تداولت الأوساط الإعلامية والأمنية أخطاء قاتلة وقعت فيها قناة الجزيرة القطرية في اللقاء الذي عرضته للإعلامي تيسير علوني مع من قال أنه زعيم جبهة النصرة في سورية الملقب بالجولاني. 

مصدر وثيق الصلة بفريق “جون ويلكس”، مسؤول الملف السوري في الخارجية البريطانية، أكد بأن الجهات المعنية بمكافحة الإرهاب في بريطانيا أجرت مطابقة مخبرية اليوم بين “بصمة الصوت” في المقطع الذي بثته “الجزيرة” من المقابلة مساء أمس والأشرطة الصوتية التي سبق أن نشرتها”مؤسسة المنارة البيضاء” للشخص المفترض أنه “الفاتح الجولاني” في وقت سابق من هذا العام، فتبين لها “عدم وجود تطابق بين البصمتين”!

هذه النتيجة العلمية، التي قد لا تخلو من الخطأ بسبب الفرق النوعي بين شريط مسجل في ستوديو لقناة ذات إمكانيات تقنية عالية وآخر مسجل في ظروف خاصة،عززتها مجموعة ملاحظات ظهرت جلية بعد أن بثت المقابلة كاملة مساء اليوم، أبرزها ما يلي:

أولا ـ إن الرجل متواضع الثقافة جدا في الأبجديات الإسلامية التي يفترض حتى بمسلم عادي أن يعرفها، من قبيل وصفه “السنة” بـ”الطائفة السنية” بدلا من “أهل السنة والجماعة” التي لم ترد على لسانه ولو لمرة واحدة في المقابلة، واستخدام تعبير “الأقليات” ـ وهو أقرب إلى لغة الصحافة والبحوث الأكاديمية ـ بدلا من”أهل الكتاب” أو ما يعادله من تعابير دارجة ومعروفة في الأدبيات الإسلامية، لاسيما منها التي تمثل الجماعات السلفية والتكفيرية!

ثانيا ـ ارتكب الشخص المفترض أنه “الجولاني” أخطاء فاحشة في المخارج النحوية، من قبيل نصب الفاعل ورفع المفعول به في حالات فاضحة يفترض حتى بمسلم عادي أن ينتبه لها، والقول “سبع أو ثماني رجال” بدلا من”سبعة أو ثمانية”، وهو خطأ لا يمكن أن يقع فيه مسلم متعمق ولو قليلا في الفقه والقرآن!

ثالثا ـ بدا من حديثه مضطربا وغير واثق مما يقوله، فضلا عن ضحالته في طريقة التعبيرعن الفكرة التي يريدها، وهو ما يناقض على نحو كلي قوة وجزالة التعبير والألفاظ والتراكيب التي كانت تظهر في الأشرطة المفترض أنها له. ولا يغير من حقيقة هذا الأمر أن رسائله الصوتية كانت مكتوبة بينما أداؤه في المقابلة عبارة عن حديث ارتجالي. كما أنه يوحي بأنه لم يتلق تعليما مدنيا أو حتى دينيا (شرعيا) إلا على نطاق محدود ومتواضع!

رابعا ـ عند الحديث عن أيمن الظواهري، كان لافتا أنه استخدم لقب”دكتور” وليس “الشيخ”، وهو أمر لا يمكن أن يستخدمه سلفي عادي، فكم بالأولى زعيم تنظيم أصبح مالىء الدنيا وشاغل الناس!؟

خامسا ـ أكد خبير في اللهجات أن لكنته ليست واحدة من اللكنات السورية المعروفة، بل هي أقرب إلى الخليجية، رغم أن فيها شيئا من “نغمة” لهجة أبناء المنطقة الواقعة ما بين الجولان ومحافظة درعا مع شيء من نبرة ضواحي دمشق الجنوبية. وهذا ما يمكن أن يكتسبه المرء من معاشرته لأبناء المنطقة.

لكن الخطأ القاتل الذي وقع فيه ، وقبله تيسير علوني، والذي يرقي إلى حدود “الفضيحة المهنية” التي ضبطت القناة و علوني بـ”جرم الاحتيال المشهود”، كما قال باحث في “المركز الأوربي لدراسات وأبحاث الشرق الأدنى في لندن” لـ”الحقيقة”، هو ساعة اليد التي ظهرت في معصمه الأيسر!!! فمن المعلوم أن المسلم الملتزم، فكم بالأولى السلفي الذي يقطع الرؤوس، لا يضع ساعة اليد إلا في يده اليمنى!! فكيف فات الأمر على صحفي عريق مثل علوني وقناته؟ هل لأن علوم الجريمة تؤكد أنه ما من جريمة كاملة، وما من عملية نصب إلا وتبقى ناقصة مهما كان النصاب بارعا!؟

تبقى الإشارة أخيرا إلى أن خلفية المكان الذي أجريت فيه المقابلة بدا كما لو أنه يخص دائرة حكومية أو فندقا. فهو أشبه بباب زجاجي كبير متعدد الأجزاء من النوع “السّحاب” على سكة. الأمر الذي يرجح أن المقابلة يمكن أن تجري في مقر إدارة المخابرات الأردنية أو فندق”فور سيزن” في عمان، الذي تتخذ منه المخابرات السعودية وفريق وكالة المخابرات المركزية المتعاون معها “غرفة عمليات” لإدارة المجموعات المسلحة في سوريا، لاسيما منطقتها الجنوبية!

  • فريق ماسة
  • 2013-12-19
  • 8674
  • من الأرشيف

أخطاء قاتلة ارتكبتها الجزيرة في لقاء تيسير علوني مع الجولاني..شخصية مزيفة ولعبة استخباراتية ناقصة

تداولت الأوساط الإعلامية والأمنية أخطاء قاتلة وقعت فيها قناة الجزيرة القطرية في اللقاء الذي عرضته للإعلامي تيسير علوني مع من قال أنه زعيم جبهة النصرة في سورية الملقب بالجولاني.  مصدر وثيق الصلة بفريق “جون ويلكس”، مسؤول الملف السوري في الخارجية البريطانية، أكد بأن الجهات المعنية بمكافحة الإرهاب في بريطانيا أجرت مطابقة مخبرية اليوم بين “بصمة الصوت” في المقطع الذي بثته “الجزيرة” من المقابلة مساء أمس والأشرطة الصوتية التي سبق أن نشرتها”مؤسسة المنارة البيضاء” للشخص المفترض أنه “الفاتح الجولاني” في وقت سابق من هذا العام، فتبين لها “عدم وجود تطابق بين البصمتين”! هذه النتيجة العلمية، التي قد لا تخلو من الخطأ بسبب الفرق النوعي بين شريط مسجل في ستوديو لقناة ذات إمكانيات تقنية عالية وآخر مسجل في ظروف خاصة،عززتها مجموعة ملاحظات ظهرت جلية بعد أن بثت المقابلة كاملة مساء اليوم، أبرزها ما يلي: أولا ـ إن الرجل متواضع الثقافة جدا في الأبجديات الإسلامية التي يفترض حتى بمسلم عادي أن يعرفها، من قبيل وصفه “السنة” بـ”الطائفة السنية” بدلا من “أهل السنة والجماعة” التي لم ترد على لسانه ولو لمرة واحدة في المقابلة، واستخدام تعبير “الأقليات” ـ وهو أقرب إلى لغة الصحافة والبحوث الأكاديمية ـ بدلا من”أهل الكتاب” أو ما يعادله من تعابير دارجة ومعروفة في الأدبيات الإسلامية، لاسيما منها التي تمثل الجماعات السلفية والتكفيرية! ثانيا ـ ارتكب الشخص المفترض أنه “الجولاني” أخطاء فاحشة في المخارج النحوية، من قبيل نصب الفاعل ورفع المفعول به في حالات فاضحة يفترض حتى بمسلم عادي أن ينتبه لها، والقول “سبع أو ثماني رجال” بدلا من”سبعة أو ثمانية”، وهو خطأ لا يمكن أن يقع فيه مسلم متعمق ولو قليلا في الفقه والقرآن! ثالثا ـ بدا من حديثه مضطربا وغير واثق مما يقوله، فضلا عن ضحالته في طريقة التعبيرعن الفكرة التي يريدها، وهو ما يناقض على نحو كلي قوة وجزالة التعبير والألفاظ والتراكيب التي كانت تظهر في الأشرطة المفترض أنها له. ولا يغير من حقيقة هذا الأمر أن رسائله الصوتية كانت مكتوبة بينما أداؤه في المقابلة عبارة عن حديث ارتجالي. كما أنه يوحي بأنه لم يتلق تعليما مدنيا أو حتى دينيا (شرعيا) إلا على نطاق محدود ومتواضع! رابعا ـ عند الحديث عن أيمن الظواهري، كان لافتا أنه استخدم لقب”دكتور” وليس “الشيخ”، وهو أمر لا يمكن أن يستخدمه سلفي عادي، فكم بالأولى زعيم تنظيم أصبح مالىء الدنيا وشاغل الناس!؟ خامسا ـ أكد خبير في اللهجات أن لكنته ليست واحدة من اللكنات السورية المعروفة، بل هي أقرب إلى الخليجية، رغم أن فيها شيئا من “نغمة” لهجة أبناء المنطقة الواقعة ما بين الجولان ومحافظة درعا مع شيء من نبرة ضواحي دمشق الجنوبية. وهذا ما يمكن أن يكتسبه المرء من معاشرته لأبناء المنطقة. لكن الخطأ القاتل الذي وقع فيه ، وقبله تيسير علوني، والذي يرقي إلى حدود “الفضيحة المهنية” التي ضبطت القناة و علوني بـ”جرم الاحتيال المشهود”، كما قال باحث في “المركز الأوربي لدراسات وأبحاث الشرق الأدنى في لندن” لـ”الحقيقة”، هو ساعة اليد التي ظهرت في معصمه الأيسر!!! فمن المعلوم أن المسلم الملتزم، فكم بالأولى السلفي الذي يقطع الرؤوس، لا يضع ساعة اليد إلا في يده اليمنى!! فكيف فات الأمر على صحفي عريق مثل علوني وقناته؟ هل لأن علوم الجريمة تؤكد أنه ما من جريمة كاملة، وما من عملية نصب إلا وتبقى ناقصة مهما كان النصاب بارعا!؟ تبقى الإشارة أخيرا إلى أن خلفية المكان الذي أجريت فيه المقابلة بدا كما لو أنه يخص دائرة حكومية أو فندقا. فهو أشبه بباب زجاجي كبير متعدد الأجزاء من النوع “السّحاب” على سكة. الأمر الذي يرجح أن المقابلة يمكن أن تجري في مقر إدارة المخابرات الأردنية أو فندق”فور سيزن” في عمان، الذي تتخذ منه المخابرات السعودية وفريق وكالة المخابرات المركزية المتعاون معها “غرفة عمليات” لإدارة المجموعات المسلحة في سوريا، لاسيما منطقتها الجنوبية!

المصدر : الماسة السورية


اكتب تعليق

كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة