ايران الدولة التي لا تُستفز، ولن تتهور ومهما فعلوا لها. والسبب بسيط جدا لأنها مُدركة بأن جميع التحرشات والاتهامات، وجميع القرصات والعضات والاغتيالات والفبركات غايتها تعطيل أيران وجرّها نحو مشاكل جانبية لكي يتعطل مشروعها الاستراتيجي في المنطقة.

إيران منهمكة بصياغة وبناء تاريخها من جديد، وبإسقاط حضاري وتاريخي وعينها على الانبعاث من جديد كقوة إقليمية لا يمكن إسقاطها أو تجاوزها دوليا, ولهذا ضاعفت من مناعتها فأصبحت لا تتأثر بالاتهامات والتحرشات واللدغات، لأنها تعمل نحو الهدف الجبار والذي بانت ملامحه إقليميا ودوليا.

وأن هذه المناعة سببها الحرب “العراقية – الإيرانية” أو بالأحرى ” الحرب الخليجية _ الإيرانية بزعامة صدام” ولو تذكرتم حادثة ذبح الدبلوماسيين الإيرانيين السبعة قبل سنوات في مزار شريف في أفغانستان، وتذكرتم الحنكة الإيرانية في حينها وعندما كان الرئيس آنذاك محمد خاتمي لعرفتم بأن أيران لن تتهور، وليس في حساباتها ردات الفعل غير المحسوبة ومهما كانت التضحيات.

وتوالت الحوادث ضد إيران ومصالحها ومنها اغتيال العلماء والدبلوماسيين، وتفجير المرافق الإيرانية.. الخ… لا بل حتى غيرت من سياساتها التي كانت متبعة بزمن الأمام الخميني وعندما عطلت بل جمدت شعار ( تصدير الثورة) وأبدلته بناء الخيمة الحديدية للثورة وهو المشروع النووي والصناعات العسكرية والبتروكيماوية ، وهندسة العلاقات مع دول العالم وغيرها!!

فلقد باغتت طهران العالم عندما تقاربت مع الشيطان الأكبر "أميركا" أخيرا وعلنا ودون أن تلتفت لأحد, لأن الوقت قد حان لهذا التقارب من وجهة نظر قادة إيران, وبالتالي أهتز العالم والخليج بشكل عام، وتصدعت الطاولة السعودية، والإسرائيلية بشكل خاص.

فلقد كان جلوس وفد إيران بعد فوز الرئيس روحاني مع وفد السداسية الأوربية وأمريكا حدثا كبيرا بزغ عنه لقاء وزير الخارجية الإيراني السيد ظريف مع نظيره الأميركي جون كيري، وتحديدا بعد المغازلة الهاتفية بين الرئيس الإيراني روحاني ونظيره الرئيس الأميركي باراك أوباما.

لا بل جن جنون قادة السعودية بحيث ذهبوا فورا للتحالف مع "إسرائيل"، وغادروا المنطق الدبلوماسي مع أمريكا, أي بُدلت الدبلوماسية السعودية بالتهور السعودي!!. فراحت السعودية لتنسج بالتحالفات العاجلة والماكرة والتي صاحبها حملة إعلامية شرسة وقوية ضد إيران بشكل عام وضد الشيعة بشكل خاص بمحاولة لإفشال التقارب "الإيراني – الأميركي".

وكانت إسرائيل داعمة للسياسة السعودية الجديدة بهدف تخريب التقارب "الإيراني الأميركي" فراحت لتمارس ضغوطا هي والسعودية على الأوربيين وعلى أعضاء الكونغرس الأميركي ومنظمات اللوبي اليهودي لتخريب الاتفاق النووي الأخير بين طهران وواشنطن.

ولم تكتف السعودية بهذا بل راحت لتفتح جبهات ( تخريبية وإرهابية) في لبنان، والعراق، وسوريا، واليمن تحت شعار الحرب ضد أصدقاء إيران وأينما وجدوا بغاية أضعاف ايران في المنطقة، وما يحدث في الأنبار العراقية لهو واحدة من الجبهات التي فتحتها السعودية بدعم خليجي و"إسرائيلي"!!.

ولم ترد إيران بالغوغاء والتهور خصوصا عندما عرفت بأن السعودية نمرا جريحا و"إسرائيل" طفلا نزقا بيده مسدس بلا أمان…. قررت (الصفعة الثانية) ضد السعودية وإسرائيل وعندما تقاربت مع الأتراك أخيرا والتي توجت بزيارة رئيس الوزراء التركي "أردوغان ولقد جاء توقيت الزيارة ذكيا جدا لعدة اسباب:

-جاءت بعد ترتيب البيت المصري لصالح العسكر بدعم أماراتي وسعودي وخليجي , فجاء اللقاء "التركي – الإيراني" ليرسل رسالة الى المصريين بأن مكانكم معنا وليس مع السعودية التي تحالفت مع "إسرائيل" أخيرا وعلنا.

-جاءت بعد أن حوصر أردوغان بالملفات الداخلية الساخنة فصار ضعيفا أمام الإيرانيين.

-جاءت بعد أن تيقن وشعر أردوغان ورفاقه في الحكم بأنهم تورطوا سعوديا وخليجيا بفتح تركيا للإرهابيين من جهة ،وتورطوا في سوريا من جهة أخرى وراحت السعودية والخليج لتتركهم لوحدهم!!.

-جاءت بعد أنتعاش ايران سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا مقابل التدهور الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي في تركيا.

من هنا أصبح أردوغان خاويا أمام روحاني وأمام المرشد الخامنئي لأنه يبحث عن نصر دبلوماسي، ويبحث عن أنتعاش نفسي بعد الإخفاقات المتتالية في تركيا، خصوصا عندما أغلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الباب بوجه أردوغان الذي توسل التقارب مع العراق.

وبالنتيجة فالرابح هي إيران عندما أملت شروطها على تركيا وخصوصا في ( الملف السوري، والعراقي ، والاقتصادي) وراح الساسة الإيرانيون ليذكروا تركيا بالعلاقات التاريخية بين البلدين، وبأهمية هذين البلدين تاريخيا وإقليميا بمحاولة لإغراء تركيا ولقد نجحت إيران بهذا.

حيث قبل أردوغان و حسب المعلومات الصحفية والدبلوماسية بتغير سياسته تجاه سوريا، والسكوت بل الصمت حول قضية أعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد!.

 

وهذا بحد ذاته صفعة قوية "صفعة ثانية" بالكف الإيراني الى السعودية، وقرصة قوية جدا الى "إسرائيل" من جهة , ورسالة تحذير وتذكير للجنرال "السيسي" بأن هناك قوتان رئيسيتان في المنطقة ولا يمكن تجازهما ويفترض بمصر اللحاق بهما وليس اللحاق بالركب السعودية الذي تحالف مع "إسرائيل" علنا من جهة أخرى!!.

فالحقيقة أن إيران في طريقها لتسجل أسمها لاعبا دوليا بامتياز ولا يمكن تجاوزها إقليميا ودوليا، بل حتى محادثات جنيف (2) الجارية بين الوفد السوري و وفد المعارضة في سويسرا أصبحت عبثية بامتياز مادامت إيران خارجها , وأن من أبعد إيران عن جنيف (2) لا يريد أنجاح المحادثات أصلا!.

وبالتالي فإيران حاضرة في جميع ملفات المنطقة، ولا يمكن تجاوزها على الإطلاق ومن لا يريد الاعتراف بهذا الآن فسوف يعود ليعترف بهذا ولكن ربما بعد فوات الأوان!!.

 

  • فريق ماسة
  • 2014-01-30
  • 10010
  • من الأرشيف

"إيران تربك المسرح الإقليمي ...و تصفع السعودية مرتين"!

ايران الدولة التي لا تُستفز، ولن تتهور ومهما فعلوا لها. والسبب بسيط جدا لأنها مُدركة بأن جميع التحرشات والاتهامات، وجميع القرصات والعضات والاغتيالات والفبركات غايتها تعطيل أيران وجرّها نحو مشاكل جانبية لكي يتعطل مشروعها الاستراتيجي في المنطقة. إيران منهمكة بصياغة وبناء تاريخها من جديد، وبإسقاط حضاري وتاريخي وعينها على الانبعاث من جديد كقوة إقليمية لا يمكن إسقاطها أو تجاوزها دوليا, ولهذا ضاعفت من مناعتها فأصبحت لا تتأثر بالاتهامات والتحرشات واللدغات، لأنها تعمل نحو الهدف الجبار والذي بانت ملامحه إقليميا ودوليا. وأن هذه المناعة سببها الحرب “العراقية – الإيرانية” أو بالأحرى ” الحرب الخليجية _ الإيرانية بزعامة صدام” ولو تذكرتم حادثة ذبح الدبلوماسيين الإيرانيين السبعة قبل سنوات في مزار شريف في أفغانستان، وتذكرتم الحنكة الإيرانية في حينها وعندما كان الرئيس آنذاك محمد خاتمي لعرفتم بأن أيران لن تتهور، وليس في حساباتها ردات الفعل غير المحسوبة ومهما كانت التضحيات. وتوالت الحوادث ضد إيران ومصالحها ومنها اغتيال العلماء والدبلوماسيين، وتفجير المرافق الإيرانية.. الخ… لا بل حتى غيرت من سياساتها التي كانت متبعة بزمن الأمام الخميني وعندما عطلت بل جمدت شعار ( تصدير الثورة) وأبدلته بناء الخيمة الحديدية للثورة وهو المشروع النووي والصناعات العسكرية والبتروكيماوية ، وهندسة العلاقات مع دول العالم وغيرها!! فلقد باغتت طهران العالم عندما تقاربت مع الشيطان الأكبر "أميركا" أخيرا وعلنا ودون أن تلتفت لأحد, لأن الوقت قد حان لهذا التقارب من وجهة نظر قادة إيران, وبالتالي أهتز العالم والخليج بشكل عام، وتصدعت الطاولة السعودية، والإسرائيلية بشكل خاص. فلقد كان جلوس وفد إيران بعد فوز الرئيس روحاني مع وفد السداسية الأوربية وأمريكا حدثا كبيرا بزغ عنه لقاء وزير الخارجية الإيراني السيد ظريف مع نظيره الأميركي جون كيري، وتحديدا بعد المغازلة الهاتفية بين الرئيس الإيراني روحاني ونظيره الرئيس الأميركي باراك أوباما. لا بل جن جنون قادة السعودية بحيث ذهبوا فورا للتحالف مع "إسرائيل"، وغادروا المنطق الدبلوماسي مع أمريكا, أي بُدلت الدبلوماسية السعودية بالتهور السعودي!!. فراحت السعودية لتنسج بالتحالفات العاجلة والماكرة والتي صاحبها حملة إعلامية شرسة وقوية ضد إيران بشكل عام وضد الشيعة بشكل خاص بمحاولة لإفشال التقارب "الإيراني – الأميركي". وكانت إسرائيل داعمة للسياسة السعودية الجديدة بهدف تخريب التقارب "الإيراني الأميركي" فراحت لتمارس ضغوطا هي والسعودية على الأوربيين وعلى أعضاء الكونغرس الأميركي ومنظمات اللوبي اليهودي لتخريب الاتفاق النووي الأخير بين طهران وواشنطن. ولم تكتف السعودية بهذا بل راحت لتفتح جبهات ( تخريبية وإرهابية) في لبنان، والعراق، وسوريا، واليمن تحت شعار الحرب ضد أصدقاء إيران وأينما وجدوا بغاية أضعاف ايران في المنطقة، وما يحدث في الأنبار العراقية لهو واحدة من الجبهات التي فتحتها السعودية بدعم خليجي و"إسرائيلي"!!. ولم ترد إيران بالغوغاء والتهور خصوصا عندما عرفت بأن السعودية نمرا جريحا و"إسرائيل" طفلا نزقا بيده مسدس بلا أمان…. قررت (الصفعة الثانية) ضد السعودية وإسرائيل وعندما تقاربت مع الأتراك أخيرا والتي توجت بزيارة رئيس الوزراء التركي "أردوغان ولقد جاء توقيت الزيارة ذكيا جدا لعدة اسباب: -جاءت بعد ترتيب البيت المصري لصالح العسكر بدعم أماراتي وسعودي وخليجي , فجاء اللقاء "التركي – الإيراني" ليرسل رسالة الى المصريين بأن مكانكم معنا وليس مع السعودية التي تحالفت مع "إسرائيل" أخيرا وعلنا. -جاءت بعد أن حوصر أردوغان بالملفات الداخلية الساخنة فصار ضعيفا أمام الإيرانيين. -جاءت بعد أن تيقن وشعر أردوغان ورفاقه في الحكم بأنهم تورطوا سعوديا وخليجيا بفتح تركيا للإرهابيين من جهة ،وتورطوا في سوريا من جهة أخرى وراحت السعودية والخليج لتتركهم لوحدهم!!. -جاءت بعد أنتعاش ايران سياسيا ودبلوماسيا واقتصاديا مقابل التدهور الاقتصادي والسياسي والدبلوماسي في تركيا. من هنا أصبح أردوغان خاويا أمام روحاني وأمام المرشد الخامنئي لأنه يبحث عن نصر دبلوماسي، ويبحث عن أنتعاش نفسي بعد الإخفاقات المتتالية في تركيا، خصوصا عندما أغلق رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الباب بوجه أردوغان الذي توسل التقارب مع العراق. وبالنتيجة فالرابح هي إيران عندما أملت شروطها على تركيا وخصوصا في ( الملف السوري، والعراقي ، والاقتصادي) وراح الساسة الإيرانيون ليذكروا تركيا بالعلاقات التاريخية بين البلدين، وبأهمية هذين البلدين تاريخيا وإقليميا بمحاولة لإغراء تركيا ولقد نجحت إيران بهذا. حيث قبل أردوغان و حسب المعلومات الصحفية والدبلوماسية بتغير سياسته تجاه سوريا، والسكوت بل الصمت حول قضية أعادة انتخاب الرئيس السوري بشار الأسد!.   وهذا بحد ذاته صفعة قوية "صفعة ثانية" بالكف الإيراني الى السعودية، وقرصة قوية جدا الى "إسرائيل" من جهة , ورسالة تحذير وتذكير للجنرال "السيسي" بأن هناك قوتان رئيسيتان في المنطقة ولا يمكن تجازهما ويفترض بمصر اللحاق بهما وليس اللحاق بالركب السعودية الذي تحالف مع "إسرائيل" علنا من جهة أخرى!!. فالحقيقة أن إيران في طريقها لتسجل أسمها لاعبا دوليا بامتياز ولا يمكن تجاوزها إقليميا ودوليا، بل حتى محادثات جنيف (2) الجارية بين الوفد السوري و وفد المعارضة في سويسرا أصبحت عبثية بامتياز مادامت إيران خارجها , وأن من أبعد إيران عن جنيف (2) لا يريد أنجاح المحادثات أصلا!. وبالتالي فإيران حاضرة في جميع ملفات المنطقة، ولا يمكن تجاوزها على الإطلاق ومن لا يريد الاعتراف بهذا الآن فسوف يعود ليعترف بهذا ولكن ربما بعد فوات الأوان!!.  


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة