أمة عربية عرجاء، خمسة وستون عاماً وهي تغط في سبات عميق، و ما زال الغرب من بوابته المعهودة يركل بها مرة باسم الدين ومرة باسم الديمقراطية والحرية لتحقيق مآربه الاستعمارية، ما يجري في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين شبيهاً بالأحداث التي حدثت ما قبل اتفاقية سايكس بيكو 1916 حيث انتهى بها الحال إلى تقسيم الشرق الأوسط إلى كانتونات جيو سياسية لا يختلف حولها إثنان، سايكس بيكو القرن الحادي والعشرون بدأت شرارتها من تونس عام 2010 ومنها إلى مصر ثم ليبيا - اليمن فسورية لكن هذه المرة لتقاسم ثرواتها الباطنية (نفط وغاز وموارد مائية)، الهجمة الشرسة على منطقة الشرق الأوسط خُططت بأيدٍ صهيو أمريكية أوروبية، التمويل والتسليح وإرسال المقاتلين بتعهد قائد الأوركسترا (السعودية) ليس هذا فحسب بل وصل بها الحال إلى دعم الشخصيات الكرتونية (مجلس الائتلاف وجماعته كالجربا وغيره) لتنفيذ خططهم، التآمر البترو دولار بدأ بالسعي نحو استبدال الزعامات العربية السابقة بزعامات مضمونة الولاء للمشروع الصهيو أمريكي بهدف الاستيلاء على الغاز والطاقة من جهة وإسقاط الحلف المقاوم الممانع من جهة ثانية، نجحت في تونس واليمن وليبيا لكن في مصر عكس ما تمناه العقل المدبر ولاسيما بعد أن نجحوا بزرع الإخوان المسلمين الأصدقاء الحميمين للصهاينة في السلطة لكن بانتفاضة شعبية مصرية لا مثيل لها هزت العرش الإخواني إلى غير رجعة ومع هذا لا يزال الوضع في مصر مجهولاً ؟؟ إلا أن في سورية بدأت شرارتهم بطعم آخر (طعم العلقم) سياسياً وميدانياً ولم يتوقعوا ما شاهدوه من دفاع مستميت ليس من جانب الجيش فقط وإنما من الثالوث السوري ككل (الشعب والجيش والقائد) في وجه مشروعهم الذي قلب كل موازين القوى بالرغم من كل الدول المساندة له إعلامياً ومالياً ومقاتلين من أصقاع الأرض، ثلاث سنوات من الدمار والقتل والتشريد لتلك البلدان إلاّ أن مشروعهم سقط عند البوابة السورية بالرغم من كل المآسي التي مرت بها سورية إلاّ أنها صمدت صمود الجبال ولا تزال تواجهه بكل ما لديها من قوة، نعم لا تزال واقفة وشامخة شموخ الجبال. هل فشل الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ مشروعها (سايكس بيكو 2 ) جعلها تنسحب تدريجياً من الشرق الأوسط أم أن هناك أسباباً أخرى ؟ الكل متفق بأن الولايات المتحدة الأمريكية بدخولها الشرق الأوسط من بوابة السيطرة على ثرواته النفطية فشل بسبب المقاومة السورية فائقة التوقع وأنها أوجعتها وجعاً مريراً ليس بفشل المشروع فقط وإنما بتجريدها القرار والقطب الأوحد الذي أرهق العالم على مدى خمسة وثلاثين عاماً من الانتهاكات الدولية والقانونية بحق دولٍ مستقلة لأجل تحقيق أطماعها من جهة، ومن جهة أخرى يتعلق باكتشاف أكبر احتياطي نفطي في العالم تحت جبال روكي (أمريكا) بما يقارب 1000 قدم ويحتوي على تريليوني برميل من النفط كما جاء على صفحات جريدة وول ستريت جورنال الأمريكية والذي كلف الخزينة الأمريكية نحو مليار دولار في عهدة أوباما لم يستغل حتى الآن، وحسب بيان وزارة الطاقة الأمريكية برسالتها إلى أوباما بأن هذا النفط ضمن حدود الأرض الأمريكية وهو أكثر بكثير من الاحتياطي الموجود على الأرض حيث الكمية المكتشفة تعادل 8 مرات نفط المملكة السعودية و18 مرة نفط العراق و21 مرة نفط الكويت و22 مرة نفط إيران و500 مرة نفط اليمن هذا يعني أن أمريكا بحلول عام 2016 ستكون الأولى في انتاج الغاز وفي عام 2020 الأولى في استخراج النفط ، هذه الاكتشافات الجديدة ستعطي الولايات المتحدة الأمريكية منذ العام 1952 استقلاليتها من الطاقة وبالتالي سوف تصرف نظر عن حروبها وصراعاتها مع الشرق الأوسط. وبالتالي هذا ما يفسر مغزى حديث أوباما إلى مجلة التايم الأمريكية منتصف شهر تشرين الثاني 2013 قائلاً: "هذا يعطينا حرية أكبر للحديث عن الشرق الأوسط الذي نريد أن نراه، والعالم الذي نريد أن نراه" هل هذا يعني بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستترك الشرق الأوسط وشأنه ؟ بعض المحللين كفيودور لوكيانوف" رئيس تحرير مجلة روسيا في السياسة العالمية يقول إن الأمريكي لن يترك الشرق الأوسط وشأنه بسبب ضمان أمن الدولة العبرية كعنصر ثابت من ثوابت الإدارة الأمريكية وخوفها من أن تحتل الصين مكان أمريكا في الشرق الأوسط على صعيد شراء نفطها وقيام دولة الخلافة الإسلامية ضد العدوين اليهودي والمسيحي. وجورج فريدمان الرئيس التنفيذي لموقع ستراتفور الاستخباري الأمريكي يقول بمقاله خاصة بعد الاتفاق الأمريكي الإيراني الذي عبرت عنه الولايات المتحدة الأمريكية كبداية لتحالفات جديدة سنراها في عام 2014 بأن هناك هواجس لدى الكيان الصهيوني والسعودي من ذلك الاتفاق وأن الخطر الأكبر يتمثل في أنه كلما اتسع نطاق علاقات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة سيؤدي إلى التقليل من قدرة إسرائيل في استراتيجياتها ويضيف جورج بأن الكيان الصهيوني ما هو إلا كيان صغير وضعيف جرى تضخيم قوته لضعف جيرانه وبالتالي تخوف الكيان الصهيوني نابع من فقدان السيطرة الاستراتيجية الأمريكية، وبالتالي فقدانها للعملية السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وخوف السعودي نابع من تراجع الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط وبالتالي تركه عارياً أمنياً وسياسياً. وهذا يسري على الدول التي تقع تحت السيطرة الأمريكية. حقائق أكدتها معاهد الأبحاث والدراسات التابعة لواشنطن. مع قرب انتهاء عام 2013 بدأ الربع الأخير من فصل الإجرام الصهيو السعودي انتقاماً من التحول الأمريكي نحو تحولاته الجديدة من خلال إثارة النعرات الطائفية في سورية لعلها تصيب هذه المرة بقتل من هنا وذبح من هناك وتقطيع آخرين لا ذنب لهم إلاّ أنهم وطنيون بامتياز وليس لأي سبب آخر، وإلا أين نضع استهداف بيوت الله والعلماء المسلمين كالمفكر العلامة محمد سعيد رمضان البوطي والشيخ الدكتور أحمد صادق إمام جامع أنس بن مالك في حي الميدان والشيخ حسن البرتاوي إمام وخطيب مسجد الإمام النووي في دمشق من الطائفة السنية والأب فادي جميل الحداد الذي اغتالوه في مدينة قطنا إلى اختطاف المطرانين الارثوذكسيين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي في حلب ولايزالان محتجزين في تركيا حتى علماء التكنولوجيا كاللواء نبيل زغيب احد المسؤولين الكبار عن مشروع الصواريخ السورية اغتالوه أليسوا من الطائفة المسيحية إضافة إلى تفجير مبنى الأمن القومي السوري واستشهاد الضباط تركماني وراجحة وشوكت ولا ننسى استهداف المناطق المأهولة بالسكان كدمشق وحلب وغيرهم بالقذائف دون تحديد حي عن آخر وحول طوائفهم، على كل حتى معلولا ودير عطية والآن المدينة العمالية في عدرا بقاطنيها مسلمين ومسيحيين وحتى البنى التحتية لم تسلم من إجرامهم ، هذا يعني أن يد الإجرام الصهيو سعودي لا تفرق بين مسلم ومسيحي وبين الحجر والبشر ، لكنهم أكّفاء (عميان) لا يرون الحقيقة الواضحة وضوح الشمس أنهم سيفشلون كما فشل مشروعهم.

  • فريق ماسة
  • 2013-12-24
  • 14488
  • من الأرشيف

لماذا وضع مشروع سايكس بيكو 2 في أدراج الأمريكي ؟! الإعلامية مها جميل الباشا

أمة عربية عرجاء، خمسة وستون عاماً وهي تغط في سبات عميق، و ما زال الغرب من بوابته المعهودة يركل بها مرة باسم الدين ومرة باسم الديمقراطية والحرية لتحقيق مآربه الاستعمارية، ما يجري في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين شبيهاً بالأحداث التي حدثت ما قبل اتفاقية سايكس بيكو 1916 حيث انتهى بها الحال إلى تقسيم الشرق الأوسط إلى كانتونات جيو سياسية لا يختلف حولها إثنان، سايكس بيكو القرن الحادي والعشرون بدأت شرارتها من تونس عام 2010 ومنها إلى مصر ثم ليبيا - اليمن فسورية لكن هذه المرة لتقاسم ثرواتها الباطنية (نفط وغاز وموارد مائية)، الهجمة الشرسة على منطقة الشرق الأوسط خُططت بأيدٍ صهيو أمريكية أوروبية، التمويل والتسليح وإرسال المقاتلين بتعهد قائد الأوركسترا (السعودية) ليس هذا فحسب بل وصل بها الحال إلى دعم الشخصيات الكرتونية (مجلس الائتلاف وجماعته كالجربا وغيره) لتنفيذ خططهم، التآمر البترو دولار بدأ بالسعي نحو استبدال الزعامات العربية السابقة بزعامات مضمونة الولاء للمشروع الصهيو أمريكي بهدف الاستيلاء على الغاز والطاقة من جهة وإسقاط الحلف المقاوم الممانع من جهة ثانية، نجحت في تونس واليمن وليبيا لكن في مصر عكس ما تمناه العقل المدبر ولاسيما بعد أن نجحوا بزرع الإخوان المسلمين الأصدقاء الحميمين للصهاينة في السلطة لكن بانتفاضة شعبية مصرية لا مثيل لها هزت العرش الإخواني إلى غير رجعة ومع هذا لا يزال الوضع في مصر مجهولاً ؟؟ إلا أن في سورية بدأت شرارتهم بطعم آخر (طعم العلقم) سياسياً وميدانياً ولم يتوقعوا ما شاهدوه من دفاع مستميت ليس من جانب الجيش فقط وإنما من الثالوث السوري ككل (الشعب والجيش والقائد) في وجه مشروعهم الذي قلب كل موازين القوى بالرغم من كل الدول المساندة له إعلامياً ومالياً ومقاتلين من أصقاع الأرض، ثلاث سنوات من الدمار والقتل والتشريد لتلك البلدان إلاّ أن مشروعهم سقط عند البوابة السورية بالرغم من كل المآسي التي مرت بها سورية إلاّ أنها صمدت صمود الجبال ولا تزال تواجهه بكل ما لديها من قوة، نعم لا تزال واقفة وشامخة شموخ الجبال. هل فشل الولايات المتحدة الأمريكية بتنفيذ مشروعها (سايكس بيكو 2 ) جعلها تنسحب تدريجياً من الشرق الأوسط أم أن هناك أسباباً أخرى ؟ الكل متفق بأن الولايات المتحدة الأمريكية بدخولها الشرق الأوسط من بوابة السيطرة على ثرواته النفطية فشل بسبب المقاومة السورية فائقة التوقع وأنها أوجعتها وجعاً مريراً ليس بفشل المشروع فقط وإنما بتجريدها القرار والقطب الأوحد الذي أرهق العالم على مدى خمسة وثلاثين عاماً من الانتهاكات الدولية والقانونية بحق دولٍ مستقلة لأجل تحقيق أطماعها من جهة، ومن جهة أخرى يتعلق باكتشاف أكبر احتياطي نفطي في العالم تحت جبال روكي (أمريكا) بما يقارب 1000 قدم ويحتوي على تريليوني برميل من النفط كما جاء على صفحات جريدة وول ستريت جورنال الأمريكية والذي كلف الخزينة الأمريكية نحو مليار دولار في عهدة أوباما لم يستغل حتى الآن، وحسب بيان وزارة الطاقة الأمريكية برسالتها إلى أوباما بأن هذا النفط ضمن حدود الأرض الأمريكية وهو أكثر بكثير من الاحتياطي الموجود على الأرض حيث الكمية المكتشفة تعادل 8 مرات نفط المملكة السعودية و18 مرة نفط العراق و21 مرة نفط الكويت و22 مرة نفط إيران و500 مرة نفط اليمن هذا يعني أن أمريكا بحلول عام 2016 ستكون الأولى في انتاج الغاز وفي عام 2020 الأولى في استخراج النفط ، هذه الاكتشافات الجديدة ستعطي الولايات المتحدة الأمريكية منذ العام 1952 استقلاليتها من الطاقة وبالتالي سوف تصرف نظر عن حروبها وصراعاتها مع الشرق الأوسط. وبالتالي هذا ما يفسر مغزى حديث أوباما إلى مجلة التايم الأمريكية منتصف شهر تشرين الثاني 2013 قائلاً: "هذا يعطينا حرية أكبر للحديث عن الشرق الأوسط الذي نريد أن نراه، والعالم الذي نريد أن نراه" هل هذا يعني بأن الولايات المتحدة الأمريكية ستترك الشرق الأوسط وشأنه ؟ بعض المحللين كفيودور لوكيانوف" رئيس تحرير مجلة روسيا في السياسة العالمية يقول إن الأمريكي لن يترك الشرق الأوسط وشأنه بسبب ضمان أمن الدولة العبرية كعنصر ثابت من ثوابت الإدارة الأمريكية وخوفها من أن تحتل الصين مكان أمريكا في الشرق الأوسط على صعيد شراء نفطها وقيام دولة الخلافة الإسلامية ضد العدوين اليهودي والمسيحي. وجورج فريدمان الرئيس التنفيذي لموقع ستراتفور الاستخباري الأمريكي يقول بمقاله خاصة بعد الاتفاق الأمريكي الإيراني الذي عبرت عنه الولايات المتحدة الأمريكية كبداية لتحالفات جديدة سنراها في عام 2014 بأن هناك هواجس لدى الكيان الصهيوني والسعودي من ذلك الاتفاق وأن الخطر الأكبر يتمثل في أنه كلما اتسع نطاق علاقات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة سيؤدي إلى التقليل من قدرة إسرائيل في استراتيجياتها ويضيف جورج بأن الكيان الصهيوني ما هو إلا كيان صغير وضعيف جرى تضخيم قوته لضعف جيرانه وبالتالي تخوف الكيان الصهيوني نابع من فقدان السيطرة الاستراتيجية الأمريكية، وبالتالي فقدانها للعملية السياسية في منطقة الشرق الأوسط، وخوف السعودي نابع من تراجع الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط وبالتالي تركه عارياً أمنياً وسياسياً. وهذا يسري على الدول التي تقع تحت السيطرة الأمريكية. حقائق أكدتها معاهد الأبحاث والدراسات التابعة لواشنطن. مع قرب انتهاء عام 2013 بدأ الربع الأخير من فصل الإجرام الصهيو السعودي انتقاماً من التحول الأمريكي نحو تحولاته الجديدة من خلال إثارة النعرات الطائفية في سورية لعلها تصيب هذه المرة بقتل من هنا وذبح من هناك وتقطيع آخرين لا ذنب لهم إلاّ أنهم وطنيون بامتياز وليس لأي سبب آخر، وإلا أين نضع استهداف بيوت الله والعلماء المسلمين كالمفكر العلامة محمد سعيد رمضان البوطي والشيخ الدكتور أحمد صادق إمام جامع أنس بن مالك في حي الميدان والشيخ حسن البرتاوي إمام وخطيب مسجد الإمام النووي في دمشق من الطائفة السنية والأب فادي جميل الحداد الذي اغتالوه في مدينة قطنا إلى اختطاف المطرانين الارثوذكسيين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي في حلب ولايزالان محتجزين في تركيا حتى علماء التكنولوجيا كاللواء نبيل زغيب احد المسؤولين الكبار عن مشروع الصواريخ السورية اغتالوه أليسوا من الطائفة المسيحية إضافة إلى تفجير مبنى الأمن القومي السوري واستشهاد الضباط تركماني وراجحة وشوكت ولا ننسى استهداف المناطق المأهولة بالسكان كدمشق وحلب وغيرهم بالقذائف دون تحديد حي عن آخر وحول طوائفهم، على كل حتى معلولا ودير عطية والآن المدينة العمالية في عدرا بقاطنيها مسلمين ومسيحيين وحتى البنى التحتية لم تسلم من إجرامهم ، هذا يعني أن يد الإجرام الصهيو سعودي لا تفرق بين مسلم ومسيحي وبين الحجر والبشر ، لكنهم أكّفاء (عميان) لا يرون الحقيقة الواضحة وضوح الشمس أنهم سيفشلون كما فشل مشروعهم.

المصدر : الماسة السورية/ مها جميل الباشا


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة