دليل ماسة
أكثر الروابط استخداما
وصف رئيس فرع المهجر بهيئة "التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي" المعارضة، هيثم منّاع، مسؤول الملف السوري بوزارة الخارجية الامريكية السفير روبرت فورد بـ"بريمر سورية"،
وشكك في امكانية نجاح مؤتمر "جنيف 2" الشهر المقبل بسبب ما اعتبرها الصلاحيات التي يتمتع بها.
وقال منّاع لوكالة "يو بي آي" : " إن السفير فورد يتصرف وكأنه بول بريمر سورية، والذي دفعت الولايات المتحدة مئات المليارات من الدولارات لكي تنصّبه حاكماً على العراق بعد الغزو عام 2003، وتمنحه صلاحية تشكيل مجلس الحكم".
وأضاف "في أحسن الأرقام التي سمعناها من السفير فورد نفسه، لم تتجاوز المساعدات السياسية والإنسانية الاميركية إلى سورية المليار ونصف المليار دولار حتى الآن، ولا أدري في اقتصاد السوق الذي يُدافع عنه فورد كيف يمكن أن ينصّب نفسه بريمر سورية بهذا المبلغ؟".
وقال منّاع "أظن أن الشعب السوري أذكى من ذلك بكثير، غير أن مشكلتنا اليوم هي أن الصلاحيات التي يملكها فورد في تقرير مصير (جنيف 2) تتجه نحو افشال هذا المؤتمر من خلال اقتراحاته القائمة على المحاباة والموالاة، وليس على الكفاءات والقدرة الفعلية على تشكيل وفد معارض قادر على الدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب السوري".
واعتبر أن المأساة التي تعيشها سوريا اليوم "تتلخص بعبارة واحد هي أن هناك من يفكر بـ(جنيف 2) دون التحضير له ودون حمايته من أغلبية سورية حقيقية، ودون وفد وازن مقبول ومعقول من المجتمع السوري والعالم".
ورأى مناع أن الخطأ الأساسي "وقع في اللحظة الأولى، حين اتفق وزير الخارجية الامريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف على تقسيم العمل في قضية وفدي الحكومة السورية والمعارضة السورية".وقال "نحن نعرف أن الطرف الامريكي لم يكن يمتلك أي رؤية متماسكة أو اطروحات متزنة أو قدرة على التواصل البناء مع أطراف المعارضة السورية الوطنية الديمقراطية المدنية، وكان يفضّل باستمرار التعامل مع الطرف الذي يعتبره قابلاً للسيطرة". وشدد على أن الصوت السوري "لا يمكن أن يكون خاضعاً لمبدأ أُجراء لا شركاء في حالة "ثورية" كالتي تعيشها سوريا منذ قرابة الثلاثة أعوام".
وقال "تحاول عدة دول إقليمية اليوم أن تُعطي الوضع الميداني للجماعات الأكثر تطرفاً في المعارضة السورية المسلحة وتحت أعين الأطراف الدولية الراعية لمؤتمر (جنيف 2)".
وتابع "و اتضح ذلك في الاجتماع الأخير لما يُسمى المجموعة الأساسية لأصدقاء سورية في لندن، حيث كانت المواجهة مباشرة بين الوفدين الامريكي والقطري، في حين اكتفى السفير السعودي في العاصمة البريطانية، الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، بمراقبة المشهد بسعادة".
وتساءل منّاع "كيف يمكن أن تكون طبخة الجبهة الاسلامية السعودية ـ القطرية قد مرّت دون تواطؤ أميركي؟ وكيف يمكن أن تتحدث في سورية لكل السوريين مع جماعات تريد تقسيم البلاد وفق انتماءاتها المذهبية وفي اطار برنامج طالباني؟".
وقال "أليس من المضحك أن يتراكض السفير فورد للاجتماع بالجبهة الاسلامية وترفض هي ذلك، وفي وقت يُقاطع فيه وحدات حماية الشعب ذات البرنامج المنسجم مع (جنيف 1)، وهيئة التنسيق الوطني الأب الروحي للحل السياسي في سوريا على أساس اعلان جنيف"، على حد وصفه.
وتابع "كيف يمكن أن نصدّق أن من يقوم بمثل هذه التصرفات يريد انجاح (جنيف 2)؟، مما جعلنا نستبعد امكانية انعقاد المؤتمر في الموعد المحدد يوم 22 كانون الثاني المقبل بتحضيرات من هذا القبيل".
وأضاف منّاع "لدينا أيضاً معلومات أكيدة بأن النظام في سوريا يتحدث منذ ثلاثة أسابيع عن تأجيل (جنيف 2)، لكننا الآن في الزاوية لأن سياسة الفريق الامريكي تضعنا في خيار بين محرقة افشال المؤتمر وبين المطالبة بتأجيله، بعد فشله في أن يكون صديقاً حقيقياً للمعارضة الديمقراطية المدنية في سوريا".
وقال "إن السوريين قادرون على الوصول إلى وفد مشترك وبرنامج مشترك لمؤتمر (جنيف 2)، ولكن بدون موبايلات وبدون خواجات كما دعونا أكثر من مرة من قبل".
وحول صعود "الجبهة الاسلامية"، قال منّاع "هذه الجبهة تم انشاؤها بموجب مبادرة في الرياض، وإذا كان لدى الامريكي مشكلة قانونية واخلاقية في التعامل مع جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام، فلا يمكن أن يفرض علينا أخواتهما غير المصنفة على قائمة الارهاب بعد".
المصدر :
الماسة السورية
اكتب تعليق
كل الحقول التي عليها علامة (*) مطلوبة