بدأ الجيش العربي السوري عملية عسكرية في المنطقة الواقعة غرب مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي بغية توسيع الحزام الأمني للمطارين في الوقت الذي أحرزت فيه وحداته تقدماً في مدينة الشيخ نجار الصناعية شرقي حلب.

وأوضحت مصادر ميدانية متابعة للعملية لـ«الوطن» أن مسعى الجيش ينصب في تطهير شرق حلب برمته مع إعطاء أولوية لتأمين عمق كيلو متري مناسب لمطار حلب الدولي لوضعه في الخدمة في أقرب وقت ممكن «بعد أن استطاع الجيش السيطرة على منطقة المعامل شرقي المطار لتأمين مدى هبوط وإقلاع آمن للطائرات المدنية لكن يعوق تسيير حركة المطار وقوعه في المدى المجدي للصواريخ التي يطلقها المسلحون من الجهة الغربية القريبة من كرم الطراب في طرف مدينة حلب الشرقي، ولذلك ركز الجيش عملياته في هذه المنطقة».

وتفيد المعلومات أن الجيش أحرز تقدماً ملموساً في المنطقة الواقعة غربي المطارين وخصوصاً عند جسر النيرب ذي الموقع الحيوي على مفترق طرق يتسلل منها المسلحون لإطلاق قذائفهم الصاروخية من مسافة نحو 3 كيلو مترات.

وتضاربت الأنباء الواردة من مدينة الشيخ نجار الصناعية والتي بسط الجيش سيطرته على مشارفها الجنوبية والشرقية. فبينما لم يصدر أي تأكيد رسمي عن بدء الجيش عمليته العسكرية للسيطرة على المدينة الصناعية، أكدت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن وحدات من النخبة والمغاوير سيطروا على مساحة واسعة وكتل عديدة ضمن الفئة الثالثة من المدينة في عملية خاطفة بالتزامن مع توجيه ضربات موجعة لحواجز ومقرات المسلحين في أنحاء المدينة من سلاحي الطيران والمدفعية كان أبرزها القضاء على أعداد كبيرة من مجموعة مسلحة متمركزة في إدارة المدينة أو ما يعرف بمبنى النافذة الواحدة.

وقالت المصادر: إن الجيش بصدد محاصرة «الشيخ نجار» من كل الجهات وقطع أي خط إمداد لها وخصوصاً القادم من سجن حلب المركزي المحاصر، الأمر الذي دفع بالكثير من المسلحين إلى الانسحاب من المدينة تحت وطأة الخسائر والخوف الذي يلاحقهم من اقتراب موعد حصارهم.

إلى ذلك نفت مصادر ميدانية لـ«الوطن» ما أذاعته وسائل إعلام المعارضة المسلحة عن تقدم المسلحين في منطقة النقارين المحاذية لـ«الشيخ نجار» الصناعية على اعتبار أن المنطقة مكشوفة أمام أي تحرك للمسلحين الذين يعجزون عن المجازفة فيها إثر تأمين الجيش للمناطق المحيطة بها الأسبوع الماضي.

وللتأكيد على نفي الإشاعات، تفقد محافظ حلب محمد وحيد عقاد منطقة النقارين وقصد التلة التي تقع فيها أبراج الكهرباء المنهارة برفقة مدير الكهرباء وورش الصيانة، وقال لـ«الوطن» إنه آثر بنفسه الإشراف على عملية إصلاح أضرار الكهرباء للإسراع بعملية الصيانة وربط الشبكة بالمحطة الحرارية بهدف تقليص عدد ساعات التقنين الكبيرة في المدينة في زمن قياسي للتقليل من معاناة المواطنين جراء ذلك.

إلى ذلك انسحب مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بشكل شبه كامل من ريف حلب الغربي وحققوا مكاسب ميدانية ضد تحالف فصائل المعارضة المسلحة في الريف الشمالي الذي يعتبر ذا أهمية إستراتيجية لمحاذاته الشريط الحدودي مع تركيا خط الإمداد اللوجستي للمسلحين.

وأفادت مصادر ميدانية متابعة لسير العمليات العسكرية بين الفريقين المتصارعين لـ«الوطن» أن «داعش» استكملت سحب قواتها من معظم المناطق المتبقية لها في ريف حلب الغربي جهة الريف الشمالي وسط اشتباكات أمنت خروجها بأقل الخسائر ولتسيطر «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» على قرى أورم الكبرى وأورم الصغرى الواقعة على طريق حلب إدلب القديم وعلى بعد نحو 15 كيلو متراً من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في الوقت الذي أخلت فيه «داعش» مقراتها في مقر الفوج 46 القريب من بلدة الأتارب والمخصص لأعمال التدريب ومن ريف المهندسين الأول في حين احتفظت بتواجدها في قرية كفرجوم القريبة.

كما انسحبت «دولة العراق والشام» من مدينة سراقب التابعة لمحافظة إدلب على الرغم من موقعها على مفترق طرق حيوي يصل وسط البلاد بشمالها وشمالها بالساحل وذلك ضمن تكتيكها العسكري القاضي بتعزيز نفوذها في ريف حلب الشمالي على حساب باقي الأرياف والمناطق ضمن الحرب التي تخوضها ضدها الفصائل الإسلامية بدعم إقليمي وغربي مكشوف ومعلن.

وفيما لم تحسم تبعية مدينة منبج شمال شرق حلب لأي من الفريقين إلا أن مصادر أهلية أكدت لـ«الوطن» أن معظم أجزاء المدينة التي تدور اشتباكات ضارية في محيطها ما زالت تحت سيطرة «داعش» وأن تحالف الفصائل الإسلامية بسط نفوذه على مقرات معدودة في أطرافها فقط.

والحدث الأبرز في اليومين الأخيرين في المعارك الدائرة تجلى بسيطرة «دولة العراق والشام» بشكل كامل على مدينة جرابلس (شمال شرق حلب) والتي تعد ثالث أكبر مدينة في الريف الحلبي بعد الباب التي تسيطر عليها الدولة» ومنبج، وهي ذات أهمية إستراتيجية نظراً لوقوعها على الحدود التركية.

ولا يزال طريق عام عفرين إعزاز مقطوعاً لليوم الرابع على التوالي لاستمرار الاشتباكات بين «داعش» و«الجبهة الإسلامية» في المنطقة القريبة من إعزاز والتي تعد منطقة النفوذ الأهم للتنظيم لأنها تضم بوابة السلامة الحدودية مع تركيا في الوقت الذي تجددت فيه الاشتباكات في قرية كفر نايا ومحيط بلدة تل رفعت التي انسحبت منها «داعش» الأسبوع الماضي لتعيد تموضع قواتها في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي لحلب.

  • فريق ماسة
  • 2014-01-19
  • 15220
  • من الأرشيف

الجيش يوسع الحزام الأمني لمطار حلب ويتقدم في «الشيخ نجار» الصناعية ..«داعش» تنسحب من الريف الغربي لتعزيز نفوذها في الشمالي

بدأ الجيش العربي السوري عملية عسكرية في المنطقة الواقعة غرب مطاري النيرب العسكري وحلب الدولي بغية توسيع الحزام الأمني للمطارين في الوقت الذي أحرزت فيه وحداته تقدماً في مدينة الشيخ نجار الصناعية شرقي حلب. وأوضحت مصادر ميدانية متابعة للعملية لـ«الوطن» أن مسعى الجيش ينصب في تطهير شرق حلب برمته مع إعطاء أولوية لتأمين عمق كيلو متري مناسب لمطار حلب الدولي لوضعه في الخدمة في أقرب وقت ممكن «بعد أن استطاع الجيش السيطرة على منطقة المعامل شرقي المطار لتأمين مدى هبوط وإقلاع آمن للطائرات المدنية لكن يعوق تسيير حركة المطار وقوعه في المدى المجدي للصواريخ التي يطلقها المسلحون من الجهة الغربية القريبة من كرم الطراب في طرف مدينة حلب الشرقي، ولذلك ركز الجيش عملياته في هذه المنطقة». وتفيد المعلومات أن الجيش أحرز تقدماً ملموساً في المنطقة الواقعة غربي المطارين وخصوصاً عند جسر النيرب ذي الموقع الحيوي على مفترق طرق يتسلل منها المسلحون لإطلاق قذائفهم الصاروخية من مسافة نحو 3 كيلو مترات. وتضاربت الأنباء الواردة من مدينة الشيخ نجار الصناعية والتي بسط الجيش سيطرته على مشارفها الجنوبية والشرقية. فبينما لم يصدر أي تأكيد رسمي عن بدء الجيش عمليته العسكرية للسيطرة على المدينة الصناعية، أكدت مصادر أهلية لـ«الوطن» أن وحدات من النخبة والمغاوير سيطروا على مساحة واسعة وكتل عديدة ضمن الفئة الثالثة من المدينة في عملية خاطفة بالتزامن مع توجيه ضربات موجعة لحواجز ومقرات المسلحين في أنحاء المدينة من سلاحي الطيران والمدفعية كان أبرزها القضاء على أعداد كبيرة من مجموعة مسلحة متمركزة في إدارة المدينة أو ما يعرف بمبنى النافذة الواحدة. وقالت المصادر: إن الجيش بصدد محاصرة «الشيخ نجار» من كل الجهات وقطع أي خط إمداد لها وخصوصاً القادم من سجن حلب المركزي المحاصر، الأمر الذي دفع بالكثير من المسلحين إلى الانسحاب من المدينة تحت وطأة الخسائر والخوف الذي يلاحقهم من اقتراب موعد حصارهم. إلى ذلك نفت مصادر ميدانية لـ«الوطن» ما أذاعته وسائل إعلام المعارضة المسلحة عن تقدم المسلحين في منطقة النقارين المحاذية لـ«الشيخ نجار» الصناعية على اعتبار أن المنطقة مكشوفة أمام أي تحرك للمسلحين الذين يعجزون عن المجازفة فيها إثر تأمين الجيش للمناطق المحيطة بها الأسبوع الماضي. وللتأكيد على نفي الإشاعات، تفقد محافظ حلب محمد وحيد عقاد منطقة النقارين وقصد التلة التي تقع فيها أبراج الكهرباء المنهارة برفقة مدير الكهرباء وورش الصيانة، وقال لـ«الوطن» إنه آثر بنفسه الإشراف على عملية إصلاح أضرار الكهرباء للإسراع بعملية الصيانة وربط الشبكة بالمحطة الحرارية بهدف تقليص عدد ساعات التقنين الكبيرة في المدينة في زمن قياسي للتقليل من معاناة المواطنين جراء ذلك. إلى ذلك انسحب مقاتلو تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) بشكل شبه كامل من ريف حلب الغربي وحققوا مكاسب ميدانية ضد تحالف فصائل المعارضة المسلحة في الريف الشمالي الذي يعتبر ذا أهمية إستراتيجية لمحاذاته الشريط الحدودي مع تركيا خط الإمداد اللوجستي للمسلحين. وأفادت مصادر ميدانية متابعة لسير العمليات العسكرية بين الفريقين المتصارعين لـ«الوطن» أن «داعش» استكملت سحب قواتها من معظم المناطق المتبقية لها في ريف حلب الغربي جهة الريف الشمالي وسط اشتباكات أمنت خروجها بأقل الخسائر ولتسيطر «الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» على قرى أورم الكبرى وأورم الصغرى الواقعة على طريق حلب إدلب القديم وعلى بعد نحو 15 كيلو متراً من معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا في الوقت الذي أخلت فيه «داعش» مقراتها في مقر الفوج 46 القريب من بلدة الأتارب والمخصص لأعمال التدريب ومن ريف المهندسين الأول في حين احتفظت بتواجدها في قرية كفرجوم القريبة. كما انسحبت «دولة العراق والشام» من مدينة سراقب التابعة لمحافظة إدلب على الرغم من موقعها على مفترق طرق حيوي يصل وسط البلاد بشمالها وشمالها بالساحل وذلك ضمن تكتيكها العسكري القاضي بتعزيز نفوذها في ريف حلب الشمالي على حساب باقي الأرياف والمناطق ضمن الحرب التي تخوضها ضدها الفصائل الإسلامية بدعم إقليمي وغربي مكشوف ومعلن. وفيما لم تحسم تبعية مدينة منبج شمال شرق حلب لأي من الفريقين إلا أن مصادر أهلية أكدت لـ«الوطن» أن معظم أجزاء المدينة التي تدور اشتباكات ضارية في محيطها ما زالت تحت سيطرة «داعش» وأن تحالف الفصائل الإسلامية بسط نفوذه على مقرات معدودة في أطرافها فقط. والحدث الأبرز في اليومين الأخيرين في المعارك الدائرة تجلى بسيطرة «دولة العراق والشام» بشكل كامل على مدينة جرابلس (شمال شرق حلب) والتي تعد ثالث أكبر مدينة في الريف الحلبي بعد الباب التي تسيطر عليها الدولة» ومنبج، وهي ذات أهمية إستراتيجية نظراً لوقوعها على الحدود التركية. ولا يزال طريق عام عفرين إعزاز مقطوعاً لليوم الرابع على التوالي لاستمرار الاشتباكات بين «داعش» و«الجبهة الإسلامية» في المنطقة القريبة من إعزاز والتي تعد منطقة النفوذ الأهم للتنظيم لأنها تضم بوابة السلامة الحدودية مع تركيا في الوقت الذي تجددت فيه الاشتباكات في قرية كفر نايا ومحيط بلدة تل رفعت التي انسحبت منها «داعش» الأسبوع الماضي لتعيد تموضع قواتها في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي لحلب.

المصدر : الماسة السورية/ الوطن


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة