لم يهدأ عناصر الرتل العسكري السوري الضخم الذي اجتاز البادية على طول الطريق من حماه إلى حلب، فمنذ معركة خناصر وصولاً إلى السفيرة وتل حاصل وتلعرن، خاضت وحدات الجيش السوري معارك عنيفة، كانت الكلمة الأخيرة فيها لقوة النيران، والعزيمة والتصميم، وكان الحسم بلا أي لبس، لصالح الجيش العربي السوري.

مؤخراً عمد الجيش الى توسيع دائرة عملياته بشكل غير مسبوق، واستخدم للمرة الأولى بالإضافة إلى تكتيكه «المتواصل» بالقضم والإلتفاف، تكتيكاً جديداً تمثل باستناد القوات المهاجمة إلى ظهر بعضها البعض والإنطلاق في خطين متعاكسين باتجاه المواقع والتلال الإستراتيجية، وتمثل ذلك بتقسيم الألوية والكتائب المدرعة للجيش على محورين، محور شرقي يتقدم باتجاه مطار كويرس ومحور جنوبي غربي يتقدم باتجاه المدينة الصناعية، وخاص الجيش خلال تقدمه معارك ومواجهات عنيفة جداً مع مسلحين تمترسوا خلف خنادق وانفاق متصلة ببعضها البعض على مساحات واسعة، وجرت معارك مباشرة وبالسلاح الأبيض في بعض المناطق كمعركة مبنى المواصلات، وتلة النقارين والزرزور على المحور الجنوبي الغربي في منطقة شرق حلب، وعلى محاور الطعانة وبلاط خلال تقدمه على الطريق الواصل الى المحطة الحرارية فمطار كويرس العسكري.

اليوم كان واضحاً إصرار الجيش على حسم معركة تلة الشيخ نجار، فتقدمت وحداته بشكل سريع باتجاه مواقع المسلحين، وباغتتهم من خلال الإستغناء عن التغطية النارية المُسبقة، وسيطرت بشكل سريع على التل، فيما لاحقت نيران المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ فلولهم إلى داخل المدينة الصناعية، وكالعادة، ولكن بوتيرة أسرع بكثير من المرات السابقة، عمد الجيش إلى تثبيت نقاط ارتكاز في المناطق المسيطر عليها، وتقدمت وحداته الى الأمام، وباتت مع حلول المساء على تخوم مداخل المدينة الصناعية، الأمر الذي سرعان ما تسببت بانهيارات واسعة في صفوف مسلحي المعارضة، الذين اطلقوا نداءات استغاثة عبر التنسيقيات وبيانات الإتهام التي وزعتها الفصائل على بعضها، حيث اتهمت كل واحدة الأخرى بالتسبب بانهيار الجبهة بعد انسحابها من مواقعها.

اللافت اليوم كان حصول اشتباك في ذروة احتدام المعارك على جبهة الشيخ نجار، بين فصائل المعارضة أنفسهم، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين مسلحي جيش المجاهدين وعناصر «داعش» داخل المنطقة الصناعية، مما أدى إلى قطع طرق رئيسية واصلة بين مواقع المسلحين ومحاور القتال، وسط انسحابات وعمليات فرار جماعي، تم رصد العديد منها على الطرق الفرعية المتجهة شمالاً، كان بينها ارتال من سيارات البيك آب، وسيارات الدفع الرباعي، التي تكفلت طائرات سلاح الجو السوري بالتعامل معها مسجلة إصابات مباشرة في العديد والعتاد.

التقارير الواردة من المنطقة تشير إلى مواصلة قوات الجيش السوري مدعومة بوحدات الدفاع الوطني تقدمها حتى ما بعد منتصف ليل الخميس، وسط أنباء عن محاولات تبذلها الفصائل لإرسال تعزيزات من الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها داخل مدينة حلب، بعد اعترافها بسقوط مواقع استراتيجية لها في المدينة الصناعية ومحيطها، وإعلانها اقتراب وحدات الجيش السوري إلى مسافة ٦ كلم من السجن المركزي المحاصر من قبل العناصر المسلحة، في مؤشر إلى قرب وصول قوات الإسناد لفك الطوق عن المحاصرين داخل السجن، الأمر الذي يعني بدوره تضييق الخناق بشكل كامل على كامل مداخل الأحياء الشرقية في المدينة، وقطع طرق الإمداد إليها سواء عن طريق مدينة الباب أو من الجهة الشمالية لمدينة حلب.

  • فريق ماسة
  • 2014-01-15
  • 12140
  • من الأرشيف

العلم السوري يرفرف فوق تلة الشيخ نجار في حلب

لم يهدأ عناصر الرتل العسكري السوري الضخم الذي اجتاز البادية على طول الطريق من حماه إلى حلب، فمنذ معركة خناصر وصولاً إلى السفيرة وتل حاصل وتلعرن، خاضت وحدات الجيش السوري معارك عنيفة، كانت الكلمة الأخيرة فيها لقوة النيران، والعزيمة والتصميم، وكان الحسم بلا أي لبس، لصالح الجيش العربي السوري. مؤخراً عمد الجيش الى توسيع دائرة عملياته بشكل غير مسبوق، واستخدم للمرة الأولى بالإضافة إلى تكتيكه «المتواصل» بالقضم والإلتفاف، تكتيكاً جديداً تمثل باستناد القوات المهاجمة إلى ظهر بعضها البعض والإنطلاق في خطين متعاكسين باتجاه المواقع والتلال الإستراتيجية، وتمثل ذلك بتقسيم الألوية والكتائب المدرعة للجيش على محورين، محور شرقي يتقدم باتجاه مطار كويرس ومحور جنوبي غربي يتقدم باتجاه المدينة الصناعية، وخاص الجيش خلال تقدمه معارك ومواجهات عنيفة جداً مع مسلحين تمترسوا خلف خنادق وانفاق متصلة ببعضها البعض على مساحات واسعة، وجرت معارك مباشرة وبالسلاح الأبيض في بعض المناطق كمعركة مبنى المواصلات، وتلة النقارين والزرزور على المحور الجنوبي الغربي في منطقة شرق حلب، وعلى محاور الطعانة وبلاط خلال تقدمه على الطريق الواصل الى المحطة الحرارية فمطار كويرس العسكري. اليوم كان واضحاً إصرار الجيش على حسم معركة تلة الشيخ نجار، فتقدمت وحداته بشكل سريع باتجاه مواقع المسلحين، وباغتتهم من خلال الإستغناء عن التغطية النارية المُسبقة، وسيطرت بشكل سريع على التل، فيما لاحقت نيران المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ فلولهم إلى داخل المدينة الصناعية، وكالعادة، ولكن بوتيرة أسرع بكثير من المرات السابقة، عمد الجيش إلى تثبيت نقاط ارتكاز في المناطق المسيطر عليها، وتقدمت وحداته الى الأمام، وباتت مع حلول المساء على تخوم مداخل المدينة الصناعية، الأمر الذي سرعان ما تسببت بانهيارات واسعة في صفوف مسلحي المعارضة، الذين اطلقوا نداءات استغاثة عبر التنسيقيات وبيانات الإتهام التي وزعتها الفصائل على بعضها، حيث اتهمت كل واحدة الأخرى بالتسبب بانهيار الجبهة بعد انسحابها من مواقعها. اللافت اليوم كان حصول اشتباك في ذروة احتدام المعارك على جبهة الشيخ نجار، بين فصائل المعارضة أنفسهم، حيث دارت اشتباكات عنيفة بين مسلحي جيش المجاهدين وعناصر «داعش» داخل المنطقة الصناعية، مما أدى إلى قطع طرق رئيسية واصلة بين مواقع المسلحين ومحاور القتال، وسط انسحابات وعمليات فرار جماعي، تم رصد العديد منها على الطرق الفرعية المتجهة شمالاً، كان بينها ارتال من سيارات البيك آب، وسيارات الدفع الرباعي، التي تكفلت طائرات سلاح الجو السوري بالتعامل معها مسجلة إصابات مباشرة في العديد والعتاد. التقارير الواردة من المنطقة تشير إلى مواصلة قوات الجيش السوري مدعومة بوحدات الدفاع الوطني تقدمها حتى ما بعد منتصف ليل الخميس، وسط أنباء عن محاولات تبذلها الفصائل لإرسال تعزيزات من الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها داخل مدينة حلب، بعد اعترافها بسقوط مواقع استراتيجية لها في المدينة الصناعية ومحيطها، وإعلانها اقتراب وحدات الجيش السوري إلى مسافة ٦ كلم من السجن المركزي المحاصر من قبل العناصر المسلحة، في مؤشر إلى قرب وصول قوات الإسناد لفك الطوق عن المحاصرين داخل السجن، الأمر الذي يعني بدوره تضييق الخناق بشكل كامل على كامل مداخل الأحياء الشرقية في المدينة، وقطع طرق الإمداد إليها سواء عن طريق مدينة الباب أو من الجهة الشمالية لمدينة حلب.

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة