأي ذكرت أن «العدالة والتنمية» سينال 48 في المئة في الانتخابات البلدية، يليه «حزب الشعب الجمهوري» بـ28 في المئة، و«حزب الحركة القومية» بـ14,4 في المئة، أخيراً «حزب السلام والديموقراطية» الكردي بستة في المئة. وتعليقاً على زيارة أردوغان لطهران، كتب سامي كوهين في صحيفة «ميلليت» التركية، أنها «كانت ناجحة على صعيد العلاقات الثنائية، لكن التعاون في مجال الغاز الطبيعي لا يزال ينتظر المزيد من المحادثات». واعتبر كوهين أن تشكيل «مجلس التعاون الأعلى» الذي سيوقع في أنقرة خلال زيارة روحاني المقبلة، يتيح مأسسة الاستشارات بين البلدين. وقال إن «البلدين أظهرا إرادة قوية للتعاون رغم التباين في المجال السياسي والتنافس القائم»، مضيفاً أن «البلدين يفترقان في المسألة السورية. باختصار إيران مع الأسد وتركيا ضده. ولا يزال العراق ساحة تعكس الصراع على النفوذ الإقليمي بين تركيا وإيران. ومع ذلك فإن الجانبين قد دفعا بالمواضيع الخلافية جانباً، لتتقدم عليها المصالح المشتركة ولا سيما الاقتصادية».

المصدر : السفير/ محمد نور الدين


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة