أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن لا أحد يستطيع أن يقرر نيابة عن الشعب السوري فيما يتعلق برسم مستقبله موضحاً أن دور بلاده وغيرها من دول العالم لمساعدة سورية على الخروج من أزمتها ينحصر فقط في بذل الجهود لمساعدة السوريين على الحوار ووقف العنف وإخراج جميع الإرهابيين المتطرفين الذين قدموا من المنطقة والقارات الأخرى إلى سورية.

ودعا روحاني في كلمته اليوم أمام منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا جميع دول العالم إلى "تهيئة الأرضية المناسبة لجلوس الحكومة السورية والمعارضة إلى طاولة الحوار وتوفير الظروف المناسبة لإقامة انتخابات حرة وديمقراطية يقرر فيها الشعب السوري مصيره بنفسه" مشدداً على ضرورة احترام الجميع لنتائج الانتخابات إذ لا تستطيع أي دولة من الخارج أن تقرر نيابة عن الشعب السوري.

ولفت روحاني إلى ما يعانيه الشعب السوري من جرائم تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة وأدت إلى "مقتل آلاف السوريين وتهجير الملايين من بيوتهم" مؤكداً أن على الدول الداعمة للإرهابيين أن تدرك أن ما تقوم به ليس في مصلحتها وأن الإرهاب الذي تدعمه سيأتي إليها دون شك.

وجدد الرئيس الإيراني التأكيد على استمرار دعم بلاده للشعب السوري وتقديم المساعدات له مشيراً في هذا الصدد إلى أن إيران تقدم باستمرار المساعدات الإنسانية المتنوعة للشعب السوري من الأدوية والمواد الغذائية داعيا في الوقت ذاته الجميع إلى تقديم المساعدات.

وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي العالمي رأى روحاني أن التطورات الاقتصادية العالمية في السنوات الست الأخيرة تؤكد أنه ليس بمقدور أي دولة أن "تعيش بمفردها دون أن تهتم بقضايا الآخرين وأنه ما من قوة تستطيع أن تقول إنها تسيطر للأبد".

وبين روحاني أن اقتصاد إيران يملك القدرة على أن يكون خلال العقود الثلاثة القادمة من أفضل عشرة اقتصادات في العالم معتبراً أن سياسات الحكومة الإيرانية الداخلية والخارجية في سعيها لتحقيق هذا الهدف جاهزة للتعامل مع الجميع في كل المجالات.

ولفت روحاني إلى أن "التطرف والعنف ينبعان من البطالة والتخلف وأن مواجهة الإرهاب يجب أن تبدأ من جميع الأبعاد عن طريق رفع مستوى التعليم والثقافة والأخلاق وتوفير فرص العمل بما يساعد في خدمة البشرية وليس تدميرها" مشددا على أن الأمن العالمي مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن في منطقة الشرق الأوسط التي يجب العمل على إشراك شعوبها في عملية التنمية وتوفير فرص الازدهار الاقتصادي والثقافي بالتساوي لها لأن أي عقوبات اقتصادية ستؤدي إلى زيادة المشكلات.

ونوه روحاني بعودة العلاقات الاقتصادية الإيرانية الأوروبية بعد الاتفاق المبدئي في جنيف بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد والذي جاء بفضل تمسك الشعب الإيراني بالحصول على حقه في التقنية النووية السلمية داعيا الإدارة الأمريكية إلى الكف عن نشر الشائعات والنظر بالحقائق التاريخية بشكل عملي لأن إيران لم ولن تسعى يوما للحصول على السلاح النووي وستلتزم بما تم الاتفاق عليه للوصول إلى الاتفاق النهائي لأنه ورغم وجود خلافات بينها وبين الطرف الآخر إلا أن المصالح المشتركة موجودة كالأمن والاستقرار العالمي والتنمية الاقتصادية ومواجهة الإرهاب والتطرف.

واعتبر روحاني أن أمن الاقتصاد هو أمن الطاقة التي كانت سببا لقيام الحروب والنزاعات معربا عن استعداد بلاده التي تملك مصادر هائلة للطاقة للتعاون مع كل دول العالم من أجل تحقيق أمن الطاقة ما سيساعد في تكوين أرضية واسعة للأمن والسلام في العالم.

وتؤكد إيران منذ بداية الأزمة في سورية ضرورة إيجاد حل سياسي سلمي لها دون أي تدخلات خارجية إذ تشير إلى أن السوريين وحدهم قادرون على رسم مستقبل بلادهم عبر الحوار مشددة في الوقت ذاته على ضرورة تعاون جميع الدول في مكافحة الإرهاب الذي تتعرض له سورية إذ بات يشكل خطراً كبيراً على كامل دول المنطقة.

إلى ذلك أكد روحاني ضرورة العمل لمكافحة الإرهاب في المنطقة كلها وبشكل جماعي معتبرا أن "لا حل عسكريا للأزمة في سورية وان تفشي الإرهاب ليس في مصلحة أي دولة".

وقال روحاني خلال لقائه رئيس وزراء هولندا مارك روته على هامش المنتدى "أعلنا دوما أن على الجميع العمل من أجل تحقيق مطلب وإرادة الشعب السوري".

وحول اتفاق جنيف بين إيران والمجموعة الدولية خمسة زائد واحد بخصوص النووي الإيراني أكد روحاني التزام بلاده بتعهداتها بشأن الاتفاق إذا التزم الطرف الآخر بتعهداته.

ونوه روحاني بالعلاقات الثنائية بين إيران وهولندا وقال إن "الطاقات المتاحة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين إيجابية وانه يمكنهما تطوير علاقاتهما في مختلف المجالات وخاصة في المجالات الاقتصادية والصناعية والعلمية والملاحة البحرية والنفط والطاقة" لافتا إلى أن الكثير من الشركات الاوروبية أجرت اتصالات مع نظيراتها الإيرانية وان البعض منها تدارست خلال زيارات قامت بها إلى طهران أرضيات تطوير التعاون الثنائي.

من جانبه أكد رئيس وزراء هولندا على الدور البناء لإيران في القضايا الإقليمية مشددا على أن جميع الأحزاب السياسية في هولندا ترى أن إيران يمكنها المساعدة بحل الأزمة في سورية.

وأشار روته إلى رغبة الجانبين بتطوير العلاقات الثنائية معربا عن أمله في أن يتمكن البلدان من تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما.

وكان الرئيس الإيراني أكد في تصريحات له قبيل مغادرته أمس طهران للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن بلاده تطالب بإحلال السلام والاستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة وان بلاده لا تعقد الأمل في أن يكون مؤتمر جنيف2 مؤثرا في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب لأن بعض الدول المشاركة فيه تدعم الإرهاب وهي التي أوجدت حالة عدم الاستقرار في المنطقة غير انه أعرب عن أمله بأن يساعد مؤتمر جنيف2 في تحقيق الأمن والاستقرار للشعب السوري وللمنطقة.

  • فريق ماسة
  • 2014-01-22
  • 10717
  • من الأرشيف

الرئيس روحاني: الأمن العالمي مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن في منطقة الشرق الأوسط

أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن لا أحد يستطيع أن يقرر نيابة عن الشعب السوري فيما يتعلق برسم مستقبله موضحاً أن دور بلاده وغيرها من دول العالم لمساعدة سورية على الخروج من أزمتها ينحصر فقط في بذل الجهود لمساعدة السوريين على الحوار ووقف العنف وإخراج جميع الإرهابيين المتطرفين الذين قدموا من المنطقة والقارات الأخرى إلى سورية. ودعا روحاني في كلمته اليوم أمام منتدى دافوس الاقتصادي في سويسرا جميع دول العالم إلى "تهيئة الأرضية المناسبة لجلوس الحكومة السورية والمعارضة إلى طاولة الحوار وتوفير الظروف المناسبة لإقامة انتخابات حرة وديمقراطية يقرر فيها الشعب السوري مصيره بنفسه" مشدداً على ضرورة احترام الجميع لنتائج الانتخابات إذ لا تستطيع أي دولة من الخارج أن تقرر نيابة عن الشعب السوري. ولفت روحاني إلى ما يعانيه الشعب السوري من جرائم تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة وأدت إلى "مقتل آلاف السوريين وتهجير الملايين من بيوتهم" مؤكداً أن على الدول الداعمة للإرهابيين أن تدرك أن ما تقوم به ليس في مصلحتها وأن الإرهاب الذي تدعمه سيأتي إليها دون شك. وجدد الرئيس الإيراني التأكيد على استمرار دعم بلاده للشعب السوري وتقديم المساعدات له مشيراً في هذا الصدد إلى أن إيران تقدم باستمرار المساعدات الإنسانية المتنوعة للشعب السوري من الأدوية والمواد الغذائية داعيا في الوقت ذاته الجميع إلى تقديم المساعدات. وفيما يتعلق بالوضع الاقتصادي العالمي رأى روحاني أن التطورات الاقتصادية العالمية في السنوات الست الأخيرة تؤكد أنه ليس بمقدور أي دولة أن "تعيش بمفردها دون أن تهتم بقضايا الآخرين وأنه ما من قوة تستطيع أن تقول إنها تسيطر للأبد". وبين روحاني أن اقتصاد إيران يملك القدرة على أن يكون خلال العقود الثلاثة القادمة من أفضل عشرة اقتصادات في العالم معتبراً أن سياسات الحكومة الإيرانية الداخلية والخارجية في سعيها لتحقيق هذا الهدف جاهزة للتعامل مع الجميع في كل المجالات. ولفت روحاني إلى أن "التطرف والعنف ينبعان من البطالة والتخلف وأن مواجهة الإرهاب يجب أن تبدأ من جميع الأبعاد عن طريق رفع مستوى التعليم والثقافة والأخلاق وتوفير فرص العمل بما يساعد في خدمة البشرية وليس تدميرها" مشددا على أن الأمن العالمي مرتبط ارتباطا وثيقا بالأمن في منطقة الشرق الأوسط التي يجب العمل على إشراك شعوبها في عملية التنمية وتوفير فرص الازدهار الاقتصادي والثقافي بالتساوي لها لأن أي عقوبات اقتصادية ستؤدي إلى زيادة المشكلات. ونوه روحاني بعودة العلاقات الاقتصادية الإيرانية الأوروبية بعد الاتفاق المبدئي في جنيف بين إيران ومجموعة الخمسة زائد واحد والذي جاء بفضل تمسك الشعب الإيراني بالحصول على حقه في التقنية النووية السلمية داعيا الإدارة الأمريكية إلى الكف عن نشر الشائعات والنظر بالحقائق التاريخية بشكل عملي لأن إيران لم ولن تسعى يوما للحصول على السلاح النووي وستلتزم بما تم الاتفاق عليه للوصول إلى الاتفاق النهائي لأنه ورغم وجود خلافات بينها وبين الطرف الآخر إلا أن المصالح المشتركة موجودة كالأمن والاستقرار العالمي والتنمية الاقتصادية ومواجهة الإرهاب والتطرف. واعتبر روحاني أن أمن الاقتصاد هو أمن الطاقة التي كانت سببا لقيام الحروب والنزاعات معربا عن استعداد بلاده التي تملك مصادر هائلة للطاقة للتعاون مع كل دول العالم من أجل تحقيق أمن الطاقة ما سيساعد في تكوين أرضية واسعة للأمن والسلام في العالم. وتؤكد إيران منذ بداية الأزمة في سورية ضرورة إيجاد حل سياسي سلمي لها دون أي تدخلات خارجية إذ تشير إلى أن السوريين وحدهم قادرون على رسم مستقبل بلادهم عبر الحوار مشددة في الوقت ذاته على ضرورة تعاون جميع الدول في مكافحة الإرهاب الذي تتعرض له سورية إذ بات يشكل خطراً كبيراً على كامل دول المنطقة. إلى ذلك أكد روحاني ضرورة العمل لمكافحة الإرهاب في المنطقة كلها وبشكل جماعي معتبرا أن "لا حل عسكريا للأزمة في سورية وان تفشي الإرهاب ليس في مصلحة أي دولة". وقال روحاني خلال لقائه رئيس وزراء هولندا مارك روته على هامش المنتدى "أعلنا دوما أن على الجميع العمل من أجل تحقيق مطلب وإرادة الشعب السوري". وحول اتفاق جنيف بين إيران والمجموعة الدولية خمسة زائد واحد بخصوص النووي الإيراني أكد روحاني التزام بلاده بتعهداتها بشأن الاتفاق إذا التزم الطرف الآخر بتعهداته. ونوه روحاني بالعلاقات الثنائية بين إيران وهولندا وقال إن "الطاقات المتاحة لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين إيجابية وانه يمكنهما تطوير علاقاتهما في مختلف المجالات وخاصة في المجالات الاقتصادية والصناعية والعلمية والملاحة البحرية والنفط والطاقة" لافتا إلى أن الكثير من الشركات الاوروبية أجرت اتصالات مع نظيراتها الإيرانية وان البعض منها تدارست خلال زيارات قامت بها إلى طهران أرضيات تطوير التعاون الثنائي. من جانبه أكد رئيس وزراء هولندا على الدور البناء لإيران في القضايا الإقليمية مشددا على أن جميع الأحزاب السياسية في هولندا ترى أن إيران يمكنها المساعدة بحل الأزمة في سورية. وأشار روته إلى رغبة الجانبين بتطوير العلاقات الثنائية معربا عن أمله في أن يتمكن البلدان من تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية بينهما. وكان الرئيس الإيراني أكد في تصريحات له قبيل مغادرته أمس طهران للمشاركة في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس أن بلاده تطالب بإحلال السلام والاستقرار ومكافحة الإرهاب في المنطقة وان بلاده لا تعقد الأمل في أن يكون مؤتمر جنيف2 مؤثرا في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب لأن بعض الدول المشاركة فيه تدعم الإرهاب وهي التي أوجدت حالة عدم الاستقرار في المنطقة غير انه أعرب عن أمله بأن يساعد مؤتمر جنيف2 في تحقيق الأمن والاستقرار للشعب السوري وللمنطقة.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة