قال رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الأربعاء 25-12-2013 انه غير عشرة وزراء بالحكومة أي نصف عدد أعضاء التشكيل بعد استقالة ثلاثة وزراء وسط تحقيق فساد عالي المستوى.

ومن بين الوزراء الذي تم تغييرهم وزير شؤون الاتحاد الأوروبي ايجمن باجيس الذي قالت مزاعم أن اسمه ورد في تحقيق الفساد لكنه لم يستقل بعد إضافة إلى مواقع أخرى مثل وزيري الاقتصاد والعدل.

واستقال ثلاثة وزراء من الحكومة التركية الأربعاء بسبب فضيحة فساد متفاقمة ودعا احدهم رئيس الوزراء طيب اردوغان إلى أن يحذو حذوهم.

ورفع التحدي الذي لم يسبق له مثيل درجة السخونة في أزمة بدأت قبل أسبوع ووضعت اردوغان المتحدي في مواجهة السلطة القضائية وأشعلت مجددا المشاعر المناهضة للحكومة التي تجيش بها صدور معارضين منذ احتجاجات حاشدة في الشوارع في منتصف 2013 .

ولكل من وزراء الداخلية والاقتصاد والبيئة المستقيلين ابن احتجز يوم 17 ديسمبر كانون الأول حين كشفت الشرطة عن تحقيق تجريه منذ وقت طويل في مزاعم فساد تشمل بنك خلق التابع للدولة. وما زال اثنان من أبناء الوزراء محتجزين إلى جانب 22 شخصا آخرين بينهم رئيس البنك.

وكرر وزيرا الداخلية والاقتصاد تصريحات رئيس الوزراء بأن التحقيق مؤامرة بلا أساس ضد الحكومة. لكن وزير البيئة اردوغان بيرقدار انقلب على الزعيم التركي.

وقال لقناة (إن.تي.في) الإخبارية التلفزيونية "من أجل صالح هذه الأمة وهذا البلد أعتقد أن على رئيس الوزراء أن يستقيل."

وربما يحد خروج بيرقدار على الصف من أي تخفيف للضغط عن اردوغان نتيجة استقالة وزير الداخلية معمر جولر ووزير الاقتصاد ظافر جاجلايان رغم أن بعض المحللين قالوا أن تحركهما نفسه جاء متأخرا أكثر مما ينبغي على أية حال.

وقال قوراي جاليسكان البروفسور في جامعة بوجازيجي في اسطنبول "هذه استقالات صعبة ومتأخرة جدا. ليس لها أي قيمة من منظور الديمقراطية."

وجاء توقيت الاستقالات الوزارية في يوم عيد الميلاد ليخفف من تأثيرها على تركيا في الأسواق الدولية المتوقفة بسبب العطلة لكن مؤشر البورصة التركية انخفض بنسبة ثلاثة في المئة في حين تراجعت الليرة إلى 2.0855 امام الدولار.

ولم يرد اردوغان بصورة فورية على تصريحات بيرقدار.

لكن في أول ظهور علني لأردوغان بعد الاستقالات لم يبد انزعاج على رئيس الوزراء المعتاد على المساجلات والذي احدث تحولا في تركيا خلال ثلاث فترات أمضاها في المنصب بكبح نفوذ المؤسسة العسكرية العلمانية التي كانت مسيطرة يوما ما وتحقيقه لطفرة اقتصادية.

وقال اردوغان لزعماء إقليميين من حزبه الحاكم العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية أنه لن يتسامح مع الفساد.

لكن اردوغان الذي رد على الاعتقالات في تحقيقات الفساد يوم 17 ديسمبر كانون الأول بإقالة أو نقل ضباط شرطة لهم صلة بالاعتقالات قال إن عمل الشرطة تلوث بشدة.

وتساءل قائلا "إذا صدر حكم من حزب المعارضة في اليوم التالي للتحقيقات فما فائدة وجود قضاة؟ إذا أصدر الإعلام قرارا فما فائدة تلك الإجراءات القضائية الطويلة؟"

وفي إشارة إلى تقارير إخبارية تلفزيونية أثارت اهتمام الأتراك بلقطات لصناديق أحذية مليئة بالأموال قيل أنها صودرت من منازل المشتبه بهم قال اردوغان "كيف لكم أن تعرفوا أي شيء كانت ستستخدم فيه تلك الأموال؟".

وجرى التحقيق الذي استغرق 14 شهرا في سرية إلى حد كبير. وغيرت حكومة اردوغان في مطلع الأسبوع لوائح عمل الشرطة لتلزم الضباط بالإبلاغ عن الأدلة والتحقيقات والاعتقالات والشكاوى لقادتهم ولممثلي الادعاء. ومنع الصحفيون أيضا من دخول مراكز الشرطة.

وقالت صحيفة حريت إن وزير الداخلية جولر أقال ما يصل إلى 550 ضابط شرطة على مستوى البلاد وبينهم قادة كبار على مدى الأسبوع الماضي.

ويرى منتقدو اردوغان أسلوبا مستبدا في حكمه وحث الاتحاد الاوروبي الذي تسعى تركيا منذ وقت طويل للانضمام إليه أنقرة يوم الثلاثاء على مراعاة فصل السلطات.

وقال البروفسور جاليسكان الذي يكتب لصحيفة راديكال المنتمية لتيار الوسط "الطريقة الوحيدة التي يمكنك بها تفسير إبعاد وزير الداخلية لقادة في الشرطة يعملون في تحقيق يتعلق بعائلته هو أن الهدف هو عرقلة الأدلة."

وأضاف "يعتقد رئيس الوزراء أن الشعب التركي ليس ذكيا جدا (لكنه) سيتلقى صفعة قوية في صندوق الاقتراع."

وليس من المقرر اجراء انتخابات برلمانية في تركيا قبل 2015 لكن من المقرر إجراء انتخابات محلية في مارس اذار. وتكشف مراكز استطلاعات الرأي عن تراجع محدود في الدعم الشعبي لحزب العدالة والتنمية حتى الآن لكن تقول أن ذلك الاتجاه قد يكتسب قوة دفع.

وفي رابع استقالة يوم الاربعاء قال النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية ادريس نعيم شاهين وهو وزير سابق للداخلية للحزب انه سيستقيل أيضا حسبما ذكرته مصادر في مكتبه.

وكشفت أحدث فضيحة عن التنافس بين اردوغان ورجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله جولن الذي تزعم حركته "خدمة" أن عدد أتباعها يصل إلى مليون شخص وبينهم شخصيات كبيرة في الشرطة والقضاء وتدير مدارس وجمعيات خيرية في أنحاء تركيا وفي الخارج.

ونفى جولن أي دور له في المسألة لكنه وصف اردوغان بأنه يعاني من "تفكير متهافت" بعدما صور رئيس الوزراء نفسه على انه يتصدى لمؤامرة دولية غامضة.

وفي إشارة إلى جولن فيما يبدو قال اردوغان يوم الأربعاء "لن نسمح لمنظمات معينة تعمل تحت ستار الدين لكن تستخدم كأدوات لدول معينة بتنفيذ عملية ضد بلدنا".

  • فريق ماسة
  • 2013-12-24
  • 7572
  • من الأرشيف

أردوغان يغير عشرة وزراء من حكومته وسط موجة الفساد التي تنخر بحزبه

قال رئيس وزراء تركيا رجب طيب اردوغان الأربعاء 25-12-2013 انه غير عشرة وزراء بالحكومة أي نصف عدد أعضاء التشكيل بعد استقالة ثلاثة وزراء وسط تحقيق فساد عالي المستوى. ومن بين الوزراء الذي تم تغييرهم وزير شؤون الاتحاد الأوروبي ايجمن باجيس الذي قالت مزاعم أن اسمه ورد في تحقيق الفساد لكنه لم يستقل بعد إضافة إلى مواقع أخرى مثل وزيري الاقتصاد والعدل. واستقال ثلاثة وزراء من الحكومة التركية الأربعاء بسبب فضيحة فساد متفاقمة ودعا احدهم رئيس الوزراء طيب اردوغان إلى أن يحذو حذوهم. ورفع التحدي الذي لم يسبق له مثيل درجة السخونة في أزمة بدأت قبل أسبوع ووضعت اردوغان المتحدي في مواجهة السلطة القضائية وأشعلت مجددا المشاعر المناهضة للحكومة التي تجيش بها صدور معارضين منذ احتجاجات حاشدة في الشوارع في منتصف 2013 . ولكل من وزراء الداخلية والاقتصاد والبيئة المستقيلين ابن احتجز يوم 17 ديسمبر كانون الأول حين كشفت الشرطة عن تحقيق تجريه منذ وقت طويل في مزاعم فساد تشمل بنك خلق التابع للدولة. وما زال اثنان من أبناء الوزراء محتجزين إلى جانب 22 شخصا آخرين بينهم رئيس البنك. وكرر وزيرا الداخلية والاقتصاد تصريحات رئيس الوزراء بأن التحقيق مؤامرة بلا أساس ضد الحكومة. لكن وزير البيئة اردوغان بيرقدار انقلب على الزعيم التركي. وقال لقناة (إن.تي.في) الإخبارية التلفزيونية "من أجل صالح هذه الأمة وهذا البلد أعتقد أن على رئيس الوزراء أن يستقيل." وربما يحد خروج بيرقدار على الصف من أي تخفيف للضغط عن اردوغان نتيجة استقالة وزير الداخلية معمر جولر ووزير الاقتصاد ظافر جاجلايان رغم أن بعض المحللين قالوا أن تحركهما نفسه جاء متأخرا أكثر مما ينبغي على أية حال. وقال قوراي جاليسكان البروفسور في جامعة بوجازيجي في اسطنبول "هذه استقالات صعبة ومتأخرة جدا. ليس لها أي قيمة من منظور الديمقراطية." وجاء توقيت الاستقالات الوزارية في يوم عيد الميلاد ليخفف من تأثيرها على تركيا في الأسواق الدولية المتوقفة بسبب العطلة لكن مؤشر البورصة التركية انخفض بنسبة ثلاثة في المئة في حين تراجعت الليرة إلى 2.0855 امام الدولار. ولم يرد اردوغان بصورة فورية على تصريحات بيرقدار. لكن في أول ظهور علني لأردوغان بعد الاستقالات لم يبد انزعاج على رئيس الوزراء المعتاد على المساجلات والذي احدث تحولا في تركيا خلال ثلاث فترات أمضاها في المنصب بكبح نفوذ المؤسسة العسكرية العلمانية التي كانت مسيطرة يوما ما وتحقيقه لطفرة اقتصادية. وقال اردوغان لزعماء إقليميين من حزبه الحاكم العدالة والتنمية ذي الجذور الإسلامية أنه لن يتسامح مع الفساد. لكن اردوغان الذي رد على الاعتقالات في تحقيقات الفساد يوم 17 ديسمبر كانون الأول بإقالة أو نقل ضباط شرطة لهم صلة بالاعتقالات قال إن عمل الشرطة تلوث بشدة. وتساءل قائلا "إذا صدر حكم من حزب المعارضة في اليوم التالي للتحقيقات فما فائدة وجود قضاة؟ إذا أصدر الإعلام قرارا فما فائدة تلك الإجراءات القضائية الطويلة؟" وفي إشارة إلى تقارير إخبارية تلفزيونية أثارت اهتمام الأتراك بلقطات لصناديق أحذية مليئة بالأموال قيل أنها صودرت من منازل المشتبه بهم قال اردوغان "كيف لكم أن تعرفوا أي شيء كانت ستستخدم فيه تلك الأموال؟". وجرى التحقيق الذي استغرق 14 شهرا في سرية إلى حد كبير. وغيرت حكومة اردوغان في مطلع الأسبوع لوائح عمل الشرطة لتلزم الضباط بالإبلاغ عن الأدلة والتحقيقات والاعتقالات والشكاوى لقادتهم ولممثلي الادعاء. ومنع الصحفيون أيضا من دخول مراكز الشرطة. وقالت صحيفة حريت إن وزير الداخلية جولر أقال ما يصل إلى 550 ضابط شرطة على مستوى البلاد وبينهم قادة كبار على مدى الأسبوع الماضي. ويرى منتقدو اردوغان أسلوبا مستبدا في حكمه وحث الاتحاد الاوروبي الذي تسعى تركيا منذ وقت طويل للانضمام إليه أنقرة يوم الثلاثاء على مراعاة فصل السلطات. وقال البروفسور جاليسكان الذي يكتب لصحيفة راديكال المنتمية لتيار الوسط "الطريقة الوحيدة التي يمكنك بها تفسير إبعاد وزير الداخلية لقادة في الشرطة يعملون في تحقيق يتعلق بعائلته هو أن الهدف هو عرقلة الأدلة." وأضاف "يعتقد رئيس الوزراء أن الشعب التركي ليس ذكيا جدا (لكنه) سيتلقى صفعة قوية في صندوق الاقتراع." وليس من المقرر اجراء انتخابات برلمانية في تركيا قبل 2015 لكن من المقرر إجراء انتخابات محلية في مارس اذار. وتكشف مراكز استطلاعات الرأي عن تراجع محدود في الدعم الشعبي لحزب العدالة والتنمية حتى الآن لكن تقول أن ذلك الاتجاه قد يكتسب قوة دفع. وفي رابع استقالة يوم الاربعاء قال النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية ادريس نعيم شاهين وهو وزير سابق للداخلية للحزب انه سيستقيل أيضا حسبما ذكرته مصادر في مكتبه. وكشفت أحدث فضيحة عن التنافس بين اردوغان ورجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله جولن الذي تزعم حركته "خدمة" أن عدد أتباعها يصل إلى مليون شخص وبينهم شخصيات كبيرة في الشرطة والقضاء وتدير مدارس وجمعيات خيرية في أنحاء تركيا وفي الخارج. ونفى جولن أي دور له في المسألة لكنه وصف اردوغان بأنه يعاني من "تفكير متهافت" بعدما صور رئيس الوزراء نفسه على انه يتصدى لمؤامرة دولية غامضة. وفي إشارة إلى جولن فيما يبدو قال اردوغان يوم الأربعاء "لن نسمح لمنظمات معينة تعمل تحت ستار الدين لكن تستخدم كأدوات لدول معينة بتنفيذ عملية ضد بلدنا".

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة