المبادرة التي أعلن عنها وزير الخارجية السوري وليد المعلم بخصوص مدينة حلب، ربما تشكل على المدى المنظور بصيص الأمل الوحيد لخروج المدينة من النفق المظلم الذي أقحمت فيه في آب من العام 2012، صورة يقول أنصار "داعش" إنها لمسلحي "الجبهة الإسلامية" وهم يسلمون أسلحتهم إلى الشرطة التركية بعد هروبهم من جرابلس

عندما اقتحمت مجموعات مسلحة عدة أحياء منها وسيطرت عليها، لتدخل المدينة في دوامة المواجهات العسكرية التي لم تتوقف حتى الآن، بعد أن كانت حافظت على هدوئها واستقرارها منذ بداية الأزمة في سوريا.

لكنها من جهة أخرى، قد تكون سبباً غير مباشر لاحتدام الصراع المسلح بين فصائل المعارضة بعضها ضد بعض، لا سيما أن التوقعات تشير إلى أن فصائل عديدة لا يمكن أن توافق على المبادرة، وترى في وقف إطلاق النار صيغة للاستسلام أمام النظام  ، خصوصاً أن الريف الحلبي يشهد تقدماً كاسحاً لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الذي يتجه للسيطرة على مدينة منبج، إحدى أكبر مدن الريف، بعد سيطرته منذ يومين على مدينة جرابلس الحدودية، إضافة إلى سيطرته في وقت سابق على مدينة الباب ومناطق أخرى عدة مثل حريتان وتادف.

وبالتالي فإن "داعش"، الذي يرجح أنه لن يقبل بالمبادرة، يملك على الأرض إمكان إفشالها، أو على الأقل تضييق نطاق تطبيقها والحد بالتالي من نتائجها الإيجابية المفترضة.

كما يبدو موقف "جبهة النصرة" ملتبساً، فبينما أيدت ولو بشكل ضمني الحرب ضد "داعش"، ولعبت دوراً مهما في إخراجه من مدينة حلب والسيطرة على مقراته بالاشتراك مع "الجبهة الإسلامية" و"جيش المجاهدين"، فقد أعلنت منذ أيام عن "غزوة" جديدة يجري الإعداد لها، وشن حملة إعلامية لكسب التأييد والدعم للقيام بها تحت مسمى "غزوة وامعتصماه" تستهدف الهجوم على سجن حلب المركزي و"تحريره" وإطلاق سراح المعتقلين فيه.

وقد يكون سجن حلب المركزي من النقاط المرشحة ليبدأ بها تنفيذ المبادرة التي أطلقها المعلم، نظراً الى الحالة الإنسانية المزرية والأوضاع الصحية الحرجة التي يعاني منها المتواجدون في السجن، من عسكريين وعناصر شرطة ومساجين، بعد تعرضهم للحصار من قبل الفصائل الإسلامية على مدى عام ونصف العام.

ويلاحظ أن الجيش السوري حقق مؤخراً تقدماً ميدانياً مهما في منطقة الشيخ نجار والمنطقة الصناعية القريبة من سجن حلب المركزي، في ظل اتهام "داعش" لـ"الجبهة الإسلامية" بأنها أخلت مواقعها في الشيخ نجار وسلمتها "للجيش الأسدي".

وبذلك فإن المبادرة تشكل مأزقاً جدياً للفصائل الإسلامية، وقد يكون هذا أحد دوافع طرحها من قبل المعلم قبل مؤتمر "جنيف 2" بأيام، فرفضها سيظهر هذه الفصائل على أنها ترفض تحسين ظروف حياة المواطنين والتقليل من معاناتهم اليومية، وهو ما سيترك آثاره السلبية حتى على حاضنتها الشعبية الموالية لها. أما القبول بها فلن يكون له سوى ترجمة وحيدة، هي اتهامها بالعمالة للنظام من قبل الرافضين للمبادرة.

وإذا كانت "الجبهة الإسلامية" رفضت المؤتمر الدولي، رغم أن بعض القيادات في "الائتلاف " المعارض كانوا صرحوا لوسائل إعلام أن الجبهة أبدت موافقتها على المشاركة فيه، فهل يتوقع أن تعلن عن قبولها بمبادرة المعلم التي تبدو على الأرض أشد خطراً عليها من مؤتمر جنيف بسبب آثارها الميدانية المتوقعة؟

كما أن التقدم الذي يحققه تنظيم "داعش" في الريف الحلبي، قد يشكل عاملاً يمنع "الجبهة الإسلامية" من القبول بالمبادرة، سراً أو جهراً، ليس لأنه سيعطي "داعش" إمكانية إفشال المبادرة وإحراج "الجبهة الإسلامية" وحسب، بل لأن تقدم "الدولة الاسلامية" سيظهر الجبهة وكأنها تتخذ المبادرة كدرع تحمي به نفسها من هذا التقدم.

ويسيطر تنظيم "داعش" على مدن وبلدات عدة في الريف الحلبي، منها مدينة الباب الاستراتيجية، وحريتان وتادف، ومدينة جرابلس ذات المعبر الحدودي المهم مع تركيا، وهي تتجه للسيطرة على منبج التي تعتبر من أكبر مدن الريف الحلبي الشرقي، حيث أفادت المعلومات، أمس الأول، عن وقوع اشتباكات عنيفة على المدخل الغربي للمدينة، بينما ذكرت مصادر إعلامية مقربة من "داعش" أن ثلاثة أرتال ضخمة تتجه إلى منبج لتطهيرها ممن وصفتهم بـ"صحوات الشام".

في غضون ذلك، كان لافتاً أن يخرج هاني البلادي الحربي، السعودي الجنسية وهو الأمير العسكري في "داعش" لمنطقة الشيخ سعيد في ريف حلب، ويكتب على حسابه على "تويتر"، عما أسماها "أحداث الغدر" وتورط "جبهة النصرة" في المؤامرة ضد "الدولة الإسلامية" ومساهمتها في السيطرة على مقراتها في حلب وتسليمها إلى "أحرار الشام". والتاريخ الحديث لإنشاء حساب الأمير العسكري على "تويتر" يشير إلى أن الغرض منه كان تسريب هذه المعلومات.

وقال البلادي الحربي: "سأكتب لكم ما حصل معي من مفاوضات مع والي حلب لجبهة النصرة ومع أمير فجر الشام وأمير لواء التوحيد وسأذكرها ليعلم المسلمون ما حصل في حلب".

وتحدث كيف انسحبت "كتائب نور الدين الزنكي" من الخط الأول، واضطر إلى تغطية النقص من عناصره، وأنه لاحظ تجمعات غريبة في دوار جسر الحاج التابع لـ"الجيش الحر" فقبضه قلبه، ونزل إلى بلدة حريتان لاستقدام المزيد من العناصر. وفوجئ عند عودته بأن طريق الشيخ سعيد مقطوع ولا يمكن العبور عليه، وذلك بعد أن تعرض للهجوم، وجرى اعتقال عدد من عناصر "الدولة الإسلامية".

وأكد الحربي أنه طلب من أمراء وقادة الفصائل المسلحة تحييد حلب عن الصراع، كي لا يقتحم النظام وتنتهك الأعراض بحسب قوله. ولكن قائد "لواء التوحيد" لم يوافق على طلب تحييد حلب.

ويتابع الحربي استعراض تفاصيل الأيام الأولى للأحداث ودور "جبهة النصرة" فيها. ويقول: "في اليوم التالي بدأت لعبة جبهة النصرة، حيث أتت إلينا وطلبت تعليق شعارها على المقرات". وذكر أنه بقي حتى منتصف الليل يفاوض ممثلي الجبهة على وقف إطلاق النار والتحاكم إلى الشرع، لكن ممثلي "النصرة" أصروا على "تسليم السلاح وتقديم عناصر الدولة الإسلامية للمحاكمة"، مؤكداً أن "جبهة النصرة" اعتقلت عدداً من عناصر "داعش" واقتادتهم إلى معتقلاتها، بينما قامت مجموعة أخرى من الجبهة بمحاصرة مقر لـ"الدولة الإسلامية" ورفضت فك الحصار قبل أن يسلموا أسلحتهم "وعند تسليم سلاحهم قامت جبهة النصرة بتسليم العناصر إلى أحرار الشام".

وأشار الحربي إلى أن لديه معلومات تؤكد أن "جبهة النصرة" تمد "الجبهة الإسلامية" بالسلاح في حربها ضد "الدولة الإسلامية". وذكر قصة الرتل الذي كان "داعش" على وشك ضربه لأنه يرفع راية "لواء التوحيد" التابع الى "الجبهة الإسلامية"، لكن "النصرة" أبلغته أن الرتل تابع لها، ما يؤكد بحسب ما قال أن "جبهة النصرة" كانت تمدهم بالرجال والسلاح ولو سراً أو تحت شعار غير شعارها.

إلى ذلك، دعا زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، في تسجيل صوتي بث على مواقع "جهادية" على الانترنت، الفصائل المسلحة التي تقاتل تنظيمه إلى الصلح والتفرغ لقتال "الروافض" حسب قوله . وقال: "ها هي الدولة تمد يدها إليكم، لتكفوا عنها لتكف عنكم، لنتفرغ للنصيرية". وأضاف: "هذا نداء نوجهه إلى كل مجاهد يجاهد في سبيل الله من الكتائب في بلاد الشام، اذكره أن المعركة معركة الأمة وان المستهدف هم المجاهدون".

وتابع البغدادي: "نقول لكل من زلت قدمه ممن قاتلنا راجعوا حساباتكم، لقد اخذتمونا على حين غرة وطعنتمونا من الخلف وجميع جنودنا في الجبهات والرباط". واوصى مقاتليه بالقول: "تكفوا عمن كف عنكم سلاحه، مهما بلغ جرمه وعظم ذنبه، وغلبوا العفو والصفح، لتتفرغوا لعدو فاجر يتربص لاهل السنة جميعا"، لكنه هدد قائلا ان "عجزتم واعذرتم عن ربكم فتوكلوا على الله، وخوضوا تلك الحرب فانتم لها، وكونوا على يقين لا محالة".

وقال: "إننا ما اردنا هذه الحرب وما سعينا او خططنا لها، لانها في ظاهرها وما يبدو لنا ان المستفيد منها هو النصيرية والروافض... قد اكرهنا عليها، وبقينا على مدار ايام ندفع بها ونسعى لايقافها رغم الغدر والتعدي السافر علينا، حتى ظن المغرر بهم ان الدولة لقمة سائغة وانهم قادرون عليها، فما كان لنا الا ان نخوض الحرب مكرهين".

  • فريق ماسة
  • 2014-01-19
  • 13383
  • من الأرشيف

حلب بين مبادرة الهدنة وتوسع المعارك... "داعش" يتقدم في الريف ويكشف خفايا المعركة

المبادرة التي أعلن عنها وزير الخارجية السوري وليد المعلم بخصوص مدينة حلب، ربما تشكل على المدى المنظور بصيص الأمل الوحيد لخروج المدينة من النفق المظلم الذي أقحمت فيه في آب من العام 2012، صورة يقول أنصار "داعش" إنها لمسلحي "الجبهة الإسلامية" وهم يسلمون أسلحتهم إلى الشرطة التركية بعد هروبهم من جرابلس عندما اقتحمت مجموعات مسلحة عدة أحياء منها وسيطرت عليها، لتدخل المدينة في دوامة المواجهات العسكرية التي لم تتوقف حتى الآن، بعد أن كانت حافظت على هدوئها واستقرارها منذ بداية الأزمة في سوريا. لكنها من جهة أخرى، قد تكون سبباً غير مباشر لاحتدام الصراع المسلح بين فصائل المعارضة بعضها ضد بعض، لا سيما أن التوقعات تشير إلى أن فصائل عديدة لا يمكن أن توافق على المبادرة، وترى في وقف إطلاق النار صيغة للاستسلام أمام النظام  ، خصوصاً أن الريف الحلبي يشهد تقدماً كاسحاً لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الذي يتجه للسيطرة على مدينة منبج، إحدى أكبر مدن الريف، بعد سيطرته منذ يومين على مدينة جرابلس الحدودية، إضافة إلى سيطرته في وقت سابق على مدينة الباب ومناطق أخرى عدة مثل حريتان وتادف. وبالتالي فإن "داعش"، الذي يرجح أنه لن يقبل بالمبادرة، يملك على الأرض إمكان إفشالها، أو على الأقل تضييق نطاق تطبيقها والحد بالتالي من نتائجها الإيجابية المفترضة. كما يبدو موقف "جبهة النصرة" ملتبساً، فبينما أيدت ولو بشكل ضمني الحرب ضد "داعش"، ولعبت دوراً مهما في إخراجه من مدينة حلب والسيطرة على مقراته بالاشتراك مع "الجبهة الإسلامية" و"جيش المجاهدين"، فقد أعلنت منذ أيام عن "غزوة" جديدة يجري الإعداد لها، وشن حملة إعلامية لكسب التأييد والدعم للقيام بها تحت مسمى "غزوة وامعتصماه" تستهدف الهجوم على سجن حلب المركزي و"تحريره" وإطلاق سراح المعتقلين فيه. وقد يكون سجن حلب المركزي من النقاط المرشحة ليبدأ بها تنفيذ المبادرة التي أطلقها المعلم، نظراً الى الحالة الإنسانية المزرية والأوضاع الصحية الحرجة التي يعاني منها المتواجدون في السجن، من عسكريين وعناصر شرطة ومساجين، بعد تعرضهم للحصار من قبل الفصائل الإسلامية على مدى عام ونصف العام. ويلاحظ أن الجيش السوري حقق مؤخراً تقدماً ميدانياً مهما في منطقة الشيخ نجار والمنطقة الصناعية القريبة من سجن حلب المركزي، في ظل اتهام "داعش" لـ"الجبهة الإسلامية" بأنها أخلت مواقعها في الشيخ نجار وسلمتها "للجيش الأسدي". وبذلك فإن المبادرة تشكل مأزقاً جدياً للفصائل الإسلامية، وقد يكون هذا أحد دوافع طرحها من قبل المعلم قبل مؤتمر "جنيف 2" بأيام، فرفضها سيظهر هذه الفصائل على أنها ترفض تحسين ظروف حياة المواطنين والتقليل من معاناتهم اليومية، وهو ما سيترك آثاره السلبية حتى على حاضنتها الشعبية الموالية لها. أما القبول بها فلن يكون له سوى ترجمة وحيدة، هي اتهامها بالعمالة للنظام من قبل الرافضين للمبادرة. وإذا كانت "الجبهة الإسلامية" رفضت المؤتمر الدولي، رغم أن بعض القيادات في "الائتلاف " المعارض كانوا صرحوا لوسائل إعلام أن الجبهة أبدت موافقتها على المشاركة فيه، فهل يتوقع أن تعلن عن قبولها بمبادرة المعلم التي تبدو على الأرض أشد خطراً عليها من مؤتمر جنيف بسبب آثارها الميدانية المتوقعة؟ كما أن التقدم الذي يحققه تنظيم "داعش" في الريف الحلبي، قد يشكل عاملاً يمنع "الجبهة الإسلامية" من القبول بالمبادرة، سراً أو جهراً، ليس لأنه سيعطي "داعش" إمكانية إفشال المبادرة وإحراج "الجبهة الإسلامية" وحسب، بل لأن تقدم "الدولة الاسلامية" سيظهر الجبهة وكأنها تتخذ المبادرة كدرع تحمي به نفسها من هذا التقدم. ويسيطر تنظيم "داعش" على مدن وبلدات عدة في الريف الحلبي، منها مدينة الباب الاستراتيجية، وحريتان وتادف، ومدينة جرابلس ذات المعبر الحدودي المهم مع تركيا، وهي تتجه للسيطرة على منبج التي تعتبر من أكبر مدن الريف الحلبي الشرقي، حيث أفادت المعلومات، أمس الأول، عن وقوع اشتباكات عنيفة على المدخل الغربي للمدينة، بينما ذكرت مصادر إعلامية مقربة من "داعش" أن ثلاثة أرتال ضخمة تتجه إلى منبج لتطهيرها ممن وصفتهم بـ"صحوات الشام". في غضون ذلك، كان لافتاً أن يخرج هاني البلادي الحربي، السعودي الجنسية وهو الأمير العسكري في "داعش" لمنطقة الشيخ سعيد في ريف حلب، ويكتب على حسابه على "تويتر"، عما أسماها "أحداث الغدر" وتورط "جبهة النصرة" في المؤامرة ضد "الدولة الإسلامية" ومساهمتها في السيطرة على مقراتها في حلب وتسليمها إلى "أحرار الشام". والتاريخ الحديث لإنشاء حساب الأمير العسكري على "تويتر" يشير إلى أن الغرض منه كان تسريب هذه المعلومات. وقال البلادي الحربي: "سأكتب لكم ما حصل معي من مفاوضات مع والي حلب لجبهة النصرة ومع أمير فجر الشام وأمير لواء التوحيد وسأذكرها ليعلم المسلمون ما حصل في حلب". وتحدث كيف انسحبت "كتائب نور الدين الزنكي" من الخط الأول، واضطر إلى تغطية النقص من عناصره، وأنه لاحظ تجمعات غريبة في دوار جسر الحاج التابع لـ"الجيش الحر" فقبضه قلبه، ونزل إلى بلدة حريتان لاستقدام المزيد من العناصر. وفوجئ عند عودته بأن طريق الشيخ سعيد مقطوع ولا يمكن العبور عليه، وذلك بعد أن تعرض للهجوم، وجرى اعتقال عدد من عناصر "الدولة الإسلامية". وأكد الحربي أنه طلب من أمراء وقادة الفصائل المسلحة تحييد حلب عن الصراع، كي لا يقتحم النظام وتنتهك الأعراض بحسب قوله. ولكن قائد "لواء التوحيد" لم يوافق على طلب تحييد حلب. ويتابع الحربي استعراض تفاصيل الأيام الأولى للأحداث ودور "جبهة النصرة" فيها. ويقول: "في اليوم التالي بدأت لعبة جبهة النصرة، حيث أتت إلينا وطلبت تعليق شعارها على المقرات". وذكر أنه بقي حتى منتصف الليل يفاوض ممثلي الجبهة على وقف إطلاق النار والتحاكم إلى الشرع، لكن ممثلي "النصرة" أصروا على "تسليم السلاح وتقديم عناصر الدولة الإسلامية للمحاكمة"، مؤكداً أن "جبهة النصرة" اعتقلت عدداً من عناصر "داعش" واقتادتهم إلى معتقلاتها، بينما قامت مجموعة أخرى من الجبهة بمحاصرة مقر لـ"الدولة الإسلامية" ورفضت فك الحصار قبل أن يسلموا أسلحتهم "وعند تسليم سلاحهم قامت جبهة النصرة بتسليم العناصر إلى أحرار الشام". وأشار الحربي إلى أن لديه معلومات تؤكد أن "جبهة النصرة" تمد "الجبهة الإسلامية" بالسلاح في حربها ضد "الدولة الإسلامية". وذكر قصة الرتل الذي كان "داعش" على وشك ضربه لأنه يرفع راية "لواء التوحيد" التابع الى "الجبهة الإسلامية"، لكن "النصرة" أبلغته أن الرتل تابع لها، ما يؤكد بحسب ما قال أن "جبهة النصرة" كانت تمدهم بالرجال والسلاح ولو سراً أو تحت شعار غير شعارها. إلى ذلك، دعا زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي، في تسجيل صوتي بث على مواقع "جهادية" على الانترنت، الفصائل المسلحة التي تقاتل تنظيمه إلى الصلح والتفرغ لقتال "الروافض" حسب قوله . وقال: "ها هي الدولة تمد يدها إليكم، لتكفوا عنها لتكف عنكم، لنتفرغ للنصيرية". وأضاف: "هذا نداء نوجهه إلى كل مجاهد يجاهد في سبيل الله من الكتائب في بلاد الشام، اذكره أن المعركة معركة الأمة وان المستهدف هم المجاهدون". وتابع البغدادي: "نقول لكل من زلت قدمه ممن قاتلنا راجعوا حساباتكم، لقد اخذتمونا على حين غرة وطعنتمونا من الخلف وجميع جنودنا في الجبهات والرباط". واوصى مقاتليه بالقول: "تكفوا عمن كف عنكم سلاحه، مهما بلغ جرمه وعظم ذنبه، وغلبوا العفو والصفح، لتتفرغوا لعدو فاجر يتربص لاهل السنة جميعا"، لكنه هدد قائلا ان "عجزتم واعذرتم عن ربكم فتوكلوا على الله، وخوضوا تلك الحرب فانتم لها، وكونوا على يقين لا محالة". وقال: "إننا ما اردنا هذه الحرب وما سعينا او خططنا لها، لانها في ظاهرها وما يبدو لنا ان المستفيد منها هو النصيرية والروافض... قد اكرهنا عليها، وبقينا على مدار ايام ندفع بها ونسعى لايقافها رغم الغدر والتعدي السافر علينا، حتى ظن المغرر بهم ان الدولة لقمة سائغة وانهم قادرون عليها، فما كان لنا الا ان نخوض الحرب مكرهين".

المصدر : السفير / عبد الله سليمان علي


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة