تشهد الساحة الإقليمية عملية خلط أوراق شاملة تحضيراً لانطلاق أعمال المؤتمر المخصص لبحث الأزمة السورية بعد يومين، في محاولات جادة لتحسين المواقع التفاوضية بعد سلسلة التحولات الطارئة على جبهات القتال في سورية، ففي موازاة إعلان “الائتلاف الوطني السوري” عزمه على المشاركة للبحث في كيفية انتقال السلطة بعد استحالة القبول باستمرار النظام في قيادة بلاد الشام، جاء رد الرئيس السوري بشار الأسد ليقطع الطريق على كل محاولات عزل نظامه عن الحلول السياسية المفترضة من خلال الإعلان بأن ترشحه لولاية جديدة هو شأن داخلي لا يقرره سوى السوريون أنفسهم، في مشهد يتناغم بالكامل مع الموقف الروسي المتشدد إزاء هذا الموضوع تحديداً.

وفي موازاة دعوة الرئيس بشار الأسد للوقوف في وجه الحركات التكفيرية وقيام تحالف دولي لضرب الإرهاب، ينقل زوار العاصمة السورية عن قيادتها السياسية أن النظام أعد ملفاته وحزم حقائبه متوجهاً لحضور المؤتمر مع علمه اليقين أنه لن يصل إلى أي نتيجة ملموسة سوى تحديد موعد لمؤتمر ثالث ورابع، إذا لم يكن خامساً أيضاً، في ظل ثوابت يحملها وفد النظام ويعطيها الأولوية المطلقة، أبرزها أن الجيش لن يلتزم بأي هدنة ولن يوقف النار إلا وفق شروطه هو، وهي تختصر المشهد العسكري ببندين لا ثالث لهما أنه على الجماعات المساحة أن توقف الحرب أولاً وعليها تسليم أسلحتها ثانياً، وبعدها يتم البحث بمصير الأجانب المشاركين في الحرب على أن يستفيد السوريون من العفو الممنوح من الرئيس الأسد، وهو عفو غير مشروط تم العمل بموجبه في بعض مناطق الغوطة الشرقية من دون اشكالات.

ويعتبر هؤلاء أن المطلوب لوقف الحرب في سورية ليس من النظام أو الجيش، إنما من الدول الداعمة والممولة للمسلحين خصوصاً بعد أن تكشفت الكثير من الأمور على غرار معرفة هوية قادة الألوية المقاتلة، وهم من جنسيات عربية وأجنبية من خارج الأراضي السورية، بيد أن النظام يعتبر أنه لا بد من البحث عن طريقة لوقف الحرب على سورية، بحسب التعبير، وليس العمل على تحقيق هدنة أو إرسال مساعدات إنسانية أو ما شابهها.

كما أن النظام لن يرضى بأي من أشكال لجان المتابعة التي تضم معارضة الخارج أو الدول الداعمة لها علناً، والتي طالما شكلت رأس حربة الحرب لإسقاطه، مع الإشارة إلى أن هؤلاء الزوار يكشفون أن أحد الأفكار المطروحة للنقاش الجدي تشكيل لجنة خماسية تضم سورية وإيران وتركيا والسعودية وقطر لمتابعة البنود وآليات التنفيذ.

ويشير هؤلاء إلى أن الحكومة السورية لن تفاوض على أي من أشكال الممرات الإنسانية، بل على العكس تماماً ستطلق يد الجيش في شن المزيد من الأعمال العسكرية لضرب معاقل الإرهاب ومراكز الإرهابيين وقطع طرق إمدادهم، خصوصاً أن الوفد السوري ذاهب إلى المؤتمر المذكور لمواجهة الدول الداعمة بالوقائع والوثائق وكشفها أمام المجتمع الدولي، وتالياً دعوة واشنطن وروسيا إلى إعطاء الضوء الأخضر لضرب الإرهاب وتغيير اللهجة الإعلامية وتحويل الخطاب السياسي من منطق الحرب في سورية إلى التركيز على عبارة الحرب على الإرهاب.

ويلفت هؤلاء إلى أن ذهاب الوفد السوري هو للتأكيد على ثابتة وحيدة، وهي جملة من اللاءات أبرزها: لا لرحيل النظام مهما كان الثمن، لا لإشراك معارضة الخارج في أي حكومة مقبلة، لا وقف لإطلاق النار، لا لأي من أشكال الهدنات الإنسانية، في مقابل نعم واحدة وهي نعم لترشح الأسد لولاية ثانية وترك الكلمة الفصل للشعب السوري ولتطلعاته.

  • فريق ماسة
  • 2014-01-19
  • 11455
  • من الأرشيف

الوفد السوري إلى جنيف يحمل سلسلة لاءات ونعم واحدة لترشيح الأسد/ أنطوان الحايك

تشهد الساحة الإقليمية عملية خلط أوراق شاملة تحضيراً لانطلاق أعمال المؤتمر المخصص لبحث الأزمة السورية بعد يومين، في محاولات جادة لتحسين المواقع التفاوضية بعد سلسلة التحولات الطارئة على جبهات القتال في سورية، ففي موازاة إعلان “الائتلاف الوطني السوري” عزمه على المشاركة للبحث في كيفية انتقال السلطة بعد استحالة القبول باستمرار النظام في قيادة بلاد الشام، جاء رد الرئيس السوري بشار الأسد ليقطع الطريق على كل محاولات عزل نظامه عن الحلول السياسية المفترضة من خلال الإعلان بأن ترشحه لولاية جديدة هو شأن داخلي لا يقرره سوى السوريون أنفسهم، في مشهد يتناغم بالكامل مع الموقف الروسي المتشدد إزاء هذا الموضوع تحديداً. وفي موازاة دعوة الرئيس بشار الأسد للوقوف في وجه الحركات التكفيرية وقيام تحالف دولي لضرب الإرهاب، ينقل زوار العاصمة السورية عن قيادتها السياسية أن النظام أعد ملفاته وحزم حقائبه متوجهاً لحضور المؤتمر مع علمه اليقين أنه لن يصل إلى أي نتيجة ملموسة سوى تحديد موعد لمؤتمر ثالث ورابع، إذا لم يكن خامساً أيضاً، في ظل ثوابت يحملها وفد النظام ويعطيها الأولوية المطلقة، أبرزها أن الجيش لن يلتزم بأي هدنة ولن يوقف النار إلا وفق شروطه هو، وهي تختصر المشهد العسكري ببندين لا ثالث لهما أنه على الجماعات المساحة أن توقف الحرب أولاً وعليها تسليم أسلحتها ثانياً، وبعدها يتم البحث بمصير الأجانب المشاركين في الحرب على أن يستفيد السوريون من العفو الممنوح من الرئيس الأسد، وهو عفو غير مشروط تم العمل بموجبه في بعض مناطق الغوطة الشرقية من دون اشكالات. ويعتبر هؤلاء أن المطلوب لوقف الحرب في سورية ليس من النظام أو الجيش، إنما من الدول الداعمة والممولة للمسلحين خصوصاً بعد أن تكشفت الكثير من الأمور على غرار معرفة هوية قادة الألوية المقاتلة، وهم من جنسيات عربية وأجنبية من خارج الأراضي السورية، بيد أن النظام يعتبر أنه لا بد من البحث عن طريقة لوقف الحرب على سورية، بحسب التعبير، وليس العمل على تحقيق هدنة أو إرسال مساعدات إنسانية أو ما شابهها. كما أن النظام لن يرضى بأي من أشكال لجان المتابعة التي تضم معارضة الخارج أو الدول الداعمة لها علناً، والتي طالما شكلت رأس حربة الحرب لإسقاطه، مع الإشارة إلى أن هؤلاء الزوار يكشفون أن أحد الأفكار المطروحة للنقاش الجدي تشكيل لجنة خماسية تضم سورية وإيران وتركيا والسعودية وقطر لمتابعة البنود وآليات التنفيذ. ويشير هؤلاء إلى أن الحكومة السورية لن تفاوض على أي من أشكال الممرات الإنسانية، بل على العكس تماماً ستطلق يد الجيش في شن المزيد من الأعمال العسكرية لضرب معاقل الإرهاب ومراكز الإرهابيين وقطع طرق إمدادهم، خصوصاً أن الوفد السوري ذاهب إلى المؤتمر المذكور لمواجهة الدول الداعمة بالوقائع والوثائق وكشفها أمام المجتمع الدولي، وتالياً دعوة واشنطن وروسيا إلى إعطاء الضوء الأخضر لضرب الإرهاب وتغيير اللهجة الإعلامية وتحويل الخطاب السياسي من منطق الحرب في سورية إلى التركيز على عبارة الحرب على الإرهاب. ويلفت هؤلاء إلى أن ذهاب الوفد السوري هو للتأكيد على ثابتة وحيدة، وهي جملة من اللاءات أبرزها: لا لرحيل النظام مهما كان الثمن، لا لإشراك معارضة الخارج في أي حكومة مقبلة، لا وقف لإطلاق النار، لا لأي من أشكال الهدنات الإنسانية، في مقابل نعم واحدة وهي نعم لترشح الأسد لولاية ثانية وترك الكلمة الفصل للشعب السوري ولتطلعاته.

المصدر : النشرة/ انطوان الحايك


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة